المنتدى الدولي: إيناس الثاني للمراكز البحثية، تونس، مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية CERES، 25 نوفمبر 2022


Télécharger le PDF 


في إطار النشاطات العلمية لمركز الدراسات والبحوث الاقتصادية والاجتماعية CERES، وبالتعاون مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية وبمشاركة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (فرع تونس)، انعقد منتدى دولي: "إيناس الثاني للمراكز البحثية" بتاريخ 25 نوفمبر2022 وهو المنتدى الذي تم تنظيمه في دولة تونس بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتأسيس هذه الشبكة بعنوان "مراكز ومؤسسات البحث العلمي: القضايا الراهنة ومسارات التفكير". وتمثلت أشغال المنتدى في برمجة جلسات نقاشية مع الباحثين المؤسسين لهذه الشبكة ومدراء المراكز المنتمين لها.

استهلت الجلسة العلمية الصباحية بكلمة افتتاحية للمدير العام السيد يوسف بن عثمان، حيث أكد هذا الأخير على أهم ما جاء في تقييم المنتدى الأول المنعقد في جويلية 2021 بإسطنبول، وأشار إلى ضرورة العمل لتحقيق الأهداف المسطرة سابقا وأهمية التعاون الدائم بين مراكز البحث العربية والدولية التي تُعنى بالقضايا والمشاكل الراهنة، مركزا على البعد الاستراتيجي والإبستيمولوجي ودور العلوم الاجتماعية.

أشارت ماريس يونس رئيسة الشبكة الدولية في مداخلتها إلى التراكم المعرفي في مراكز البحث العربية، مع ذكر أهم استراتيجيات العمل المشتركة لإبراز الإنجازات التي حققتها الشبكة الدولية في فترة قصيرة والتي تمت بتظافر الجهود، سواء من العالم العربي أو خارجه بفضل إسهامات مراكز البحث العربية وتنظيم المؤتمرات والملتقيات العلمية واللقاءات مع الخبراء في المجالات الاجتماعية والثقافية، تأسيس فضاء للحوار الثقافي بين الباحثين وبرنامج القراءات ومنتدى التحولات الذي يتناول مختلف التغيرات الاجتماعية في العالم العربي. ورأت الباحثة أنه من المهم وضع خارطة طريق للبحث العلمي وتعزيز دور هذه المراكز في دراسة المجتمعات العربية. ونوهت كذلك بالنشاطات العلمية المنجزة في إطار المنتدى الأول والتي شملت مجموعة من المؤتمرات والملتقيات أسهمت فيها 80 مؤسسة علمية، كان هدفها إنشاء منصة ذات قاعدة علمية صلبة.

بدوره ألقى السيّد فوزي بن دريدي المنسق العام للشبكة الدولية والسيد مهدي مبروك مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بتونس – باعتبارهما ممثلي ومنسقي الشبكة- خطابا تناولا فيه مسعى هذه الشراكة المثلثية بين المراكز المنسقة من أجل بناء هوية جامعة للمؤسسات البحثية ومواجهة المعوقات لتسهيل بناء الاستقلالية والتطور المعرفي. ومن بين هذه المعوقات ما يلي:

  1. المعوق المعرفي المرتبط بالمخرجات المعرفية وتحديات التنمية في العالم العربي.
  2. مسألة الكينونة والهوية.
  3. إشكالية الاستقلالية في المراكز العلمية.

ثم تطرقت ماريس يونس رئيسة الشبكة الدولية في محاضرتها إلى ثلاثة جوانب منها:

  1. الإنتاج البحثي للمراكز، حيث تمثلت الضغوط التي تواجهها المراكز البحثية في تمويل المؤسسات العلمية من مؤسسات خارجية مانحة وضغوط المجتمع المدني على المراكز البحثية لمعالجة المواضيع والقضايا الاجتماعية المنتشرة، إلى جانب الضغوط الممارسة على الباحث على مستوى المقاربات والمنهجيات البحثية. وأخيرا، تضارب المصالح بين المؤلف والمجلاّت العلمية .
  2. التداول المعرفي بين الباحثين والذي يتطلب الاعتراف المعرفي للجماعة العلمية وفق شروط التداول المعرفي وهي: الانفتاح على النقد العلمي الموضوعي وتقبله بين الباحثين والجماعة العلمية والابتعاد على التحيز والتعصب وضرورة المناقشة والتكريم، بالإضافة إلى مراقبة ومساءلة وحوكمة المعرفة العلمية وفق رؤية قائمة على التنوع في المناقشة والتشبيك المعرفي.
  3. سبل التعاون المشترك الذي يتحقق من خلال إقامة التحالفات والمؤتمرات المعرفية والمشاريع البحثية المشتركة بين مراكز البحث في العالم العربي والتّعرف على المنتجات المعرفية للمراكز البحثية الأخرى. كما عالجت الباحثة أولويات البحث في المراكز العربية على أساس تحديد القضايا المعرفية واتجاهاتها الفكرية والقدرة على توفير موارد تمويلها. وفي الأخير، خلصت إلى جملة تساؤلات بغاية فتح مسالك بحثية جديدة.

تطرق الباحث صلاح الدين بن فرج من مجلس تنمية البحوث الاجتماعية في إفريقيا (CODESRIA) إلى التّحولات المعرفية التي عرفها المجتمع التونسي خلال 20 سنة الأخيرة والتغيير العميق الذي لحقه. وذكر بعض المؤشرات المرتبطة بالتّحولات الحاصلة في الدستور الجديد. وأكد على الحريات الأكاديمية في المراكز البحثية غير الحكومية. وبعد ذلك تناول خمسة أشكال من المؤسسات العلمية ممثلة في الجامعة، المراكز البحثية، الأقطاب التكنولوجية، المراكز التقنية والجمعيات العلمية. كما بيّن دور المراكز البحثية غير الحكومية في نشر المعرفة العلمية وأزمة مشروعيتها المعرفية، مشيرا إلى دور التحكيم المعرفي في مجال البحث، نشر الهياكل المعرفية وانفتاح على الجماعات العلمية من أجل الابتعاد عن الصور النمطية لهاته المراكز.

وفي الختام، كان لأعضاء "شبكة إيناس" وقفة تقييمية طرحوا خلالها العديد من الاقتراحات والتحديات التي تواجهها الشبكة في مسار تطورها. وصاحب هذه الجلسات نقاشات وتعقيبات المشاركين عبر تقنية التحاضر عن بعد، حيث تطرق معقّب الجلسة الأولى الباحث جيلالي المستاري من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، إلى أهمية دور البحث في الوطن العربي، مشيرا إلى بعض الجوانب من بينها التّحول الجيلي للمثقفين الأفارقة ومسألة توطين المعرفة في حقل الدراسات الإفريقية والاهتمامات اللغوية. وإلى جانب المشروعية المعرفية العلمية اليوم، تُطرح مشروعية اختيار المواضيع المدروسة وآنية المحلي في تداول المعرفة ومساءلة فاعلي المعرفة.

بعد ذلك تمت فعاليات الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الأستاذ فوزي بن دريدي، وفيها تناول الباحث عبد الحق الزموري مدير مركز أبعاد بتونس قضية صناعة الأولويات داخل المراكز البحثية العربية، مسلطا الضوء على مؤسسة أبعاد الدولية في جنوب إسبانيا فيما يخص الأولويات البحثية وصناعة العقول التي سوف تنشر قريبا اثنتي عشرة دراسة بحثية تُركز على السياسات العمومية. وتناول أهم المصطلحات التي تتضمنها مداخلته، من بينها (صناعة، سوق، مستقبل...إلخ)، وعالج أيضا أطروحة الانهيار التي أسست لتيار فكري متعدد التخصصات المعرفية، حيث تكمن أهمية هذا التيار المعرفي في ثلاثة جوانب منها انتشار مظاهر ضعف المجتمعات العربية، الأولويات البحثية الواسعة في المدخلات والمخرجات وأخيرا، القدرة على تحرير البحث العربي من الضغوطات المعرفية والأكاديمية.

وفي نهاية هذا المنتدى الدولي، خلصت الجلسات إلى الحاجة لإعادة التفكير في تفعيل المراكز البحثية بصورة موحدة وشاملة.

نوال سعدي

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran

95 06 62 41 213+
03 07 62 41 213+
05 07 62 41 213+
11 07 62 41 213+

98 06 62 41 213+
04 07 62 41 213+

Recherche