الحركة النسويّة المصرية بين الموروث الثقافي والنشاط السياسي )نساء ميدان التحرير نموذجاً(


إنسانيات عدد 74| 2016| المرأة في البلدان العربية: التغيّرات الاجتماعية والسياسية| ص.11-28|النص الكامل


Egyptian feminist movement: between the weight of cultural heritage and political activity: the case of Maydan Tahrir Women

The present work is based on a field study conducted in Cairo (Egypt) between the years 2012 and 2013 implicating 36 Egyptian women who joined in the "revolution" of 25 July 2011” by taking parts in sit-ins at MaydanTahrir.

The study is focused on five dimensions: family socialization and scientific education, cultural and religious heritage, political dynamics, revolutionary participation and the conflict between the "liberal feminist-women's movement" and the "Islamic feminist movement".

It is through this approach that we attempt to study the established rebellion in the family and educational environment of "Tahrir women". In addition, we pay interest to the various feminine and feminist currents present in the Egyptian society prior and after the “revolution of January 25" and shed light on the similarities and differences between the two women’s Islamic currents in Egypt.    


Hanin BARAZI, La Sorbonne Nouvelle Paris 3, Inalco, France.


 

مقدمة

تمَيّزت المشاركة النسائيّة في الثورة المصريّة لـ 25 يناير 2011 بالجرأة والتحدّي للأعراف والتقاليد الاجتماعيّة والدينيّة، وانصبغت أوّل الأمر بالطابع الوطني العام لتلك الثورة وتبني مطالبها وأهدافها (عَيش ـحريّةـ عدالة اجتماعيّة ـ كرامة إنسانيّة)، ثم سرعان ما أخذ الحراك النسائيّ يتبلور يوماً بعد يوم متّخذاً طابعاً نسويّاً بارزاً يسير بموازاة مع المطالب الثوريّة الاجتماعيّة والسياسيّة. استرعت هذه الظاهرة انتباهي ودفعتني إلى البحث في جذور سمات هذا الحراك والأسباب التي أفضت إلى بروز ذلك الطابع النسويّ المتمرد واحتلاله مساحة هامّة إلى جوار المطالب الثوريّة المعلنة.

اعتمدتْ الدراسة الميدانية للبحث على استجواب 35 شابة وسيدة بين عامي 2012-2013، تتراوح أعمارهن بين الـ 21 والـ 54 عاماَ، مثّلن غالبية الفئات والطبقات الاجتماعية (ليبراليات يساريات أخوات مسلمات)، متعلمات إلا ثلاثا بينهن كنّ أُميّات ثم تابعن دروس "محو الأميّة"، وهن عاملات، جميعهن شاركن في ثورة يناير 2011 واعتصمن في ميدان التحرير في القاهرة -المسرح الرئيسي للثورة-، لهذا كنّ "نساء التحرير".

"ذاكرة" الحركة النسوية المصرية

أثر عصر النهضة العربية في ولادة الحركات النسوية بداية القرن العشرين

من المؤكد أنّ لعصر النهضة العربيّة ـ (من حملة نابليون بونابرت على مصر في 1798 إلى بداية الحرب العالمية الأولى في 1914) ـ تأثيراً في تشكيل التربة الاجتماعيّة والثقافيّة الخصبة التي ساعدت على أول ظهور لبوادر حركة نسويّة تحرريّة مصريّة في (1919)، فقد شهد هذا العصر نهضةً ثقافيةً وانفتاحاً فكرياً نتج عن إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصًا، فتأثر مفكرو عصر النهضة العربية بفكر فلاسفة عصر الأنوار الغربيين، وبرزت أسماء كتّاب ومفكرين ساهموا بالدفع نحو تحرير المرأة عبر التعليم والعمل ورفع الحجاب، وكان من أهم تلك الأسماء كاتبان هما "رفاعة الطهطاوي" و"قاسم أمين".

وفي هذا المقام ينبغي التنويه إلى أن مصر لم تشهد ـ برأيي ـ في بدايات القرن العشرين حركة نسويّة واحدة انبثق عنها تيارات نسويّة أخرى، وإنما هي حركات متنافرة متعارضة كما سيأتي بيان ذلك لاحقاً.

التيار النسوي الليبرالي التحرري (1920-1952)

هدى شعراوي[1] (1879-1947) كرائدة لهذا التيار  

كان لحركة هدى شعراوي النسويّة دورٌ مركزيٌّ في التغيير الذي طرأ على أوضاع المرأة وبالتالي في التحول الهائل الذي مرّ به المجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين، وهذا ما تؤكده الباحثة "إلين فلايشمان" في كتاب" من التاريخ الاجتماعي للنساء والنوع ": "إنّ هدى شعراوي ساهمت في بروز طبقة نسائية كانت تختفي وراء الأسوار والنقاب، لا تستطيع أن تنال أي وجود لها في دنيا الأنشطة العامة والسياسية فأصبحت ظاهرة للعيان ولها في الساحة العامة أنشطة تتناقل الصحف أنباءها وإسهاماتها التي نالت عرفان الدولة ورجالات السياسة وأهل الأدب والفكر في ذلك الوقت...". تلقّت هدى تعليمها على أيدي مربيات أجنبيات[2] فأتقنت اللغة التركية والفرنسية مع معلمتها الفرنسية، بالإضافة إلى أنها حفظت القرآن لكنها لم تتقن العربية تماماً كما جاء في مذكراتها: "ختمت القرآن فظن من حولي أنني ملكت ناصية اللغة العربية والديانة ولكني في الحقيقة لم أستطيع قراءة شيء غير القرآن لأنه مشكل ولا أعرف من علوم الديانة إلا كيفية الوضوء والصلاة...".

في عام 1919 نظّمتْ وقادت أول مظاهرة نسائية ضد الاحتلال البريطاني. وفي عام 1923 أسّست هدى شعراوي "الاتحاد النسائي المصري[3]" وكان من أهم أهدافه كما ورد في مذكراتها: "رفع مستوى المرأة الأدبي والاجتماعي للوصول بها إلى حد يجعلها أهلاَ للاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق والواجبات...". 

في عام 1925، أصدرت هدى شعراوي مجلة باللغة الفرنسية اسمها "المصريّة" لتكون منبراً للحركة النسويّة التي ترأسها وأداة للتعريف بها خارج مصر. وفي حركة شخصية ذات دلالة بالغة قامت بخلع الحجاب لأول مرة حين عودتها من مؤتمر للمرأة في روما عام 1923 أمام جمع من مستقبليها.

ولدت الحركة "النسويّة" التحرريّة التي كانت " هدى شعراوي " رائدتها، من رحم النضال الشعبي الذي شاركت فيه المرأة المصرية ضد الاحتلال الانكليزي خلال ثورة 1919؛ وقد تحولت تلك الحركة إلى تيار قوي قادر على أن يحشد نساء الطبقة البرجوازية تحت شعاراته ومبادئه. تميزت رائدات هذا التيار بمستوى تعليم عالٍ[4] وإتقان لعدة لغات تعلمنها على أيدي مربياتهن الأجنبيات ومن خلالهن تعرفن على ثقافات أُخرى أو من خلال المدارس التبشيرية في مصر آنذاك .

"الأخوات المسلمات" الجناح النسائي لتيار تنظيم الإخوان المسلمين (1930-1954)

في مقابل النجاح اللاّفت والأصداء الواسعة التي حققتها حركة هدى شعرواي النسوية، أسّس حسن البنّا[5]، في 26 أبريل 1933، جناحاً للأخوات داخل تنظيم الإخوان المسلمين، سمّاه "فرقة الأخوات المسلمات"؛ ثم حدّد دور الأخوات الدعوي فيه ووسائل الدعوة في مذكراته "الدعوة والداعية" بهدف التصدّي لحركة هدى شعراوي "التحرريّة" .

عند تأسيس حسن البنّا لجماعة الإخوان المسلمين في عام 1928، كان الهدف الأساسي منها دَعَوياً أولاً وكان دور المرأة في تصور البنّا يقتصر على الإدارة المنزلية وتربية الأطفال[6]: "إنّ الإسلام جعل للمرأة مهمة طبيعية أساسية هي المنزل والطفل... "[7].

أشارت الباحثة رجاء سلامة في مقالتها "الفحل السياسي"[8] إلى موقف حسن البنّا من المرأة في مرحلة تأسيسه للجماعة: "فبمجرّد أن أسّس حسن البنّا جماعة "الإخوان المسلمين" سنة 1928، شنّ هجوماً على حركة تحرير المرأة، ودعا المرأة إلى القيام بأدوارها التقليديةّ: "فمهمّة المرأة زوجها وأولادها... أمّا ما يريد دعاة التّفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة، فنردّ عليهم بأنّ الرّجال وهم أكمل عقلاً من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق، فكيف بالنّساء، وهنّ ناقصات عقلٍ ودين"[9] لكن سرعان ما استدرك الإخوان أن تحديد دور "الأخوات المسلمات" بالدعوة لن يحقق الغرض المطلوب منه في محاربة نموذج المرأة التحررية المتعلمة الذي يتبنى في نظرهم المُثُل الغربية في تيار هدى شعراوي والذي بدأت نساؤه بالعمل والمشاركة السياسية وخوض تجارب اجتماعية. لذلك تم توسيع مهام "الأخوات المسلمات" وتعليمهن وسُمِح لهن بالعمل والمشاركة بهدف طرح نموذج مشابه للمرأة التحررية في أدائه، لكن بشكل إسلامي يراعي حجاب المرأة ومتطلبات دينها.

زينب الغزالي (1917 ـ 2005) كرائدة لهذا التيار

في عام 1938، وبطلب من حسن البنّا انضمّت الداعية زينب الغزالي لجماعة الإخوان المسلمين، لتقوم على تأهيل فرقة "الأخوات المسلمات" داخل الجماعة فكانت من أهم رائدات هذا التيّار للدور الذي قامت به داخل تنظيم الجماعة على مدى أعوام طويلة إلى يوم وفاتها في عام 2005.

تعلمت زينب في مدارس حكومية، كان والدها من علماء الأ زهر، توفي وهي في العاشرة من العمر، كافحت من أجل إكمال تعليمها رغم اعتراض أخيها الأكبر. انتسبت إلى الإتحاد النسائي الذي أسسته هدى شعراوي في عام 1923، وأصبحت زينب من أعضاء الاتحاد البارزات بصوتها القوي في المطالبة بحقوق المرأة .

تركت زينب الغزالي الاتحاد النسائي إثر حادثة شخصية وأسست "جمعية السيدات المسلمات" قبل أن تنضم في النهاية إلى جماعة الإخوان المسلمين في عام 1938 بطلب من حسن البنّا.

تجدر الإشارة هنا إلى الطبيعة الإشكاليّة التي تقابلنا عند تصنيف نشاط "الأخوات المسلمات"، فبالنظر إلى المفهوم الاصطلاحي لا يمكن تصنيف نشاط  الأخوات المسلمات بـ "النسويّ " لتناقض مفهوم "النسوية"[10] مع الفكر الإخواني الذي تتبناه الأخوات، فـ "الأخوات المسلمات" بمثابة "مجندات" داخل الجماعة لخدمة صالح الجماعة، يتلقين التعليمات من السلطة العليا (مكتب الإرشاد)، تتعارض رؤيتهن لحقوق المرأة مع رؤية باقي فصائل النسويّات.

تختلف أراء الباحثين في تحديد نسويّة هذا الجناح، فمن وجهة نظر الباحثة ستيفاني لات[11] لابد من توسيع مفهوم "النسوية " (الفيمينيزم) الذي يرتكز على مطالب المساواة التّامة في الحقوق بين الرجال والنساء لكي يضم ظواهر نسائية جديدة في العالم الإسلامي تعمل على استقلال الفرد.

النشاط النسوي الرسمي (1952ـ 2011) بريادة النظام الحاكم

أحدثت ثورة 1952 تغييرات في نهج الحراك النسوي الذي كان قد بدأ في ثورة 1919، ليصبح هذا الحراك جزءاً من مشروع الدولة الوطني ممثَّلاً في كيان رسميّ واحد؛ بتوجيه ورقابة الدولة؛ وفي هذا الاتجاه قامت الدولة ببعض الخطوات الهامة كإتاحة التعليم المجاني والعمل للنساء من مختلف طبقات المجتمع ومن جهة أخرى تمّ منع الجمعيات النسائية التي كانت تنشط في مجال حقوق المرأة من أي نشاط سياسيّ أو غيره اقتصر نشاطها على المجال الخيري فقط. وبأمر من الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1966 تمّ استبدال اسم "الاتحاد النسائي" بـ " جمعية هدى شعرواي " ثم تم تشكيل "الإتحاد النسائي المصري" الذي أصبح المؤسسة الحكومية الرسمية التي تشرف وترعى النشاط النسوي والتي حرص نظام عبد الناصر على تقديمها كجزء من برنامج الدولة الاجتماعي والسياسي والشعبيّ آنذاك.

عبر الخطوات السابقة تم تأطير الحراك النسوي بما يتناسب مع سياسة الدولة وعلى الجانب الإيجابي مُنِحتْ المرأة الحق في الانتخاب وفي الترشح للمناصب العامة، كما عبّأت الدولة نساء الطبقة العاملة لتزويد قطاعها العام، وبهذا أصبحت المرأة جزءًا من مشروع الدولة الإصلاحي المفروض بضوابط سياسية وأصبح حراكها من خلال مؤسسات الدولة لتنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي الذي حملته ثورة 1952. من هذا التاريخ بدأ "التيار النسوي الرسمي" ينشط ويتطور ضمن الإطار الذي رُسِم له داخل الأنظمة السياسيّة التي توالت على مصر حتى نهاية حكم مبارك في فبراير 2011. وفي عهد حسني مبارك تم تأسيس المجلس القومي للمرأة[12] برئاسة سوزان مبارك ليكون الواجهة الحكومية للنشاط النسوي.

المرأة المصرية والمجتمع قراءة، في ثورة يناير 2011

كان حضور النساء الكثيف ومشاركتهن الفعّالة أثناء الثورة لافتاً للانتباه في مجتمع ـ من المعروف عنه ـ أنه ذكوري، تقليدي، يهمّش دور المرأة ويحرمها الكثير من حقوقها، مجتمع تتشكل ذهنيته العامة على القيم الدينية وعلى الموروث الثقافي بالإضافة إلى هيكله السياسي المبني على عقود من السلطة العسكرية؛ لكنه في الوقت ذاته مجتمع ما زال يحمل في ذاكرته الحيّة ثلاث ثورات (ثورة عرابي 1881[13]، ثورة 1919، ثورة يونيو 1952) كان للنساء في بعضها دورٌ بارز هو أيضاً مجتمع تعَرَّض "لغزو" العولمة بكل تقنياتها ووسائل التواصل الحديثة التي وفّرها (انترنت، فيسبوك، تويتر) فكان لها دور كبير في تعميق الوعيّ الاجتماعيّ، ما أوجد أرضيّة خصبة للتفاعل بين أطياف مختلفة من الشعب المصريّ. وفيما يخص مشاركة المرأة بشكل عام، ومدى انخراط الحركات النسويّة، في ثورة يناير فقد أمكن رصد جملة من الملامح عن قرب، وعبر آليات البحث الميداني، أهمها:

1ـ التجاور في مشهد الثورة، بين الفئات "النسويّة" والنسائيّة الأخرى المختلفة، بتنوعها العقائدي والحزبي والنضالي، فكانت هناك "الليبراليات[14]"، وإلى جوارهن الأجنحة النسائية لتيار الإسلام السياسيّ على اختلاف تكويناته (الأخوات المسلمات والسلفيات).

2ـ استعادة هدى شعرواي مكانتَها مباشرة في أول تظاهرة نسائية بعد ثورة يناير 2011 حيث كانت حاضرة من خلال صورها التي ملأت الميادين، فقد عادت الجمعيات التي تمثل هذا التيار إلى نشاطها، فكان التيار حاضراً مشاركاً في ثورة 25 يناير، ثم ناشطاً بعد الثورة من خلال شخوص نسويّة متعلّمة ناشطة "برجوازيّة" تقوم على إدارة جمعيات مؤسسة قبل الثورة تعمل على تنمية وتوعية المرأة وتغيير الصورة النمطية المتجذّرة في الثقافة السائدة عنها. انتشرت هذه الجمعيات بكثافة في مصر وتعددت اختصاصاتها، منها مؤسسة "المرأة الجديدة"[15] ومؤسِستها (آمال عبد الهادي)، مؤسسة "المرأة والذاكرة"[16] (هدى الصدة)، جمعية "نهوض وتنمية المرأة"[17] (إيمان بيبرس). ثم ولدت مؤسسات حداثية بعد الثورة كمؤسسة "نظرة"[18] (مُزن الحسن) التي تعمل على إدماج قضايا النسوية والنوع الاجتماعي في المجال العام والخاص في المجتمع، حركة "بهية يا مصر"[19] شعارها "حريتي هي كرامتي" (إيناس مكاوي)هدفها العمل على ترسيخ حقوق المواطنة.

3ـ على الطرف الآخر، عاد نشاط الجناح النسائي لجماعة الإخوان المسلمين بشكل لافت بعد ثورة يناير حيث تابع الاخوان المسلمون نشاطهم السياسيّ بعد ثورة 25 يناير من خلال حزب "الحريّة والعدالة " وخاض الحزب أول انتخابات لمجلس الشعب ـ بعد الثورة ـ في يناير 2012 فحصد غالبية المقاعد البرلمانية.

4 ـ غياب "نسويات" "المجلس القومي للمرأة"[20] عن مشهد الثورة، فنساء ذلك المجلس كنّ يمثّلن في نظر الكثير النظام الذي قامت الثورة ضده وعملت على إسقاطه.

"نساء التحرير" في الميدان

فيما يلي بعض الجمل التي وردت في شهادات "نساء التحرير" اخترت أن أبدأ بها لشدة تعبيرها عن المشهد النسوي بتنوع انتماءاته أثناء ثورة 25 يناير 2011:

ياسمين حسام الدين 25 عاماً: (من أسرة مسلمة، محامية من الفيوم، موظفة في مؤسسة "سيدا" الحقوقية للدفاع عن الحريات وحرية الفكر والتعبير، عضو في حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي" و"أمين لجنة الحريات" في وحدة الفيوم، وعضو اللجنة المركزية): "الثورة كسرت حاجز الخوف فينا، في بداية المظاهرات اعترض أهلي على نزولي إلى الشارع، بعد الثورة أصْبَحتْ ياسمين حاجه حلوه، ياسمين دي مناضلة، ياسمين دي ثوريّة"[21]

هاجر صلاح الدين 28 عاماً: (من أسرة مسلمة من الصعيد، طبيبة بيطرية، عضو في المجلس القومي للمرأة بعد الثورة، عضو في حزب الدستور "محمد البرادعي"، من مؤسسي حركة "شبرا حلم بكره")[22] "أنا قبطيّة مسلمة نزلت الميدان وما رجعتش من ساعتها"[23].

نيرفانا سامي 21 عاماً[24]: (من أسرة قبطية طالبة في كلية الصحافة، مسؤولة البرنامج التعليمي في جمعية من أجل حقوق المرأة، عضو مؤسس في حركة "اتكسفوا"، "شفت تحرش") "بدأ الموضوع يكبر في داخلنا : أنتِ امرأة، أنتِ حرّة، يجب أن تتمردي على قيود المجتمع، على القائمين على الحكم، تتمردي على الأديان، ليس معناه أن نصبح جميعنا ملحدات، لكن أن نفهم الدين بشكل صحيح، الدين عائق لتحرير المرأة لو نظرنا للأديان الثلاثة".

جاكلين اسكندر 43 عاماً[25]: (من أسرة قبطية، علم اجتماع، موظفة في مشاريع التنمية في الجمعيات الأهلية، مدونة ومؤسسة لصفحة ضد الكنيسة الارثوذكسية "لن ينسى التاريخ موقف الكنيسة من الثورة"، عضو في جمعية "جوك") "في وقت معين كنت قد أحسست أن الحياة لم يعد لها معنى وأنّ ما أفعله هو عبارة عن قليل من المقاومة للقدرة على العمل؛ لكن الثورة التي حصلت برغم ما كان فيها من آلام وأحزان جعلتني أحس أن هناك أملا وأن هناك حياة ثانية ممكنة".

هند خطاب 24 عاماً[26]: (من أسرة مسلمة، طبيبة، مسؤولة في العلاقات الدولية في شركة محاماة تعمل على مشاريع خاصة بحقوق الإنسان كمشروع "المواطنة" و"ازدراء الأديان") "قررت يوم 26 يناير أن أخرج من البيت وما ارجعش، وخرجت ومارجعتش لحد اليوم".

إنّ فرضيات البحث الذي أجريته بقيت فترة طويلة قيد الاختبار والمراجعة في ضوء النتائج والتحولات التي كان يسفر عنها تطور الشأن المصري نفسه، وفي هذا الضوء نسجل الملاحظات التالية:

أ ـ اختلفت ملامح المشهد الثوري الذي ضمّ التيارات "النسوية" بعد مرحلة المدّ الثوري العارم خلال الـثمانية عشر يوما الأولى، فلُحمة الثورة التي كانت تجمعها انقلبت إلى تنافر وتعارض، بل وظهر تناقض جذري بين التيار النسوي "الليبرالي"[27]، وبين الجناح النسائي لتيار الإسلام السياسي "الأخوات المسلمات" ما فتئت حدته تزداد يوما عن يوم.

ب ـ كان نجاح الإخوان المسلمين لأول مرة في حصد معظم مقاعد مجلس الشعب في أول انتخابات نيابية بعد الثورة، إيذاناً بالتضحية بكل المكتسبات التي حققتها المرأة المصرية في رحلة نضالها نتيجة مطالبة عضوات مجلس النواب من أعضاء جماعة الإخوان إجراء تعديلات على بعض قوانين الأحوال الشخصية التي تخص المرأة كتحديد سن زواج الفتاة وحق الخلع وقانون حظر الختان، وهي جملة القوانين التي اعتبرها "التيار النسوي "الليبرالي" مكاسب تحققت عبر نضال طويل .

وهنا يجدر التنويه بأن مصطلح ومفهوم النسوية "الفمينيزم" مرفوض لدى الأخوات، أولاً لما يحمله من دلالات غربية ومن مطالب في المساواة "تخالف حكمة الله في خلقه للأنثى والذكر" كما جاء في شهادات بعضهن، فبالنسبة لهن لا ظلم واقع على النساء بل على العكس إنّ حقوقهن محفوظة لمجرد انتمائهن للتيار الإسلامي وليس لديهن أي اعتراض على الأحكام الفقهيّة والشرعيّة؛ لأنها تصب في مصلحة النساء. وفي هذا السياق قالت الأخت المسلمة هدى عبد المنعم، 55 عاماً، وهي من أسرة مسلمة، محامية في النقد والدستورية والادارية العليا، ناشطة حقوقية وسياسية، أمينة المرأة في حزب الحرية والعدالة، عضو في جماعة الاخوان المسلمين [28]: "لكي تأخذ ناشطات الحركة النسويّة حقوقهن يجب عليهن أن يكن موضوعيّات ويُقْرِرْنَ أن الله قد أعطانا حقوقاً ينظرُ إليها الغرب الآن بعين الحسود، فالرجل ملزم أن ينفق على المرأة في الإسلام، حتى قارورة العطر الذي تضعه المرأة ملزم أن يشتريها لها، وللمرأة أن تحتفظ بمالها لنفسها، فذمة المرأة المالية منفصلة، مكاسب كبيرة يحققها فيها الإسلام للمرأة، ونحن نصر على الحفاظ على هذه المكاسب. لن تتغير حالياً منظومة الأحوال الشخصية...، كل أحكام الشريعة الإسلامية تؤدي إلى الحفاظ على حقوق المرأة...، لا يوجد إقصاء للمرأة".

من خلال ما تعتبره الإسلاميات "ميزات حققها الإسلام للمرأة"، هو عينهُ ما يناضل ضده التيار "العلماني/الليبرالي" الذي يرى أن حقوق المرأة مسلوبة ويجب النضال من أجل المساواة والحرية، وهذا ما أدخل غالبية النساء والناشطات النسويات ضمن التيار التحرري والنسويات أعضاء المجلس القومي للمرأة في مواجهات عنيفة مع النائبات الإسلاميات بعد الثورة، فقد كُنّ يأملن أن يصدر عن النائبات الإسلاميّات إنجازٌ يتناسب مع مطالب النساء بعد الثورة. لهذا اشتد الصراع لدرجة أدخلت "الإسلاميّات" في عزلة مقابل باقي الفئات النسائيّة والنسويّة الناشطة فأصبح المشهد كالتالي:

ج ـ هناك كتلتان رئيستان، الأولى تجمع تحت مظلتها غالبية الفئات من النساء الناشطات مما ساعد على وحدة الحراك في مواجهة الكتلة الثانية التي جمعت غالبية الإسلاميات. قالت نيرفانا سامي من كتلة "الليبراليات": "الأخوات المسلمات هم أخوات لبعض بس مش أخوات ليّ...، بالشكل ده أنا ما ليش أخوات، أنا شخصية حرّة، أخواتي هم اللي كانوا معايَ بالميدان، أخواتي هم الأحرار...".

د ـ استطاع النشاط النسويّ الرسميّ" ممثلاً في المجلس القوميّ للمرأة الذي يمثل السلطة، في فترة زمنية لم تتجاوز العام استعادة موقعه من خلال إحياء أنشطته واستطاع أن يضم إليه فيما بعد بعض الناشطات من "نساء التحرير" اللاتي رأين فيه كياناً رسمياً من الممكن أن يساعد على تحقيق مطالبهن.

ومع ذلك فإنّ العديد من النساء المستجوبات يصرّحن بفقدان الثقة في المجلس القوميّ للمرأة، بل ويؤكدن أن القوانين التي بذل المجلس جهداً لتعديلها لصالح المرأة لا يُعْمَل بها وبقيت معطّلة من الجهاز القضائي. قالت ياسمين:" أما الحراك النسوي الذي كان في عهد حسني مبارك تحت إشراف سوزان مبارك لا يعدو أن يكون مسرحيات شكليّة ليس لها أثر ولا تطبيق فِعْلي على أرض الواقع...، لأن المحاكم ورجال القانون كانوا يرون أنها كماليات، يتعاملون معها على أنها نصوص جامدة لا يجب تطبيقها، على أساس أن المرأة ليست معتبرة من أهميّات المجتمع".

خاض المجلس القومي للمرأة بعد استعادته مكانته تدريجياً خصومات ضد الأخوات المسلمات، فنساء المجلس القومي للمرأة كنّ ـ من وجهة نظر نساء الإخوان المسلمين ـ يمثّلن نظاماً "علمانياً" عادَى الإخوان، يعبرن عن سلطة لاحقتهم وزجّت بهم في السجون. ورغم تغير الأحوال والأدوار بعد نجاح الإخوان المسلمين في انتخابات عام 2012، ووصولهم إلى الحكم إلا أن نساء المجلس القوميّ للمرأة استطعن استعادة إدارة المجلس برئاسة ميرفت التلاوي[29] في 2013 ـ بعد أن كانت أول أمين عام للمجلس في عام 2000 ـ وألبسنه حلّة جديدة، فيها تطلعات الثورة ومطالب النساء الناشطات من أجل الحقوق والحريات، وأصبح المجلس كياناً رسمياً يمنح نساءه الشرعية في المشاركة بالتغيرات والتصدي لنهج الإخوان السياسي الجديد للدفاع عن حقوق المرأة في مواجهة "الإسلاميين". استطاع المجلس القومي للمرأة بعد عودته إلى مواقعه جذب بعض شابات الثورة للانضمام إليه. رأت فيه هؤلاء الشابات بوابة للوصول إلى مواقع القرار والمناصب للتغيير، منهن "هاجر صلاح الدين" طبيبة بيطرية، قالت هاجر: "المشكلة التي واجهتها أنني كمهاجر كنت أرغب في أن أنظّم نفسي في كيان حزبي كي أبدأ بطريقة مدروسة، فالهدف من حركة الأحزاب أن انتقل من دور المتفرج إلى دور المشاركة في صنع القرار لتحقيق مطالب الثورة مع الوقت وجدت أن آليات الحركة في انجازات الحزب كانت بطيئة بالنسبة للغليان الذي كان يعيشه الشباب فتقدمت باستقالتي من الحزب" بعدها انضمّت هاجر إلى المجلس القوميّ للمرأة. (لقاء مارس 2013).

أما فيما يتعلق بالنساء والفتيات اللاتي أتيحت لي فرصة لقائهن فقد تابعن النضال بعد الثورة عبر ما يعتبرنه أولويات، من خلال انتسابهن لأحزاب سياسية تشكلت بعد الثورة أو جمعيات نسوية ناشطة في حقوق المرأة أو من خلال مؤسسات تعمل في مجال التنمية والتوعية البشرية أو من خلال أنشطة فنية مسرحية تعالج قضايا ومشاكل المرحلة أو فنية سينمائية أو إذاعية، وعبر إذاعات تكون صوتاً لشابات الثورة وشبابها تحفّز الهمم وتعمل على برامج التوعية السياسيّة والاجتماعيّة ومواكبة الحراك. ومنهن أيضاً من اخترن متابعة النضال عبر الحركات والحملات التي تنظم لمواجهة ومحاربة مشاكل اللحظة كالتحرش، حركات داخل الأحياء لتوعية الفرد بحقوقه السياسية والإدارية كحركة (شبرا حلم بكرا)؛ وقد رصدت حقول الأنشطة التي واصلت عبرها شابات ونساء هذا البحث أنشطتهن والتغيير الذي طرأ على حياتهن في المرحلة الأولى بعد الثورة مباشرة. (لا يتسع المقام في هذه المقالة لإيراد عينات من الأنشطة الفنيّة والتوعويّة المتعددة التي وردت بمكانها من البحث).

فمن مجموع 35 امرأة من "نساء التحرير" هناك 15 امرأة اخترن متابعة النضال بعد سقوط النظام من خلال الانتماء لأحزاب سياسيّة متنوعة تشكلت بعد الثورة؛ 10 نساء منهن تابعن من خلال النشاط في جمعيات تعمل على التنمية والتوعية البشرية؛ 3 نساء اخترن أن ينشطن في الجمعيات النسويّة للمطالبة بحقوق النساء؛ 6 نساء اخترن أن ينشطن في الجمعيات النسوية للمطالبة بحقوق النساء؛ 5 نساء اخترن الفن المسرحي والسينمائي كنشاط توعوي؛ 6 نساء من بين 16 محجبة خلعن الحجاب، و7 من 20 شابة غير متزوجة تركن منازل أسرهن في مدن متفرقة ليعشن في القاهرة مستقلات.

رؤية نساء التحرير للحركة النسوية بعد الثورة

لم تعمل غالبية "نساء التحرير"، بحسب ما صرحن به في مقابلاتي معهن، لا في أثناء الثورة ولا بعدها على تحقيق مكاسب شخصية أو فئوية، فالرؤية الفردية كانت معدومة ونضالهن كان بهدف إيجاد حلول سياسية تصب في مصلحة الوطن والمواطن. أما أنشطة الأخوات المسلمات فكانت تقتصر ـ بتوجيه  من جماعة الإخوان المسلمين ـ على النشاطات الخيرية التي تدعم الأُسر الفقيرة أو النشاطات الاحتفالية كحفل عيد الأم الذي تسنّى لي حضوره بدعوة من الأخت المسلمة هدى يوسف (50 عاما) وهي أمينة سر المرأة في حزب الحرية والعدالة في منطقة عين شمس.

وقد كان بين "نساء التحرير"، اللاتي استجوبتهن شبه إجماع على جملة من الأمور هي:

1ـ إنّ المرأة المصرية بإقبالها القوي على صناديق الاقتراع كناخبة شكلت بحق كتلة تصويتية، وأصبحت محطّ اهتمام مختلف الفئات السياسية لكسب أصواتها، فقد ارتفعت نسبة المشاركة النسائية في انتخابات الرئاسة لعام 2013 ـبحسب المركز المصري لبحوث الرأي العام "البصيرة"ـ إلى 83%، وبهذا يصبح دور النساء واضحاً في تقرير المصير السياسيّ للبلد رغم الجهل السائد بين بعضهن، حيث تُقدّر نِسَب الأميّة في صفوف النساء عام 2006 بـ 37% وترتفع نسبة الأميّة لدى النساء المعيلات لتصل إلى 86.3% من النساء في الريف و70%  من النساء في الحضَر ما يجعل من الأولوية تأهيلها وتوعيتها.

2ـ إن الظروف التي تعيشها مصر لا تحتمل مطالب الجمعيّات النسويّة التي تنادي بحقوق المرأة وحريتها، فالنساء هنّ مواطنات داخل الدولة، لهذا وجب إصلاح الدولة أولاً لكي يحصد المواطن رجلاً كان أم امرأة نتائج هذا الإصلاح.

3ـ إنّ المطالبة بحقوق النساء في الحرية والمساواة في ظل الأزمات التي يعيشها الوطن سيعرّض المجتمع إلى مواجهات بين التقليديين والليبراليين من الممكن أن تقسم وحدة الصفوف التي يحتاجها الوطن لتحقيق الديمقراطية والعدل، مطالب الثورة الأساسية.

4ـ إنّ المطالبة بحقوق النساء يعرّض فئة الناشطات ممن يناصرن الفكر التحرري إلى العزلة داخل المجتمع لما يسبب مطلب الحرية من صدمة ومواجهة ضد الدين والعادات (هاجر)[30]، (جاكلين) [31]

5ـ التركيز على النشاط التوعوي السياسيّ والمجتمعيّ من خلال طرق متعددة كحلقات توعية (ندى قصاص)[32]، (ريم رفعت)[33] أو عبر الفن المسرحي كمسرح المقهورين[34] (نيفين)[35]، (رشا)[36]، (هبه هاني)[37]، ومن خلال السينما الوثائقية (نسرين)[38] وفن الغرافيتي (هبه حلمي)[39]. من خلال حركات لمحاربة مشاكل النساء الآنيّة التي تهدف إلى الحد من حريّة المرأة كعمليات التحرش بشكل عام والتحرش الجنسي الجماعي بشكل خاص: حركة "اتكسفوا" (نيرفانا)[40]، حركة "شبرا حلم بكره" (هاجر صلاح)، حركة "فؤاده"[41]، "حركة الاشتراكيين الثوريين" (عبير)[42]، دعاء)[43]، (هبه حلمي)، حركة "بصمة"[44] (نهال)[45]، حركة "شفت تحرش"[46]، ونشاط توجيهي "خطوة للمستقبل لمحو الأمية والتوعية "[47] (صباح)[48]، (جاكلين، سميرة)[49]، (أسماء)[50]، (عبير)[51]، (بدور)[52]، حملة "نفسي"[53]، حركة "مُصِرّين"[54]، "تحرير بودي جارد"[55]، مسرحية "إيدي على كتفك"، حلقات التوعية السياسية والحقوقية (هند، إسراء، دعاء، هبه، عبير، نهال، ياسمين، نيرفانا)، (دينا)[56]، (ندى عزيز)[57]، (ماسه)[58]، وورش العمل (ندى عزيز، ماسه، ريم، دينا، نيفين، رشا). التي رأيتها وتابعت أنشطتها على أرض الواقع بهدف توعية نسوية.

6ـ يرى هذا التيار الشبابي أن الدين ليس عائقاً في مسيرة التوعية ولكن فهم المتدينين الخاطئ لدور المرأة وانقياد المرأة لهذا المفهوم هو السبب في تحجيم دورها (رشا، ريم، نهال، هاجر، عفاف)[59] لكنهن لا يذهبن لحد المطالبة بقراءة نسوية للنصوص الدينية كما فعلت نساء الحركة النسوية الإسلامية الدولية من أمثال أميتة ودود[60] وأسما برلاس[61] وزينة أنوار[62] اللتان طالبتا بحقوق المرأة داخل إطار إسلامي[63].  

7ـ أجمعت أغلب النساء والشابات المستجوَبات من غير الإسلاميّات بمن فيهن القبطيات على أن تخطي عقبة العادات والتقاليد أصعب بكثير وأشد إشكالية من الدين، فهي تتطلب التخلي عن الهويّة الثقافيّة (ندى عزيز، ياسمين، ميساء[64]، هاجر، نهال، إسراء[65]، هبه، جاكلين، صباح، عفاف) [66].

خاتمة

تعرضت الحركة النسويّة على مدار السنوات الماضية لتحديات كثيرة تأثراً بالأزمات السياسيّة والاجتماعيّة التي مرّت، وما تزال تمر بها مصر، ما أدى إلى انحسار أنشطتها وفعالياتها. فالتغيرات السياسية في مصر حتى الآن مُحبطة لكثير من "نساء التحرير"، لكننا ـ رغم هذاـ نلاحظ جيلاً جديداً من النسويات الشابات مصمماً على المضي في طريقه رغم العقبات السياسية الهائلة من أجل تحقيق تغيير حقيقي على صعيد قضايا المرأة يلبي أهداف ثورة 25 يناير 2011. إنّ التجربة التي تحياها "نساء التحرير" حالياً رغم المصاعب هي ـبرأيناـ نقطة تحول وبداية لتغيير جذري في حياة نساء مصر.

ببليوغرافيا

جرجي، زيدان (2012)، تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة.

البنا، حسن (2011)، مذكرات الدعوة والداعية، دار الدعوة، الإسكندرية.

بن سلامة، رجاء (2004)، الفحل السياسي، العدد 9، منشورات مجمع الباحثات اللبنانيات.

رسالة المرأة المسلمة، الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، اخوان ويكي.

أنور، زينة (2010)، المرأة والمرآة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.

شعراوي، هدى(2013)، مذكرات هدى شعراوي، القاهرة، مدينة نصر، كلمات للترجمة والنشر.

Barlas, A. (2002), Femmes musulmanes et oppression : lire la libération à partir du Coran, Texas, University of Texas Press.

Dayan-Herzbrun, S. (2005), Femmes et politique au Moyen-Orient, Paris, l’Harmattan.

Latte Abdallah, S. (2010), « Le féminisme islamique, vingt ans après », in Critique internationale, Presses de Sciences Po, n° 46, janvier.

Wadud, A. )1999), Qur’an and Woman: Rereading the Sacred Text from a Woman’s Perspective, 2nd Edition. Oxford: Oxford University Press.


الهوامش

 [1]شعراوي، هدى (2013)، مذكرات هدى شعراوي، القاهرة، مدينة نصر، كلمات للترجمة والنشر، ص. 67.

[2] Dayan-Herzbrun, S. (2005), Femmes et politique au Moyen-Orient, Paris, l’Harmattan, p. 157.

[3] شعراوي، هدى، مذكرات هدى شعراوي، كلمات للترجمة والنشر، القاهرة، مدينة نصر، ص. 169.

[4] Dayan-Herzbrun, S., Ibid, p. 167.

[5] حسن، البنّا (1906-1949)، مؤسس حركة الإخوان المسلمين في 1928 والمرشد الأول لهم.

[6] حسن، البنا (2011)، مذكرات الدعوة والداعية، دار الدعوة، الإسكندرية، ص .244.

[7] رسالة المرأة المسلمة، الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين، اخوان ويكي.

[8] رجاء، بن سلامة (2004)، الفحل السياسي، العدد 9، منشورات مجمع الباحثات اللبنانيات.

[9] حسن، البنا (2011)، مذكرات الدعوة والداعية، دار الدعوة، الإسكندرية.

[10] النسويّة بحسب معجم اكسفورد: هي المطالبة بالاعتراف بأن للمرأة حقوقًا وفُرَصًا مساوية للرجل، وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية

[11] Latte Abdallah, S. (2010), « Le féminisme islamique, vingt ans après », in Critique internationale, Presses de Sciences Po, n° 46, janvier, p. 12.

[12] تأسس المجلس القومي للمرأة بقرار رئاسي في عام 2000 برئاسة سوزان مبارك.

[13] جرجي، زيدان (2012)، تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، ص 275.

 [14]الليبرالية في مصر اكتسبت مفهوماً محلياً خاصاً تعني الانفتاح وتقبل الاختلاف الفكري، أي عكس كل ما هو فكر إسلامي كما جاء على لسان "نساء التحرير".

[15] مؤسسة المرأة الجديدة : منظمة مصرية نسوية غير حكومية، بدأت نشاطها عام 1984 بتشكيل مجموعة غير رسمية ثم تم تسجيلها عام 1991 كشركة مدنية غير هادفة للربح ثم كمؤسسة خاصة باسم مؤسسة المرأة الجديدة، تؤمن "المرأة الجديدة" بحق النساء غير المشروط في الحرية والمساواة، والعدالة الاجتماعية

[16] تشكلت جمعية "المرأة والذاكرة" المصرية عام 1995، على أيدي مجموعة من الباحثات والباحثين المهمومين بتغيير الصور النمطية للنساء في الثقافة السائدة ارتكازا على منظور النوع الاجتماعي (الجندر)".

[17] جمعية "نهوض وتنمية المرأة" : جمعية أهلية مصرية مستقلة ،تم تسجيلها في عام 1987 تعمل بشكل مباشر مع النساء المعيلات وأسرهن في أفقر مناطق القاهرة الكبرى (العشوائيات) ".

[18] نظرة للدراسات النسوية: مجموعة تهدف إلى تكوين حركة نسوية مصرية تؤمن بأن القضايا النسوية والنوع الاجتماعي هي قضايا مجتمعية وسياسية تؤثر في تطور المجتمعات وتحررها، وتعمل على إدماج هذه القضايا في المجالين العام والخاص في المجتمع" وتاريخ التأسيس 2011.

[19] حركة ضغط شعبية لإرساء حقوق المواطنة للرجال والنساء، تاريخ التأسيس 2011.

[20] أنشىء المجلس القومى للمرأة وفروعه بالمحافظات بقرار جمهورى رقم 90 لسنة 2000.

[21] (لقاء مارس 2013).

[22] شبرا حلم بكره" مجموعة من المتطوعين تكونت بعد الثورة من مختلف الأعمار بشبرا من أطياف مجتمعية مختلفة لا نعمل بتوجه سياسي أو ديني. نحلم بمصر أحسن متقدمة علمياَ وثقافياَ واقتصادياَ، يتمتع فيها الكل بحقوقه دون تميز على أساس ديني او جنسي وأن تسود العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية بين أفراد المجتمع ككل.

[23] (لقاء مارس 2013).

[24] (لقاء مارس 2013).

[25] (لقاء فبراير2012).

[26] (لقاء مارس 2013).

 [27]"الليبرالي" والليبرالية، بحسب "نساء التحرير" في هذا البحث هن المنفتحات على الثقافات والآراء المختلفة، لا ينتمين للفكر الإسلامي، بمعنى آخر أنهن "تحرّريات" ينادين بالحرية وقبول الإختلاف

[28] لقاء فبراير 2012 ومارس 2013.

[29] 2001-2007  (USG) الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا)، عضو لجنة الخمسين لإعداد الدستور المصري الجديد 2013، وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية 1997–1999، أول أمين عام للمجلس القومي للمرأة 2000–2001 سفير مصر في اليابان؛ 1993–1997، سفير مصر
في النمسا؛ 1987–1991.

[30] (لقاء مارس 2013).

[31] (لقاء فبراير 2012).

[32] ندى قصاص، 50 عاما، من أسرة مسلمة، آداب قسم وثائق ومكتبات، صحفية في جريدة صوت العرب ومجلة الموقف العربي، ناشطة سياسية ناصرية، من مؤسسي حركة كفاية، (لقاء مارس 2013).

[33] ريم رفعت 37 عاما، من أسرة مسلمة من القليوبية، كلية اقتصاد منزلي قسم ملابس جامعة حلوان، اختصاص من المعهد العالي للفنون الشعبية، مصممة أزياء شعبية في مشغلها الخاص.(لقاء فبراير 2012).

[34] مسرح المقهورين في مصر 2012: حالة فنية إبداعية، تهدف إلى التغيير من خلال التدريب على المواجهة وإدارة الصراع وتقبل الآخر، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بمسرح الشارع، من حيث بساطة المشاهد وارتباطها بالثقافة والحياة اليومية، بالإضافة إلى أنه يمكن إقامته في أي مكان ولكنه يختلف عن مسرح الشارع في المنهجية. انطلقت تجربة مسرح المقهورين في منتصف الستينات من القرن العشرين، حيث نشأ نشأة سياسية فنية على يد المخرج البرازيلي "أوجوستو بوال"، الذي تأثر في ذلك الوقت بتداعيات الوضع السياسي في أميركا الجنوبية، وامتلاك الديكتاتورية العسكرية زمام الأمور وممارستها كل أشكال القمع السياسي ضد السكان، حيث يعد نمطا لطرح المشاكل ومواجهتها من أجل الوصول لحل يضع حدا للصراع.

[35] نيفين وليم، 27 عاماً، من أسرة قبطية، أخصائية في علم النفس، مخرجة "إيدي على كتفك" مسرح المقهورين، عضو في مسرح البرجولا، ناشطة في برامج التوعية (لقاء فبراير 2012).

[36] رشا قناوي، 37 عاماً، من أسرة مسلمة من الصعيد، بكالوريوس تجارة، أمينة مكتبة في نادي الزهور، إحدى أعضاء "مسرح المقهورين" و"مسرح البرجولا"، نالت عدة جوائز عن كتاباتها للقصة القصيرة،  (لقاء فبراير 2012) و(مارس 2013).

[37] هبه هاني، 28 عاماً، من أسرة مسلمة، حقوق انكليزي، مستشارة قانونية في شركة "اتورني"، (لقاء فبراير 2012).

[38] نسرين الزيّات، 32 عاماً، من أسرة مسلمة من الصعيد، علم اجتماع، صحفية في روز اليوسف ومخرجة سينمائية، منتجة ومخرجة لفيلم عنبر 6 نالت عليه جوائز، (لقاء فبراير 2012).

[39] هبه حلمي، 43 عاماً، من أسرة مسلمة، فنون جميلة قسم تصوير زيتي، مصممة غرافيتي، عضو في حزب الإشتراكيين الثوريين، أصدرت كتاب 2013 عن فن الغرافيتي خلال وبعد الثورة بعنوان "جويا شهيد" لقاء في فبراير 2012 ومارس 2013).

[40] نيرفانا سامي، 21 عاماً، من أسرة قبطية طالبة في كلية الصحافة، مسؤولة البرنامج التعليمي في جمعية من اجل حقوق المرأة، عضو مؤسس في حركة " اتكسفوا"، "شفت تحرش " (لقاء مارس 2013)

[41] حركة "فؤاده" تأسست في 18 يونيو 2012، مبادرة حقوقية لرصد ومراقبة أداء مؤسسات الدولة تجاه قضايا المرأة وحقوق الإنسان.

[42] عبير يحي، 22 عاماً، من أسرة مسلمة، مدرسة إسلامية خاصة، علوم المعلوماتية، ماجستير في "المعلوماتية" عضو في حركة "الإشتراكيين الثوريين"، (لقاء مارس 2013).

[43] دعاء بسيوني، 26 عاماً، من أسرة مسلمة، علم نفس، ماجستير علم نفس، عضو في حركة "الإشتراكيين الثوريين"، (لقاء مارس 2013).

[44] تأسست "بصمة" في يونيو 2012، حركة اجتماعية تطوعية تهدف إلى تغيير كل ما يشوه المجتمع من جهل ورجعية ودعم وتطوير كل ما يخدمه في كافة المجالات.

[45] نهال سعد زغلول، 26 عاماً، من أسرة مسلمة، مهندسة، "سوليا" للحوار والتبادل الثقافي مع الغرب، عضو مؤسس في حركة "بصمة" (لقاء مارس 2013).

[46] مبادرة "شُفت تحرّش" تأسست في أكتوبر 2012، مجموعة ضغط تعمل على رصد وتوثيق ومكافحة جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات، وتوفير الدعم القانوني والنفسي لكل من تتعرض للاعتداء أو العنف البدني في الأماكن العامة.

[47] مؤسسة توعويّة ناشطة في مجال محو الأمية في المناطق القريبة من القاهرة كالخنكة ، تأسست في 12 يونيو 2013 .

[48] صباح اسكندر جيد، 43 عاما، من أسرة قبطية، علم اجتماع، عضو عامل في منظمة "جوك" و"ميداد " و"ممتك" (لقاء مارس 2013).

[49] سميرة رياض ميخائيل، 29 عاماً، من أسرة قبطية من اسيوط، ليسانس آداب، عضو في مؤسسة خطوة للمستقبل (لقاء في مارس 2013).

[50] أسماء فرغلي، 27 عاماً، من أسرة مسلمة من المرج، علم اجتماع، متطوعة في مؤسسة "خطوة للمستقبل" للتنمية ومحو الأمية في قرية "الهادي". ( لقاء مارس 2013).

[51] عبير صلاح حناوي، 28 عاما، من أسرة مسلمة، معهد كمبيوتر، عضو في مؤسسة "خطوة للمستقبل" (لقاء في مارس 2013).

[52] من أسرة مسلمة، معهد كمبيوتر، عضو في مؤسسة "خطوة للمستقبل" (لقاء في مارس 2013).

 [53]حملة "نفسي" تأسست في مايو 2012، تهدف للقضاء على التحرش الجنسي في مصر. من خلال عدد من المبادرات، هدفنها أن يبقي الشارع المصري مكانا آمنا لكل من فيه، بدون استثناءات.

[54] مُصرّين" ضم. اكسر وشدّ: تعاونية إعلامية خُلِقت من وسط أحداث الثورة في 26 يناير 2011 وتهدف لدعم جهود الإعلام الشعبي والنشاط الثقافي في مصر.

[55] "تحرير بودي جارد" تأسست في 2012 هي مجموعة متطوعين ومتطوعات لمحاربة التحرش من خلال تمكين وتفعيل دور المرأة في المجتمع، وحملات توعية لشتى أطراف المجتمع.

[56] دبنا أبو السعود، 36 عاما، من أسرة مسلمة، علم اجتماع ، مديرة فندق "ديناز هوستل" في وسط القاهرة، ناشطة في مجال حقوق المرأة. ( لقاء فبراير 2012).

[57] ندى عزيز، 27 عاما، من أسرة قبطية، أدب عبري، ماستر في آرامية التلمود الأورشليمي، مديرة لمقرات المعهد الديمقراطي المصري، مديرة راديو "محروسة" منسق عام لحركة "مصرية حر"، عضو في حزب الدستور (لقاء مارس 2013).

[58] ماسه أسامه أمير، 25 عاما من أسرة مسلمة، علاقات دولية من الجامعة الامريكية في الشارقة، باحثة في مؤسسة "نظرة" في برنامج "المدافعات عن حقوق الإنسان"، (لقاء مارس 2013).

[59] عفاف اسكندر، 47 عاما من أسرة قبطية، دورات محو أميّة، خياطة في الكنيسة لأخوة الرب (لقاء فبراير 2012).

[60] Wadud, A. )1999), Qur’an and Woman: Rereading the Sacred Text from a Woman’s Perspective, 2nd Edition. Oxford, Oxford University Press.

[61]  Barlas, A. (2002), Femmes musulmanes et oppression : lire la libération à partir du Coran, Texas, University of Texas Press.

[62] ناشطة ماليزية وإحدى المؤسسات لمنظمة "الأخوات في الإسلام" غير الحكومية التي تهدف إلى الدفاع عن حقوق المرأة في إطار إسلامي.

[63] زينة، أنور (2010)، المرأة والمرآة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ص. 15.

[64] ميساء إمام، 47 عاما، من أسرة مسلمة، معهد فني تجاري، عضو أمانة مدينة نصر لحزب مصر القوية (لقاء مارس 2013).

[65] إسراء نوح، 26 عاما، من أسرة مسلمة، طبيبة ناشطة في العمل العام، مقدمة برامج في إذاعة "محروسة" وعضو في الركن الليبرالي في معهد المصري الديمقراطي، ليبرالية (لقاء مارس 2013).

[66] عفاف اسكندر 47 عاما، من أسرة قبطية، دورات محو أميّة، خيّاطة في الكنيسة لأخوة الرب (لقاء فبراير 2012).

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche