الأساس الأسطوري لنهاية التاريخ

إنسانيات عدد 11 | 2000 | المقدس والسياسي | ص95-107| النص الكامل 


َAbdelkader BOUARFA : Enseignant, Université d'Oran, Institut de Philosophie,  31 000, Oran, Algérie


 

توطئة

مقولة "نهاية التاريخ" ليست وليـدة العصــر ، بل هي قديمة قدم الإنسـان ذاته. الإنسان الأول من الوجهة الأنثربولوجية اعتقد وآمن بفكـرة نهاية العالـم التي ترتبـط بالتاريخ.ولم تكن النهاية تتعدى عنده اليوم أو الشهر، بل ارتبطت من حيث الفكرة بالساحر والمنجم، ولعبت النبوءة دورا بارزا في بلورة هذه الفكرة.

كما احتضنت أساطير الشرق فيما بعد، بقوة هاجس النهاية ؛ فجلجامش يعتقد حصولها حين أكل نبتة الحياة، فيما تربطها الأسطورة اليونانية بالفعل الإنساني كما تعكسه أسطورة هيركيل والأعمال الإثنتا عشر.

و تدخل في الفكر الفلسفي مقولة نهاية التاريخ ضمن الأنساق الفكرية كمبدأ وغاية.فالفيثاغورية تربط نهاية التاريخ بالعدد ومبدأ الكثرة الذي يكون الكم المتصل والكم المنفصل.

أمّا أفلاطون فيرسي نهاية التاريخ على طرفي الجدل الصّاعد والنــازل، و انتصار المثال عـلى الشبح، و الفكرة على المادة،والخير على الشر...الخ. أمّا أرسطو فيرسم نهاية التــاريخ على قــاعدة القوة والفعل. فتحقيق السيــادة العالمية و أنسنة الأمم المتوحشة هي عنده الغاية من التاريخ كأحداث،لذا دفع الأسكندر المقدوني إلى فتــــح العالم القديم وفق هاجس التعالي و الجمع بين حكمة أثينا وقوة إسبرطة.

لدى الفكر الديني كم ارتبطت فكـــرة نهاية التاريخ دوما بانتصار مبــدأ الخير على الشـر، وقيام مدينة الأخيار على أنقاض مدينة الأشـرار. ونلاحظ ذلك جليا في "مدينة الإله" للقديس أغسطينوس (Saint Augustin) أو "آراء أهل المدينة الفاضلة" للفارابي.

و نجد في الفلسفة الحديثة تجلى فكرة نهاية التاريخ و بخاصة في الفلسفة المثالية الألمانية عند هـيجل (F.Hegel) الذي بناها على مبدأ الديالكتيك الذي ينتهي بإتحاد الأنا المتفوق بالعقـل في أكناف دولة العقـل[1].و من خلال التوطئة السابقة حاول فوكوياما أن يقدم عملا نظريا، حول نهاية التاريخ و الرجل الأخير.

إن مقولة نهاية التاريخ لم تكن نظرية فلسفية بحته، بل كانت لها جذور في الفكر الأسطوري الشرقي والغربي على السواء، لذا نطرح الإشكالات التالية:

ما الأساس الأسطوري لنهاية التاريخ كمقولة أو كفكرة؟ وفيما يتجلى الحضور؟ وهل يمكن أن نؤسس مقولة على قاعدة أسطورية؟ وهل غاب الإيديولوجي و حضر المعرفي أم أن العكس صحيح؟ وكيف يجب أن يتعامل العقل العربي مع مقولات النهاية؟ أم أن كل قول بالنهاية هو إقرار بالبداية؟

الأسطورة كاستثمار معرفي جديد

الأسطورة (Mythe) لفظة غير عربية على الأرجح تدل على الخرافة أي القول الذي لا صلة له بالواقع.و يعتقد دارسو اللغة أن أصلها فارسي، غير أن البعض يردها إلى اللغة العربية ويجعل إشتقاقها من الفعل الثلاثي سطّر بمعنى دوّن أو ألّف الخبر العجيب، وعليه فالأسطورة لغة هي التي تحمل سمة العجائبية. أمّا إصطلاحا، فهي تمثلات المخيال الثقافي، الذي ينبثق من صـراعات اللاّوعي البشري، كما يحاول ،أن يعرفها غوستاف يونغ(K.G.Jung) . وإذا كان يـونغ يربطها باللاّشعور الجمعي، فإن جورج سوريل (G.Sorel) ينظر لها على أنها تمثلات الوعي البشري أو بالأحرى الوعي الإجتماعي. أما كلود ليفي شتروس ((C.L.Strauss فإنه ينظر لها من خلال البنية المزدوجة التاريخية و اللاتاريخية.

ولخص الدكتور خليل أحمد خليل ماسبق في قوله «إن الردود الأسطورية بكل صورها، شكلت مرتكزا للفكر الغيبي، وكونت نوعا من العقيدة الكونية ومن ميتافيزيقية المطلق ومن فلسفات مثالية إقترنت بالسياسة والديانات» [2].

ومن هنا تنشأ العلاقة بين الأسطورة وفلسفة التاريخ، باعتبار الأسطورة هي ثالث وجه لرواية الحدث التاريخي بعد الكتابة الحجرية و الفن التعبيري(الرقص) (السحر). فالأسطورة كحقل فكري له خصوصياته لم يبرز للوجود إلاّ بعدما مهدت له فنون وعلوم، خاصة السّحر، الذي يعتبره أغلب من درسوا الفكر الميثولوجي على أنه حجر الزاوية في بناء هيكل الأسطورة. تصبح الأسطورة نفسها بعد ذلك إحدى أهم الممهدات للفكر الفلسفي، عندها نشأت علاقة بين الفكر الأسطوري والفكر التجريدي، يقول محمد عابد الجابري في السياق نفسه: « إذا كانت مرحلة السّحر قد مهدت لظهور الأسطورة، فإن هذه بدورها تمهد للفلسفة، وللفكر الفلسفي المتميز بالقدرة على التجريد و التعميم، والمنطقية و الإنطلاق من السببية و النقدية»[3].

لعل هذا القول يحاول أن يبين العلاقة الموجودة بين الأسطورة و الفلسفة و التي لا يمكن أن تنفصم بتباعد الزمان. فزمانية الأسطورة غير متوقفة عند نهاية معينه، بل زمانيتها تجري مع كل نهاية، لتجعل من النهاية بداية أخرى، و لقد عبر عن هذه الحقيقة عزيز العظمة حين قال: «...تجري في زمانية أسطورية تؤكد أسطوريتها وخرقهاا للعادة بالوحدات القياسية التي تستخدمها»[4].

- و الوحدات القياسية التي تحكم السياق السردي في الأسطورة، تشكل الرابطة أو الصلة بين حلقتي التاريخ: البداية و النهاية. ففلسفة التاريخ حاولت أن تضع البدايات الأولى للتاريخ، معتبرة ان الحدث البشري لمّا أصبح محكوما بالغاية أصبح حدثا تاريخيا. أما الفكر الديني فإنه يجعل من خطيئة آدم بداية التاريخ، كما يجعل من نزول المهدي المنتظر أو المسيــح معلما لنهايته، في حين يرى ماركس أن بداية التاريخ بدأت حين قال الإنسان: هذا لي (ملكي)، وسينتهي حين يقول : هذا لنا(شيوعية الكل).

إذن الأسطورة مرتبطة بالتاريخ، إرتباطا عضويا، ويقول عزيز العظمة في هذا المجال:

« فالتاريخ ليس إلا تلك الصّلة الدّنيوية بين البداية و النهاية»[5].

لكن ما الدافع إلى إعادة تشكيل الأسطورة كخطاب معرفي في عصر ذروة العلم؟

عودة الأسطورة إلى الحقول المعرفية في أواخر القرن العشرين له ما يبرره. فالأسطورة تـحمل الفرض العلمي الذي يتحول إلى موضوع للمعرفة من باب الممكن. فالإستنساخ-مثلا- إحتضنه المتن الأسطـوري قبل أن يثبته المخبر العلمي.

إن إشكالية مستقبل الإنسان والمجتمع هي التي جعلت الأسطورة تعود من جديد لكي تؤسس خطابات بعضها إيديولوجي والآخر معرفي .و نستشف ذلك من خلال ما أكده سير إدوارد كار في قوله:« ليس أحد مضطر للإيمان سواء بمستقبل التاريخ أو بمستقبل المجتمع ، و من الممكن أن يتعرض مجتمعنا للتدمير أو يهلك نتيجة عملية تعفن بطيــــئ ، و إن التاريخ قد يرتد إلى وضعية الثيولوجيا-أي إلى دراسة الفرض الإلهي بدلا من دراسات الإنجازات الإنسانية الأولى-أو إلى الأدب أي سرد الروايات و الأساطير»[6]

إن المجتمعات الإستهلاكية ذات البعد الواحد، لما إستنفذت الحكمة من حضارة الطين، لم تجد بدا من الرجوع إلى الأساطير لتؤسس إيديولوجية التفوق، وتصنع من فكرة النهاية لحـظة الولادة الجديدة[7]. إن مقولة النهاية سلـوك سحــري ، يلعب اللاّشعور الجمعي الـدور البارز في تشكله.فكلنا نضع للتاريخ نهاية،ونرسم الرجـل الأخير. إن الطقوس التعبدية والرموز الثقافية حبلى بفكرتي النهاية والبداية .يقول مرسيا إلياد:« الإنسان إذ يشترك طقسيـا في" نهاية العالم" و في تجدد خلقـه يصبح معاصرا له ذلك الزمان،و بالتالي يولد ولادة جديدة، ويعود إلى بداية وجوده مع ذلك الإحتياطي من القوى الحيوية، دون أن يمسها شئ، مثلما كانت في لحظة ولادته»[8].

إن ولادة الإنسان الرمز في المجتمعات الأكثر تقدما، تحاول أن تتجدد مع ولادة الكون سنويا، و أن تخلق لنفسها مجالا حيويا يسع إنتشار مخيالها الثقافي لذا تترابط ثلاثة عناصر أساسية: الإنسان/ الزمن/ العالم.

و من أجل دراسة نموذج حي، يعكس حضور الأساس الأسطوري في مقولات النهاية، إخترت كتاب فرانسيس فوكوياما )) (The end of history and the last man)نهاية التاريخ و الرجل الأخير(( الذي يحلو للبعض ترجمته بخاتم البشر.

لم يكن الكتاب في بدايته سوى زمرة من المقالات صدرت في بداية الثمانينات، لكن السلطة الأمريكية إستطاعت أن تخلق لها جوا مشحونا،أكسبها الرواج والإنتشار.

و من ثمة شغلت الناس وخاصة النخب المفكرة التي إنقسمت إلى ثلاثة أقطاب:

1-القطب المؤيد: يرى أن ما قدمه فوكوياما يتطابق مع حركة التاريخ، وأن العالم فعلا يتجه نحو نظام عالمي جديد، تنصهر فيه كل النقائض، وسيتحقق بفعل الدّمقرطة كهدف و الأمركة كحافظ (حارس).

2-القطب المعارض: يرى أن الكتاب لا يغدوأكثر من كونه مجرد مشروع مفبرك، يتخذ شكل«سندويتش أمريكي» على شاكلة «حرب النجوم» التي ابتدعت في عهد رونالد ريغان[9]، أو فكرة «سد الفراغ» التي إبتكرها هاري ترومان[10]. إن نهاية التاريخ مجرد مقولة تتأرجح بين الثيولوجي والفلسفي،بنيت على أساس دياليكتيكي مستوحى من فلسفة كانـط(Kant) و هيجل و التي تستمد جذورها من الفلسفة الأفلاطونية و المسيحية.

3-القطب المتذبذب: لم يتخد موقفا من المؤلف و المؤلف. و حضوره سيكون على هامش البحث.

و إذا كان كتاب فوكوياما أحدث جدلا واسعا في أوساط الأنتليجنسيا العالمية فإن النقد و الحفر في طبقات نصوصه تكشف عن معالم اللاّعلمية، و حضور الإسقاط الإيديولوجي المباشر، الذي جعل من الأسطورة مولجا لعالم الأفكار والأنساق الفلسفية الكبرى، وفي هذا الصّدد سأحاول وضع بعض المراجعات، معتمدا على عمل أركيولوجي، حافرا في طبقات النّص الفوكوي، قصد إستنطاق اللاّمنطوق.

النهاية في الأسطورة و الفلسفة و الدين

أشرنا سابقا إلى كون فكرة نهاية التاريخ ليست جديدة، بل قديمة قدم الإنسان نفسه، تتجلى بشكل واضح في الفكر الميثولوجي، لأن البحث عن فكرة الإعتراف بالكمال(ثيموس أنتلانشي) [Thymmos entelenche ]تتخذ معنى البحث عن نهاية التاريخ.

الحضارة الميزوبوتامية، تقدم جلجماش كنموذج عن الإنسان الشرقي المتطلع للكمال.إن البحث عن نبتة الحياة، إنما هو تعبير عن رغبة نيل الخلود، و القضاء على الموت، لأن إكتساب صفة الأبدية هو في ذاته إعلان عن نهاية التاريخ.

إن جلجماش حاول أن ينهي التاريخ، لمّا وجد نبتة الحياة، لكنّه سرعان ما ييأس، لمّا أكلت أفعى الثرى النبتة، ويعبر عن فشله بالبكاء على ضفاف البحيرة:

رأى جلجمــــــــاش، بركـــــــــــة ماء

نزل فيها واستحــــــمّ بمائــــــــــــــها

فتشممت الحية رائحــــــــة النبتة

تسللت صاعدة من الماء، خطفتها

و فيما هي عائدة، تجدد جلدها

و هنا جلس جلجماش وبكى[11]

إن هذا المقطع من ملحمة جلجماش يصور بوضوح فشل جلجماش في تحقيق مبدأ الإعتـراف بالكمال و الخلود، فيما نرى أن الأفعى هي التي تفوز بالنبتة وعندما تأكلها يتجدد جلدها إعلانا عن إكتسابها الخلود-الأفعى التي ترمز إلى الموت-.

أما الأساطير الهندية فإن أغلبها يصب في فكرة إتحاد الأرواح الخيرة في روح واحدة تمثل النـور، تتحد الأرواح الشريرة مع بعضها مكونة روحا شريرة تمثل الظلمة، ويحدث صراع بين النور و الظلمة، و ينتصر آخر الأمر النور. و بالتالي ينتهي الحدث التاريخي كـــروح و كغاية. و تصور أسطورة هنغنتاري محاولة هذا الأخير الوصول إلى ماء الخلود عن طريق التصوف باعتبار هنغنتاري حامل لروح الأحياء.

يؤمن الفكر الشرقي عموما بفكرة نهاية التاريخ، لكنه لايفصح عنها إلاّ في متون الترانيم، ذات الطابع الميتافيزيقي والأخلاقي.

كما آمن الفراعنة بفكرة النهاية،لأن الموت هو نهاية الزمن البشري وبداية السّرمدية أي اللاّزمن، فالفرعون يمثل الخلود، حتى في حالة موته لا يعتبر موته فناءاُ بل وجها آخرا للخلود.

و لذا كانت العقائد الوثنية الفرعونية، تؤكد في طقوسها على ضرورة دفن الفرعون مع ماله وخدمه وحشمه في أهرامات مميزة ، معتقديـن أن الموت مجرد حلقة بين الفرعون كنصف إلــه و الفرعون كإله[12].

و في هذا الصدد أكدت الأساطير اليونانية على مقولة وفكرة نهاية التاريخ والعالم، ثم جاء الخطاب الفلسفي ليعطي لها أبعادا و مميزات جعلت من الفكرة قاعدة و مبدأ لكل خطاب مـيتافيزيقي أو ثيولوجي. و هكذا فإن أفلاطون في محاوراته استعمل الأسطورة كبرهان وبيان، ووظّف المفاهيم الميثولوجية توظيفا مثاليا.فهو يجعل من نهاية التاريخ حتمية ديالكتكية، تحدث عندما يختفي «الشبح» و يبرز«المثال» متعاليا عن كل ما هو مادي، إن نهاية التاريخ لاتكون بالحرب - كما يعتقد أهل اسبرطة - بل تتم عندما يحدث التطهير الذاتي المبني على مبدإ التأمل العقلي الخالص،و الجدل الصاعد و النّازل. فالدّيالكتيك هو صعود أو تقدم نحو الـكمال، عندما يصل إلى نقطة الإكتمال يتحد الفرد مع الجوهر مشكلا المطلق الذي هو الخير، يقول فتحي التريكي في هذا الصدد: « فالديالكتيك هو الصعود الذي يصل بنا درجة فدرجة إلى معرفة الجوهر في حدّ ذاته، نعني الخير المطلق»[13].

أمّا أرسطو طاليس، فيجعل نهاية التاريخ حتمية إجتماعية، مبنية على قاعدتين الأنا المتعالية و التي يمثلها المواطن الأثيني فقط،علما أن الإنسان خارج حدود أثينا يمثل اللإنسان أي التوحش والبربرية.

و القاعدة الثانية، مؤسسة على القوة التي تتجلىفي الحرب العادلة التي تهدف إلى أنسنة المتوحش.

و بناء على ما سبق فإن أرسطو جعل من الإسكندر المقدوني النموذج الذي يحقق فكرة نهاية التاريخ، و أغرقة (نسبة إلى الأغريق) العالم القديم مثلما يحاول الساسة الأمريكيون اليوم فـعله أي أمركة العالم.إن غزو الإسكندر للعالم القديم كاد أن يحقق أهدافه لو لم يمت الإسكندر في الثلاثين من عمره.

و بعد محاولة اليونان لإنهاء التاريخ جاء دور الرومان وقد داعبهم حلم رومنة العالم عن طريق القوة و مبدأ السيادة على الأرض، غير أن ظروفا إجتماعية و أخرى كونية منعت الرومان من تحقيق مقولة «الأرض للرومان» ذكرها مونتيسكو في كتابـــه « أسباب عظمة و إنحطاط الرومان».

أما الديانة اليهودية، فنهاية التاريخ مرتبطة لديها بفلسفة التفوق المؤسسة على قاعدة ثيولوجية « الإصطفاء الإلهي» و بالتالي برزت مقولة شعب الله المختار.

إنّـه تعال جمعي لعرق يعتقد في ذاته الصفوة والخيرة ،وبالتالي إن الأرض لم تخلق إلا للشعب اليهودي، وأن نهاية التاريخ قائمة على مبدأ تحقيق العالمية اليهودية، وفق الوعد الإلهي، و العالمية اليهودية تتجلى كحقيقة في مملكة إسرائيل الكبرى. إن هذا الهاجس التاريخي، جعل اليهود على مر الزمان بؤرة الحدث التاريخي، ولعل هتلر لم يكن مدفوعا إلى التنكيل باليهود إلا لكونهم أكثر حضورا في التاريخ البشري(·).

أما المسيحية فتجعل فكرة نهاية التاريخ مرتبطة بفكرة الخلاص التي تحدث فقط عندما تتحد الأقانيم الثلاثة مشكلة المطلق[14].

و في الفكر الإسلامي، فكرة نهاية التاريخ تتبلور في تيارين:السني و الشيعي.

ينطلق الفكر السني من فكرة التمكين لله، وتجسيد مقولة « أنتم الأعلون»، و الإستعلاء لا يتحقق إلا بالفتح وقواعد الفتح تتضمن ثلاثة حالات:

1) الإسلام: ذوبان الفرد في الفكرة.(محاولة دحض النقائض).

2) الجزية: إعلان الولاء للأقوى(السيادة)

3) القتال: نزع الإعتراف بالتفوق و الإستعلاء من الآخر(أسلمة العالم).

إن خروج الجيوش الإسلامية في كل الإتجاهات، لم يكن في حقيقته إلا محاولة أسلمة العالم، و تحقيق العالمية الإسلامية، لم يكن الدافع أو الباعث المعلل على الفتح عرقيا بل عقائديا، قائما على ثنائية النصر أو الشهادة، وكلاهما يترجم مقولة النهاية.

إن النصر هنا هو تعبير عن قمع الآخر، أي القوة المعارضة و الفكرة النقيضة، وعندما ينتفي النقيـض و المعارض يدل ذلك دلالة قاطعة على إنتصار الفكرة و بالتالي إعلان عن نهاية العالم و التاريخ و الإنسان و بداية العالم الآخر الذي يمثل الخلود. و ما الشهادة لإنها تعني الخلود لأن شهيد الفكرة حي يرزق[15].

أما الطرح الشيعي فتتجلى نهاية التاريخ لديه في نظرية الإمامة على الخصوص.فالإمام المغيب هو الذي يحقق نهاية التاريخ، وأن التاريخ ما هو إلا في نطاق محنة الإنتظار.

إن حضور الإمام المنتظر ما هو في حقيقة الأمر إلا إنهاء للشر و القضاء على مجتمع الأشرار، والإمام كما ترويه الأساطير الشيعية على الخصوص يحمل كل مقومات القوة والقدرة لتغيير العالم.

إن العالم لابد أن ينتهي عند نقطة ما ، يسود فيها الخير المطلق من جدلية« ما ينبغي أن يكون من معكوس ما هو كائن»، فالإمام المعصوم و المنتظر في نفس الوقت مؤيد، و إستعلاؤه حتمية، و إنتصاره مسلمة، و عالميته قضاء و غاية.و نهاية التاريخ عند الشيعة مرتبطة بالرجاء لا اليأس، فالمعذبون في الأرض سيحققون الإستعلاء حتما.

في الفكر الحديث، حاول الإنسان الغربي، بسط أناه و البحث عن العالمية الثانية للإنسان الغربي، إن مقولة بوسييه (Boussuet ) تجسد ذلك:«لم تخلق الأرض إلاّ للإنسان الأبيض».

إن الغزو الأوربي للعالم، و الذي إتخذ في البداية سمة الإكتشافات الجغرافية، كان نابعا من بعدين: بعد ديني وآخر سياسي إقتصادي.كما لعبت الأسطورة دورا بارزا في دفع رواد الإكتشافات إلى الإبحار نحو عوالم مجهولة. فأسطورة ماء الحياة أو النبع الخالد، كان لها الدور البارز في تفعيل حركة الغزو الأوربي.

إن أسطورة ماء الحياة هي أسطورة ذات أصول شرقية و يونانية، و قد إعتقد اليونانيون أن جوفنس العذراء تحولت من عروس المياه إلى ينبوع الماء الخالد، وكل من شرب منهاإسترجع شبابه و اكتسب الخلود، كما نلاحظ أن أسطورة كورنيس تحمل نفس المعالم.

إن أغلب المكتشفين الأوائل أمثال كوك، وأمريكوفسبوتشي تملكهم هاجس إكتشاف ينبوع جوفنس أو كورنيس[16].

و ينطلق هيجل في القرن الثامن عشر، من فكرة أن الصراع يقع ضمن مجال الأفكار، فكل فكرة لها نقيض. وأن التاريخ لا يتجلى كأحداث إلا في حركة الفكرة والنقيض . ونهاية التاريخ عند هيجل نفسها ترتكز على مبدأ مسيحي، فهيجل يرى أن نهاية التاريخ حدثت مرة في التاريخ، لما تجلى الإلــه ( الأقنوم الأول) في الإنسان الذي جسده المسيح ( الأقنوم الثاني)، و أنه سيحدث للمرة الأخيرة عندما يتحد الإله مع العرق الآري المتفوق، عندئذ نصل إلى إدراك المطلق داخل نطاق الدولة[17].

في هذا الموضوع بالذات يقول مرسيا إلياد : «هيجل يعود فيتناول الإيديولوجية اليهودية المسيحية و يطبقها على التاريخ العالمي في مجمله ، الروح العالمي يتجلى باستمرار في الحوادث التاريخية، و لا يتجلى إلا في هذه الحوادث، التاريخ يصبح في مجمله ثيوفانيا (تجليا إلهيا)»[18].

أما في الحقبة المعاصرة، نلاحظ أن هيتلر حاول أن يجسد الحلم الألماني، ويحقق نهاية التاريخ وفق مبدأ نزع الإعتراف بالقوة و الحرب الكونية، و يجعل نفسه نابليون أوربا الثاني، وبدل أن يمتطي صهوة جواده الأبيض[19]، يمتطي دبابته المدرعة.

و تحاول أمريكا كقطب سياسي و إقتصادي في أيامنا هذه أن تحقق فكرة نهاية التاريخ من خلال مشروع «النظام العالمي الجديد». فالعولمة و الدمقرطة والأمركة كلها معاني تصب في محاولة تحقيق التفوق المأخوذ بقوة الإعتراف، أي وفق ما يسميه أفلاطون الثيموس(Thymos).

فوكوياما : تنظيم النهاية أم تأسيس الهيمنة

و بعد هذا العرض التاريخي لمقولة نهاية التاريخ، نعود إلى موضوعنا الأساسي، والمتمثل في إستخلاص الجانب الأسطوري من حنايا كتاب فوكوياما(نهاية التاريخ).

يرتبط الصراع في الفكر الفلسفي و الديني على العموم بالخير و الشركقيمتين متعارضتين. يؤكد كارل ماركس نفسه في هذا الاتجاه أن الصراع نشأ حين قال الإنسان: هذا لي، من هنا إبتكر الخير و الشر.

و إذا كان الشر في أغلب الفلسفات العالمية هو أصل الحوادث، فإن فلاسفة اليونان لم يخرجوا عن هذا السياق . إذ يعتقد أفلاطون أن الثيموس مجرد رغبة غضبية، جامحة ترمي إلى نزع الإعتراف بالقوة، من منطلق أن النفس الغضبية تسعى دوما إلى إنتزاع التفوق من الآخر، يقول فوكوياما محللا ما سبق:«ثمة جانب مظلم للرغبة في نيل الإعتراف جعل الفلاسفة يرون في الثيموس المصدر الأساسي للشر بين البشر»[20]

إذن ففوكوياما يحاول أن يؤسس مشروعه من خلال التناص مع الأسطورة، فالأسطورة تتخذ شكل الدليل الإفتراضي.

إن الثيموس يتجلى في مبدأين: الميجالوثيميا و الأيسوثيميا، وهما قيمتان متعارضتان. فالأولى تجنح نحو قوة غضبية عارمة، ترغب في نزع الإعتراف بالقوة و بالتالي تبدو أكثر شرية لإرتباطها بالتعالي المفرط و إحتقار الآخر .

إن الميجالوثيميا نوع من "جنون العظمة" تصيب خاصة الأنوات الأكثر بارانوياكيه. لقد حاول فرانسيس فوكوياما أن يعممها على كل أنشطة الإنسان[21]. فعلاقة الرجل بالمرأة لا تخرج عن الميجالوثيميا، إنه عندما يغازلها أو يعاكسها، يريد أن يمتحن موقعه "كأنا" بالنسبة لها كآخر مؤنث. فإن إستمالها يشعر بالتفوق خاصة إن حدثت منافسة على "هي». و "هي" نفسها ترغب أن تنتزع الإعتراف من الآخر المذكر"هو"، و أن معيار التفوق يختلف بين "هو" و"هي"، فهي تتخذ من "الجمال" كقيمة للإعتراف، و هو يجعل من "القوة" معيارا. و هكذا يعتقد فوكوياما أن العلاقة الجنسية في حد ذاتها تجلّ واضح لنزعة الثيموسية، إن إفتراش الرجل للمرأة هو إنتزاع شهادة التفوق أكثر مما هو إشباع للرغبة الجنسية. إن الثيموسية في جانبها الميجالو، غايتها القصوى الشمولية، لذا فإن الليبيرالية الديموقراطية عند فوكوياما غايتها الكبرى و الفضلى هي الوصول إلى نظام شمولي.

إن النزعة الثيموسية الأكثر جنونا و شرية، تمثلها أسطورة لينتيوس،التي يحاول فوكو أن يسقط نموذجها على أمريكا، الدولة الأكثرميجالوية، و المنتصرة دوما على أعدائها، منتزعة الإعتراف بالتفوق من الأنظمة الأخرى رغم وجود العوائق الكثيرة التي تقف أمام رغبتها الجامحة.

إن الثيموس الخرافي نجد حضوره متجليا في شخصية لينتيوس، يتحول في الفكر الديموقراطي إلى خير و براغمه، نتيجة إعتقاد فوكو أن نظام دمقرطة العالم جعل من مبدئي الثيموس المتناقضين مبدأين متصالحين.

أما الثانية : الإيسوثيميا فهي نزعة تسيطر على شعـــور المستضعفين خاصة، و لذا نـرى هيجل يبرزها في جدلية العبد و السيد أو في قصة "التاجر" لهيجل نفسه. يقول فوكوياما مـحللا رأي هيجل « يستعيد العبد في الواقع إنسانيته التي فقدها بسب خوفه من المـوت العنيف، بواسطة العمل، في البدء يجبر العبد على العمل من أجل إرضاء السيد بسبب خوفه الدائم من الموت»[22].

و بالتالي يعمل المستضعف على نزع الإعتراف بالتساوي و النّدية، ومنه يصبح الإيسو مطلبا شرعيا في خطابات الثورات العالمية، إن آدم في الجنة دفعه الإيسو إلى مخالفة الإله (الله عند المسلمين) و الأكل من الشجرة الممنوعة( عند البابلين و اليونانيين ، شجرة المعرفة)، و الغاية من هذه الرغبة نزع الإعتراف بالتساوي مع الإله.

إن الإيــزوثيميا غالبا ما يتخذ قيما أخلاقية، كالكرامة ، الإحترام ، "إحترام الذات"، و " تقدير الذات " و المساواة، العدالة،..إلخ. وكلها كما يقول نيتشه(F. Nietzs‎‎che) قيم جوفاء و صنعها الضعفاء ليحدو بها من قوة الأسياد[23].‎‎‎‎

و بعد هذا العرض الوجيز للمبدأين السابقين، نلاحظ أن فوكو يحاول أن يتجاوز الأطروحات السابقة لكي يصالح بين مبدأي الثيموس( الميجالوو الإيزو)، و أن التاريخ في رأيه لا يعرف غايته و لانهايته إلا في تصالحهما. إذ يصبح الإعتراف بالتساوي مساويا للإعتراف بالتفوق، عندما يسود العالم نظام أمثل، يتجلى في النظام الشمولي الليبرالي، الذي يجهز على إمبراطورية الحقد[24].

وإذا كانت الأسطورة الأولى، تترجم المبدأ الأكثر شرية في الثيموس، فإن أسطورة برومثيوس تمثل الجانب الآخر أي الإيزوثيميا. إن برومثيوس يحاول أن ينتزع الإعتراف بالندية من الآلهة، و الطريق إلى ذلك يتمثل في سرقة النار من مجمع الآلهة. و العمل البطولي لبرومثيوس أخذ العقل البشري من دائرة العجز إلى دائرة الخلق و السلطة.

إن هاجس الإعتراف بالتساوي، نجده في كل الأساطير العالمية. إن الإنسان في جل الأساطير يتحول إلى بطل ثم إلى نصف إله.

إن هذه التراتبية تؤكد مسعى الإنسان في إيجاد صيغ تحقيق النّدية أو على الأقل الإعتراف بالتساوي من قبل الآلهة، كما نجدها في متون أسطورة كاليغولا أو هيركيل.

إن الأسطورة كحقل معرفي، تعبر في أغلب أشكالها عن الجانب اللاعقلاني، وبما أن الثيموس قوة غضبية، إذن فهو مفارق للعقل وليس منه ، وهذا ما أكده فريد هاليدي في قوله : « في الإغريقية الكلاسيكية تعني كلمة التيموس الغضب أو الشهوة،و هي ملكة تخص الحيوانات والخيول المفعمة بالحيوية.»

إن مفارقته للغــوس جعـل أفلاطون يحكم العقل ويقدسه ، وبالموازاة نلاحظ فوكوياما يحكم النظام اللبيرالي الذي يراه الوحيد القادر على المصالحة بين المبدأين المتناقضين.

إذن فالتاريخ منذ أن بدأ مع "الإنسان الأول" إلى أن ينتهي مع الإنسان الأخير (نهاية كغاية و ليس كحدث) باعثه المعلل هو الثيموس أي اللاّعقل . و معنى ذلك ،حسب التحليل السابق، أن الوعي التاريخي يتضاءل ما دام يحركه اللاشعور أو التيموس.فهل يقبل مجتمع العقلاء، أن يكون تاريخهم المجيد و التليد عبارة عن تاريخ الّلاعقل؟!

إن ما نستنتجــه آخر الأمر، هو أن فكرة نهاية التاريخ مبنية أساسا على الفكر الأسطوري.

و من منظور فلسفة التاريخ فهي فكرة تغيّب العقل و الوعي ، ثم هي تجعل غاية التاريخ مرتبطة بتحقيق شهوة عقيمة يميلها الثيموس القوة الغضبية في الإنسان.

فهل تقبل الأنتلجنسيا الّلاغربية أسطورة دمقرطة العالم و أمركته؟

و هل نقبل أن يكون الرجل الليبرالي الرجل الأخير؟

إن نهاية التاريخ مؤسسة على إعتقاد غربي ، حوصله فرانسوا شتاليه في العبارة التالية:

«إن نهاية التاريخ هي نهاية الآخر الذي يقاتل الأوربي»[25].وبالتالي فنحن أمام إغتصاب جديد لمفاهيم التاريخ، و ندخل في النزعة التأويلية المبنية على الإيدولوجيا الإنقلابية ، ولعل هذا ما نلتمسه في قول مطاع الصفدي :« واضح أننا أمام إغتصاب جديـــد لمفهوم التـــاريخ. و حركته و نهايته، يأخذ شكل التأويل، ليبني مشروعا إيديولوجيا في عصر تـم الإتفاق على وصفه بأنه عصر إنهيار الإيديولوجيات»[26].

إن محاولة تهييئ العالم و تبيئته لقبول وهم انتصار الغرب، لا يخرج عن محاولة اعتباطية للإنسان الغربي من أجل إنتزاع التفوق الوهمي من الآخر. إن الآخر حتى في حالة إنحطاطه سيتمسك باعتقاد كونه هو ذلك الرجل الأخير. إذن لا بد أن نحطم إيديولوجية التاريخ الموجه، و تندمج في التاريخ الحي الذي يصنعه الجميع.


الهوامش

[1] - محمود، عبد القادر.- الفكر الإسلامي والفلسفات المعارضة.- مصر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط2، 1986.- ص.209.

[2] -خليل، أحمد خليل.-مضمون الأسطورة في الفكر العربي.- بيروت، دار الطليعة، الطبعة 1 ،1986.-ص.ص. 48-49.

[3] -نقلا عن : تركي علي الربيعو ، الإسلام و ملحمة الخلق و الأسطورة، المركز الثقافي العربي، بيروت، الطبعة 1،1986، ص20.

[4] -العظمة، عزيز.- الكتابة التاريخية و المعرفة التاريخية.- بيروت، دار الطليعة، ط1، 1983.- ص.125.

[5] -المرجع نفسه.- ص.110.

[6] -كار، إدوارد.- ما هو التاريخ؟ ترجمة ماهر كيالي وبتار عقل.- بيروت، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، ط2، 1980.- ص132.

[7] -راجع قصة حي بن يقظــان لإبن طفيــل كمثـــل.

[8] - إلياد، مرسيا.- رمزية الطقس و الأسطورة، ترجمة نهاد خياطة.- سوريا، دار العربي، ط1، 19، .-ص.78.

[9] -رونالد، ريغان (1911)، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مابين 1981 إلى 1988، إشتهر بمحاولته بسط النفوذ الأمريكي على اغلب مناطق العالم، كما كان قبل ذلك ممثلا في أفلام «رعاة البقر»

[10] -هاري، ترومان (1884-1972) تولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية، و تولى عهدتي1945 -1948 و 1948-1953.

[11] -نقلا عن بشير، زهدي.- (مقدمة في الميثولوجيا).- سوريا، مجلة المعرفة، العدد،197 1978.-ص.115.

[12] -تاتون، رونيه.- تاريخ العلم.- ترجمة علي مقلد، الجزء الأول، الطبعة 01، 1982.- ص.

[13] -التريكي، فتحي.- أفلاطون و الديالكتيكية.- الدار التونسية لنشر، ط1، 1985.- ص.61.

(· ) _ انتقد باروخ سبينوزا(B.Spinoza) الفكر اليهودي السياسي وخاصة مقولة "مملكة إسرائيل الكبرى" و أراد أن يستبدلها بنظام سياسي قائم على الحق الطبيعي رغم كونه يهوديا و لعله تفطن أن رغبة في التفوق لن تتحقق بمشاريع قديمة.

[14]- راجع:محمود، عبد القادر.-مرجع مذكور،المعطيات نفسها.

[15]- أنظر الآية « و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون » (آل عمران 169.)

[16] -بشير، زهدي.- مقدمة في الميثولوجيا.- مجلة المعرفة.- ص.27.

[17] - ياما،فوكو،فرانسيس.- نهاية التاريخ.- بيروت، ترجمة مركز الإنماء العربي،1993.- ص.ص. 144، 145.

[18] -إلياد، مرسيا.- رمزية الطقس والأسطورة.- ص.107.

[19] -اعتبر هيجل، نابليون بونابرت هو الرجل الأخير، والذي ينتهي بعمله التاريخ، وأن الجواد الذي يمتطيه ما هو إلا الروح و العقل.

[20] -ياما فوكو.- نهاية التاريخ.- بيروت، ترجمة مركز الإنماء العربي، 1993.

[21] -ياما فوكو ، نهاية التاريخ.- ص.174.

[22] -ياما ، فوكو، فرانسيس.- نهاية التاريخ.- ص.190.

[23] -راجع كتاب نيتشه:" الإرادة هي القوة "Will zur machat"

[24] -أنظر نهاية التاريخ.- ص.225.

[25] -شتاليه، فرانسوا، هيجل.-سوريا، منشورات وزارة الثقافة و الإرشاد القومي، ط2، 1976.- ص.200.

[26] - المرجع الأسبق.- ص.15.

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche