الدين والمكانة الاقتصادية والقيم الليبيرالية. قراءة في مسوح ميدانية

إبراهيم حمداوي (مؤلف)
41 – 59
سوسيوأنثروبولوجيا الديني في منطقة المتوسط. الجزء 2 - سياقات عابرة للمتوسط
ع. 96 — م. 26 — 30/06/2022

على مدار الخمسين عامًا الماضية، شهدت البلدان الغربية تغيرات عميقة في سلم القيم، تميزت بتراجع التركيز على الدين والتأكيد الكبير بالمقابل على الحرية الفردية.  ويبرز تأثير هذه التغييرات بوضوح بشكل خاص في المواقف تجاه بعض السلوكيات، مثل الشذوذ الجنسي والطلاق والإجهاض، إلخ. في كندا، على سبيل المثال، كان يعاقب على الشذوذ الجنسي بالسجن قبل عام 1968. وبعد سبعة وثلاثين عامًا، في 20 يوليو 2005، تم إضفاء الشرعية على زواج المثليين في جميع أنحاء البلاد (2005 ،Larocque). من ناحية أخرى، كانت هذه التغييرات في القيم أقل تميزًا في أي مكان آخر في العالم. في بعض البلدان، على سبيل المثال، لا يزال يُعاقب على المثلية الجنسية بالإعدام ويُنظر إليها سلبًا للغاية في معظم البلدان المغاربية (Adamczyk, 2017; Adamczyk et Pitt, 2009; Alozie, Beaumont et all., 2010 ; Ncube et al., 2013; Thomas et Akpan-Obong, 2017). إن سلوكيات مثل الدعارة(Beaumont et all., 2010; Raibaldi, 1996; Stack, Adamczyk et Cao, 2010; Taraud, 2003))، القتل الرحيم (Aggoun, 2010; Viallard, 2012).

والانتحار (2010et  2007 ،Shachoua) لا زالت بدورها أيضا موضوع الإدانات الشديدة. كيف إذن يمكن تفسير تطور القيم والاختلاف بين مناطق العالم المختلفة على هذا المستوى؟ للإجابة على هذه الأسئلة، من المهم أن نفهم طبيعة القيم وديناميات العمل الكامنة وراء التغييرات التي تطرأ عليها.

تعتبر القيم نقطة دعم للأفراد لتشكيل مواقفهم وتوجيه سلوكهم، كما أنها أساسية لتفسير عمل المجتمعات وبالتالي فإنها تشكل موضوعًا للدراسة ليس فقط في علم النفس، ولكن أيضًا في علم الاجتماع والفلسفة والأنثروبولوجيا وجميع التخصصات ذات الصلة (2004 ، ; Ogay 2014 ،Chataigné). هناك العديد من الطرق لتوصيف وتحديد القيم، لكن تلك التي قدمها شوارتز (1992) هي الأكثر اكتمالا وحداثة. وتنطلق نظريته من فكرة ما يسمى "عالمية محتوى وهيكل القيم الإنسانية". هذه العالمية تقوم على ثلاثة احتياجات إنسانية أساسية: بيولوجية، وتنسيق التفاعلات الاجتماعية وبقاء (استمرارية) المجتمع. من هذا الافتراض، يعرٍّف شوارتز القيم على أنها معتقدات، تشير إلى الأهداف المرجوة، وتتجاوز الإجراءات والمواقف المحددة، وتعمل كمعيار لاختيار وتقييم السلوكيات، إضافة إلى أنها تشكل نظامًا وهي هرمية ومنتظمة فيما بينها.

البحث التجريبي الذي تم في إطار هذه النظرية مكّن من تسليط الضوء على وجود 10 أنواع رئيسية من القيم التي يجب معرفتها: الشمولية، والإحسان، والمطابقة، والتقاليد، والأمن، والقوة، والوفاء، مذهب المتعة، التحفيز والاستقلال الذاتي (شوارتز وآخرون، 2012). وما يميز هذه القيم هو نوع الهدف التحفيزي الذي يعبرون عنه. على سبيل المثال، الشمولية تُعبّر عن الدافع المرتبط بالاهتمام بالتسامح والتفاهم، إلا أن الدافع وراء الامتثال هو الرغبة في إطاعة الأعراف والتوقعات الاجتماعية. تشكل هذه القيم العشر بنية دائرية (من النوع "circomplex")، ويتم تجميع القيم التي تُعبّر عن الأهداف التحفيزية ذات الصلة بينها معًا في الجزء نفسه من الدائرة، بينما تظل القيم التي تُعبّر عن الدوافع المتضاربة بعيدة عن بعضها البعض في الدائرة. بالإضافة إلى ذلك، تندرج هذه القيم في إطار أربعة أوامر (أو أبعاد) أعلى: السمو الذاتي والانفتاح على التغيير والحفاظ على الذات وتأكيد الذات. يلاحظ أيضًا أنه تم تنقيح هذا النموذج مؤخرًا من أجل زيادة قدرته الاستكشافية والتوضيحية (شوارتز وآخرون، 2017). ويبقى الهيكل العام للنموذج المقترح كما هو لكن له 19 قيمة (تسع أكثر من النموذج الأول) مرتبطة أو متضاربة وفقًا لبعدين تحفيزيين عامين:

  • الرغبة في النمو دون قلق مقابل الرغبة في الحماية الذاتية والتحكم الذاتي؛ وتجنب القلق.
  • والتوجه نحو الذات مقابل التوجه نحو المجتمع.
  1. 1. نموذج القيم المادية وما بعد المادية

يستند نموذج القيمة الذي تبناه إنكلهارت (2015) على مقاربة نفسية واجتماعية. من وجهة نظر نفسية، يستمد النموذج من نظرية ماسلو Maslow (1954). في الواقع، يتصور ماسلو احتياجات الإنسان وفقًا للتسلسل الهرمي الذي تترأسه بالأساس الاحتياجات الفسيولوجية والأمنية الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. عندما يتم تلبية هذه الاحتياجات (جزئيًا على الأقل)، فإن ذلك يساعد على تحقيق الذات داخل الاحتياجات الأكثر تعقيدا.

من وجهة نظر اجتماعية، يعتقد إنكلهارت (2015) أن التطور الاقتصادي المتسارع الذي عانت منه المجتمعات الغربية منذ الحرب العالمية الثانية مكّنها من الانتقال من ما يسمى بالقيم المادية إلى القيم ما بعد المادية. تتوافق القيم المادية مع احتياجات Maslow الأساسية وهي موجهة نحو البقاء الجماعي والتوافق والحفاظ على النظام الاجتماعي. وهكذا في هذه المجتمعات، قد تؤدي السلوكيات غير المألوفة إلى الرفض الاجتماعي لأنها تشكل تهديدًا لتماسك المجموعة وبالتالي تهديدا لبقائها. من ناحية أخرى، تعطي قيم ما بعد المادية أولوية للحرية وتحقيق الذات وجودة الحياة. تظهر في مجتمعات صناعية يتم فيها تلبية الاحتياجات الأساسية لجزء كبير من السكان وحيث يتم ضمان البقاء إلى حد كبير بفضل الموارد الوفيرة والتطور التكنولوجي. إن أحد المظاهر المهمة لظهور هذه القيم هو التسامح والقبول خاصة تجاه جملة أمور من بينها المساواة بين الرجل والمرأة، والمثلية الجنسية والإجهاض والطلاق (إنكلهارت وأويسترمان، 2004).

حسب إنكلهارت، هناك تفاوت كبير بين اللحظة التي توضع فيها الظروف المعيشية المواتية لظهور قيم ما بعد المادية وترتيب أولويات هذه القيم في مجتمع معين. وهو ما يفسّر هذا التباين من خلال تغيير الأجيال، حيث يميل الشباب بقوة أكبر إلى التمسك بقيم ما بعد المادية مقارنة بكبار السن لكون ظروف المعيشية أكثر ملائمة (Inglehart 1997 ،Inglehart and Baker 2000). فيما يتعلق بالشذوذ الجنسي، على سبيل المثال، تشير البيانات بوضوح إلى وجود تأثير جماعي في معظم الدول الغربية، صغار السن أكثر انفتاحًا على الشذوذ الجنسي من الشيوخ (سميث، سون وكيم، 2004).

تجدر الإشارة إلى أن نظريتي شوارتز وإنكلهارت يمكن اعتبارهما مكملتين. تتفق رغبة شوارتز في الحماية الذاتية وتجنب القلق، وكذلك التوجه المجتمعي، مع القيم المادية لإنكلهارت. من ناحية أخرى الرغبة في النمو دون قلق قريب من القيم ما بعد المادية. من الممكن اعتبار نظرية شوارتز بمثابة خريطة للقيم، في حين أن نظرية إنكلهارت تكشف عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لحساب التغير في التسلسل الهرمي للقيم المفترضة في بنية القيم الدائرية عند شوارتز (آدمزيك، 2017).

أما انكلهارت منذ بداية 1981، قاد بحثًا شاملا حول "القيم العالمية المتبقية" (2019.world Values Survey Association), ولا يزال القسم السابع من هذا البحث في طور الإنجاز، يتعلق الأمر بوضع جرد للقيم الحاضرة في كل المجتمعات الإنسانية بالاستعانة باستمارة موحدة وبتجميعها وتصنيفها حسب الأبعاد وتحديد البنية المنظمة لكل منها. ولقد سمح ذلك للباحث باختيار نموذج القيم لدى 100000 شخص في أزيد من 100 بلد يمثلون 90 من ساكنة العالم. وبذلك تمكن آدم زيك انطلاقا من المعطيات المجمعة خلال البحث من اثبات العلاقة التي تجمع نسبة الأفراد الذين يرفضون تبرير المثلية الجنسية حسب كل بلد والناتج الداخلي الخام في هذه البلدان (PIB).

  1. 2. القيم والتدين

حاولت العديد من الأبحاث إبراز العلاقة المعقدة التي تجمع القيم بالتدين، فالأديان لا تمنح تفسيرا حول وضع الإنسان في العالم فحسب، لكنها تحتضن مجموعة من القيم التي تساعد المتدينين على الحصول على معنى لوجودهم وتقييم أنشطتهم بشكل جيد، (Roccas et Elster, 2015)في أول خطوة، كان الهدف هو دراسة القيم التي تمنحها الديانات التقليدية الكبرى أولوية كبرى. وفي خطوة ثانية مكملة للأولى، سعت الدراسة إلى قياس حجم التأثير الذي يلعبه مستوى التدين على هذه القيم التي يَنْشُدُهَا الأفراد.

أكّد العديد من الباحثين أن أحد أهداف الدين هو صنع وتثبيت التلاحم الاجتماعي (دوركايم، 1912) على مستوى التصور التطوري. يحظى هذا التلاحم بأهمية كبرى في بقاء الجنس البشري خاصة في الوسط العدواني (Kirkpatrick, 2015). هكذا يصبح الحديث عن كون مختلف الديانات مقاومة للتغير الاجتماعي أمرا مشروعا لأن التغير في تصورها، يمس بلحمة الجماعة ويؤثر على استمرار وبقاء أعضائها. وتمثّل الدراسة الرائدة لكل من شوارتز ويزمان1995 جانبا من جوانب هذه الحقيقة. فقد تمكّن هؤلاء الباحثون من قياس التدين لدى أفراد منتمين إلى أربعة نماذج ديانات (البروتستانية، اليهودية، الكاثوليكية الرومانية والأورتودوكس اليوناني) فضلا عن الأهمية المعطاة لمختلف القيم. مرتكزين على نموذج القيم الذي أسسه شوارتز (1992).تمكّن هؤلاء الباحثون من وضع فرضية أن التدين مرتبط سلبيا بالقيم المنفتحة على التغير (مذهب المتعة، التحفيز، الاستقلالية) ومرتبط إيجابيا بالقيم المحافظة (الامتثال، التقاليد، الأمن). على العموم، تؤكد النتائج هذه الفرضيات.

ما يثير الانتباه أن أنماط الارتباطات تتشابه مهما كانت الديانة المدروسة وتفترض أولا الدور المركزي لمستوى التدين. ولقد سعت دراسات أخرى إلى كشف الروابط بين التدين ونموذج القيم عند شوارتز، حيث تمكن ساروكلو، دولبيير وديرنيل (2004) من إنجاز دراسة فوقية / تحليل فوقي شمل 21 عيّنة مختارة من بين 15 بلد تمارس فيه الديانات الثلاث التوحيدية (المسيحية، اليهودية والإسلامية) وكان الهدف من هذه الدراسة هو إبراز الكيفية التي يرتبط بها مستوى التدين بالقيم. لقد أثبتت النتائج أن الناس المتدينين أكثر تعلقا بالقيم المحافظة (التقليد، الامتثال، الأمن) بينما هم أقل تحمّلا وارتباطا بالقيم المتعلقة بالنجاح الشخصي، وبالاستقلالية. وتبقى النتائج متشابهة على مستوى الديانات الثلاث المدروسة ومع ذلك فهي تختلف باختلاف المستوى السوسيو اقتصادي للبلدان، فكلما كان البلد قويا اقتصاديا كلما ضعفت العلاقة بين مستوى التدين والارتباط بالقيم المحافظة. ومن أجل اختبار صحة المسلمات النظرية عند انكلهارت، قام كل من آدم زيكوبيت (2009) بتحليل المعطيات المتعلقة بــــ 45824 مبحوث منتمين إلى33 بلد.

وهي معطيات تم استخلاصها في القسم الرابع من دراسة (Word Value Survey) عند ترتيب مختلف الدول حسب مؤشّر التوجه العام نحو البقاء أو التوجه العام نحو التعبير عن الذات. تمكن هؤلاء الباحثون من اكتشاف علاقة قوية بين مستوى النمو السوسيو اقتصادي للبلد والموقف اتجاه المثلية الجنسية مقارنة بالدول التي تعرف مؤشّرا قويا للتعبير عن الذات.

إن استنادنا إلى نتائج دراسات سابقة يمكننا من صياغة ثلاث فرضيات رئيسة هي:

الفرضية الأولى: سوف تتسم المواقف تجاه سلوكات مرتبطة بقيم ليبرالية بالسلبية عند طلبة المجتمعين الماديين الجزائري والمغربي مقارنة بنظرائهم في مجتمعي ما بعد المادية الكندي والفرنسي. الفرضية الثانية: سوف يتخذ المشاركون الأشد تدينا موقفا أكثر سلبية تجاه الدعارة وذلك دون إغفال تأثير البلد الأصلي. الفرضية الثالثة: سوف يكون لدرجة تدين الطلبة أثر واسع على مواقفهم تجاه سلوكات مقترنة بقيم ليبرالية في مجتمعي ما بعد المادية (كندا وفرنسا) مقارنة بالمجتمعين الجزائري والمغربي الماديين.

طريقة الاشتغال

شركاء البحث

شركاء البحث هم زمرة طلبة يتابعون دراساتهم بجامعات كندية وفرنسية وجزائرية ومغربية يبلغ عددهم الإجمالي 570 طالبا من بينهم 292 ذكرا وتتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة (حيث يبلغ متوسط الأعمار 19.20). تمت الإجابة على أسئلة الاستمارة من طرف الطلبة الكنديين (المجموع: 140، 91 ذكرا و49 أنثى) بجامعة مونكتون بولاية برانشويك الجديدة ومن طرف الطلبة الفرنسيين (المجموع: 79، 28 ذكرا و51 أنثى) بجامعة تولوز من طرف الطلبة الجزائريين (المجموع: 115، 48 ذكرا و67 أنثى) بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم ومن طرف الطلبة المغاربة (المجموع: 236، 125 ذكرا و111 أنثى) بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة وتجدر الإشارة أن غالبية المشاركين يتابعون دراستهم الجامعية بشعب العلوم الإنسانية والاجتماعية.

  1. 3. العُدّة وسيرورة الإجراءات المنهجية

تستمد متغيرات البحث الحالي من استمارة الموجة الرابعة التي يمكن تحميلها بعدة لغات على الرابط www.worldvaluessurvey.org وقد تم اعتماد النسخة الفرنسية للطلبة الفرنسيين والكنديين في حين تم اعتماد النسخة العربية للطلبة الجزائريين والمغاربة حيث تتضمن الاستمارة 14 فقرة مصنفة وفق محاور متنوعة. ولبلوغ الأهداف المتوخاة من هذا البحث، تم اختيار سؤال عن الدين وستة أخرى تتمحور حول السلوكات المرتبطة بحرية الاختيار.

يستدعي السؤال عن الدين من المشاركين أن يحددوا مدى أهمية هذا الأخير في حياة الإنسان بسلم من أربع نقاط، ولتسهيل عملية تأويل النتائج تم عكس ترميز الأجوبة حيث توافق 4 مثلا " ضروري جدا" في حين يوافق 1 "ليس ضروريا"، أما فيما يتعلق بالسلوكات التي لها ارتباط بالقيم الليبرالية فقد تم اختيار ستة أسئلة عن الشذوذ الجنسي والدعارة والإجهاض والطلاق والقتل الرحيم والانتحار تتطلب أن يتشاطر المشاركون آرائهم بخصوص ما إذا كان ما ذكر سالفا مبررا أم لا. وتأرجحت الإجابات بين 1 (سلوك غير مبرر قطعا) و10 (سلوك مبرر). تكلفت مجموعة من الأساتذة الذين يُدَرِّسون بالجامعات السالفة الذكر باستجواب الطلبة حيث حرصوا على تفسير الغاية من البحث ليوقع المشاركون المعنيون بعدها استمارة الموافقة.

النتائج

يمثل الجدول 1 المتوسطات والانحرافات المعيارية للمتغيرات السبعة للبحث بحسب البلدان الأربعة (فرنسا-كندا-الجزائر-المغرب) بالإضافة إلى نتائج اختبار التباين الإحصائي (أنوفا) واختبار المقارنات البعدية (اختبار جون توكي) لتحديد ما إذا كان هناك اختلاف مهم بين البلدان على مستوى هذه المتغيرات وهو الشيء الذي تمت ملاحظته بالفعل بوجود فوارق ملموسة بين المتغيرات بين الجزائر والمغرب (المغرب العربي) من جهة وبين كندا وفرنسا (أوروبا) من جهة أخرى، ويبقى الاستثناء الوحيد متعلقا بمتغيرة الطلاق حيث أشارت التباينات أن الوضع هو نفسه في كل من كندا والجزائر والمغرب، ولوحظ الاختلاف بين فرنسا من جهة وكل من البلدين المغاربيين من جهة أخرى.

ويستعرض الجدولان 2 و7 تحليل التراجع التدريجي لتأثيرات كل من البلد الأصلي والتدين ووقعها على الموقف من الإجهاض والشذوذ الجنسي والدعارة والطلاق والقتل الرحيم والانتحار وقد تمت إعادة ترميز المتغيرات المستقلة الستة بشكل يجعل الموقف من السلوك المقصود سلبيا كلما كان الناتج المحصل عليه كبيرا.

في ختام هذه الدراسة، تم الاحتفاظ بسؤال يتعلق بالدين وستة أسئلة حول المواقف التي تهم شأن السلوكات المرتبطة بحرية الاختيار. يهدف السؤال حول الدين إلى معرفة درجة أهميته في حياة المبحوثين من خلال سُلّم تنقيط يحتوي على أربع نقط. ومن أجل تبسيط عملية تحليل النتائج، تم تشفير الإجابات بشكل معكوس بحيث 4 مثلا توافق درجة "مهم جدا" ودرجة 1 "غير مهم إطلاقا". فيما يتعلق بالسلوكات المرتبطة بالقيم المتحررة، تم وضع ستة أسئلة تهم قضايا المثلية الجنسية، الدعارة، الإجهاض، الطلاق، الموت الرحيم والانتحار. كان الهدف من هذه الأسئلة هو معرفة ما إذا كان السلوك عند المبحوثين مبررا، غير مبرر/ أو شيئا ما بين الحالتين. وكانت الإجابات تبتدئ من 1 "غير مبرر على الإطلاق" إلى10 "دائما مبرر" ولقد تم استجواب الطلبة المبحوثين في القسم من طرف الأساتذة العاملين في الجامعات الأربع بعد شرح الهدف من الدراسة وتوقيع المشاركين لمطبوع خاص بالموافقة. بالنسبة لجميع هذه التحليلات، تم تشفير المتغير الذي يمثل البلد الأصلي على شكل متغير وهمي، ممثلا بكندا كبلد للمقارنة. ولقد تم وضع ثلاثة نماذج انحدار تحت الاختبار. في النموذج الأول، نلمس تأثيرات بلد المنشأ، أما النموذج الثاني فيستدعي مستوى التدين ويأخذه بالاعتبار. فيما يتعلق بالنموذج الثالث فيقيس درجة التفاعلات بين التدين والبلد الأصلي.كما تشير إليه الجداول 2، 3، 4، 6 و7 بالنسبة للنموذج 1، توجد فوارق كبيرة بين بلدي المغرب العربي وكندا، حيث يتخذ المبحوثون المنتمون لهذه البلدان موقفا سلبيا اتجاه السلوكات موضوع الدراسة. يبقى الاستثناء الوحيد في الجدول 5 على مستوى النموذج 1 حيث نلاحظ موقفا سلبيا جدا اتجاه الطلاق لكن فقط عند الجزائريين مقارنة مع الكنديين. أما فيما يخص الفرنسيين فنسجل موقفا مرنا اتجاه الطلاق.

أما النموذج 2 الممثل في الجداول 2، 3 ، 4، 6 و7 فيهدف إلى اختيار تأثير التدين على مختلف السلوكات مع استدعاء تأثير البلد الأصلي على المبحوثين. إن اقحام هذا المتغير يسمح بتفسير النسب الإضافية من التباين بالنسبة لجميع المواقف، مثلا 4% للمثلية الجنسية، 3.2% بالنسبة للدعارة، 6.6% للإجهاض، 1.3% للطلاق، 6.2% بالنسبة للقتل الرحيم و1% بالنسبة للانتحار.

عندما يدرج هذا المتغير يكون تأثير البلد الأصلي كبيرا في حالتي المثلية الجنسية والانتحار. على العكس، توضح المعطيات شكلا مختلفا نوعا ما بالنسبة للمتغيرات الأخرى التابعة. وهكذا، فيما يتعلق بالسؤال حول الدعارة يبرز التدين كعنصر مركزي قادر على التنبؤ بالموقف لأن إدراجه داخل النموذج يبطل من تأثيرات بلد المنشأ ويجعله غير دال. في حالتي الإجهاض والقتل الرحيم، تبقى الأصول الجزائرية مؤثرة، أما فيما يتعلق بالطلاق يختفي تأثير الجزائر بينما يبرز تأثير فرنسا.

ختاما، بالنسبة للنموذج 3، تشير الجداول بشكل عام إلى غياب تأثير التفاعل بين بلد المنشأ والتدين لدى جميع المتغيرات باستثناء الدعارة حيث يلاحظ وجود تأثير تفاعلي لدى المبحوثين الجزائريين.

الجدول 1 :متوسط الانحراف المعياري ومقاييس  Fلمستويات التدين وأسئلة الرهانات الأخلاقية في مجتمعات الدراسة الأربعة


*p < 0.001

ملاحظة: في كل خانة، المعدلات التي لا تتقاسم المؤشر نفسه بـــــ فارقp<0.001، المتغيرات: المثلية الجنسية، الدعارة، الإجهاض، الموت الرحيم والانتحار تم إعادة تشفيرها بحيث كلما ارتفعت النتيجة كلما كان السلوك سلبيا.

الجدول 2: نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هذه التأثيرات على المثلية الجنسية في البلد الأصلي

الجدول 3: نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هذه التأثيرات على الدعارة في البلد الأصلي

الجدول 4: نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هذه التأثيرات على الإجهاض في البلد الأصلي

الجدول 5: نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هذه التأثيرات على الطلاق في البلد الأصلي

الجدول 6: نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هده التأثيرات على القتل الرحيم في البلد الأصلي

 

الجدول 7 : نموذج خطي وهرمي لتأثيرات التدين وتفاعلات هذه التأثيرات على سلوك المنتحر في البلد الأصلي

مناقشة

مكنت هذه الدراسة من إبراز العديد من النتائج المهمة فيما يتعلق بالمثلية الجنسية، نلاحظ، بتوافق مع الفرضية الاولى، أن المشاركين من البلدين الاثنين ذوي مؤشر الحياة مرتفع يملكون مواقف جد سلبية اتجاه المثلية الجنسية، وهذا يؤكد فكرة (انكلهارت، 1997) التي حسبها يتوافق بصعوبة التوجه نحو البقاء مع الاختيار الطوعي للجنس. هذا الأخير يصبح ضروريا في مشروع إعادة إنتاج الكائن البشري ويكون مؤطرا بأخلاق صارمة. ويلاحظ فضلا عن تأثيرات البلد الأصلي أنه كلما كان مستوى التدين قويا كلما كان الاتجاه سلبيا حول مسألة المثلية الجنسية، وتتوافق هذه النتيجة مع مجموعة من الدراسات التي تكشف العلاقة الواضحة بين التدين ورفض المثلية الجنسية، على الأقل بالنسبة للديانات الثلاث الكبرى القائمة على (Aubert, 2010 et Delaporte-Digard, 2011) التوحيد. أما فيما يتعلق بالفرضية الثالثة، فلم يتم إثباتها في الواقع، لا تسمح هذه الدراسات باستنتاج التأثير الذي يمارسه مستوى التدين في البلدين ذوي مؤشر التعبير عن الذات مرتفعا (فرنسا وكندا). وهذا يتطابق مع النتائج التي حصل عليه آدم زيك وبيت (2009). قد يستطيع الفرق بين العينات المأخوذة شرح هذا التفاوت. في الحقيقة، وخلافا لدراسات آدم زيك وبيت، التي استعملت عينات من مختلف الأعمار، اهتمت هذه الدراسة فحسب بعينة الطلبة الجامعيين. من الوارد أنه، حتى ولو مثّل الطلبة مستوى عاليا من التدين فإنهم يملكون نظرة أقل تشددا في الدين تسمح بانفتاحهم وقبولهم للاختلاف. وبما أن هذا الجانب لم يتم تناوله في هذه الدراسة، تبقى هذه التفسيرات تنبئية فحسب وقد تصبح موضوع أبحاث قادمة. فيما يتعلق بالدعارة، الإجهاض والقتل الرحيم، أثبتت النتائج تأثيرات البلد الأصلي على هذه الظواهر. لكن عندما يتم أخذ مستوى التدين بالاعتبار، يصبح تأثير البلد الأصلي غير دال وأقل أهمية عكس ما يلاحظ في شأن المثلية الجنسية، حيث لا يمارس البلد الأصلي تأثيره الكبير على هذه السلوكات بل إن مستوى التدين هو الذي يمارس هذا التأثير. إن الأدب المتمحور حول السلوكات في شأن المثلية الجنسية في العالم يكشف بوضوح الحجم الكبير للمواقف السلبية اتجاه هذه الظاهرة في البلدان الإفريقية خاصة في كل من بلدان المغرب العربي وبلدان جنوب الصحراء. (Adamczyk, 2017 ; Alozie, Thomas et Akpan-Obong, 2017 ; Ncube, 2017)وبالتالي تتوافق النتائج المتعلقة بالمثلية الجنسية مع هذا الاستنتاج، من جهة أخرى يتخذ الناس مواقف مرنة نسبيا اتجاه الدعارة، الإجهاض والموت الرحيم (Sintomer, 2001)، بينما لا تبقى موضوع اتهام ورفض من طرف السلطات الدينية، الشيء الذي يؤثر على الأشخاص الأكثر تدينا. فيما يتعلق بالانتحار والطلاق، تبدو النتائج متناقضة. من بين الحالات المدروسة، يعتبر الانتحار أقل الحالات تبريرا من طرف مجموع المبحوثين، لا يهم البلد أو مستوى التدين على الرغم من كونه موضوع رفض شديد من قبل المغرب والجزائر ومن طرف الأشخاص الأكثر تدينا. ويفسّر الانتحار بالعديد من الأسباب التي قليلا مالها علاقة في العديد من الحالات بدلالة المفهوم الذي نمنحه عادة لحرية الاختيار: أمراض عقلية، إدمان، اندفاع إلخ. أما فيما يتعلق بالطلاق، نلاحظ أن الاختلافات بين البلدان قائمة، ويبرز ذلك لكون قرار الطلاق غير مرحّب به في الدول الإسلامية ولا يكون مسموحا به إلا عندما تصبح حياة الأزواج مستحيلة. 

خاتمة

إن قراءة النتائج المتعلقة بالبلدان المغاربية ذات الديانة الإسلامية، مقارنة مع الدول الغربية ذات الثقافة اللائكية، تُبرز حضور الدين في التأثير على القيم بخصوص المثلية الجنسية والتي تعتبر من المحرمات، وهي غير مقبولة اجتماعيا على الأقل لدى فئة اجتماعية عريضة في الثقافة الشعبية، يكون المثلي مرفوضا اجتماعيا خصوصا بالنسبة للذكور، ذلك لأن هذا النوع من الشذوذ الجنسي يعتبر جريمة تخضع للعقاب وينظر له على أنه خطيئة. وهذاالموقف ينسجم مع الشرائع السماوية التي تُعلي من شأن النفس أو الروح وأشواقها وتؤطر شهوات الجسد وميولاته. (انكلهارت،1997) فيما يتعلق بالإجهاض، فالمجتمع المغاربي لم يحسم في أمره بشكل قاطع، بالرغم من وجوده وانتشاره داخل المجتمع.في المغرب يبقى الموقف منه مشوبا بكثير من التحفظ إضافة إلى أن القانون يُحرّمه أيضا ويعاقب عليه. أما بخصوص الدعارة فهي الأخرى غير مقبولة داخل المجتمعات المغاربية لأن الممارسات الحميمية غير مسموح بها شرعا وقانونا إلا في إطار مؤسسة الزواج وهو ما يجعل ممارستها خارج هذا الإطار منبوذة اجتماعيا ويعاقب عليها في حالة الاثبات قانونيا. و الأمر نفسه ينسحب على الانتحار والقتل الرحيم لأن النفس مقدسة في كل التشريعات. على العكس من ذلك، فالمجتمع الغربي عموما يستمد تشريعاته من الفلسفات المادية والقانون الوضعي وبالتالي فهو يقبل هذه السلوكات، وذلك انسجاما مع موقفه من الحريات الفردية. فمحددات السلوك في كندا وفرنسا حقوقية مدنية لذلك انعكس على موقفهم من الإجهاض والموت الرحيم والمثلية والانتحار حيث تعتبر أمورا فردية وشخصية والقانون يكفل للأفراد حرية التصرف في الجسد والمعتقد والسلوك.

يمكن القول كذلك بأن السلوك في المجتمعات المغاربية مؤطر بالمؤسسات الاجتماعية كالأسرة، حيث يعتبر الشرف والسمعة من الضوابط التي يجب مراعاتها في السلوك. لذلك، لا تقبل الأسر التقليدية الشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية المحرمة والإجهاض والانتحار، خصوصا وأن محددات السلوك القويم داخل المجتمعات الإسلامية هي العفة والالتزام الأخلاقي والانضباط لأعراف وعادات المجتمع (انكلهارت، 1997).

يمكن القول بالنسبة للدول المغاربية (المغرب والجزائر) بأنه بالرغم من كون الشخص يمارس الطقوس الدينية باعتبارها من أركان الإسلام، إلا أن سلوكه يبقى محكوما بشخصيته. فالحلال والحرام والمسموح والممنوع قواعد مؤطرة للسلوك الفردي والجماعي، إلا أن الانحرافات داخل مجتمع تظلّ موجودة. وهذه التناقضات في السلوك مرتبطة بالتغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة وببروز قيم جديدة تطفو على السطح وتُعلي من قيمة الحريات الفردية. يمكن القول، إذًا بأنّ المواقف تكتسي دورا مُهِمًّا في توجيه قرارات الأشخاص وتؤثر بقوة عليه انطلاقًا من السياق الثقافي الشاسع الذي تنتمي إليه. في عصر العولمة، أصبحت المجتمعات في أمس الحاجة إلى التغير السريع ولقد تأثرت فئة الشباب بهذه التحولات وأصبح لزاما التأقلم معها (انكلهارت، 1997).

Bibliographie

Adamczyk, A., Boyd, K.-A., Hayes, B.-E. (2016). Place matters: Contextualizing the roles of religion and race for understanding Americans' attitudes about homosexuality. Social Science Research, (57), 1-16.

Aggoun, A. (2010). Les musulmans, leur corps, la maladie et la mort. Dans Emmanuel Hirsch (dir.), Traité de bioéthique. II - Soigner la personne, évolutions, innovations thérapeutiques. Toulouse : Érès, p. 120-134.

Aubert, A. (2010). L’homosexualité vue par les religieux Hostilité (presque) générale. Magazine Être, 15(3), 15.

Beaumont, V., Cauvin Verner, C., Pouillon, F. (2010). Sexualités au Maghreb. L’Année du Maghreb, (VI), 5-17.

Chachoua, K. (2007). Le suicide en Algérie. Religion et politique en Méditerranée. Paris : Bouchène, p. 387-412.

Chachoua, K. (2010). Genre, suicide et sexualité (s) en Algérie. International Review of Sociology, 20(2), 301-319.

Chataigné, C. (2014). Psychologie des valeurs. Louvain-la-Neuve: de boeck.

Dorph, K.-J. (1982). Islamic law in contemporary North Africa: A study of the laws of divorce in the Maghreb. Women's Studies International Forum, Pergamon, 5(2), 169-182.

Delaporte-Digard, A. (2011). Homosexualité et religions, Buddhachannel,

(13 décembre) www.buddhachannel.tv/portail/spip.php?article767 (Consulté le 22 avril2019).

Durkheim, E. (1912). Les formes élémentaires de la vie religieuse. Paris : Alcan.

Ferrié, J.-N., Boëtsch, G., & Ouafik, A. (1994). «Vécu juridique», norme et sens de la justice: à propos de l'avortement au Maroc. Droit et société, 28(1), 677-690.

Gruénais, M.-É. (2017). La publicisation du débat sur l’avortement au Maroc. L’État marocain en action. L’Année du Maghreb, (17), 219-234.

Hage, S.-M. (2006). A closer look at the role of spirituality in psychology training programs. Professional Psychology: Research and Practice, 37(3), 303 -310.

Hofstede, G. (1997). Cultures and organisations: Software of the mind (2em ed.), New-York: McGraw-Hill.

Hofstede, G. (1980). Culture’s consequences: National differences          in thinking and organizing. Beverly Hills, Calif.: Sage.

Hofstede, G. (2001). Culture's recent consequences: Using dimension scores in theory and research. International Journal of cross cultural management, 1(1), 11-17.

Inglehart, R. (1971). The silent revolution in Europe: inter- generational change in post-industrial societies. American Political Science Review, 65(4), 991-1017.

Inglehart, R. (1997). Modernization and post modernization: cultural, economic and political change in 43 countries. Princeton, NJ: Princeton University Press.

Inglehart, R. (2015). The silent revolution: Changing values and political styles amongWestern publics. Princeton University Press.

Inglehart, R. & Baker, W. (2000). Modernization, cultural chance and the persistence of traditional values.American Sociological Review, 65(1), 19-51.

Inglehart, R.-F. ; Ponarin, E. & Inglehart, R. C. (2017). Cultural change, slow and fast: The distinctive trajectory of norms governing gender equality and sexual orientation. Social Forces, 95(4), 1313-1340.

Jäckle, S., Wenzelburger, G. (2015). Religion, religiosity, and the attitudes toward homosexuality-A multilevel analysis of 79 countries. Journal of Homosexuality, (62), 207-241.

Kateb, K. (2011). Scolarisation féminine massive, système matrimonial et rapports de genre au Maghreb. Genre, sexualité & société, (6).

King, A.-S. (1996). Spirituality: transformation and metamorphosis. Religion, (26), 343-351.

Kirkpatrick, C. (2015). Kluckhohn, F.-R., Strodtbeck, F.-L. (1961). Variations in value orientations.

Laroque, S. (2005). Mariage gai: les coulisses d’une révolution sociale. Montréal et Paris: Flammarion.

Maio, G. R., Olson, J.-M. (1998). Values as truisms: Evidence and implications. Journal of Personality and Social Psychology, 74(2), 294.

Maio, G.-R., Olson, J.-M., Bernard, M.-M., Luke, M.-A. (2003). Ideologies, values, attitudes, and behavior. Dans J. Delamater, Handbook of’ social psychology, New York: Kluwer Academic, p. 283-308.

Maslow, A.-H. (1954). Motivation and personality. New York: Harper & Row.

Maslow, A.-H. (1959). New knowledge in human values.

McGuire, W. (1964). Inducing resistance to persuasion. Some contemporary approaches. Dans L. Berkowitz, Advances in experimental social psychology. New York: Academic Press, 1, 191-229.

Ncube, G. (2013). Dieu et le sexe. Le pur et l’impur: Concilier l’Islam et l’homosexualité chez Rachid O. et Abdellah Taïa. International Journal of Francophone Studies, 16(4), 455-477.

Ogay, T. (2004). Valeurs des sociétés et des individus, un état des lieux des modèles en psychologie interculturelle. Cahiers Internationaux de Psychologie Sociale, (61), 7-20.

Raibaldi, L. (1996). Prostitution féminine au Maghreb oriental. Doctoral dissertation, Paris 1.

Rokeach, M. (1968). Beliefs, attitudes, and values. A theory of organisation and change. San Francisco: Jossey-Bass.

Rokeach, M. (1969). Part I. Value systems in religion. Review of Religious Research, 3-23.

Rokeach, M. (1973). The nature of law man values. New York: Free Press.

Roccas, S., Sagiv, L., Schwartz, S.-H., Knafo, A. (2002). The Big Five Personality Factors and personal values. Personality and Social Psychology Bulletin, 28(6), 789·80l.

Schwartz, S. H. (1968). Awareness of consequences and the influence of moral norms on interpersonal behavior.Sociome1ty, (31), 355 -369.

Schwartz, S.-H. (1992). Universals in the content and structure of values: Theoretical advances and empirical tests in 20 countries. Advances in experimental social psychology, 25, 1-65). Academic Press.

Schwartz, S.-H., Bilsky, W. (1987). Toward a universal psychological structure of human values. Journal of personality and social psychology, 53(3), 550.

Statut économique, religiosité et valeurs libérales 22.

Schwartz, S.-H., Huismans, S. (1995). Value priorities and religiosity in four Western religions. Social Psychology Quterly, 88-107.

Schwartz. S.-H. (2002). Chapter 7. A proposal for measuring value orientations across nations, unpublished manuscript. The Hebrew University of Jerusalem.

Saroglou, V., Delpierre, V., Dernelle, R. (2004). Values and religiosity: A meta-analysis of studies using Schwartz’s model. Personality and Individual Differences, 37(4), 721-734.

Sintomer, Y. (2001). Droit à l’avortement, propriété de soi et droit à la vie privée. Les Temps Modernes, (4), 206-239.

Smith, T.-W, Son, J., Kim, J. (2014). Public Attitudes toward Homosexuality and GayRights across Time and Countries. UCLA: The Williams Institute. Retrieved fromhttps://escholarship.org/uc/item/4p93w90c

Taraud, C. (2003). La prostitution coloniale: Algérie, Tunisie, Maroc (1830-1962). Paris: Payot.

Tiliouine, H., Belgoumidi, A. (2009). An exploratory study of religiosity, meaning in life and subjective wellbeing in Muslim students from Algeria. Applied Research in Quality of Life, 4(1), 109-127. De Tocqueville, A. (2003). Democracy in america (Vol. 10). Regnery Publishing.

Triandis, H.-C. Leung, K.,Villareal, M.-J., Clack, F.-I. (1985). Allocentric versus idiocentric tendencies: Convergent and discriminant validation. Journal of Research in personality, 19 (4), 395-415.

Viallard, M. L. (2012). Pratique médicale et philosophie de l’expérience au partage.

Voyages médico-philosophiques en quête du sens du soin. Michel Geoffroy. Éditions Seli Arslan.

Weber, M. (2009). From Max Weber: essays in sociology. Routledge.

Williams, R.-M. (1979). Change and stability in values and value systems: a sociological perspective. Dans M. Rokeach, Understanding human values, individual and societal, New York: Free Press, 15-46.

World Values Survey Association. (2005). World values survey. Wave, 5, 2005-2008.

Wulff, D.-M. (1997). Psychology of religion. Classic and contemporary. New York: Wiley.

Wulff, D.-M. (1991). Psychology of religion. Classic and contemporary views. New York: Wiley.

استشهد بهذا المقال

HAMDAOUI, I. (2022). الدين والمكانة الاقتصادية والقيم الليبيرالية. قراءة في مسوح ميدانية. إنسانيات - المجلة الجزائرية الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية, 26(96), 41–59. https://insaniyat.crasc.dz/ar/article/aldyn-walmkana-alaqtsadya-walqym-allybyralya-qraa-fy-mswh-mydanya