ذكرى وقفة تأبينية للفقيدة الأستاذة الدكتورة عائشة غطاس 1955-2011

فاطمة الزهراء قشي (مؤلف)
9 – 10
الشباب بين الحياة اليومية و البحث عن الهوية
ع. 55-56 — م. 16 — 30/06/2012
 اختطفت منّا المرحومة عائشة غطاس يوم 10 ماي 2011 و هي أستاذة التعليم العالي منذ 2007. بعد دراسة ابتدائية و ثانوية بالبرواقية، "صعدت" عائشة برفقة أختها شريفة إلى العاصمة. فكان التحول و الطموح تحت رعاية والد حنون، كريم و صارم و والدة تشرف و ترافق و تراقب من بعيد. فكانت عند حسن ظنّهما بها، فتفوقت في الليسانس سنة 1979 و أقدمت على البحث برعاية مجموعة الأساتذة و ناقشت مذكرة الماجستير الموسومة "العلاقات الجزائرية -الفرنسية خلال القرن السابع عشر" تحت إشراف المرحوم أ.د. مولاي بلحميسي عام 1986. و بعد مشوار طويل من التدريس و البحث و التكوين أكملت مع نفس المشرف رسالة دكتوراه الدولة عام 2002 حول "الحرف و الحرفيين في مدينة الجزائر 1710 - 1830، مقاربة اجتماعية و اقتصادية" و أصبحت بذلك المتخصصة بلا منازع في هذا الميدان.

في سيرة علمية غير كاملة عددنا أكثر من 10 محاضرات غير منشورة و 25 مقالا منشورا في مجلات وطنية و مغاربية (الثقافة، مجلة الدراسات التاريخية لجامعة الجزائر، مجلة إنسانيات للأنثروبولوجية و العلوم الاجتماعية و المجلة التاريخية المغربية). كما نشرت أعمال أخرى في كتب جماعية حصيلة ندوات و ملتقيات ومؤتمرات أو في أعمال تكريم لأساتذة أجلاء كانت المرحومة تكنّ لهم الاحترام و التقدير.

قامت الأستاذة عائشة بتدريس مقاييس متنوّعة جلّها حول الجزائر العثمانية. ساهمت و أشرفت الأستاذة على العديد من مشاريع البحث انطلاقا من جامعة الجزائر و المركز الوطني للحركة الوطنية و تاريخ الثورة كما شاركت في برامج تندرج في شبكة مغاربية للبحث.

لو تأمّلنا المسار المهني لعائشة غطاس و اهتماماتها البحثية نلحظ ذلك التواصل مع التركيز التدريجي و التعمق في مسائل دون أخرى ثم محاولة الحوصلة و الاستشراف.

خصّت مجلة إنسانيات بمقالين، نشر الأول في عدد "الأسرة بين الأمس و اليوم" سنة 1998 بعنوان: "الصداق في مجتمع مدينة الجزائر (1672-1854) من خلال سجلات المحاكم الشرعية"، و طرحت في الثاني سنة 2003 مسألة إعادة النظر للبنية الديموغرافية للجزائر العثمانية [2]. ومن منظور إسطوغرافي تحليلي و تقويمي أيضا قدمت في نوفمبر 2010 بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة بحثا بعنوان:"خمسون سنة من البحث حول الجزائر العثمانية: الحصيلة و الآفاق".

كانت عائشة كلها لطف وكرم، خجولة في بعض الأحيان إلى حدّ الانطواء مع الذين لا تعرفهم. و كثيرا ما كنّا نتناقش في المسائل العلمية أو التربوية و أعمال الطلبة و مواقف بعض الزملاء و غيرها من الموضوعات التي تشغل بال الأساتذة كلّما اجتمعوا.

و كان آخر ما أرسلت صبيحة مقتلها هو ملخص المداخلة للندوة العلمية حول الحرفيين وأوضاعهم الاجتماعية في إيّالة الجزائر. و هذا دليل حرصها العلمي و مدى احترامها للمواعيد رغم الظروف التي لم ترحمها و لم تمهلها.


الهوامش

[1] نص مقتطف من الوقفة التأبينية التي خصصت للمرحومة أ.د. عائشة غطاس (مؤرخة، جامعة الجزائر 2)، على هامش اليوم الدراسي : "الحرفيون و أوضاعهم الاجتماعية و الثقافية بإيّالة الجزائر (1518-1830)" الذي نظم بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، وهران، يوم الخميس 26 ماي 2011.

[2] أنظر، غطاس عائشة.) 2003(، "من أجل إعادة النظر في البنية الديموغرافية لمجتمع مدينة الجزائر معطيات مستقاة من الوثائق المحلية"، إنسانيات، عدد مزدوج 19-20.

استشهد بهذا المقال

GUECHI, F. Z. (2012). ذكرى وقفة تأبينية للفقيدة الأستاذة الدكتورة عائشة غطاس 1955-2011. إنسانيات - المجلة الجزائرية الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية, 16(55-56), 9–10. https://insaniyat.crasc.dz/ar/article/dhkra-wqfa-tabynya-llfqyda-alastadha-aldktwra-aaysha-ghtas-1955-2011