Sélectionnez votre langue

"رنين الحداثة " لبختي بن عودة.- منشورات الإختلاف و وزارة الثقافة و الإتصال.- طبعة أولى، سنة 1999 .- 242 صفحة

أصدرت رابطة كتاب الإختلاف بمشاركة وزارة الثقافة و الإتصال كتابها الأول من السلسلة النقدية "كريتيكا" تحت عنوان "رنين الحداثة"

يشمل التأليف على مجموعة من الدراسات و المقالات الصحفية التي كتبها الصحفي و الناقد: بختي بن عودة الذي اغتالته قوى الظلم و الظلام بوهران في يوم من أيام ربيع سنة 1995. و تتناول موضوعاته قضايا فكرية و ثقافية ترتبط بالسؤال الفلسفي (الحداثة و ما بعد الحداثة : المفهوم و كيمياؤه) و السؤال الثقافي في الجزائر (المسألة الثقافية و الفضاء الثقافي الجزائري).

ينتمي الراحل بختي بن عودة إلى المثقفين الشباب الذين تأثروا بفلاسفة الهامش أمثال ميشال فوكو و جاك دريدا و غيرهما و بأنصار النقد الجديد أمثال عبد الكريم الخطيبي و غيره. على طريقة هؤلاء، يبحث بختي بن عودة في الأسس المعرفية و المنهجية التي يستند إليها الخطاب الأدبي و النقد في الجزائر.

ينتقد بختي بن عودة "المسلمات التي يقوم عليها هذا الخطاب و يدافع عن ابداعية النقد" لا كخطاب و ثوقي جاهز و قابل للتدجين و إنما كقراءة مفتوحة واعية بخطر رهانها و صعوبة تحديها.

ثم يحلل سؤال الثقافة الوطنية داخل مأزقها، يواجه الأسئلة الحرجة لوعي ملتبس و عقل سيجته الدوغمائيات.. بكل أشكال الإنحطاط و البؤس و أدب تحول إلى بوق يردد الشعارات أكثر مما يعيد ابتكار العالم (الناشر).

عن الحداثة يقول بختي بن عودة هي: لحظة فكرية تخالف أهواء الهوية المطلقة و تراهن على العقلنة… حداثة تخرج الفرد من الفردانية إلى المواطنة، من السحري إلى الواقعي لتجعله مالكا للمصير و الأصيل بوعي معاكس للمؤسسة.

"في مجتمع منفعل، يتكاثر بسرعة، ينتظر و لا يبدع، يترنح و لا يجرؤ، تتحكم في تفاصيله البدايات… ينبغي أن يبحث عنها (الحداثة) في طرائق التعليم و التواصل و الكلام و الكتابة.. الحرية و التفكير الفعال و الحقيقة المعيشة.." فهي "لا ترى في نص متوحد، و لا في عمارة عجيبة.. و لا في لباس يغري…فالجزائر هي البلد الذي تلتقي فيه كل الأصوليات المحددة وفقا لمبدأ القوة و المساومة و اللعب على وتر المرحلة.. لذلك فهو لا ينتج النقلة بل الـتكرار و يصبح فيه من المستحيل التفكير في اللامفكر فيه إذا كان الأمر كذلك، فإن المصير محسوب على الدم.. على المزيد من التدمير الذاتي.." فالحداثة الخلاقة مرتبطة بـ "الحوار المفتوح الذي لا يمكن ضبطه خارج عقلانية متنورة و تفكير موغل في الإتزان و التعددية الفلسفية" (قالها سنة 1988، أي قبل ظاهرة الإرهاب).

و عن الثقافة الجزائرية يؤكد "ارتبطت الثقافة الجزائرية خلال الثورة المسلحة بالفضاء المقاوم و قد عبرت بعد الإستقلال عن الحاجة إلى تأكيد الأنا. لم تكن الأسئلة حينها مقلقة. و كانت السبعينات هي المرحلة التي تفجر فيها خطاب ثقافي ضمن موازاة الهموم الجديدة أفرز رؤية إلى المجتمع…" غير أن هذا الخطاب شجع "عودة المؤسسة إلى الحقل الثقافي. و هي عودة تدعم امتداد الدولة إلى المؤسسة.. المضادة.. كشفت التجربة أنها لا تختلف عن البنية التــقـلـيـديـة و جميع التصورات و الممارسات السائدة فيها و المتحكمة في علاقتها بالمثقفين. تؤكد النموذج التقليدي الذي ما انفكت تخدعنا بنقيضه فالحقل الثقافي في الجزائر يحتاج إلى تأسيس حداثي يمر بحفريات جديدة.

فالكتاب جدير بالقراءة غير أن مؤلفه يوظف لغة تحتاج إلى إعادة النظر رغم ثرائها الإصطلاحي و إلا كيف يمكننا أن نفهم العبارة التالية "الحداثة : نجتاز ما يجوز جوازه، ندقق في الإجازة و التجاوز و أخيرا، أخيرا المجاز". (ص 10)

و كم هي كثيرة العبارات المتماثلة في النص

الكاتب

إعداد - غالم محمد

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche