Sélectionnez votre langue

المدن الجزائرية : حصيلة أولية، آفاق جديدة

 إنسانيات عدد 04 | 1998  | االمدن الجزائرية  | ص 85-86  | النص الكامل


Abed Bendjeld: Université d’Oran, Département de géographie et de l'aménagement du territoire, 31 000, Oran, Algérie.
Centre de recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie.



بعد ورقة التقديم بدا لنا مفيدا ختم هذا الملف بما يشبه حصيلة للأشغال المقدمة و فتح آفاق بحث في مجال التحوّلات التي تعرفها المدن الجزائرية.

كان الطموح البدئي، لدى عابد بن جليد و عبد القادر لقجع – منسقي هذا العدد، تحمله نية تحليل ما تعيشه المجتمعات الحضرية الجزائرية، من تحولات متعددة الأشكال و اختلالات مسجلة و عراقيل معيقة لمجال التهيئة. اختصارا، تعلق الأمر بدراسة التحولات بالوقوف على استراتيجيات الفاعلين بالإحاطة بالعقبات المكتشفة و بإمكانية إبداء بعض الاقتراحات.

قدمنا حبكة من خمسة محاور بحث لمؤلفين من الاختصاصات المختلفة المعنية بالتهيئة، يحدونا أمل أن نمس كل طبقات المدن المتواجدة فوق التراب الوطني. هذه المحاور هي : تفجر المدن الفيزيائي، البعد التهييئي، النشاطات الاقتصادية الدينامية و السسيوثقافية و البعد السسيوانثربولوجي. في آخر الأمر تم اختيار اثني عشرة ورقة.

إذا كانت الدراسات قد غطت كل المناطق الجغرافية الكبرى (الجزائر شمالا وصحراء) و شملت الطبقات الحضرية المختلفة (المدن الكبرى، المتوسطة و الصغرى) بتفاوت أكيد من حيث التحليل المقدم، إلا أننا عدمنا ما يتصل بالتحولات المهمة التي عرفتها العاصمة منذ الاستقلال ؛ و هذا ما يبرر المكانة التي حظيت بها كتب و أطروحات (ستة في المجموع) خصصت لمدينة الجزائر وقدم حولها نوتات قراءة كل من ع. بكوش، ع. لقجع، ع. بن جليد، ف. صوفي. و لا يفوتنا أن نسجل وضع السيد صفر – زيتون باحثا تتمحور أطروحته حول مدينة الجزائر.

من بين الموضوعات المقترحة، ينقصنا ما يتعلق بحقل الاقتصاد الحضري على الرغم من أن كل اقتصاديات المدن عرفت – بفعل الأزمة – تغييرات ملحوظة، إلا أننا مجبرون على الاعتراف أن الاقتصاد الحضري بقي شعبة مهملة في الجزائر. حتى لو كان الأمر مختلفا بالنسبة للبحث في الهندسة المعمارية و في العمران – و الذي يتم داخل المعاهد الجامعية المختلفة، إلا أن النتيجة تكاد تكون نفسها، حيث أن كثيرا من البحوث التي تمت مناقشتها بقي مجهولا، وأكثر من هذا، فإن مجلات الهندسة المعمارية و العمران المنشورة بقيت خفية بما في ذلك عن الحقل الجامعي. و على العكس من ذلك، فإنا نعتبر مساهمة بعض الباحثين المهتمين بالتاريخ الحضري مصدر رضى نتقاسمه بالنظر إلى ما تضيفه في معرفة تكوين مدننا.

إن الحاجات إلى معرفة الأوساط الحضرية معرفة أحسن ملحة بالنسبة إلى الجامعيين بفعل اهتماماتهم الشخصية أو الجماعية أو بالنسبة إلى أصحاب القرار و الممارسين. و ما عدا الملتقيات التي تم تنظيم خلال السداسي الأول من السنة 1998 من طرف المؤسسة الجامعية ("التهيئة العمرانية" بجامعة العلوم والتكنولوجيا – الجزائر أو التي تم تحضيرها بوهران أولا "الخطابات على المدينة" ثم إدراك متعدد الجوانب "ظاهرة الضاحية" و أخيرا "غدا المدينة، غدا المقاومة) أو من طرف الجماعات المحلية "تسيير المدن الكبرى" المنجز من طرف ولاية و جامعة عنابة، "إعادة الاعتبار و المحافظة على قصبة الجزائر" المنظم من طرف محافظة الجزائر الكبرى – نقول و ما عدد الملتقيات سوى تعبير واضح عن حاجات الجميع في حقل المعرفة الملموسة لهذه المجالات بقصد الشروع في تدخلات ممكنة في حقل تهيئة المدن الكبرى ؛ مع التأكيد أيضا على الأهمية المتنامية الواجب إيلاؤها مستقبلا للأعمال التي يقوم بها الممارسون و ممثلو الجماعات المحلية و الفاعلون الآخرون في الحياة الحضرية. بديهي أن غياب أو/ و ضعف دراسات المفعول و علاقات التقويم المترتبة عن التدخلات في الوسط الحضري، يحد و سيحد من نجاعة العمل العمومي في مجال التهيئة.

ختاما، إن المعرفة المبتورة للمدينة الجزائرية و بخاصة مناعة الإنتاج العلمي حول المسألة، و تفاهة العلاقات التي تجمع ما بين مؤسستي الجامعة والجماعات المحلية و المركزية، كل هذا يترك مفتوحة حقولا واسعة من البحث تم التطرق إليها بدرجات متفاوتة، حقولاتهم سير و تهيئة المدن الجزائرية (الإعلام في الوسط المدني – تسيير المدن و المحيط – القطرية الحضرية الجديدة – إعادة الاعتبار للأحياء العتيقة – السلطات العمومية في مواجهة المدينة – المالية المحلية – إعادة تنظيم الأحياء – التركز و الهيكل الحضري و تهيئة الإقليم).

ربما كان الأهم – و نحن في نهاية القرن – في تجاوز النظرة الظرفية للتهيئة العمرانية و نظرة أخرى – و هي أكثر تجزئة – و التي تتمادى في استئصال المدن من إطارها الإقليمي و من العلاقات المتعددة التي تجمعها بالبوادي.

أخيرا، مع أننا لم نحط بالمسألة بكل جوانبها من حيث الموضوعات التي تم التطرق إليها إلا أننا نريد هذا الملف بابا مفتوحا على حوار حول المدينة و في هذا المعنى، تلتزم المجلة بفتح صفحاتها واسعة للأشغال التي تهتم بحقل البحث هذا.

  الكاتب

 عابد بن جليد

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche