تدور الفكرة الرئيسية للكتاب حول الولاية والأولياء الصالحين في المنطقة المغاربية وإنشاء الزوايا،إلى جانب الدور العقائدي والاجتماعي والسياسي والثقافي الذي لعبته الزوايا في القرون 12 و13 و14 الميلادية، كما تهتم بالمدونات التي أرخت للمتصوفة والأولياء التي عرفتهم المنطقة في تلك الفترة و"أخبار الأولياء" التي جعلت الناس تبجل من يحمل علامة "الولي الصالح"، ولقد استطاعت الوصول إلى التحولات الكبيرة وتطور الولاية في المنطقة، فالتصوف بدأ فرديا في شكل شبكات ثم انتقل إلى الزوايا في شكلها التنظيمي القوي الذي عمل على نقل الولاية داخل العائلة نفسها وصولا إلى المطالبة بدور سياسي.
تتناول المؤلفة هذه الفكرة من خلال مدخل وخمسة فصول وخاتمة.
في الفصل الأول تشير إلى امكانية تعريف الولاية من خلال إشارتها إلى مدونات بيوغرافيا الأولياء: "السر المصون فيما يكرم به المحسنون" للطاهر بن محمد بن الطاهر السدافي الأندلسي، "المستفاد في ذكر العباد بمن كان في فاس من العباد" للتميمي، ويحتويان على متصوفة القرنين 11 و12 الميلاديين، كما تذكر مؤلفات أخرى مثل:"رسالة روح القدس" لابن عربي، "التشوف إلى رجال التصوف"،لابن الزيات، "دعامات اليقين" للعزفي، "المقصد الشريف في أولياء الريف" للبادسي، "سبك المقال في فك العقال" لابن نواح، "عنوان الدراية" للغبريني،" تحفة المغترب ببلاد المغرب" للقستيلي...ومدونات أخرى تشير إلى الأولياء العرب والبربر و الأندلسيين الذين عرفتهم المنطقة ودورهم في نشر الدين واللغة العربية.
في الفصل الثاني تشير إلى مسالك الصوفية ، شخصياتهم ، مفارقاتهم في مسار حياتهم، الكرامات وتأثيرها في الأوساط الشعبية ،الحياة الزوجية ، دخول النساء إلى مجال الولاية مثل (لالا ميمونة توفيت 1198م) ثم دخول الأولياء المجال السياسي، والحكم الصوفي في الأندلس.
في الفصل الثالث تشير إلى انتشار الولاية وتأسيس شبكات و أماكن الزيارة التي تأسست في القرن 13 م من فاس إلى سجلماسة ومراكش، وظاهرة السفر إلى المشرق وتشير هنا إلى أن التصوف المغاربي ظل شعبيا.
في الفصل الرابع تشير إلى ظهور الزوايا والتصوف الجهوي وبداية ظاهرة الطرق الصوفية المختلفة انطلاقا من القرن 12م وتنظيم ما يعرف بالرباط الذي يزار أو يحج إليه، وهنا تشير إلى المغرب الأوسط خاصة مدينة بجاية و مدينة تلمسان و واليها مهدي "أبو مدين شعيب".
في الفصل الخامس تشير إلى التصوف البدوي وماتسميه التصوف العالم (بكسر اللام) حيث تبين من خلال المدونات التي ذكرت من قبل أن معظم الأولياء من الريف ومن الأندلس، وهنا تشير إلى رفض الأولياء الاتصال بالسلطة السياسية، وتذكر "ابن عاشر". وهنا أيضا تتحدث عن الدراسات الإيثنوغرافية للمغرب والتي تعتبر الزوايا كتعبير عن "إسلام مغربي ريفي"، كما تشير إلى بعض الأولياء الذين كانوا حكاما وتذكر "ابن الغالب ( 1177-1183)" الولي الحاكم في القصر الكبير.
لقد تابعت المؤلفة مختلف مراحل تطور الولاية في المجتمع المغاربي انطلاقا من المدونات والمصادر التي تحصلت عليها، واستطاعت أن تبين وظيفتها القدسية التي مازالت تؤثر إلى يومنا هذا.
الكاتب
عبد الوهاب بلغراس
باحث دائم-CRASC