إنسانيات عدد 29-30 | 2005 | أبحاث أولى 2 (أنثروبولوجيا، علم الاجتماع، جغرافيا، علم النفس، أدب) | ص 49-62 | النص الكامل
Cérémonie du mariage à Constantine, approche anthropologique Abstract: Cette étude aspire à devenir anthropologique dans son approche de la célébration dont la ville de Constantine constitue le terrain essentiel de son objet. Elle essaye d’exposer comment aujourd’hui est vue la cérémonie du mariage dans cette ville ? Comment est célébrée cette fête ? Quels sont les pratiques et les rituels observés ? Quels sont les préparatifs instaurés, spécialement pour cet évènement familial qui pose la question sur les logiques intérieures et sur les fonctions de cette célébration matrimoniale ? On a essayé de regrouper une description de toutes les cérémonies traditionnelles et les célébrations qui s’organisent aujourd’hui à Constantine, dans leurs dimensions et représentations afin d’illustrer la continuité de ces célébrations à l’ombre des différentes mutations que connaît et que va connaître la société en général. Ces cérémonies ne sont pas un résultat du hasard ou d’un contact arbitraire, mais le fruit de la continuité des rituels du passé et des fonctions que remplissent ces pratiques. Enfin, ces célébrations sont des moyens pour l’intégration progressive des valeurs de la société. Mots clés : célébration - stratégies du mariage - ostentation sociale - rituels - échange. |
Ferial ABBAS : Unité / Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 25 000, Constantine, Algérie.
مقدمة
من خلال تسليط الضوء على مؤسسة اجتماعية هامة مثل الزواج وهي في أوج تفاعلها وحركيتها، حاولنا الكشف من خلال المراسيم الزواجية عن أوجه من الأحداث العائلية وهي في تفاعل واحتكاك مع الواقع ومع الآخرين وأوجه من الممارسات الاجتماعية.
لم يكن هدفنا القيام بجرد لكل ما يحدث خلال العملية الزواجية من طقوس وحركات وأفعال منذ عملية المشاورات وصولا إلى الاحتفال، ولا وضع رزنامة للممارسات الاجتماعية الحادثة، ولا تأطير لأنواع الزيجات الحاصلة اليوم في مدينة قسنطينة، ولا أيضا أخذ موقف من بعض الممارسات وإصدار أحكام تخصها، كما لم نبحث في مصداقية الممارسات المشاهدة ولا في فعاليتها ولا في أصل منشئها أيضا، بل حاولنا قدر المستطاع تصوير هذه المراسيم كما تبدو في الواقع.
حاولنا من خلال هذه الدراسة تحليل ما يحدث خلال المراسيم الزواجية، والكشف عن السر الثقافي والاجتماعي اللذين يجعلان العائلات تصر على مثل هذه الممارسات، بعبارة أخرى إبراز دور هذه المراسيم، و إبراز كيف أن الطقوس والممارسات المشاهدة أدوات فعالة في يد الفاعلين الاجتماعيين، أدوات يتلاعبون بها ويستعملونها لتخدم مصالحهم واحتياجاتهم الآنية أو البعيدة الأمد، أدوات يستثمرونها ويراهنون من خلالها وبها على تقلد مكانة اجتماعية من خلال الإبقاء على العلاقات العائلية القائمة أو التخلي عنها و/أو نسج علاقات جديدة، معالم تدخل فيها العلاقات العائلية وعلاقات الصداقة والمنفعة، وحفظ المصالح وتحالف الطبقات الاجتماعية، إنها أداة لحفظ الوضع الاجتماعي السائد مع محاولة لتغييره يمكننا أن نرى معالمها بوضوح في العلاقات بين المُسيطِر/ والمُسيطَر عليه، بين الرجل/ والمرأة، المتزوج/ والأعزب، بين الكبير/ والصغير، القريب/ والغريب.
الإشكالية
إن الممارسات الاحتفالية موضوع بحثنا، هي مراسيم الزواج في مدينة قسنطينة. و يتبين للملاحظ لتلك المراسيم أنها تشكل كلا متتاليا، وتتألف من مجموعة من المراحل المتناسقة، التي يتتبع فيها تسلسلا محددا ومحترما (الخطبة فالفاتحة ثم الجرية ثم العرس ثم الصّباحة فالسابع). تبدأ في بيت أهل العروس علي أن تنتهي في بيت أهل العريس، وعلى الرغم من عدم وجود أي نص قانوني أو ديني ينص علي هذا التتابع ، فالوالدان (الأم خاصة) يصران على إتباع نفس الخطوات (على الأقل من حيث الشكل)، ويعملان علي استمراريتها وانتقالها من جيل إلي آخر(من الأم للبنت).
و هكذا نجد أفراد المجتمع من الأهل أو العائلة أو المقبلين على هذه المرحلة يعطون أهمية بالغة للمظاهر المادية المصاحبة له وكيفية الاحتفال به. فيلزمون أنفسهم بمثل هذه الممارسات، فلا تكاد تنتهي أول خطوة والمتمثلة في الخطبة على أهميتها حتى يتم الانتقال إلى المراحل اللاحقة بالتنفيذ والالتزام بالشروط المعقدة، فنجد العائلات و على اختلاف مستوياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية تلتزم بتفنيد كل الشروط وتصر على إقامة المراسيم حتى و إن اقتضى الأمر إنفاق كل ما تملكه أو اللجوء إلى الاستدانة من أجل استفاء هذه الشروط (المهر أو تجهيز العروس مثلا أو بما يسمي محليا بقسنطينة بالشورة وتقديم الهدايا، وكراء قاعة للاحتفال)، و كأن مناسبة الزواج هي فرصة للعائلة لتبرز فيها وسط المجتمع أو تثبت قيمتها و تجدد مكانتها، إنها تبدو كرغبة في التعبير عن العائلة وترك بصمة التميز داخل هذا المجتمع أو ربما فرصة للتفاخر، و في معظم الأحيان تُرجع كل هذه الممارسات إلى العادات والتقاليد في حين أن الوسائل المادية و الأوضاع الثقافية قد تغيرت.
هذه المظاهر والمواقف كانت سببا في تساؤلنا، باعتبار أن "كل ممارسة إنسانية خاصة إذا كانت جماعية تهدف إلى شيء ما "[1]، ثم إن هذه الطقوس هي نتاج المجتمع و أفراد هذا المجتمع الذين يعملون على الحفاظ عليها أو التخلي عنها، واستمرار نفس الطقوس ونفس الممارسات مضمون بتمسك الفاعلين الاجتماعين بالقيم و الرموز و الدلائل التي يحملها.
وإذا وافقنا كازنوف J.Cazeneuveفي كون كل ممارسة ذات مغزى اجتماعي، نتساءل عن استمرارية هذه المراسيم على الرغم من الانتقاد الدائم لها. إن استمرار كل ممارسة طقوسية و تكرارها دال علي استمرار وظيفتها في المجتمع و اختيار الفاعلين الاجتماعين لممارسة دون أخرى أو إعادة تكييف بعض الممارسات دون أخرى دلالة على أهمية الوظيفة التي تؤديها حتى و إن كانوا غير واعين بذلك.
و عليه فإن التساؤلات التي انطلقت منها هذه الدراسة تتمثل في:
كيف يتم الاحتفال بالزواج اليوم في مدينة قسنطينة ؟ ما هي الممارسات والتحضيرات التي تقام خصيصا من أجل هذا الحدث العائلي الهام؟ لما هذا الانفصال في تأدية المراسيم و ما هي خصوصية كل جزء منها ؟ ما هي الدلالات التي تحملها المراسيم؟ و إلى ما تشير هذه الطقوس والممارسات؟
إننا نتساءل بتعبير أدق عن المنطق الداخلي الذي يحكمها و عن وظائف هذه المراسيم الزواجية، ما هو الهدف المنتظر من هذه الممارسات؟ و ما هي الوسائل المستعملة للوصول إليها و ما هي حدودها ؟ والأهم لما كل هذا الاهتمام بالمراسيم؟
و الإشكال الأساسي لهذه الدراسة يتمحور حول:
كيف يتم الاحتفال بالزواج في قسنطينة؟
و ما هي الوظائف التي تؤديها مراسيم الزواج ؟.
المغرب الأقصى ميدان مفضل لدراسة المراسيم
اطلعنا على الأدبيات الأنثروبولوجية و السوسيولوجية التي تناولت الموضوع لتكوين خلفية تساعد على استيعاب مختلف العناصر المرتبطة به، لكن على الرغم من أن الزواج من أكثر المواضيع التي اهتم بها علماء الفلكلور بين سنوات 1870 و1950 إلا أن وصفهم لها كان محبطا، فهي لا تخص إلا مرحلة من الزواج، و لا تقول شيئا عن الجماعة التي وصف بها طقس ما. و عليه فمن العسير من خلال هذه المصادر الفلكلورية معرفة كيف كان يتم الزواج في حضن جماعة معينة أو في فترة زمنية بعينها[2]. و انحصرت غالبية الدراسات التي أجريت على ظاهرة المراسيم الزواجية، على الأقل تلك التي تمكنا من الإطلاع عليها، في وصف جاف للطقوس المصاحبة لها، ولم تخص تلك المأخوذة منه بجانب من البحث. هذا الصمت المحيط بدراسة المراسيم الزواجية من وصفها والتحدث عن المكان الذي تقام به و تحديد الجماعات التي درست فيها، يثير العديد من التساؤلات، وقد ينبؤنا بعدم تقدير لهذه الممارسات و اعتبارها بلا جدوى رغم أن أهميتها بارزة بالنسبة للفاعلين الذين يحاولون الحفاظ عليها.
و من أهم الدراسات التي تناولت موضوع مراسيم الزواج والتي تمكنا من الإطلاع عليها نذكر دراسة فون جينيبVan Gennep[3] التي جاءت في جزئين وخصت طقوس الانتقال بفرنسا بوصف دقيق و مفصل من الولادة حتى الموت، حيث تم التطرق لمراسيم الزواج في الجزء الثاني، وهي أحد أهم الدراسات عن مراسيم الزواج.
أما الدراسات التي خصت المغرب الكبير نجد أن المغرب الأقصى قد حظي في غالبيتها باهتمام خاص و نذكر من أهمها دراسة وستارمارك[4]Westermarc ، و التي خصت عدة قبائل و تعد مصدرا أساسيا لكل باحث عن المغرب الأقصى، و نجد أيضا كتاب لاووست Laoust [5]، حيث خص هذا الأخير قبائل بربرية في المغرب الأقصى بدراسته. و أهم ما يميز هذا الكتاب الذي نشر بعد وفاة مؤلِّفه بسنوات عديدة أنه يجمع بين النص الأمازيغي (اللغة الأصلية لمنطقة الدراسة) و النص الفرنسي إضافة عرضه لعدد من الصور الفوتوغرافية.
من الملاحظات التي يجب التنويه بها أن معظم الدراسات الفلكلورية التي تمت حول المغرب الكبير كانت في الفترة الاستعمارية و عليه فهي مرتبطة بالجو الثقافي، الاجتماعي و السياسي السائد آنذاك باعتبار أن هذه الدراسات أقيمت على مجتمعات غير متحضرة حسب التصنيف الاستعماري ، و عليه لابد من أخذ ذلك بعين الاعتبار عند التعامل مع هذه المؤلفات.
أما الدراسات التي تمكنا من الإطلاع عليها حول مراسيم الزواج في الجزائر فهي قليلة، مما يستوجب التساؤل عن هذا الاهتمام الخاص بالمغرب الأقصى. كانت الدراسات حول الجزائر إما دراسات متفرقة موجودة ضمن مؤلف، أي أنها لا تشكل الموضوع الرئيسي للكتاب وخصت مناطق محددة دون الأخرى، و قد أخذت منطقة القبائل الكبرى ومنطقة الأوراس(الشاوية) الحظ الأوفر منها، و من بين هذه الدراسات على سبيل الذكر لا الحصر، كتاب ماتيا قودري Gaudry,M[6] الذي خص المرأة الشاوية بالدراسة، حيث تناولت المراسيم الزواجية في أحد الفصول حينما تطرقت مؤلفته لمؤسسة الزواج، كما تناولت المراسيم الجنائزية في فصل آخر، و يمكن القول بأن الفضل يعود لهذه الباحثة في جمع أكبر قدر من المعلومات عن المراسيم في منطقة الأوراس مع بداية القرن 20، ونجد أيضا دراسة سيرتو وكارنويCerteux et Carnoy [7]، كما نجد دراسة لاوست شونتريوLaoust-Chantreaux[8]، التي تتخللها أجزاء مخصصة لوصف مراسيم الزواج في منطقة القبائل الكبرى.
و أهم ما استوقفنا عند الاطلاع على هذه الدراسات أن نصيب المراسيم في الأوساط الحضرية قليل، فمعظمها كانت تتوجه بخاصة لطقوس الزواج في الأوساط الريفية و ذلك يعود ربما لكونها أكثر استعراضية، و قد حظيت مراسيم الزواج بالجزائر بعمل وحيد يعود لسنة 1901[9]، وعلى الرغم من كونها دراسة صغيرة الحجم -جاءت في 93 صفحة، فقد كانت محاولة لتحليل هذه المراسيم كما أنها تعرضت لمناطق حضرية في الجزائر العاصمة، تلمسان و قسنطينة.
هذا عن الدراسات الفلكلورية، أما بعد الخمسينيات من القرن الماضي فلم تتغير الأمور و ذلكم" لعدم وجود مصادر كافية تخص القرن 19، و لم يركز الباحثون في الأثنولوجيا والتاريخ بحوثهم في هذا المضمار"[10]، وظل الصمت يخيم على دراسة المراسيم بعد ذلك حتى بداية الثمانينات، حيث بدأ اهتمام الباحثين بدراسة الموضوع الذي أضحى محور دراسة لرسائل جامعية و مقالات علمية، لكن و مع ذلك بقي نصيب الجزائر من هذه الأبحاث ضئيلا، و لا تفوتنا هنا الإشارة إلى الدراسة السوسيولوجية الهادفة التي قامت بها جماعة من الباحثين الجزائريين[11]، و على الرغم من أنها كانت تهدف إلى دراسة الزواج بصفة عامة ولم تكن تهدف المراسيم الزواجية بعينها فقد حظيت هذه الأخيرة فيها بقسم هام، حيث اتْخَذَتْ من المشاورات والمفاوضات من أجل مصاهرة عائلة و من وصف سيرورة المراسيم كمنطلق لدراسة مؤسسة الزواج، كما تابعت ذلك بتحليلات هامة، و قد اعتمدناها كمداخل هامة في موضوع بحثنا.
تجدر الإشارة أنه و بدءا من منتصف الثمانينيات حسب سيقالان M.Segalen سيكون بحوزة باحثي المستقبل معطيات متينة تختلف عن تلك الصادرة عن علماء الفلكلور في دراستهم لطقوس الزواج، بمعنى معلومات مستمدة من الأشرطة المسجلة و الصور الفوتوغرافية المأخوذة من طرف مقيمي هذه المراسيم، على الرغم من أنه لا شيء يعوض الاتصال المباشر مع الفاعلين خلال كل مراحل الطقس من بداية تحضيراته حتى نهايته[12].
المقاربة المنهجية
ضمن هذا المنظور و كأي باحث موضوعي في طريق البحث عن الحقيقة و لمعرفة سياق هذه المراسيم و سيرورتها، وكي نتمكن من تبيان و ظائفها الحالية أرسينا عددا من الإجراءات المنهجية، يتصدرها الوصف الموضوعي لهذه المراسيم معتمدين على المنهج الأنثروبولوجي وكأدوات للبحث الميداني اعتمدنا على الملاحظة بالمشاركة و المقابلات النصف موجهة و كذا التسجيل الفوتوغرافي.
قمنا بإجراء دراستنا الميدانية في مدينة قسنطينة (أي ملاحظة مراسيم الزواج المقامة بمدينة قسنطينة)، و قمنا بمتابعة المراسيم المقامة إما في البيوت أو قاعات الحفلات. فهذه المراسيم نقلها الفاعلون الاجتماعيون من الفضاء الداخلي(الخاص) أي من البيوت العائلية إلى فضاء خارجي(عام) أي إلى قاعات مخصصة لكذا مناسبات - قاعات الاحتفال -، هذه القاعات التي يبرر الفاعلون الاجتماعيون اللجوء إليها اضطراريا.
و يرجع اختيارنا لمدينة قسنطينة كمجال للدراسة الميدانية لأسباب ذاتية، فحدود الوقت الذي اتسم به إنجاز الدراسة هو ما دفعنا لاختيار قسنطينة بما أننا نسكن المدينة، و لكن في الوقت ذاته، لا ينقص هذا الاختيار من أهمية الميدان المختار في شيء، فقد عرف عن المدينة و سكانها تمسكهم الشديد بالعادات و التقاليد المتوارثة. لكن علينا أن نقدم توضيحا دقيقا لمجال الدراسة الجغرافي، فمدينة قسنطينة في دراستنا هي ليست ولاية قسنطينة ككل بل هي كل المجال الجغرافي الذي يقع داخل حدود بلدية قسنطينة، أي مدينة قسنطينة في دراستنا هي نفسها بلدية قسنطينة.
أما عن تقنيات و أدوات جمع البيانات، فبما أن طبيعة الموضوع هي التي تفرض علينا نوعية المنهج المستخدم، و تبعا لذلك أيضا تفرض علينا الأدوات المستخدمة لبلوغ الأهداف المتوخاة. اعتمدنا الملاحظة بالمشاركة و المقابلات النصف موجهة، اللتان تعتبران من أهم الوسائل التي لا يستغني عنها أي باحث أنثروبولوجي، حيث قمنا بمتابعة للمراسيم أثناء حدوثها، مكملة بمعلومات مستخلصة من الفاعلين الاجتماعيين أنفسهم (من يُعِدُونَ للحدث و من يٌعَدُّ من أجلهم) حول تصوراتهم الخاصة عن المراسيم وعن الوظائف التي تؤديها.
مراسيم الزواج التي شكلت موضوع بحثنا تقدر بثمانية عشر(18)، وهي مراسيم تمت ملاحظتها خلال سنتي 2001 و2002 لدى ستة عشرة (16) عائلة خصوصا أثناء الفترة الصيفية، هذه العائلات تم اختيارها عشوائيا، بمعنى العائلات التي سمحت لنا أو تسنى لنا متابعة مراسيمها. تنتمي هذه العائلات إلي أصول جغرافية و أوساط اجتماعية وثقافية مختلفة، من بينها عائلتان معروفتان بعراقتهما و أصولها في قسنطينة و التي تسمى محليا البَلْدِيَة، أي أهل البلد.
أما المقابلات التي أجريناها و عددها 42 مقابلة فقد تمت أثناء الحدث و خارجه، قبله و/أو بعده، خمس منها مقابلات جماعية تجمع بين شخصين، ثلاثة و حتى أربعة أشخاص من نفس الجنس أو من الجنسين و أربعة عشرة مقابلة أجريت أثناء الحدث نفسه.
قسمنا عملنا إلى خمس فصول، بدأنا بالفصل الأول الذي خص الجانب المنهجي حيث تم عرض موضوع البحث و تحديد الإشكالية و التساؤلات الرئيسية للدراسة، و كذا الأهداف المتوخاة منها، أما الفصل الثاني الموسوم "بعض مراسيم الزواج التقليدية في قسنطينة" عرضنا فيه المراسيم التقليدية في مدينة قسنطينة كما وصفت لنا وتخللتها تحليلات رمزية، حيث حاولنا مقاربة هذه المراسيم من خلال تقسيمها إلى ثلاث مجموعات أساسية حسب تدرجها الزمني وهي:
1 -المراسيم التحضيرية السابقة للمراسيم المركزية: و تخص الخطبة و الفاتحة والجرية(مراسيم خاصة بالحناء)،
2- المراسيم الأساسية أو المركزية وهي مراسيم العرس و مراسيم ليلة الدخلة،
3- ومراسيم لاحقة للمرحلة المركزية، ما أسميناها بالمراسيم المتممة و هي مراسيم الصَّبَاحَهْ (صباح ليلة العرس) و مراسيم السابع.
ثم تتبعنا بعد ذلك حلقات هذه الكوميديا الاجتماعية من أجل المصاهرة كما تتم اليوم بدءا بعملية الاختيار ومحدداتها وصولا للاحتفال في كل أبعاده و أشكاله محاولين إلقاء الضوء على التغيرات التي تشهدها المراسيم و تفسيرها، سواء تلك التغيرات التي عرفتها الممارسات و الطقوس أو تلك التي ألحقت بفضاء إقامة المراسيم (أي الانتقال من الفضاء الداخلي الخاص "البيوت العائلية" إلى فضاء خارجي عام "قاعات الاحتفالات") متتبعين نفس مبدأ التسلسل الزمني، و هذا ما حاولنا عرضه خلال الفصلين الثالث والرابع الموسومين على التوالي "مراسيم الزواج اليوم بين الحداثة والتقاليد"، و"العرس، احتفال الضجيج و الإشهار".
عمدنا بعد ذلك في الفـصل الخامـس والأخير الموسوم " التكاليف المادية والوظائـف الرمزية للزواج " إلى محاولة الغوص في المنطق الداخلي الذي يحكم هذه المراسيم و يجعلها تسير بالصورة الموصوفة عن طريق عرض لمجمل النتائج المتوصل إليها، و قد ألحقنا عملنا بمجموعة من الصور الفوتوغرافية المأخوذة خلال الدراسة الميدانية كشواهد مدعمة للبحث، خصت الطقوس المختلفة و الملابس و الحلي و كذا الأطباق المقدمة، هذه الصور التي تم عرضها بالملاحق.
نتائج الدراسة
مراسيم الزواج، استثمار اجتماعي طويل المدى
حاولنا مقاربة هذه المراسيم كما تبدو في الواقع وتبيان كيف أنها تؤلف كلا متتاليا و متكاملا ذا معان عميقة تعبر عنها رموز و تتخللها طقوس و حفلات. كان من الصعب القيام بحوصلة و تحليل لهذه الممارسات الاجتماعية التي هي في حراك و تغير مستمر. فهذه المراسيم هي حقيقة من السهل عيشها و لكن من الصعب دراستها وتحليلها، فكل ما تم وصفه يكوّن نسقا خاصا بكل مظاهره و مكوناته و أحداثه، إنها سيرورة خاصة بل إنها كل معقد يتكون من مجموع المظاهر العائلية و الاجتماعية. فدراسة المراسيم الزواجية و الظاهرة الاحتفالية بصفة عامة، ليست عملية من أجل التسلية و الفرجة، بل تعد منفذا من المنافذ الأساسية للدخول في صميم المجتمع، و هو في حراك داخل فضاءات مادية و معنوية، تفسح المجال للاقتراب من حقيقة النظام الثقافي و الاجتماعي السائد. و في ما يلي ملخص عن أهم نتائج الدراسة:
استعراض عائلي
رأينا أنه بمجرد الانخراط في المؤسسة الزواجية خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفاوض و التشاور لطلب أو قبول الزواج ثم الاحتفال بالمصاهرة حتى و إن اختلفت شكلا فإننا ننخرط في سيرورة مختلفة و متعددة، لكن في الأساس فإننا نواجه عددا من الثوابت، و لاحظنا في الوقت ذاته أن السعي للتغيير و الرغبة به من أكثر السمات وضوحا.
أهم ما يميز هذه المراسيم الزواجية، هو الطابع الاحتفالي الكبير مع مظاهر من التعاون الفعلي أو الرسمي بين أفراد العائلة و بين أفراد الجماعة، بل تبدو هذه المراسيم كمحرك لاستثارة مشاعر القرابة والعلاقات العائلية التي أضعفتها التغيرات الاجتماعية و مناسبة لخلق روابط جديدة تتناسب مع احتياجات العائلة و احتياجات نوعية المصاهرة.
تشكل الدعاية أو الإشهار أحد الوظائف الأساسية لهذه المراسيم التي لابد أن تكتسي طابعا من الأبهة مع حد أدنى من الفخامة، إنه عرض مسرحي بأتم معنى الكلمة أو استعراض عائلي Un mariage- spectacle -، فالصمت المصاحب لأي زواج يثير تساؤلات عديدة، وكأن أصحابه يعترفون ضمنيا بنقص ما بل قد يفسر على أنه وسيلة لمداراة عيب ما* كعدم استيفاء العروس خاصة للشروط المتعلقة بالعفة، و قد ينم عن عدم قدرة الفاعلين على توفية شروطه المادية وبالتالي يقرون عن ضعفهم الاجتماعي، فالقناعة كبيرة بأن نجاح الزواج لا يكون إلا اجتماعيا عن طريق العرض والاستثمار المادي والرمزي له، وعليه لابد من إعطاءه مساحة إشهارية كبيرة. فمشروعية الزواج، هي مشروعية اجتماعية أولا وقبل كل شيء، و هو ما قد يفسر لحد ما الاحتفال بكل مرحلة على حدة و تعزيز للجانب الاحتفالي و استمرارية العرس على الرغم من اختفاء أهم الطقوس المصاحبة له (طقوس ليلة الدخلة) وقد يفسر أيضا اصطباغ بعض الممارسات بأهمية كبيرة مثل موكب الزفاف و الفستان الأبيض و قاعات الاحتفال، و الفرقة الموسيقية.
فضاء خاص للتنفيس النسوي؟
إن هذه المراسيم فضاء يسمح فيه بتجاوزات لا يمكن حدوثها في الحياة اليومية العادية، فضاء للتبذير و استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة و المشروبات...، كما أنها فضاء للتنفيس و البروز و التبرج و التزين و الرقص خاص بالنساء، باختصار إن هذه المراسيم الاحتفالية آلية هامة لتفريغ المكبوتات واختراق المحظورات. إنها مناسبات هامة بالنسبة للنساء (لأمي العروسين بصفة خاصة) فهي الفضاء الوحيد الذي تعبر فيه بصورة كاملة عن وجودها و تترك فيه بصمتها « فالنساء معترف و محتفل بهن في المهام والاحتفالات العائلية»[13] لذا من المهم بالنسبة لهن نجاح هذه المراسيم، «فهو المكان الوحيد الذي يسمح فيه لهن البروز علنيا والتظاهر العام، لذا من المهم أن يقمن زواجا يُتَحَدَثُ عنه: أي يتحدث عنهن»[14].
لكن في الوقت ذاته يتضح للملاحظ لطقوس الزواج في فخامتها و هيجانها وترتيبها أنها آلية منظمة و معدلة للمجتمع، هذا المجتمع الذي وضعها حفاظا على توازنه و سلامته، إنها محاولات جادة من أجل استدامة للقيم لذا فقد نجدها تعكس أهم القيم المجتمعية السائدة و التي تتمثل في الشرف و الطهارة. إنها محاولة تَمْثِيلٍ للحياة الاجتماعية كما هي في الواقع، تثبيت للشرف الفردي و تأكيد للشرف الجماعي كما أنها تعبير واضح و صريح عن دور و مكانة كل فرد داخل المجتمع خاصة فيما يتعلق بمسألة الأدوار بين الرجل والمرأة. و هي فترة هامة و نشطة من حياة الأفراد و الجماعات تهدف لفحص طبيعة العلاقات الاجتماعية و العائلية مع محاولات جادة للسيطرة عليها وتسييرها، إنها مناسبة لفحص العلاقات الداخلية بين أفراد العائلة الواحدة، و وسيلة من أجل استمرارية وحدة العائلة و استقرارها.
وإن كانت تظهر كمحاولة لتأكيد القيم الجماعية على حساب القيم الفردية، ومحاولة لبلورة العلاقات التقليدية المثلى في نظر المجتمع في الحاضر و الحفاظ على العائلة و تمثلاتها فإنها أيضا أرضية خصبة لبروز الصراعات الداخلية بين جيل الأبناء وجيل الآباء، وصراعات بين ما هو تقلدي وما هو معاصر. وقد برز جليا أن الزواج لم يعد الوسيلة التي تستعملها العائلة لإعادة إنتاج شروط وجودها و استمراريتها و وحدتها لكن يمكن أن يكون فضاءا رحبا تظهر فيه الصراعات الحادثة داخل العائلة، فتبسيط أجزاء من هذه المراسيم أو خوصصة الحفل واختفاء بعض الفاعلين و محو بعض الطقوس هي مؤشرات لرغبة في التغيير. وإن كانت العائلة لا تزال المسيرة الأساسية لهذه المراسيم تعبيرا عن الرغبة في السيطرة على الأبناء التي تبرز جليا من خلال المصاريف الهامة العالقة بها، وبالتالي حاجة الأبناء للعائلة، فالرغبة في استقلالية الأبناء أكثر وضوحا في عملية الاختيار للزواج نفسه، وفي ظهور بعض الممارسات الجديدة.
التفاخر والبحث عن مكانة اجتماعية
إضافة للاحتفال بزواج أحد الأبناء و إعلان الارتباط بعائلة أخرى، إنه احتفال بالعائلة و للعائلة، و إثبات لنجاح العائلة الكلي و لقوتها إضافة لكرمها و سخاءها. فهذه المراسيم صانعة للمصير العائلي، فقد تصل بالرسالة التي تحملها إلى الشرائح و الطبقات الاجتماعية العليا كما تصل و تجلب للطبقات البسيطة العديد من العناصر الرمزية و أن تعطي للمشهد العائلي أبعادا ديناميكية دائمة. تبرز خلالها حظوة العائلة و مكانتها الاجتماعية ليس بالنسبة للعائلة التي تم مصاهرتها وحسب بل و بالنسبة لجماعتها و بالنسبة للمجتمع، فهي فرصة للتفاخر و للبروز أحسن من الآخر في كل المجالات، فرصة للتميز و للتنافس حول اكتساب مكانة اجتماعية أو تعزيزها، مناسبة لاحتلال وضع اجتماعي ترغب فيه أو تأكيد لوضع خاص أو مطالبة بحق الانتماء إلى جماعة محددة من خلال تملك طقوس هذه الجماعة التي تود الانضمام إليها.
أهم ما يميز هذه المراسيم أيضا المصاريف المالية الهامة العالقة به و التي قد تفوق قدرة العائلة، و كأن أهمية الزواج كله أو أهمية المصاهرة نفسها تُستقى من قيمة المبلغ المصروف أو المستثمر خلال هذه المراسيم. وأهم ما يمكن الخروج به أنه في منطق الإسرافات الكبرى والبذخ و البذر، بحث دائم عن الحظوة و البروز و الشرف و السلطة أيضا. فالزواج فرصة للعائلتين " للتعبير عن الذات و عن إثبات وجودها ككيان حي و فرصة لإنتاج الصورة التي ترسمها العائلة لنفسها"[15] و التي ترغب في إيصالها للمجتمع.
فإذا كانت مراسيم الزواج اليوم تبدو أقل أهمية مما كانت عليه قديما، إذ يعتبر البعض أن المراسيم التقليدية كانت أكثر غنى بالطقوس المختلفة و الممارسات العديدة، فالمتفحص الجيد لمراسيم الزواج المقامة اليوم بقسنطينة، تظهر له أنها شكلا جديدا، بعيدة كل البعد عن فقر الطقوس، إنها تجمعا ينبض بالحياة، في تغير وحراك مستمر، حيث تطغى الممارسات الجديدة على الممارسات المرشحة للاختفاء، الفاعلين يعززون أو يمحون، يخترعون أو يكيفون ممارسات من أجل مسايرة التغيرات التي تمس المجتمع، ومن أجل طبع انتمائهم الاجتماعي، من أجل إبراز أدوارهم و التعبير عن مكانتهم داخل العائلة و داخل المجتمع.
أهم مواطن التبادلات (الرمزية، الاجتماعية و المادية)
إن هذه المراسيم ظاهرة اجتماعية معقدة تنخرط في دورة من التبادلات، المتجددة والمستديمة التي تضمن وجود أحد الطرفين عند الآخر والتي تبدأ في بيت أهل العروس و تستمر في بيت أهل العريس على أن تختم عند أهل العروس،"فلا زواج دون تبادل و لا تبادل دون حفل". تتخذ هذه التبادلات ثلاثة أشكال مختلفة و هامة و هي: تبادلات عامة (علنية)، تبادلات خاصة بين العائلتين المتصاهرتين، و تبادلات نصف خاصة أو نصف عامة، أصبح حجم هذه التبادلات و قيمتها من أهم وسائل التفاخر و الارتقاء الاجتماعي. و على الرغم من أن الزواج ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى إلا أن هذا لا يمنع أبدا من وجود الكثير من الرموز الاقتصادية المصاحبة له، و الملاحظ أن كافة الجوانب المرتبطة بالزواج هي ذات صبغة اقتصادية واضحة و إن أخذت صورا أقرب إلى التبادل و العطاء و التهادي. تظهر هذه الرموز الاقتصادية تفضيل المجتمع لنظام التهادي باستخدام المقتنيات الذهبية، وإن اقتصر ذلك على الهدايا المقدمة من الزوج وأهله للعروس وكذلك المهر، وتكمن الوظيفة الظاهرة لهذا النمط من التهادي في التفاخر والتباهي من ناحية، و من ناحية أخرى تعبر الهدايا المقدمة عن قيمة العروس. كما يبدو أن لهذه الهدايا وظيفة كامنة، إذ تبرز اتجاه المجتمع للادخار وللاستثمار للزيادة المستمرة في قيمة الذهب بمرور الزمن، أما عن الهدايا التي تقدمها العروس لأهل الزوج فهي أشبه بالهدايا الخالصة لذلك فهي رمزية و ذات قيمة اجتماعية دون القيمة الاقتصادية[16].
نخلص في الأخير إلى أن أهم ميزة لهذه المراسيم الاحتفالية أنها لينة و تلبس معاني متعددة حسب الظروف و المكان، و التغيرات المشاهدة كالاختفاء الملاحظ لبعض الطقوس هي في الواقع نتيجة مباشرة "للخلل الوظيفي الذي عرفته الطقوس القديمة، في ظل المضمون الكلي للتغير الاجتماعي"[17]، فهي نتيجة للتغيير في نمط و وسائل الحياة المعاصرة و هي لا تنم البتة عن تغير فعلي أو جذري في أفكار المجتمع و قيمه و معتقداته و التي بالعكس تعبر هذه المراسيم عن الضرورة في المحافظة عليها و يبرز ذلك من خلال الصراع الدائم بين الممارسات الحديثة و الرغبة بها والممارسات القديمة و التمسك بها، فالنمطين يسيران جنبا إلى جنب محققين ازدواجية العادات"[18]، و نؤكد على شيء مهم، أن التخلي الكلي عن طقوس الزواج هو تهديد للالتحام و توافق الجماعة. و رغم التغيرات الحادثة و التي حدثت و التي سوف تحدث فإن "وحدة الفعل الاحتفالي نفسه لن تتأثر"[19]، هذا الاحتفال الاجتماعي للعائلة و بالعائلة استمر و يستمر و سيستمر نظرا للوظائف الحيوية و الهامة التي تتضمنها هذه المراسيم.
نؤكد في الختام أننا لا ندعي أننا وصلنا إلى نتائج في غاية الإحاطة حول موضوع الدراسة، فموضوع المراسيم موضوع متعدد الجوانب و يمكن مقاربته من زوايا عديدة، إذ أن هناك بعضا من الجوانب الهامة لم ننصفها حقها من التحليل خاصة فيما يتعلق بمسألة الفضاء و الانتقال من الفضاء الخاص إلى الفضاء العام و التي تحتاج اهتماما و دراسة أكثر تفصيلا.
الهوامش
* ماجستير في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية، تحت إشراف قشي فاطمة الزهراء، عادل خديجة، جامعة قسنطينة، ديسمبر 2004
[1] Cazeneuve, Jean, Sociologie du rite: tabou, magie, sacré, éd. P.UF., 1971, p.10.
[2] Segalen, Martine, Rites et rituels contemporains, Paris, éd.Nathan, 1998, p. 96.
[3] Van Gennep, arnold, Manuel de folklore français contemporain, tome 2: du berceau à la tombe (mariage- funérailles), Paris, éd. a et j picard, 1946.
[4] Westermarc, Edward,Les cérémonies du mariage au Maroc, traduit de l’anglais par Arin, J. éd. Ernest Leroux, Paris, 1921,
[5] Laoust, Emile, Noces berbères: les cérémonies de mariage au Maroc, Paris, éd.Edisud / la boite à documents, 1993.
[6] Gaudry, Mathea, La femme Chaouia de l’Aurès. Etude de sociologie berbère, Paris, éd. L.O.P.G. 1929.
[7] Certeux et Carnoy, L'Algérie traditionnelle: légendes, contes, chansons, musiques, mœurs, coutumes, fêtes, croyances, superstitions, etc., Tome 1, Alger, 1884.
[8] Laoust-Chantreaux, Germaine, Kabylie coté femmes: la vie féminine à Aït hichem 1937-1939, France, éd. Edisud, 1990.
[9] Gaudefroy, Demombynes, Les cérémonies du mariage chez les indigènes de l’Algérie, Paris, éd. Maisonneuve, 1901.
[10] Segalen, Martine (sous la dir.), Ethnologie, concepts et aires culturelles, Paris, éd. Armand colin, 2001, p.124.
[11] Aardes, le mariage lieu d’un rapport entre la famille et la société, V1 et 2, Alger, 1977.
[12] Segalen, Martine, Op-cité., 1998, p. 96.
* Mariage discret…mariage suspect.
[13] Aardes, op-cité., v1, 1977, p. 171.
[14] Aardes, op-cité., v1, 1977, p.171
[15] Aardes, op-cité., v1, 1977, p.189.
[16] عبد المنعم جاد الله، منال، الاتصال الثقافي: دراسة أنثروبولوجية في مصر والمغرب، منشأة المعارف، الإسكندرية، 1997، ص.179.
[17] Azizi, Souad, Cérémonies de mariage en changement dans le grand Agadir (Souss, Maroc). Thèse de 3ème cycle en anthropologie sociale et ethnologie, sous la dir. de Camille lacoste –dujardin, C.N.R.S., 1998, p. 229.
[18] عبد المنعم جاد الله، منال، مصدر نفسه، 1997، ص.200.
[19] Van Gennep, Arnold, Op-cité., 1946, Tome 2, p. 373.