Sélectionnez votre langue

السوق و طقوس العبور في منطقة القبائل

إنسانيات عدد 54| 2011 |  تيزي وزو و منطقة القبائل: تحولات اجتماعية و ثقافية | ص 13-26 | النص الكامل 


The market and rites of passage in the area of Kabylie

Abstract: This scientific article falls under a series of research tasks which I prepare within the framework of my doctorate, it is not directly dependent on this project but it does not deviate any nevertheless.
This text deals with social phenomenon very studied within the framework of the institutions of socialization like the family, the professional training centers, the centers of rehabilitation, etc., but not studied as such in the optics of the weekly market, which was considered for a long time in its aspects of material and trade exchanges. The Attitudes changed and the practices of research also, which made it possible at this institution to be free from the material and financial readings which excluded dimension symbolic system in the exchanges and reduce the behaviors of the social actors to the material relation. We will try, in this article, to approach the “rites of passage” which were practiced in the recent past, in the weekly markets in Kabylie, by questioning a number of elderly people who were witnesses of these practices. Our work will exclusively concern the collective memory of these practices from the point of view of a semantic reading and symbolic system for their sociality.

Keywords : weekly market (souk), rites of passage, rites, children, social space


Nacer AIT MOULOUD : Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31000, Oran, Algérie.


تمهيد

من لا يتذكر موقف الطفل "فرعون" الصغير في ذكرياته الشهيرة، المدونة على شكل رسائل مصحوبة برسوم توضيحية منفذة بقلم رصاص و الذي يرافق لأول مرة أبوه إلى السوق الأسبوعي، و الواقع في المدينة.[1] قد تُظهر تلك اللقطة هامشية لأب رؤوف بابنه، يريد أن يفلت، بفلتة كبده من أنياب الروتين و الضجر اللذان يحومان بلا ملل على سماء تلك التلال المنسية التي جرد فيها الأطفال من أدني مرافق التسلية؛ أو قد تبدو للقارئ أنه يود أن يعرفه بتجربة جديدة مليئة بالإثارة و التشويق؛ قد تنتهي بشراء الألعاب و المرطبات و ما شابه ذلك. لا يحدث لا هذا و لا ذاك، ينقل لنا الأديب، في الواقع، أحد الوضعيات الأكثر شيوعا في المنطقة، لقطة مقطوعة من مشهد عام، تمثل سلسلة من الأفعال التعليمية        و الاحتفالية، في الوقت ذاته، و التي يمكن أن نطلق عليها تسمية "طقوس العبور"، ما دامت أنها متكونة من عدة مراسيم تكوينية و احتفالية؛ تتم فيها تهنئة كل من الطفل و العائلة التي ينتمي إليها، على بلوغه مرحلة جديدة من حياته. يعد "الخروج إلى السوق" أحد الطقوس الأكثر أهمية في حياة الفرد في منطقة القبائل، إنه اللحظة المميزة التي ينتقل فيها من "المجال الأنثوي" (حضانة أمه)، إلى "المجال الذكوري" (رعاية أبيه)، الذي سيشرع منذ تلك اللحظة بتكوينه و إعداده ليكون فردا يُعتمد عليه. يمر كل أطفال المنطقة، التي يتحدث عنها المؤلف بهذه الطقوس و هذا إلى ماضي قريب تعرفه المنطقة، على غرار باقي مناطق البلاد، التحولات الاجتماعية و الاقتصادية التي قلبت الممارسات و السوكات الاجتماعية رأسا على عقب.

تركت تلك الصورة الأدبية جملة من التساؤلات، سنحاول من خلالها فهم تلك الممارسات و دلالتها و التي قمنا بصياغتها كالتالي: كيف يتم هذا الطقس؟ ما هي دلالته؟ و ما هي الخطوات و المراحل التي يتوقف عندها؟

السوق و المقاربات الاجتماعية مد و جزر

عرفت المقاربات الاجتماعية لمؤسسة السوق منعرج كبير بعد دراسة "كليفورد غيرتز" حول سوق مدينة "صفرو"[2] بالمغرب. تعتبر تلك المقاربة أولى المقاربات الأنثربولوجية، التي أعتقت السوق من المقاربات الاقتصادية البحتة التي لا ترى في تلك المؤسسة الاجتماعية سوى فضاء للتبادلات المادية؛ المساومة، الأسعار، العرض و الطلب و غيرها، متناسية حسب كل التبادلات الرمزية المرافقة لها. أما "غيرتز" فيعتبر إلى حد ما أن لكل التصرفات الاجتماعية للأفراد تفسير في "مصفوفة" الثقافة عبر الأنثروبولوجيا التأويلية[3].

تجدر الإشارة إلى أن الدراسات التي أجراها" مارسيل موس": "محاولة حول الهبة"، تبرز تركيبية الأفعال الاجتماعية و طابعها الشمولي التي تتكاتف فيها كل عناصر الحياة الاجتماعية للمجتمعات، بذلك يعتبر : "أن في الأفعال الاجتماعية الشاملة، كما نقترح تسميتها، تعبر كل المؤسسات الاجتماعية عن نفسها، في الوقت ذاته و بطريقة مفاجئة: دينية، أخلاقية و قانونية..."[4].

رغم أن "موس" أظهر جليا تركيبية مفهوم الفعل الاجتماعي إلا أن توجه الدراسات منحى التخصص المتزايد و الانزواء داخل تساؤلات تنحصر حول نفسها على إيقاع "جلد الحزن" (la peau du chagrin)، باستعارة العبارة للكتاب الشهير "بالزاك" متناسية شمولية الفعل الاجتماعي و تركيبية السلوك الانساني. جعل منطق هذا التوجه، الذي فرض نفسه تدرجيا على العلوم الاجتماعي، الدراسات حول السوق تنحصر من جهة، أساسا حول ما هو مادي: العرض، الطلب، المال و غيرها، و من جهة أخرى تنتقل بقفزات بهلوانية و عشوائية، نادرة عبر مجلات معرفية و قراءات مدوخة (كثيرا ما تربط التحليل المالي بالانفصام في الشخصية، الآلية و التقنية ب الافتراضية...)، متناسية، حسب "ديفلو"، البعد الرمزي للتبادلات و فهم الدلالة "الفريدة" للسوق و علاقته مع الإنسان[5].

علاقة سكان المنطقة بالسوق

لو نعتبر التقسيم الذي قام به "بورديو" حول ما هو "داخلي" و ما هو "خارجي" في تقسيم الفضاء الاجتماعي في منطقة القبائل نجد أنه أدرج "السوق" في ميدان "الثاني"، كوسط ذكوري بحت، يقوم على أساس مبدأ "الشرف"؛ مقابل "فضاء الحرمة"، الذي هو فضاء خاص بالرجل الذي لا يتسنى لأي "غريب" أن يدخل إليه. إن السوق مجال "الملاقاة، "المجابهة"، التحدي و رفع التحدي بين الرجال. في أحد المقبلات الني أجريتها، خلال الدراسات السابقة صرح لي أحد "باعة المواشي، في أسواق جنوب ولاية تيزي وزو[6] ما يلي:

"Irgazen stemdegaren dhi-souq" ما يعني تقريبا : " الرجال يتدافعون في السوق"؛ أن الرجولة، الفطنة، و الحكمة تظهر عند الرجل في السوق؛ وليس في القرية أو في العائلة : بين النساء، والذي هو مجال الحشمة و مجال الأمور التافهة؛ التي لا يهتم بها إلى من سفه عقله. تصرح إحدى الراويات المسنّات أن: الرجل لا يلتقط الفتات، كما أنه لا يستمع لكلام النساء". يفترض على الرجل أن لا يجتمع إلا مع الرجال؛ سواء في "الحقول، مجلس القرية  أو القبيلة، أو السوق". لا مكان له إلا بين الرجال.

طقوس المرور

كانت دراسات "فون غيناب" (Arnold Van-Gennep) من أولى الدراسات التي وضعت أرضية لتصنيف و مقاربة "طقوس العبور"[7] في دراسته المشهورة التي صدرت سنة 1909م. ورد في تعليق "تيري غوغال"، حول المؤلف المذكور، أنه أول من اعتبر عالمية "طقوس العبور"، مضيفا أن تلك الطقوس تعبر جملة من "الميتات الصغيرة" (جمع موت) [التي ينتقل عبرها الفرد من حياة، من وضعية إلى اخرى] و أنها تحتاج، في كل مرة إلى ترويض[8]. يرافق، إذا، مرور الفرد من مرحلة إلى أخرى، في حياته الاجتماعية، مراسيم متشكلة من جملة من الطقوس. من بين الوظائف المتعددة التي يتميز بها "الطقس"، نجد ضمان استمرارية جماعة اجتماعية ما عبر تماسكها و تأزرها حول مثالية اجتماعية محددة[9].

حتى و أن اكتفى "غيناب" برصد و تصنيف تلك الطقوس؛ إلا أنه سيمهد الطريق للذين سيقترحون مقاربات مركبة من جانب الإطار الاجتماعي أو من جانب المقاربات النظرية. أما من جانب الاطار الاجتماعي، فبينما اختصت الدراسات الأولى بالطقوس في المجتمعات البسيطة أو "البدائية"، سعت بعض الدراسات إلى مقاربة "طقوس المرور" في المجتمعات "المتقدمة"، الحديثة". يمكن لنا، من أجل الإيحاء، ذكر الدراسة التي أجريت في "كندا" حول طقوس المرور لدى الشباب، في مجتمع تلاشت فيه أشكال "التضامنات التقليدية"؛ أين لا ينتظر من الشاب أن يتخطى الصعاب، أن يتجاوز كل امتحانات الحياة قبل أن يصبح بالغا؛[10] بل يخضع لشكل جديد من الامتحان و لـ"دينامية تنشئوية" جديدة لا تفرض من قبل البالغين بل من قبل الجماعة التي ينتمون إليها، حتى يتم الاعتراف بهم كأفراد منتمين إليها، و ممتثلين لاشتراطاتها.

أما في ما يتعلق بالمقاربات النظرية، فنجد أنه ظهر، بعد صاحب الأبحاث حول الفلكور، الكثير من المفكرين البارزين الذين اهتموا بطقوس المرور كمحور مهم في بناء دراستهم، كـ"رولاند بارث" (Roland Barthes)، "ليفي ستروس" (Levi-Strauss)،"ميرسيا إلياد"(Mircea Eliade) ، "بورديو" (Bourdieu) وغيرهم[11] ؛ إلا أنهم لم يكتفوا فقط بالوصف و التصنيف بل ذهبوا، كل حسب تخصصه و انشغالاته المعرفية و الموضوعية إلى تحليل بنية الطقوس و مكانتها بين جملة من "الأفعال الاجتماعية المركبة"، و التي تدخل معها في تفاعل اجتماعي، رمزي ومادي في آن واحد، مركب و متشابك إلى أقصى حد. نجد، مثلا "بورديو"، يعتبر بوردي أن ما كان يعتبره "غيناب" كـ "طقوس المرور"، هي في الحقيقة "طقوس المؤسسة"، من باب أن المؤسسة تتكفل بتنشئة ورثة، عبر تأسيس، تكريس و تشريع الفروق و التوجهات. لقد ربط هذا الباحث، مصطلح "طقوس المؤسسة" بمصطلح العنف الرمزي"، في معظم دراساته؛ لكن نخص بالذكر، هذه المرة، الدراسات التي أجرها حول المجتمع القبائلي[12].  

المنطقة و عينة الدراسة

  1. المنطقة: اهتممنا في دراستنا هذه بالجهة الجنوبية لولاية "تيزي وزو"، الواقعة على بعد أربعين (40) كيلومتر من المقر الرئيسي للولاية؛ على سفح الضفة الشمالية لجبال جرجرة. تعرف هذه المنطقة في العهد الاستعماري بـ"بلدية جرجرة المختلطة". تضم هذه المنطقة، في وقتنا الراهن، بعد التقسيم الإداري لسنة 1984 م: كل من "دائرة واسف"، "دائرة بني يني" و "دائرة عين الحمام". تعتبر هذه الدوائر مناطق متجاورة فيما بينها، كان تجمعها قطعة أرض مشتركة، تقع على ضفاف واد الجمعة، و التي كانت إلى ماضي قريب جدا حتى اندلاع الثورة التحريرية سنة (1954م) بقعة يقام عليها أحد الأسواق الأسبوعية الأكثر شهرة في المنطقة بكاملها؛ بل كان ذو سمعة مميزة في البلاد، إذ صنفه "مارسيال ريمون"، في ثلاثينيات القرن الماضي، كثاني سوق بعد "سوق الحراش"؛ يستشهد، ذات المؤلف مقررا أن الناس كانوا يقصدونه (أي السوق) من كافة البلاد و حتى من "تونس"[13].

توقف "سوق الجمعة من الاعتمار نهائيا بعد الأحداث الدامية التي عرفتها رقعته بعد اندلاع الثورة مباشرة، و التي ذهب ضحيتها، حسب إجماع كافة الرواة، عدد من الشبان، عثر عليهم مشنوقين على الأوتاد المخصصة للجزارة. ظهر بعد تلك الحادثة الدموية، ثلاث أسواق ثانوية، لم ترتقي أهميتهم إلى التي كان يتميز به السوق الأول. تميز الأسواق الثلاثة بأنهم أسواق محلية، تابعة للقبائل التي تقع فيهم أراضيهم. تقام السواق الثلاثة في أيام مختلفة حسب القوانين المتعامل بها في تسيير السواق؛ نجد أن سوق عرش " واسف" يعمر في يوم الأربعاء، سوق عرش عين الحمام يعمر يوم السب (في البداية ثم يوم الثلاثاء بعد إخلاء سوق عرش "بني يني" الذي كان يعمر في يوم الثلاثاء)[14].

تتسم المنطقة، كما أسلفنا الذكر، بكونها منطقة جبلية ذات تضاريس متصدعة، شديدة الانحدار، و بمناخها الحار جدا في الصيف و البارد في الشتاء[15]. لم تكن المنطقة مهيأة للنشاط الزراعي ذات سعة كبيرة، أو ذات موقع استراتيجي منفتح على المناطق أخرى ليسمح لترويج و تطوير النشاط الصناعي. لقد عرفت، مباشرة بعد الاستقلال، نزوح جماعيا نحو المدن، بحثا عن الظروف المعيشية الملائمة. عرفت المنطقة انتكاسات أمنية، غذائية، اقتصادية، ديموغرافية، مختلفة جراء الحروب و الحملات الاستعمارية المختلفة و المتتالية، التي كسرت القواعد الاجتماعية، التنظيمية التي يقوم عليها المجتمع، تركت سكان المنطقة، منزوين في المرتفعات، تحت رحمة توازن ديموغرافي-اقتصادي جد هش[16]. ستعرف المنطقة بعد عام 1962م نقلة نوعية، بحيث سيتلاشى الحصار الأبدي، كما أن لزوال الاقتصاد الحرفي، جراء الاقتصاد الرأسمالي الذي فرضه الاستعمار و تراجع مردود الزراعة التقليدية جراء النمو الديموغرافي من جهة،    و من جهة أخرى، نجد أن بروز المدن و التنظيم الاقتصادي الجديد للدولة المستقلة حديثا، ساهم في هجرة المنطقة و البحث عن الآفاق الجديدة[17]. بقي شبح النزوح يخيم على قرى المنطقة إلى يومنا هذا، بتقدير الرواة، إذ كثيرا ما تجد أحياء مهجورة بكاملها، و قرى لا يسكنها إلا المسنين و المهاجرين الذين يعودون إلى القرية لقضاء العطلة.

  1. 2. العينة: قمنا باستجواب نساء و رجال مسنين في السبيعين و الثمانين من العمر، بكونهم قد عايشوا تلك الطقوس التي أشرنا إليها في النص التمهيدي    لـ"مولود فرعون" والذي يعود إلى ثلاثينات القرن الماضي؛ فترة كان فيها المستجوبين أطفال صغار، سيعايشون الطقوس ثم سيمارسونها بدورهم؛ ما دام أنها ستمارس حتى بعد الاستقلال، إلا أنه ستحل عليها ترتيبات و تغيرات ناجمة عن التحولات الاجتماعية التي عرفتها المنطقة كباقي مناطق البلاد،      و التي أشرنا إليها قبل حين.

لجأنا أيضا إلى استجواب مبحوثين من قرى مختلفة، لا لشيء إلا ليتسنى لنا المقارنة بين مختلف الطقوس الممارسة هنا و هناك بين ما هو مشترك و ما هو متباين، ثم بين ما هو ثابت في جهة و متغير في جهة أخرى. حتى و أن كان الإطار العام مشترك تعرض لنفس المعطيات التاريخية و الاجتماعية إلا أن المسارات التي عرفتها الطقوس من قرية لأخرى لم تكن مطابقة و لا مماثلة.

أما بالنسبة للخيار النوع : الرجال و النساء؛ يجب الإشارة جليا أن الطقوس ليست نفسها بين الجنسيين. يجب، كما أشار إليه "برديو" بإلحاح، التمييز بين مستويين من الفضاء: "الذكوري" و الأنثوي"؛ بين ما هو داخلي بالنسبة للمجال المنزلي الخاص بالنساء و المجال الخارجي، و الذي هو مجال خاص بالرجال[18]. ستكون المراسيم و الطقوس التي يقوم بها كل طرف مختلفة إذ، كما يفترضه المؤلف المذكور، ستكون في الجانب النسائي متعلق أكثر بالطبيعة، الخصوبة... بينما ستقترن في المجال النسوي الثقافة التبادل والشرف.

أشكال الطقوس

أ. التحضيرات

تقام مراسيم طقوس المرور الخاصة التوجه للمرة الأولى السوق على مراحل مختلفة قبل و بعد السوق و على مستويين مختلفين الرجال و النساء:

  1. 1. التحضيرات عند النساء: بمجرد أن يولد طفل للعائلة، تقوم الأم، الجدة أو العمة بنسج "برونوس" صغير له تحسبا لمختلف المناسبات الاحتفالية التي سيعرفها خلال السنوات القليلة المقبلة: من "تحليق الشعر"؛ "الخروج إلى الشارع مع الجد أو الأب"؛ "الختان" قبل أن يحل يوم "الذهاب إلى السوق". يعد "البرنوس" رمز "الذكورة"[19]، كما تقترن ايضا بـ"الرجولة" كقيمة رمزية-اجتماعية تعين الصلاحيات الاجتماعية لمرتديه كما تحدد المسؤوليات و الأدوار التي يجب تأديتها.

تعلن كبيرة نساء العائلة (الجدة في الغالب) أمام جماعة النسوة اللواتي يجلسن في باحة الدار، للعمل على النسيج، في الأوقات التي يتفرغن فيها عن الأعمال المنزلية[20]، فتخبر أن أحد أحفادها أو أبنائها (أن كانت الأم هي التي تقوم بإخبار الجماعة)، أن أحد أبنائها مقبل للذهاب إلى السوق للوهلة الأولى. تضع، كل واحدة منها جانبا، في منزلها، صحن من البقول الجافة؛ و الذي ستمنحه لأم الطفل، في المساء، عندما ستتنقل عبر منازل العائلة، لجمع تلك البقول التي ستطهى منها طعام ستوزعه، عبر كل المنازل، على شكل "وعدة"    أو صدقة.

  1. التحضيرات عند الرجال: يجتمع الأب أو الجد، إن كان هذا الأخير على قيد الحياة، بجميع أفراد العائلة حتى يعلن عن رغبته في اصطحاب ابنه إلى السوق. يتم تعيين المهام المختلفة لكل الأفراد: كل واحد يتكفل إما بإخبار الأقارب، جلب المقتنيات و غير ذلك.

كثيرا ما يصادف اليوم المنشود، اليوم الذي يسبق العيد (كلا العيدين)، و الذي يدعى بـ "taswiqt" أي يوم "السوق"[21] و هو يوم يرخص فيه للأطفال مرافقة الآباء إلى السوق من أجل شراء الألعاب والحلوى. هنا يجب الإشارة إلى تداخل و تضارب الروايات؛ فهناك من يرى أن إطلاع الطفل على السوق يتم في أحد الأيام الذي يخالف كل الأيام الأخرى (يوم السوق)، يحضر له، لفترة طويلة، قبل أن يعلن الأب عليه عشية الحدث أو أيام معدودة قبل ذلك. كما أنه هناك روايات تربط بين ذلك اليوم، "السويقة"، بأول يوم ذهاب الطفل إلى السوق و مصاحبة أبيه.

لا يمكن التأكد على ما هي الرواة الغالبة والرواية الهامشية، إلا أن الممارسات خلال الأيام المشار إليها مختلف تماما، كم أن المسارات مختلفة من دون شك. فإن كان يوم "السويقة" سيكون،لا محال، يوما مخصصا فقط للألعاب و للأطفال؛ فهو أبعد أن يكون يوم مراسيم المرور بقدر ما يكون يوم الفرحة و اللعب؛ ينحصر فيه دور الأب (الكبير) في التوجيه و المرافقة للصغير و بقية الأولاد، خاصة و أن التبادلات و الممارسات في السوق ذاته، في ذلك اليوم، ستنحصر أساسا على مستلزمات العيد. يتطلب و يستحسن، إذا، أن يكون يوم "المراسيم"، يوم غير يوم المنسبات الدينية، فالسوق يكون على مساره العادي، تتم فيه كل أشكال التبادلات، كما يتمتع "المتسوقون" بكل وقتهم لقضاء حاجاتهم المختلفة.

ب. المراسيم

تجدر الإشارة أن تلك المراسيم لا تتوقف على ذلك اليوم الأول الذي يرافق فيه الطفل المتأهب للانتقال من العالم الداخلي "الأمومي" على العالم الخارجي "الذكوري"، أباه؛ إنه أول "الوضعيات التنشئوية" التي سيعرفها الطفل و التي ستمتد طول حياته.

تبدأ المراسيم بارتداء "البرنوس" فوق الثياب الجديدة، حتى يتميز الطفل عن الآخرين. ترافقه الأم إلى باب "الحارة"، مهللة ببعض الأدعية و برمي قبضات عشوائية من الملح هنا و هناك، على جوانب الطفل، حتى تبعد الأرواح الشريرة، العيون الحاسدة و غيره ذلك. يمسك الأب ابنه من يده أو يجلسه على ظهر دابة، إن كانت لديهم، و يأخذ الطريق إلى السوق. قد يصاحب الأب مجموعة من أقاربه أو زمرة من رجال القرية. يوجه هؤلاء من حين لآخر دعابات، نكت، و تشجيعات، للابن ترحيبا به كعضو جديد، سيلازمهم مدى الحياة. سيعرف الطفل منذ اللحظات الأولى أنه مرغوب منه؛ سيعتمد عليه و عليه أن يكون سندا باسلا للذين يدمجونه بين مجموعتهم.

يتوجه الأب وابنه، بمجرد أن يصلا إلى السوق، إلى مقهى القرية[22]. يقدم ابنه للحشد الذين يهنؤونه بتقديم هبة رمزية تكمن في بعض الدراهم. يحدث أن يدفع الأب مستحقات ما استهلكه، المتواجدون في المقهى، من مشروبات تعبيرا عن فرحته و امتنانه لمن أظهروا انطباعا حسنا ازاءه هو و ابنه. يمضي الأب، بعدها، من المقهى ليتنقل بين رحاب السوق، فيلتقي و يقابل الأقارب والأصدقاء، الذين يتنقلون من القرى المجاورة، فيعرفهم بمرافقه الجديد الذي سيتعاملون معه، من هنا وصاعدا، في حالة غياب الأب و بالنيابة عنه. يهنئ هؤلاء الأب والابن في الوقت ذاته و يرحبون بهذا المتعامل و الصديق الجديد الذي سيدعم، هو الآخر، صدقاتهم بأبيه و بكل عائلته، ما دامت العلاقة بين الأفراد هي علاقة بين العائلات و الجماعات في آن واحد.

عندما ينتهي الأب من زيارة السوق، يتنقل إلى شراء مقتنيات العشاء؛ من "رأس ثور"، خضر و فواكه وغير ذلك. سيدعو الأب كل رجال "العشيرة" (adrum)، للاحتفال بهذا اليوم الاستثنائي الذي سيشهد انضمام فرد جديد إلى قافلة المترددين على السوق، و الذي سيمثل العائلة ثم العشيرة، فالقرية.

لا تنتهي، بطبيعة الحال، طقوس المرور هنا، بل يعد ذلك تمهيد لسلسة من الطقوس المتتالية و المستمرة مدى الحياة في الحقيقة، فلا يصبح المرء، بالغا يعتمد عليه بين عشية و ضحاها قبل أن يجتاز سلسلة من الطقوس و الامتحانات المرافقة لها، و التي يخضعه لها كل من الأب، الأقارب و الأصدقاء.

يكلف الأب الابن، منذ الأيام القليلة التي تلي ذلك اليوم الكبير، بمهمات صغيرة لدى أصدقائه، و التي تكمن في بعض الرسالات و التوصيات التي يجب أن يبلغها، في حالة ما تعذر له التنقل إلى السوق في ذلك اليوم، أو في حالة ما أراد ان يستبق الأمور و أن يجد عند المرسل إليه ما يبتغيه منه في الوقت الذي سيصل هو فيه إلى السوق. إن المهمة الأولى، إذا، للابن أن يكون رسولا لأبيه    و أقاربه، قبل أن يكلف بمهام البيع أو الشراء في السوق.                   

دلالة الطقوس

قد تظهر هذه المراسيم و الطقوس أفعال اجتماعية آلية، فلكلورية، تعبر عن عرق المنطقة و ممارستها المتجذّرة عبر الأزمنة. إن الوقوف عند دراسة الوظائف أو بنية الطقوس لن توصل البحث إلى فك المغزى الاجتماعي من فعل "طقوس العبور". أما إذا وضعنا تلك الطقوس في إطار "الديناميات" و الروابط الاجتماعية التي تسير الجماعات داخل الحقول الاجتماعية المختلفة لَوَجَدْنا أن تلك المراسيم تكاد تخلوا من العشوائية، و أنها موجهة و موزعة ضمن جملة من الأفعال التنشئوية التي تقوم عبرها الجماعات بتعزيز وضعيتها الاجتماعية ضمن "علاقة الهيمنة"، التي يراها كل من "بورديو" و "ميشال فوكو"، ملازمة للحياة الاجتماعية للجماعات[23].

تمكنا من خلال المقابلات التي أجريناها مع المبحوثين استخلاص الدلالات المختلفة التالية:

  1. الدلالة الاجتماعية: لو عدنا إلى رواية "الهضبة المنسية"، لـ"مولود معمري"، لوجدنا أن "الذكور" هم الذرع التي تقوم بكل المهام الشاقة في القرية، فبحسب الرواية، فإن خبر قدوم الحرب العالمية الثانية وتجنيد كل رجال القرية، حلَّ كالصاعقة على السكان؛ لن يبقى فيها سوى الشيوخ و الأطفال، مجردين من الأيدي العاملة التي ستحرث الأرض و تجلب العيش لهم[24].

يقترن دخول الابن إلى السوق بانضمام عون جديد للأب، يلازمه عند التبادلات التجارية، يتبادله الرأي فيما يخص البيع و الشراء؛ المواقف من كل ما يحل في السوق من أفعال و أفراد؛ كما يحدث أن يتقاسما المهام كلية، عندما تكثر المهام على الوالد.    

  1. الدلالة الرمزية: يعتبر الطفل رأسمال رمزي بالنسبة للعائلة، فهو بمثابة ضمان لاستمرارية النماذج القيمية التي بنيت على أساسها العائلة، على وجه الخصوص و القرية على وجه العموم، كما يعد "الفاعل المؤمن" للحفاظ على "شرف العائلة" و على مكانتها الاجتماعية التي تتوارثها أبا عن جد.

يتعلم الطفل منذ الأيام الأولى التي يتنقل فيه إلى السوق أن "الشرف يختلف " في السوق عن الشرف داخل القرية. إن اقترن الشرف بالقرية بـ"الصدق" (niya)، الائتمان و الصراحة؛ فإن في السوق قد لا يطابق ذلك تماما؛ كثيرا ما يقتضي الأمر أن يكون الفاعل "فطنا" (idouqes)، "يلجأ إلى الحيلة" (bou-thiherchi). لقد أشرنا في الأعلى إلى مقولة الجزار حول "تزاحم الرجال في السوق"؛ من بين التفسيرات التي تحصلت عليها من ذات "الفاعل الاجتماعي"، أن على البائع أو المشتري أن يكونا فطنين؛ فإما يَخدع أو يُخدع. إن حدث و أن خُدع أحدهم يحسب مغفلا بين ذويه و يشار إليه في السوق.  

  1. الدلالة السياسية و العسكرية: تربط الجماعات الاجتماعية المختلفة، باختلاف حجمها وبقعتها الجغرافية، علاقات تنافسية؛ متضاربة و متقلبة بين السلم (الهدنة) و الحرب (الاقتتال) من أجل الأرض، الماء، الشرف، "العناية" (lanaya) و عدة أمور أخرى قد تبدو سخيفة في الظاهر. لا يخفى لأحد بعد الكتاب الذي نشره كل "هانوتو" و "لوتورنو" سنة 1889م و بعده كل الكتاب    و العسكريين الذين خصصوا مؤلفات كاملة عن المنطقة و هذا بالرغم من منطلقاتهم الفكرية و الأيدولوجية إلا أنهم أكدوا و اتفقوا مع المؤلفين المذكورين على أن المجتمع المحلي منقسم إلى "صفوف"، عشائر، قبائل متناحرة، متجاورة، يتناوب فيها السلم و الحرب[25]. ما هو مؤكد إذا أن في الغالب يصنع عدد الرجال، فارقا معتبرا بين الجهتين المتخاصمتين (بدءا بالعائلتين و صولا إلى القبيلة و كنفيدرالية القبائل). يُحسَب ألف حساب للعائلة و القرية... التي يفوق عدد ذكورها الجهة المقابلة قبل الخوض في النزاع، ولأن المناوشات تنهي دائما إلى إقتتالات دامية، فإنه غالبا ما يتم اختيار من سيتم الدخول معه في حرب ليس فقط من أجل الحرب بل أيضا من أجل الفوز السريع و الشرف السهل المنال.

يُعتبر الإبن بمثابة الطاقة الجديدة و المتجددة للعائلة؛ إنه بمثابة ضمان للعائلة بأنه سيكون هناك من سيرفع التحدي، و أنه لن يسمح بأي تجاوز ما يمر على الأسرة من دون أن يفلت ذلك يوما من العقاب. يحسب لكل طفل جديد، يرافق الأب إلى السوق، ألف حساب بين المترددين على السوق، بحيث لا يمكن العبث مع والده و لا أهله، بشكل عام، لأن الصبي لا ينسى كل من يلحق أذى بذويه، و لا بد أن يأتي يوما يلقى فيه المذنب حسابه؛ فالطفل يُربى على التعرف على أصدقاء العائلة كما يربى على التعرف على أعدائها.

لكن لكي يكون فردا يُعوَّل عليه، يجب أن يمر على عدة محطات تنشئة، يتعرف من خلالها على البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها؛ على ما هي مصلحته ؛ مصلحة الجماعات المختلفة التي ينتمي إليها ؛ على كيفية محاورة منافسيه و خصومه المُحتملين، الذين يقابلهم كل يوم و يتقاسم معه الوضعية الاجتماعية.

خاتمة

يعد السوق مؤسسة اجتماعية متعددة المهام، لا تقتصر على التبادلات الاقتصادية المادية فحسب بل تتوسع إلى أكثر من ذلك من تبادلات رمزية: ثقافية، دينية، أدبية، سياسية و غيرها، كما أنها مؤسسة اجتماعية تعقد فيها "مراسيم العبور".

لا يمكن اختزال "طقوس العبور" في السوق التقليدي، في منطقة القبائل في اليوم الذي تقام فيه المراسيم الاحتفالية، و التي تعد في الحقيقة بداية سيرورة طويلة من المحطات التنشئوية، التي ترافقها سلسلة مختلفة من الطقوس، المرتبطة بـ"الخصوبة" و بـ"المعتقدات". لا يمكن عزل تلك الممارسات عن بقية الطقوس التي ذكرناها في الأعلى و التي تعد امتدادا لها.

لم تبقى الطقوس المدروسة على حالها، كما احتفظت بها ذاكرة الرواة، بفعل التحولات الاجتماعية الكبيرة التي عرفتها المنطقة، و البلاد على وجه العموم. لقد عرفت التركيبة الاجتماعية تقلبات كبيرة ناجمة عن تحول العلاقة مع العمل و مصدره؛ التحول في تقسيم المجال الاجتماعي؛ تراجع مكانة السوق الأسبوعي في الحياة الاجتماعية بعد انتشار المراكز التجارية ؛ ظهور و انتشار مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالمدراس و مراكز التكوين؛ تفكك البنى الاجتماعية التقليدية كالعائلة الممتدة، القبيلة... ستكون دراسة "طقوس العبور" في إطار هذه المعطيات الجديدة أمرا مثيرا للفضول.


 الهوامش

 

[1] Feraoun, Mouloud, jours de Kabylie, Paris, Ed. seuil, 1969.

[2] Geertz, Clifford, le souq de Sefrou : sur l’économie de bazar, Traduction et présentation, Daniel CEFAÏ, Paris, Ed. Bouchène,

[3] كليفورد غيرتز، تأويل الثقافات، ترجمة محمد بدوي، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2009.

[4] Mauss, Marcel, « Essais sur le don - forme et raison d’échange dans les sociétés archaïques », in l'Année Sociologique, seconde série, 1923-1924. p.

[5] Duflou, Serge, « le Marché : Territoire et temporalité de l'échange », in Revue internationale de sociologie et de sciences sociales, vol. 14, 2011, pp. 54-65.

[6] نخص بالذكر سوق "واسف" (الأربعاء)، سوق "عين الحمام" (البت و الثلاثاء)، سوق "بوغني" (الاثنين)، سوق "واضية" (الأحد)، سوق الأربعاء ناث ايراثن (الأربعاء؛ بالتناوب مع سوق "واسيف").

[7] Van-Gennep, Arnold, les rites de passage, Paris, Ed. Picard, 1981.

[8] D'allondans, Thierry Goguel, Rites de Passage Rites D'initiation : Lecture D'Arnold Van Gennep, Laval, Les presses universitaires de Laval, 2002, p. 10

[9] Ibid, p. 11

[10] Jeffrey, Denis, Jeunesse à risque : rite et passage, Laval, Les presses universitaires de Laval, 2005, pp. 9-11.

[11] D’Allondans, Thierry Goguel, Rites de Passage Rites d’ Initiation… op.cit., pp. 40-43.

[12] Bourdieu, Pierre, Esquisse d’une théorie de la pratique - Précédé de trois études d’ethnologie kabyle, Genève, librairie DROZ, 1972.

[13] Remond, Marcel, Au cœur du pays kabyle _ la Kabylie touristique, illustrée des années trente _, Alger, Ed. Zyriabe, 2001, pp. 7-30.

[14] اعتمدنا هنا على جملة من المعلومات التي جمعناها من الرواة المختلفين، في إطار انجاز، رسالة الدكتوراه حول التبادلات الرمزية في الأسواق الأسبوعية، و التي يفوق عددها 30 مبحوثا مسن، يتراوح عمر أغلبيتهم بين سبعين و ثمانين سنة.

[15] Charvriat, François, à travers la Kabylie et les questions kabyles, Paris, Librairie Plon, 1889, pp. 09-20.

[16] Chaker, Salem, Berbères aujourd'hui: Berbères dans le Maghreb contemporain, Paris, Ed. L’Harmattan, 2000, 2ème édition, pp. 61-69.

[17] Ibid, p. 68.

[18] Bourdieu, P., Esquisse d’une théorie de la pratiqueop.cit., pp. 10-73.

[19] وردت هذه الدلالة كثيرا على لسان المبحوثين الذين استجوبناهم، و الذين اجمعت تصريحاتهم على انه يجب أن يحظى كل طفل ببرنوس خاص به اقتداء بالبالغين، الذي سيصبح و احدا منهم ذات يوم. يعبر البرنوس عن الوضعية الاجتماعية التي يخول لها الطفل ؛ إنه بمثابة "الزي" (un uniforme) الذي يدل على المرتبة الاجتماعية للفرد.

[20] تجتمع نساء العائلة الممتدة في حارة الدارة الكبيرة، في الأيام الحارة، لتقوم ببعض الأعمال الثانوية، المكملة لأعمل الرجال، أو أعمالها الخاصة، التي تريحها من الأعمال المنزلية، في جو الحوار و الاستعلام حول الأحوال العامة للعائلة و القرية في نفس واحد. إنهن يجتمعن، في الحقيقة في حلقة، في ما يشبه، مجلس الرجال، و يناقشن أمور عامة. في أيام البرد، المطر و الثلج، يجتمعن عند إحدى الأرامل، كما يجتمعن في المناسبة، في إحدى المسنات لمعالجة الحالات الطارئة.

[21] يدعى هذا اليوم في بعض المناطق الأخرى للجزائر بـ "السويقة".

[22] يكمن مقهى القرية في خيمة من قش؛ مزودة بألواح مفروشة على طول الجدران الداخلية؛ مثبتة على قطع أجور من اسمنت، تستعمل كمقاعد للزبائن. لكل قرية، مقهى مماثل، يمتلكه أحد أفرد القرية المذكورة و لا يقصده إلا سكان القرية أو من يريد أن يلتقي بأحدهم.

[23] Vazquez Garcia, Francisco, « la tension infinie entre l’Histoire et la raison : Foucault et Bourdieu », in Revue internationale de philosophie, n° 220, 2/2002. pp. 343-365.

[24] Mammeri, Mouloud, La colline oubliée (roman), Paris, Ed. Seuil, 1952.

[25] Hanoteau et Letourneux, La Kabylie et les coutumes kabyles, T2, Alger, Ed. Augustin Challamel, 1889, pp.10-77.

 

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche