Sélectionnez votre langue

عرض لكتب

أ.د. حسان الجيلاني، "الجماعات" (دراسة نفسية اجتماعية للجماعات غير الرسمية)، بوزريعة- الجزائر، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع،2008، 125 صفحة 

يسرد الدكتور حسان الجيلاني أفكاره في هذا الكتاب، انطلاقا من بعض التساؤلات يمكن إجمالها فيما يلي:

هل علم الاجتماع هو العلم الوحيد الذي يهتم بدراسة الجماعات ؟ وهل تمَيُز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى هو ما يؤكد اجتماعيته؟ وهل طبيعة "الاجتماع" هي طبيعة غريزية في المجتمع؟ وهل انفراديته أمر مستحيل؟

إن هذه التساؤلات تطرح أفكارا، هي من اهتمام علم النفس وعلم الاجتماع، القصد منها أيضا حسب صاحب الكتاب تصحيح بعض التصورات لمفاهيم مفادها، أن للجماعات غير الرسمية مواصفات غير مقبولة.

بدأ صاحب الكتاب بتعريف أساسي للجماعات غير الرسمية، أبرز شروط حدوث هذه الجماعات "التفاعل" (في إطار الصداقة – الزمالة)، "الزمن" و"المحيط".

تطرق في الفصل الأول إلى أنواع الجماعات غير الرسمية، وكينونة دورها الايجابي داخل مؤسسة العمل (الشعور بالاطمئنان، الأمن، رفع الروح المعنوية، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية).

كما أتى ليرفع اللبس عن مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالجماعات غير الرسمية مثل – التجمع- مجموعة الشارع أو المقهى...- (ليست جماعات ما دامت دون أهداف)، -الجمهرة-  الحشد- العصـابة- (تنشأ بعيدا عن محيط العمل)، - الزمرة – (جماعة أولية فيها يتم الشعور بالنخبة) – الأسرة – المجتمع – (شدة في التماسك).

كما توصل فيه إلى إطار عام لمفهوم الجماعات غير الرسمية مفاده – نظرة نوع البناء المتكامل، يعني تفاعلات تلقائية بين الأفراد، تربطهم قيم أساسها مصالح مشتركة، وهي إشباع الحاجات الاجتماعية. و هو يشير إلى شيئين هامين تفصيلا للتعريف المقدم وهما:

أولا: عوامل نشوء الجماعات.

ثانيا: الأسس التي تقوم عليه الجماعات.

ففي الأول، بدأ بما يسمى مرحلة ما قبل الجماعة، حيث تتداخل مجموعة من الظروف تهم جميع الأفراد، نتيجة الاتصال ونمو العلاقات، بالإضافة إلى التنظيم والنضج المؤديين إلى تماسك الجماعة ووضوح الأهداف.

أما في الثاني؛ أي الأسس التي تقوم عليها، فتستدعي الوجود داخل التنظيم بقواعد رسمية (المكان الجغرافي، الدخل المادي، المعتقدات...).

كما أوضح فيه أيضا وجهة نظر علماء النفس وعلماء الاجتماع في تصنيف أنواع الجماعات، والتي تبنت تقسيما، بين البعد النفسي والاجتماعي، على أساس عدة اعتبارات ومقاييس، فمنهم من ارتكز على التصنيف الثنائي (أولية وثانوية، مؤقتة ودائمة، كبيرة وصغيرة)، وتقسيما آخر على أساس الوظيفة (الحجم، التفاعل، طبيعة التكوين). و قد استدل بدراسة "سايلز"Sayles  الذي ارتكز على معيار واحد كما يرى مؤلف الكتاب وهو "السلوك"؛ يقصد أساليب حل المشكلات اليومية، حيث ميز بين أربع نماذج مستندا على معلومات جُمعت عن طريق الملاحظة والمقابلة، متوصلا إلى ما أسماه بـ (الجماعات السلبية، الضالة، الإستراتيجية، المحافظة)[1]. أما من حيث أنواعها فقد قدم الكاتب تمييزا بين الجماعات على أساس بعض المعايير كالعلاقات الشخصية، طبيعة النظام، المكان، الحجم، الجنس، السن، وذلك من جماعة أولية، ثانوية، رسمية، غير رسمية...

و تطرق في الفصل الثاني من الكتاب إلى بناء الجماعة وتماسكها وأهدافها، خص فيه البناء الرسمي للجماعة في المؤسسة الصناعية، حيث أعطى أهمية للمركز الذي يحدد وظيفة الفرد وسط البناء، أما عن تماسك الجماعات غير الرسمية فقد أرجعها إلى عوامل داخلية نفسية اجتماعية (التجانس، إدراك الأهداف بوضوح، درجة التعاون...)، وعوامل خارجية (الإشراف والإدارة اللائقين، ظروف الحياة الاجتماعية).

أما ما نستشفه في الفصل الثالث من الكتاب فهو مدى تأثير الجماعة وضغوطها جراء معايير اجتماعية، وضغوط متباينة سببها الاختلاف في المواقف الحياتية. في السياق نفسه و في الفصل الرابع تناول الجماعات غير الرسمية التي تظهر من خلال عوامل الانجذاب (تشابه المهن والوظائف، الأقدمية في العمل، العمر، الجنس، العامل الجغرافي، المكانة الاجتماعية)، حيث يبرز القادة غير الرسميين، نتيجة تأثير قيم الجماعة بشكل أو بآخر على المنظمة. بينما في المقابل توجد أمور محددة منها (النظام الداخلي للمؤسسة والتنظيم الرسمي، الذي قد يكون سلبيا في بعض الأحيان عند الاعتماد عليه في كل شيء).

وقد ختم المؤلف كتابه باقتراح مفاده :

أولا: تجديد التنظيم داخل المنظمة (استبدال الأفراد أو تغيير جو المنظمة).

ثانيا: موقفي الطرفين (الإدارة والجماعات غير الرسمية)، الأول موقف سلبي عندما تتعارض فيه مصالح الإدارة مع مصالح الجماعات غير الرسمية، والثاني يتمثل في الاعتراف بجماعات العمل غير الرسمية.

في هذا الاتجاه، فإن مساهمة علم النفس وعلم الاجتماع مساهمة متعددة المستويات، الهدف منها التعامل الايجابي في نطاق خدمة المجتمع.

هوامش

[1] نقل الباحث هذه الدراسة بإيجاز من ترجمة:

باركون وآخرون، علم الاجتماع الصناعي، محمد علي محمد وآخرون، الإسكندرية، منشأة المعارف، بدون تاريخ، ص.158.

كاتب

منور ماريف

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche