Sélectionnez votre langue

تقديـم


إنسانيات عدد مزدوج 75-76| 2017 | حول الإصلاحات في الجزائر| ص 7-8| النص الكامل


يشهد عصر العولمة حركة متسارعة للإصلاحات التي تبادر بها مختلف البلدان ومن بينها الجزائر، وذلك في مختلف ميادين الحياة السوسيو اقتصادية والسياسية: الزراعة، التربية، التعليم العالي، الصحة ،السياسات العمومية. لا توصف هذه العملية بمصطلح الإصلاح فحسب، بل أيضا من خلال مفاهيم تدخل في إطار الحقل السيميائي والمفهوماتي ذاته مثل تغيير ، تغيّر، تحول، أو ثورة .

أن نقوم بالإصلاح لا يعني فقط إعادة توازن مختل، ولكن قد تكون الغاية من ذلك تحقيق أهداف أخرى تستجيب بشكل دقيق إلى حدّ ما، إلى المتطلبات الاجتماعية الجديدة. بشكل عام، يسعى كل إصلاح إلى تحقيق هدفين اثنين: يكمن الهدف الأول في فعالية الاجراءات التعديلية المراد بها التقليص من الاختلالات الوظيفية المسجّلة، أمّا الهدف الثاني فيرمي إلى التأكد من أن كل تعديل بنيوي سيساهم فعليا في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستخدمين. والسؤال المطروح هنا هو: أين نحن في الجزائر بعد تلك التغييرات الطارئة الناتجة عن الإصلاحات المطبقة في بعض الميادين ؟

في المجال الزراعي، الذي يمكن أن يقدم آفاقا مهمة فيما يخص الاكتفاء الذاتي الغذائي والتشغيل، يثير كل من زكريا سماحي وخديجة رمعون مسألة الإصلاحات الزراعية، وذلك من خلال العودة إلى ثلاث مراحل تطوّرية في الفترة الممتدة بين 1962 إلى يومنا هذا، حيث يقدم الباحثان نتائج تحقيقات ميدانية أجريت عبر أربع بلديات من الغرب الجزائري .

أمّا الإصلاحات المدرسية فتقع في صميم أربع إسهامات لكل من روزا محجوب، فاطمة نقّال، عائشة بن عمار وبولنوار يوسفي. بداية تتطرق روزا محجوب إلى مسألة التعليم قبل المدرسي في علاقتها بإصلاحات 2002. وتتحدث الباحثة انطلاقا من الوضعية المدروسة عن الدينامية المستحدثة لا سيما بعد صدور القانون التوجيهي المؤرخ في23  جانفي 2008 بعد المكانة الممنوحة للاستثمار الخاص إلى جانب التربية الوطنية والتعليم  الديني في هذا المجال.

وتطرح فاطمة نقّال، من خلال اهتمامها بتكوين الرأسمال البشري عبر مختلف إصلاحات النظام التربوي، مسألة تأثير هذه الأخيرة على المؤسسة الاقتصادية،في حين تَرِدُ الاصلاحات البيداغوجية لسنة 2002 في صميم مساهمة عائشةبن عمّار والتي تطرح أسئلة حول نظرة المجتمع التربوي إلى هذه الإصلاحات وتأثيرها على التمثلات والممارسات البيداغوجية للمعلمين.

ويعرج بولنوار يوسفي على أساسيات الإصلاح البيداغوجي مركزا في ورقته البحثية على بيداغوجيا المشروع في السنة الخامسة ابتدائي وكذا نتائجها من حيث الكفاءة السوسيولسانية، أمّا محمد ملياني فيعالج موضوع إصلاحات التعليم العالي، وتحديداً نظام ليسانس-ماستر-دكتوراه من خلال مقاربة تحليلية نقديّة، يسائل طرق ترسيخ هذه الإصلاحات وكذا تمثلاتها لدى مختلف الفاعلين في المنظومة الجامعية.

وتدخل مساهمة يوسف عبو وبراهيم براهامية في إطار الأبحاث المنجزة حول إصلاحات نظام الصحة في الجزائر، ويتطرق الباحث، ضمن سياق مواضيع متعددة، إلى مسألة مصاريف العلاج واستخدامها الأمثل، كما يقدم تحليلاً حول قضية التحكّم في طلب العلاج، إعادة تشكيل الشبكة الاستشفائية وطرق تمويل المؤسسات العمومية للصحة في الجزائر.

تبدو الإصلاحات المؤسساتية و/أو الهيكلية مهيمنة على مجمل الإجراءات التي بإمكانها التأثير على مكونات اقتصاد ما أو تغيير الإطار المؤسساتي والقانوني لقطاع معين. إذا لم يكن لدينا اليوم تقييما يسمح بتحليل نتائج الإصلاحات المنتهجة، يمكننا على الأقل من خلال المساهمات المختلفة في هذا العدد من المجلة ملاحظة درجة تعقيدها وصعوبات التنسيق بينها. يرجع تعقد إشكالية الإصلاحات إلى تعدّد الاستراتيجيات المنتهجة، وإذا كانت العولمة تدفع مختلف البلدان نحو طريق الإصلاح، فإنّ الأسئلة التي لا تزال تتطلب الإثراء هي: لماذا يجب علينا أن نصلح؟ وأيّة مضامين يجب إعطاؤها لهذه الإصلاحات؟ و هل يمكننا الحديث عن إصلاحات جيدة وأخرى سيئة من حيث مؤشر فعاليتها؟  

عائشة بن عمّار

ترجمة صورية مولوجي- ﭬروجي

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche