Sélectionnez votre langue

الأسرة و عنف الطفل: علاقة افتراضية أم حتمية ؟

إنسانيات عدد 41 | 2008 | الطفولة والتنشئة الإجتماعية | ص 35-50 | النص الكامل


Family and child violence: a real or virtual relationship?

Abstract: Violence is a widespread phenomenon in Algerian society, because it makes up one of the fundamental characteristics of our daily life.
We think that a danger is about to fall on us and our children without any objective reason, as if we lived in a common psychic climate of anguish. To this effect we question ourselves about the reasons for this increase in violence which is strange in a society like ours, especially when we observe children under 15 who are actors of this problem.
A first observation reveals that “criminal children” are the natural result of socialisation failure, in broken delinquent families. Studies have confirmed this hypothesis and show that children play several roles within this phenomenon, since they are victims of violent parents from whom they have learnt the hard side. They are victims of their eccentric behaviour which predicts a personal socially delinquent path.
They look for value references which foster their whims and which send signs to their parents’ responsibility.

Keywords: family - socialisation - retarded childhood - value systems - parental model - social changes - violence.               


Hanifa SALHI-BENCHERIF : ِChargé de cours,  Département de psychologie, Université de Batna, 05 000, Batna, Algérie
Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie


 

يخضع تقدم الشعوب و تطورها للعديد من الشروط و المعايير، قد يأخذها البعض من جانب اقتصادي، و البعض من جانب سياسي، و البعض الآخر من جانب اجتماعي ثقافي، في حين يركز البعض على الجانب التكنولوجي، و في كل الحالات يظل المعيار الأساسي هو صحة الإنسان و سعادته و مدى توافقه النفسي و الاجتماعي.

و من هذا المنظور فإن الحالة الصحية و النفسية للفرد و تكيفه الاجتماعي من الرهانات التي تبنتها العديد من الدول – إن لم نقل كلها – للوصول إلى درجة الرقي و التطور المطلوب، و الجزائر على غرار بقية دول العالم تسعى لتحقيق هذا المطلب، و لو أن الظروف التي عرفتها في السنوات الأخيرة بـكـل صـعـوبـاتـهـا و مشاكلها، مع العولمة التي ترمي بظلالها على كل مجالات الحياة، أصبح هذا الرهان من التحديات الصعبة التي يجب التخطيط لها و العمل من أجلها بكل جدية و هذا بالطرح الصحيح والموضوعي لكل المشاكل، خاصة النفسية و الاجتماعية منها و إن كان العنف ظاهرة إنسانية عالمـيـة تـعـرّف عـلـى أنـهـا " الاستعمال المتعمد أو التهديد باستعمال القوة أو السلطة ضد الذات أو ضد الغير أو ضد مجموعة أو جماعة مما يؤدي إلى رضوض أو إلى الموت أو الضرر المعنوي أو إعاقة النمو أو إلى الحرمان بكل أنواعه"[1]، فقد تكون ممارسته بين أحضان الأسرة و من أقرب الناس من المفارقات التي أصبحت تسم مجتمعنا. فكيف لنا أن نتصور أن الأب يعرّض أبناءه للعنف سواء كان ماديا أو معنويا؟ كيف يمكن أن نتصور أن الأم قد تكون سببا في إهمال أطفالها و في تعرضهم للتعنيف من بقية أفراد الأسرة؟ كيف يمكن أن نتصور أن الأسرة أصبحت وكرا للعديد من الآفات الاجتماعية و منبعا لها و هي المسؤولة عن تربية الأبناء و تنشئتهم ؟ كيف لنا أن نتصور أطفالا – يعتقد أنهم أبرياء و لا ينتظرون من الحياة سوى ما يشبع جوعهم الفيزيولوجي و ظمأهم العاطفي - تحولوا إلى" مجرمين" محترفين و لا يضيعوا فرصة ليعبروا فيها عن وحشية كان يفترض أنها ملغاة - أو على الأقل - كامنة في قلوبهم ؟

هذه التركيبة المرضية و هذا التجانس المتنافر بين ما هو رمز للحب و الأمان وبين ما هو تعبير عن الوحشية و الحيوانية البشعة باتت من مميزات مجتمعنا الجزائري، حيث أصبحت الأسرة الجزائرية مرتعا لهذه التناقضات و هذه البنيات المنحرفة و كان هذا هو منطلق دراستنا، و هي دراسة  نفسية اجتماعية  ميدانية كان الهدف من ورائها الاطلاع على الأسباب المؤدية إلى ظهور العنف عند الأطفال كسلوك مسيطر و موجّه لمختلف العلاقات الاجتماعية التي يقيمها هؤلاء مع محيطهم. كان الدافع الأساسي لهذه الدراسة هو الأرقام الـمـذهـلـة و المخيفة التي تنشرها وسائل الإعلام عن انتشار ظاهرة انحراف الأطفال و ميلهم للجريمة، حيث تبيّن أن "12 ألف طفل يحاكم كل عام: 1500 حدث متورط في قضايا سرقة، 800 قضية اعتداء (ضرب، جرح عمدي، تعدي على الأصول.) إضافة إلى قضايا تعاطي المخدرات، الفعل المخل بالحياء، الحرقة.و هذا في الثلاثي الأول من السنة الجارية 2008"[2]. و كانت مرحلة الطفولة المتأخرة (أي بين 8 و 13 سنة) هي المرحلة التي استرعت انتباهنا بوصفها مـرحـلـة الـبـلـوغ و بداية انسلاخ الطفل من الطفولة أو بعبارة أخرى هي المرحلة التي يصبح فيها الطفل أكثر وعيا بالعلاقات الأسرية و تحديد حاجاته فيها، كما أنها المرحلة التي يمكن له فيها أن يعبر عن عدوانيته بمواقف أو سلوكيات تشبه إلى حد ما سلوك الراشد. و لم يكن لهذا الطرح أن يكون موضوعيا و منطقيا إذا لم ينطلق من أساسيات هذا السلوك المنحرف و ربطه مباشرة بـالـعـوامـل الأسـريـة و مدى تأثيرها في إمداد الطفل بنماذج تربوية و تقمصية غير سوية تسهم بصورة أو بأخرى في خلق أفراد يتميزون منذ طفولتهم باضطرابات انفعالية و سوء في التكيف الاجتماعي و بالتالي في اختلال في التوافق النفسي لديهم.

الأسرة بين المفهوم الاجتماعي و النفسي و التربوي

إن مصطلح "أسرة" قد يحمل في طياتـه العـديـد مـن المـفـاهـيـم كـالـعـائـلـة و الزوج[3] و القرابة. ولعلّ أهم هذه المفاهيم كونها "نظام اجتماعي أساسي هام لبقاء المجتمع، يشكل نسقا من الأدوار الاجتماعية المتصلة و المعايير المنظمة للعلاقات بين الزوجين مع تنشئة الأطفال و بناء العلاقات القرابية.و تعتبر الأسرة شكلا مصغّرا للمجتمع حيث أنها تقوم بتوسـيـع مـعـايـيـرهـا و قـيـمـهـا و توقعاتها للأفراد الذين يعيشون فيها، و تقوم بتـوسـيـع و تـعـديـل الـقـواعـد و الإجراءات لتنظيم سلوك أفرادها وفقا لتلك المعايير للإبقاء على النظام ذاته".[4] هنا نلاحظ أن الأسرة مؤسسة روحية، حية و متفاعلة (سواء على مستواها الداخلي أو مع المجتمع عموما) تعتمد بنسبة كبيرة على العلاقات و التبادلات العاطفية، تخضع لقوانين معينة وفق مفهومي القرابة و رابطة الدم، حيث أن القرابة تعتبر نسقا حقيقيا للحقوق و الواجبات تستمد تنظيمها من القواعد الأخلاقية الروحية، و هذا ما يعطي لمفهوم الواجبات الأسرية مفهوم الـقـدسـيـة و الالتزام الذاتي التلقائي و الذي لا يحتاج دوما لرقابة قانونية خارجية بقدر ما هو نابع من مشاعر وعواطف - خاصة تلك التي تربط الوالدين بالأبناء - و لهذا فإن مفهوم الأسرة من الناحية السيكولوجية يمكن أن نعتمد فيه على رأي عباس محمود مكي الذي يرى بأنها:"الخلية الأولى التي تضبط حركة الحلال و الحرام و فيها يتصالح مبدأ اللذة مع مبدأ الواقع فعطف الأم و رعاية الأب يشكلان النموذج الأول الذي يبنى على أساسه حنان الزوجة و هيبة الزوج و الخيط الرفيع الذي يفصل بين العلاقتين الأبوية و الـزوجـيـة هـو قـانـون الحـلال و الـحـرام و الانزلاق في العلاقات خارج نطاق هذا الخيط الرفيع هو مؤشر السقوط في الإثم مما يعني فشل الدور العلائقي للأسرة و دخول العلاقات الأسرية في متاهات الفوضى و التقاتل و التفكك و لعلّ المهمة الأولى للدور العلائقي للأسرة هو تحويل الأسرة إلى نافذة رحبة و خلاّقة يطل منها الطفل على العالم الـخـارجـي و على الأسرة أن تزيل قلق و مخاوف أبنائها من حاضرهم و مستقبلهم ذلك أن نظرة الطفل للخارج الاجتماعي هي انعكاس لنظرته إلى الداخل الأسري."[5] هذا الدور الكبير المنوط بالأسرة يحتم عليها الاتصاف بميزات رئيسية هي: الديمومة، الثبات و وجود مستوى معين من إدراك الوالدين لأبنائهما بحيث يستطيعان من خلاله توقع سلوكيات معينة أو آداءات معينة و هي شروط ضرورية لتحقيق التعلق الآمن بالوالدين و الذي يتطلبه النمو السليم للطفل و في هذا السياق يؤكد علاء الدين كفافي :" عامل ثالث بجانب العاملين السابقين (استمرارية القواعد و مستوى التوقعات) هو درجة التشدد التي يمارس بها الوالدان تعليم الطفل الضبط و النظام و هي عوامل منفصلة و لكنها متفاعلة و يكمّل بعضها بعضا. فدرجة التشدد إذا كانت مرتفعة مع ارتفاع مستوى التوقعات و عدم وضوح القواعد أو عدم ثباتها لا يساعد الأطفال و المراهقين على تعلم العادات الصحيحة و الالتزام بها، و لكن التشدد المرن مع ثبات القواعد و المستوى المعقول من التوقعات يؤدي إلى إكساب الأبناء العادات المرغوبة و لا يفسد العلاقـة بـيـنـهـم و بين آبائهم"[6]. فمن غير اللائق تذبذب الوالدين في سلوكياتهما أو مواقفهما أو اتجاهاتهما، لأن معظم الدراسات بيّنت أن الآباء الذين كانوا واضحين و متسقين، كان أطفالهم أقل عرضة للعصيان و التمرد، كما أن النمط التواصلي الذي يسود الأسرة كان عاملا هاما و مؤثرا في تحديد مدى نجاح هذه المؤسسة الاجتماعية في أدوارها التنشيئية و التربوية.

لكن مع تطور البنيات الاجتماعية المختلفة في العالم أصبح مفهوم الأسرة محصورا على شخص: الزوج، الزوجة و الأولاد و هم مجموعة أفراد تربطهم روابط الزواج و الدم و أحيانا التبني، و يتفاعلون معا في إطار عـلاقـات زوجـيـة و والدية، بحيث تتكون منهم جميعا وحدة اجتماعية تتميز بخصائص معينة. أي أن مفهوم الأسرة يتجه أكثر للطابع النووي الضيق مع اندثار العائلة أو الأسرة الكبيرة و هذا في معظم أنحاء العالم.و في طيات هذا التغيير في المفهوم و التركيبة هناك تغير في الأدوار و البنيات التي أصبحت تتسم أكثر بالفردانية.و من الأسباب الأساسية التي أوصلت الأسرة إلى شكلها الحالي هو التطور الصناعي والانتقال التدريجي للإنسان من حياة البداوة إلى الحياة الحضرية و التغيرات التي عرفتها مكانة المرأة داخل المجتمعات و العديد من العوامل الأخرى التي ساهمت ولا تزال في تغيير الأدوار و الهياكل للأفراد سواء داخل الأسرة أو داخل المجتمع عموما و هذا ما جعل العلاقات داخل الجماعات الإنسانية تفقد من نوعية تماسكها و من شدة ترابطها.

و بوصف الأسرة جماعة أولية فإن إدراك أعضائها لبعضهم البعض يتوقف على طريقة التواصل و نوعية التفاعل بينهم و لهذا فإن "الصعوبة في تبادل المعلومات داخل الجماعة تتمثل في:

أ – تعقد شبكة التخاطب ( الاتصال).

ب – و إما لأن هذا التخاطب في اتجاه واحد، من القائد إلى الأتبـاع غـالـبـا و ليس العكس.

ج – و إما لوجود قيود تجعل الاتصال مصدر تهديد، مما يخلق فرصا كبيرة لكل من تشويه المعلومات و سوء الفهم و العداء المتبادل بين الأعضاء."[7]

و انطلاقا من هذا يمكننا أن نقرّ أن التغير في بنية الأسرة عالميا – و ليس فقط محليا – غيّر من اتجاه الأفراد نحو بعضهم، و غالبا ما خلق اتجاهات عدائية نحو الذات و نحو الآخر. و ما زاد الأمور تعقيدا هو الـمـحـيـط الإيـديـولـوجـي و الإعلامي الذي تعيش فيه العائلة في القرن الواحد و العشرين، محيط يمجّد البطل مهما كانت وسائله و غاياته، و بطريقة ميكيافلية أصبح الانتصار و التفوق هو الهدف" و الأطفال بشكل خاص عرضة لذلك، على اعتبار أن ذاكرتهم مـرئـيـة و حسية بشكل أساسي يعني ذلك ضمن ثقافة البطل/المعتدي أن ثالوث الصدمة المؤلف من: البطل و المعتدي و الضحية الذي يتم تصويره في البرمجة قد يطور ارتباطات عاطفية قوية بالنسبة إلى محاكاة السلوك و يعزز هذه الأدوار في أثناء تكوين الهوية".[8] و هنا لا يمكن أن ننكر أن تقليد الصغير لنماذج سلوكية عدوانية تعتمد أساسا على توفر نماذج تقمصية مباشرة تمارس العنف بطريقة أو بأخرى، حتى يرسخ في ذهن هذا الكائن الصغير أنه لا توجد وسيلة أخرى للوجود و التفاعل مع الآخرين إلا بهذه الطريقة التي توقع الألم بهم، بعد أن كان هو في حد ذاته ضحية لهذا العنف و لهذا تضيف ب. ويتمر:"يمكن اكتساب أنماط السلوك العدواني من ثلاثة مصادر رئيسية في الثقافة المعاصرة. المصدر الرئيسي هو العدوان الذي يحاكي أفراد الأسرة و يتعزز بهم. فالعنف الأسري يعزز أنماط السلوك العدواني، كما يظهر في التشابه في ممارسات الإساءة إلى الأطفال عبر الأجيال.المصدر الثاني للعدوان المقلّد هو الشبكة الاجتماعية التي تقع فيها العائلة.لأن أعلى نسبة حدوث العدوان تحصل في الجماعات التي تكثر فيها النماذج العدوانية و التي تعد فيها البراعة العدوانية ميزة قيّمة. و المصدر الثالث لمحاكاة التصرف العدواني هو وسائل الإعلام."[9] .

الأسرة الجزائرية و دوامة التغيير

الأسرة الجزائرية كبقية الأسر في العالم عرفت تحولات و تغـيـرات كـثـيـرة – خاصة في الآونة الأخيرة - فهي لم تسلم من ظاهرة  الغزو الثقافي و العولمة و لا من تأثير العشرية السوداء و لا من تأثيرات التحولات الاقتصادية، بل كانت المسرح الأكثر عرضة لكل ما يجري في العالم و وجـدت نـفـسـهـا بـيـن عـشـيـة و ضحاها تفتقد لمنظومة أخلاقية واضحة، كما أن مرجعيتها القيمية تأثرت بفعل العوامل الفكرية و الثقافية الدخيلة على المجتمع الجزائري، و أصبح من ميزاتها الرئيسية غموض الأدوار و تلاشي القيم و تذبذب السلوكيات سواء تعلق الأمر بالكبار أو الصغار و هذا ما يشير إليه عدّي الهواري بقوله:"التغيرات المرفولوجية التي أصابتها (أي الأسرة الجزائرية) لم يكن من الممكن ألا تؤثر عـلـى هـيـاكـل و أدوار أعضائها و التي لم تعد مصالحهم مشتركة دوما مما أدى إلى إحداث دينامية جديدة بحيث أن العلاقات في داخل وخارج الأسرة عرفت تعديلات كثيرة."[10] و نحن لا نغالي إن قلنا أن "الثقافة الأبوسية"[11] على الرغم من أنها مازالت المسيطرة كنمط تفكير إلا أنها بدأت تفقد من رقعة ممارساتها لصالح ثقافة هجينة بين ما هو عربي إسلامي و ما هو غربي عولمي و قد يكون هذا هو السبب في ضياع المعالم الرئيسية المسيّرة للأنماط السلوكية النموذجية في الأسرة الجزائرية، و هذا ما أشارت إليه راجية بن علي[12] في دراستها حول الممارسات التربوية للوالدين الجزائريين بين التقليد و العصرنة.

و الحقيقة أن الربط البسيط بين ممارسة العنف داخل الأسرة و تطبيعه في سلوك الأطفال يعد ربطا سطحيا إذا لم نحاول فهم و تفسير "عدوان الكبار" في مجتمع كان لوقت قصير نموذجا للتلاحم و الترابط و التحلي بقيم إنسانية سامية ( الحشمة، النيف، الفحولة، الرجلة.) و هنا يستوقفنا رأي عدي الهواري الذي يرى أن دوامة العنف التي عرفتها و تعرفها الجزائر مردها الرابطة الاجتماعية التي تربط الفرد الجزائري بالدولة كقيمة و كرمز لأن شروط الانتماء الوضعي لهذه الدولة يقوم على أساس" التقسيم الاجتماعي للعمل و المواطنة كمفهوم عالمي و لكن في حدود الوطن"[13]، بل يذهب إلى أبعد من هذا و يرى أن الانتماء من الضروريات في تحديد سلوكيات الأفراد وفق قيم الجماعة المنتمى إليها، و ما فقده الفرد الجزائري هو حقيقة انتمائه للأمة الإسلامية برموزها الروحية و الأخلاقية .

و لعلّ هذا الرأي و غيره يفسّر – و لو من زاوية معينة –الارتفاع الـهـائـل و المدهش لحالات العنف في المجتمع الجزائري بكل فئاته و مؤسساته، و هنا يمكن الاستدلال بالإحصائيات الأخيرة لعام 2007 حول العنف الممارس ضد المرأة و الأطفال[14]، حيث كشفت الأرقام على 8277 حالة عنف ضد المرأة شكلت فيها نسبة  %51 حالة ضمن العلاقة الزوجية، هذا يبيّن لنا كارثية الأوضاع الزوجية التي أصبحت تتسم أكثر فأكثر بالتفكك و الانحلال و الفشل ثم نجد 4875 حالة كان فيها الطفل ضحية لعنف معين:2803 عنف جسدي، 1546 اعتداءات جنسية و 365 سوء معاملة مع الإشارة إلى 25 حالة وفاة. و عموما لا يمكن الفصل بين وضعية المرأة (الزوجة و الأم) و الطفل لأنه طالما يعرف المجال الأسري اضطرابات و صراعات و اعتداءات على أحد الأعضاء فإن حتمية التأثر أو الانسياق في الدوامة الصراعية يصبح أمرا لا مفر منه !

معطيات الدراسة ونتائجها

انطلاقا من هذه المعطيات النظرية و الإحصائية جاء هذا البحث كمحاولة للتقرب أكثر من الأطفال الذين ثبت أنهم يمارسون العنف بطريقة غير طبيعية (أطفال مودعون بمراكز إعادة التربية للجانحين بقرار من قاضي الأحداث في كل من ولايتي باتنة و قسنطينة، مع العلم أن ولاية باتنة تحتل المرتبة الأولى وطنيا من حيث حالات انحراف الأطفال[15]) و هي خمس حالات تم اختيارها من بقية الحالات الموجودة لخطورة الأفعال المنسوبة إليهم، و للاضطراب الكبير الظاهر في سلوكياتهم داخل المركز، أي أن سلوكياتهم تتميز بالعنف و الرغبة الدائمة في إلحاق الضرر بالآخرين و قد حاولنا الكشف عن العوامل الأسرية التي تقف وراء هذا النوع من الانحراف السلوكي، مفترضين من البداية أن كل طفل لديه هذا النوع من الاضطراب هو طفل تعرض للعنف في أسرته و تحديدا من طرف أحد الوالدين أو كليهما. كما افترضنا أن الإهمال الأمومي و/ أو غياب السلطة الأبوية يساهمان في ظهور سلوكيات ضد اجتماعية عند الطفل الذي يقدم ملمح (Profil) شخص منحرف و مجرم بكل المقاييس و المعايير.

و بما أن الدراسة ذات بعد نفسي اجتماعي فقد اعتمدنا فيها على المنهج الإكلينيكي و تحديدا منهجية دراسة الحالة، بما فيها من تقديم لتاريخ الحـالـة و تحديد الاضطرابات السلوكية و الانفعالية التي ظهرت عند الحالات مع تطبيق شبكة ملاحظة لكون الحالات كلها موجودة بالمركز. كما قمنا بتطبيق اختبار "رسم العائلة" لـ لويس كورمان L. Corman [16]. و فيما يلي جدول يبيّن الخصائص الوصفية للحالات، الأنامنيز[17]،و معطيات الملاحظة: 

 

جدول (1) يبيّن الوضعية الأسرية و المدرسية للحالات و السلوكيات المنحرفة التي قامت بها

و عموما بعد هذا التقديم الموجز للحالات، و بعد التعمق في دراسة هذه الحالات بالوسائل الإكلينيكية المذكورة أعلاه استنتجنا ما يلي:

  • مجموع الحالات هي حالات اجتماعية صعبة لكن صعوبتها لا ترجع بالأساس للعامل الاقتصادي بقدر ما تعود للعوامل العاطفية و التربوية المتدنـيـة، و هذا يشير إلى أن الحرمان العاطفي أكثر تأثيرا من الحرمان المادي.
  • التوقف عن الدراسة أو التأخر الدراسي كان النتيجة الحتمية لمثل هذه الظروف،كما يمكن اعتباره كذلك سببا في هذه الظاهرة، فالمدرسة الجزائرية أصبحت تعاني من مشكل التسرب الدراسي خاصة في العشرية الأخيرة (تدل الإحصائيات الرسمية التي قامت بها الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث عن تسرب قرابة 500 ألف تلميذ سنة 2006، و حوالي 570 ألف تلميذ سنة 2007)[18] و هذا دليل على أن الطفل الجزائري لم يتمكن بعد من التأقلم مع ظروف المدرسة في إطار المعطيات الاجتماعية الحالية. هذه المعضلة أشار إليها بعض المفكرين حين بيّنوا أن المدرسة الحالية لم تجزم فيما إذا كانت تشجع روح المنافسة والاعتماد على القدرات الشخصية لتفجير الطاقات الكامنة داخل الأفراد أم أنها تسعى دوما لترسيخ فكرة التعليم و التربية و لو من خلال مبدأ التلقين، الترتيب والتصنيف. ثم إن أطفالا يعيشون ظروفا أسرية قاسية مثل هؤلاء أحسوا بنوع من " الإقصاء" من طرف المدرسة لأنهم لم يجدوا فيها من يتفهم وضعياتهم و مشاكلهم، بل وجدوا من يقوم بوصمهم و تهميشهم (الضرورة الملحة لإحداث منصب أخصائي نفساني في كل المؤسسات التربوية).
  • العنف الممارس داخل هذه الأسر لم يستثن ذكرا أو أنثى، و بالتالي فإن ظهور هذه السلوكيات المنحرفة هي الأخرى لم تستثن الجنسين. و هذا مؤشر مهم على أن وضعية الأنثى في المجتمع الجزائري تغيرت بنسبة كبيرة. فحتى إذا كان الضرب و التعنيف من الممارسات التقليدية التي تعود عليها الرجل الجزائري في علاقته بالمرأة، إلا أن تمرد البنت و اختيارها للجنوح و العنف كوسيلة تعبير هو دليل على أن قيود الخوف و الخضوع و الإذلال ليست من سمات البنت الجزائرية في الوقت الراهن، و أنها تستطيع التعبير بنفس الوسائل التي يعبر بها الولد.  
  • صورة الأم كانت سلبية إلى حد كبير، سواء بسبب ظروف اجتماعية أو اقتصادية أو أنها تتنحى و تتخلى عن الدور و المكانة التي يجب أن تكون لها داخل الأسرة فتصبح هي ذاتها عرضة للضرب و التعنيف حتى من أبنـائـهـا... و في كل الحالات هي امرأة ضعيفة و ذات شخصية انسحابية، و أحيانا متسلطة، قضيبية، المهم أنها ليست الأم الحنون الحامية حيث لم تستطع أن تكون القطب العاطفي الآمن الضروري لنمو أبنائها بشكل سليم و متوافق. و نحن لا نغالي إن شخّصنا مشاكل هؤلاء الأطفال على أنها "اضطراب تعلق"[19] لأن التعامل مع أم عدوانية أو مهملة يضع الطفل في حالة تجاذب بين صورة الأم الطيبة المفترضة و الأم السيئة الواقعية، و هذا ما تجلى بوضوح في رسوم الأطفال. ثم إن "الأم تلعب دور الوسيط بين الطفل و ذاته"[20] على أساس أنه يدرك ذاته من خلالها و يصل إلى معنى وجوده من خلال حبها و عنايتها، لكن في مثل هذه الحالات لم تستطع الأم القيام بهذا الدور و لهذا فإن هؤلاء الأطفال ليسوا فقط في نزاع مع العالم الخارجي و لكن في نزاع حتى مع ذواتهم لأن إدراكهم لها إدراك مشوش و مشحون بطاقات سلبية، و هذا ما تجلى في رسم الأشخاص عموما و في تقمصهم لذواتهم في الاختبار. عدم استعمال الألوان كان كذلك دليل على ميول اكتئابية يمكن أن تفسر من خلال إحساسهم بانعدام الحب من طرف الأم و الإحساس بالدونية و انعدام تقدير الذات.
  • صورة الأب هي الأخرى صورة سلبية للغاية و هذا إما لأن الأب كان يعنّف الأولاد أو أنه كان غائبا تماما أو أنه غائب معنويا بحيث أنه لا يمارس وظيفته "السلطوية المؤمّنة". و الملاحظ اليوم هو تراجع دور الأب في الأسرة حيث أن الظروف الاقتصادية و الاتجاهات الفردانية الحديثة جعلت من الأب (القطب السلطوي) صورة شكلية ليس إلا على الرغم من الأهمية التي يكتسيها دوره في نمو الطفل خاصة من الناحية الاجتماعية، إذ يعتبر "الوسيط بين الطفل و العالم الخارجي"[21] مع ما يحمله دور الوساطة من تأمين و حماية و مواجهة و انـدمـاج و رقابة. و إذا لم يكن هذا الوسيط في مستوى هذه المهام فإن علاقة الطفل بأبيه تكون محبطة و مثبطة، تجعله عديم الثقة بالنفس و بالآخرين وهكذا تكون علاقته بالعالم الخارجي مرضّية، مشوشـة و هـذا مـا يـفـسـر حـالات الـعـنـف و العدوان، لأن "اليأس يولد العنف و العنف يولد اليأس"[22]. و بهذا يظل الطفل حبيس دائرة مغلقة لا يعرف كيف يتوقف فيها و لا كيف يخرج منها. صورة هذا الأب "المستقيل" من وظائفه و المنعزل في دور تنتفي منه القيم الأخلاقـيـة و العلائقية الثابتة و السوية أصبح نموذجا تقمصيا سلبيا. و هنا لا يجب أن ننكر أن هذا الأب و هذه الأم يحتاجان في حد ذواتهما لمساعدة و تكفل.
  • يعتبر"الزوج- الوالدي"[23] نموذجا عاطفيا هاما في حياة الطفل لأنه يتضمن فكرة التماثل (مع الوالد من نفس الجنس) و الاختلاف (مع الوالد من الجنس الآخر)، هذه الفكرة يجب أن ترسّخ في ذهن الطفل لأنها تحمل معنـى الـتـمـيـز و التوافق مع الآخر المختلف فهذا يبني هوية الطفل من جهة (نظرية التحليل النفسي) و يفسح له المجال لتقبل الآخر، و هذا وفق النظريات التي تقول أن "العنف يأخذ منابعه من إشكالية المماثل و المختلف"[24]. و الملاحظ في كل هذه الحالات توتر العلاقة الزوجية بين الوالدين أو غياب أحد الوالدين و لهذا فالحب و الحماية التي كان يجب أن تنعكس على الطفل من خلال حب الوالدين لبعضهما البعض كانت على العكس تماما، و هذا ما جعل كل الأطفال يخفقون في رسم صورة موحدة للأسرة الواقعية في اختبار "رسم العائلة".
  • أهم السلوكيات العدوانية التي ظهرت على الأبناء كانت محاولات القتل، الضرب، الاعتداء بالسلاح الأبيض أو بآلات حادة و السرقة مع سوء توافق اجتماعي كبير. حمل السلاح هو تأمين ضد خطر مجهول قد يكون داخليا (القلق) أو خارجيا (الإحساس باللاأمن و تهديد الآخرين) بحيث أن كل الأطفال اشتكوا من عدم وجود أشخاص دائمين بجانبهم يتفهمونهم و يرعونهم أو يكنّون لهم الحب و الاحترام. و هي حاجات ضرورية يحتاجها كـل إنـسـان - و الطفل تحديدا - غالبا ما توفرها الأسرة السوية و المتوازنة، كما يمكن للمدرسة أن توفرها و لمجموع الأصدقاء و الشركاء الاجتماعيين و هذا ما يفـتـقـده هـؤلاء الأطـفـال، و يحلمون به في نفس الوقت. هذه المتطلبات و التطلعات ظهرت بوضوح في نتائج اختبار "رسم العائلة" أين نلمس "الهوام الأسري" الذي يحلم به الطفل و الذي ترسّخ في ذهنه أنه مجرد خيال لا يمكن أن يتجسد في الواقع مما جعله ينقم على المجتمع و على الآخر مهما كان. كما ولّد لديه نوعا من "الإحساس بـالـذنـب" و هو الإحساس المباشر الذي ينشأ عند أي طفل لا ينعم بحب و رعاية والديه بالطريقة السوية نظرا لاعتقاده أن إهمالهما و كرههما ناتج عن أخطاء ارتكبها أو لعلة موجودة فيه مما يدفعه للبحث الدائم عن العقاب الذي يخلصه من الشعور بالذنب، و بالتالي يخلق له نوعا من الراحة النفسية المؤقتة، فكل هؤلاء الأطفال - و الجانحين عموما - يعلمون أن سلوكياتهم ستعرضهم للتأنيب إلا أنهم يعاودون القيام بها بحثا عن هذه الراحة.
  • كل الحالات أظهرت عدم رغبتها في طلب المساعدة من أي كان على أساس لا يجب انتظار أي شيء من طرف الآخرين، و هذا دليل على أنهم لم يتعلموا و لم يتعودوا على أسلوب الأخذ و العطاء و التواصل مع الآخرين، فكل علاقاتهم تتميز بالإحباط و اللاإشباع. كما أن تواجدهم بمراكز إعادة التربية خلق عندهم التنافر المؤسساتي الذي يتميز باضطرابات نفسية ذات طـابـع انـفـعـالـي و سلوكي مما جعل زملاءهم ضحايا لعنفهم و ميولهم العدوانية.
  • كل الحالات تعرضت للعنف ( مادي و معنوي) من طرف أحد الوالدين أو حتى الإخوة و لهذا كان العنف أهم ميزة في سلوكياتهم بحيث طغت على الانحرافات الأخرى، مما يفسر على أنه "تقمص المعتدي"[25] كميكانيزم دفاعي غالبا ما يستعمل في حالة ضحايا العنف كتـعـويـض عـن الإحـسـاس بالإحـبـاط و الألم.
  • مرور الأطفال ببداية مرحلة البلوغ و بداية تغيير إدراكهم لذواتهم سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، جعل الجسد عندهم وسيلة مفضلة للتـعـبـيـر و كأن استعماله في الاعتداء على الآخرين (كوسيلة تواصلية) هو تأكيد على وجوده و على أنه أصبح مسرحا للتفاعلات الاجتماعية بعدما كان مسرحا للتفاعلات العاطفية السلبية مع الوالدين. و هو تعبير كذلك على معاش نفسي مضطرب يخرج من حالته المكبوتة و يمر إلى التفريغ من خلال سلوكيات جسدية انفجارية.
  • كل الحالات لم تنعم بالجو الأسري الدافئ و المستقر كما أنها لم تقم علاقات تواصلية قارة و مستقرة مع بقية أفراد الأسرة، وما ظهر عندها هو عدم ثبات الصور الوالدية سواء ماديا أو معنويا و لهذا لم يستطع هؤلاء الأطفال إدراك انتظارات الوالدين لأنهما (أي الوالدين) لم يكونا بالثبات و الديمومة اللازمة لتقديم صورة معرفية واضحة للأبناء تسمح لهم بتقييم سلوكياتهم أو تصنيفها و لم يعد بمقدورهم معرفة الخطأ من الصواب.
  • المحيط العام لهذه الأسر كان محيطا منحرفا و إجراميا ساهم بنسبة كبيرة جدا في قولبة السلوكيات ضد اجتماعية بحيث أصبحت نـمـطـا وجـوديـا و تواصليا مستقرا يتطلب التكفل و العلاج السريع قبل أن يتغلغل هؤلاء الأطفال في أزمة المراهقة أين يصبح المشكل ثنائي القطب.

أخيرا يمكن أن نقول أن الأسرة هي أحسن مكان يمكن أن يعيش فيه الطفل، و أنه إن انحرفت عن أداء وظائفها تكون الجريمة و العنف النتائج الحتمية لمثل هذا الانحراف. و حتى البدائل المقترحة (المراكز و المؤسسات ) يجب أن تظل حلولا مؤقتة أو انتقالية، الغرض منها إعادة بناء و هيكلة الديـنـامـيـة الأسـريـة، و التفريق هنا هو مجرد خلق مساحة نفسية تسمح لكل طرف بأن يعيد بناء علاقته بالآخر. كما أن التكفل النفسي بهؤلاء الأطفال يجب أن يكون تكفلا أسريا و أن يتم في إطار العلاجات الجماعية و في إطار الإرشاد الأسري، و أن يأخذ بعين الاعتبار أن هذا النوع من الاضطرابات السلوكية ليس فقط تعبير عن مشاكل ذاتية بل يحمل في طياته مفهوم الثورة و التعدي على موروثات ثقـافـيـة و لهذا تتحدث شريفة بوعطا[26] عن "اضطراب الرابطة الاجتماعية"[27]. وهذا ما تقوله باربارا ويتمر بطريقة أخرى:"إن نموذج التكوين البشري ثلاثي المستويات، هناك أولا مستوى "الأدوات" أي الوسائل و التكنولوجيات التي يستنبطها الآدميون لتحقيق أغراضهم المستوى الثاني ينسجم مع "روح" الحضارة تشتمل هذه الروح على العادات و المواقف و العلاقات التي تنظم كيفية عمل الثقافة.و بالتالي فإن أي تغيير في الروح يؤثر في المؤسسات التي تدعم الروح و تجسدها أما المستوى الثالث فيتضمن "جوهر" الحضارة أي فهمها الذاتي لأصلها و مصيرها اللذين يعبر عنهما بعبارات رمزية إذ لن تمتلك الحضارة أي وحدة أو سلامة من دون هذا الجوهر."[28] 

قائمة المراجع بالغة العربية

عبد المعطي، حسن مصطفى، الأسرة و مشكلة الأبناء، القاهرة، دار السحاب للنشر و التوزيع، 2008.

شحاتة، عبد المنعم، أنا و الآخر، سيكولوجية العلاقات المتبادلة، القاهرة، ايتراك للنشر و التوزيع، 2002، ط 2.

مكي، عباس محمود ، دينامية الأسرة في عصر العولمة، بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع، 2007.

كفافي، علاء الدين، الإرشاد الأسري، القاهرة، دار المعرفة الجامعية، 2008.

ويتمر، باربارا، الأنماط الثقافية للعنف، ترجمة ممدوح يوسف عمران، الكويت، عالم المعرفة، 2007.

"العنف و الصحة"، تقرير المنظمة العالمية للصحة، 2002.

جريدة "الشروق" اليومي، الأحد 1 جوان 2008، العدد 2315 .

Bibliographie en langue française

Addi, Lahouari, Les mutations de la société algérienne–Famille et lien social dans l’Algérie contemporaine, Paris, La Découverte, 1999. 

Benali, Radjia, Les pratiques éducatives des parents algériens entre tradition et modernité, Paris, ANRT, 2004.

Betty, Joseph, Journal de la psychanalyse de l’enfant, France, Centurion, 1991.

Bouatta, Chérifa, Les traumatismes collectifs en Algérie, Alger, Casbah Editions, 2007.

Bouredji, Fella, Algérie : A quand des mesures pour prendre en charge ces franges vulnérables ? http: //fr.allafrica.com/stories, Publié sur le web le 5 Février 2008.

Corman, Louis, Le test du dessin de famille, Paris, P.U.F., 6ème éd., 1990.

De Singly, François, Le soi, le couple et la famille, Paris, Pocket, 2005.


الهوامش

[1] " العنف و الصحة"، تقرير المنظمة العالمية للصحة، 2002.

[2] جريدة " الشروق" اليومية، الأحد 1 جوان 2008، العدد 2315، ص. 19 .

[3] Couple.

[4] عبد المعطي، حسن مصطفى، الأسرة و مشكلة الأبناء، القاهرة، دار السحاب للنشر و التوزيع، 2008، ص.ص.9-10.

[5] مكي، عباس محمود، دينامية الأسرة في عصر العولمة، بيروت، المؤسسة الجامعية للـدراسـات و الـنـشــر و التوزيع، 2007، ص.ص. 143- 144.

[6] كفافي، علاء الدين، الإرشاد الأسري، القاهرة، دار المعرفة الجامعية، 2008، ص.51 .

[7] شحاتة، عبد المنعم، أنا و الآخر، سيكولوجية العلاقات المتبادلة،القاهرة، ايتراك للنشر و التوزيع، 2002، ط 2، ص.100 .

[8] ويتمر، باربارا، الأنماط الثقافية للعنف،ترجمة ممدوح يوسف عمران، الكويت، عالم المعرفة، 2007، ص.259 .

[9] ويتمر، باربارا، مرجع سابق، ص.ص. 61- 62 .

[10] Addi, Lahouari, Les mutations de la société algérienne–Famille et lien social dans l’Algérie contemporaine, Paris, La Découverte, 1999, p. 56.

[11] Culture patriarcale.

[12] Benali, Radjia, Les pratiques éducatives des parents algériens entre tradition et modernité, Paris, ANRT, 2004.

[13] Addi, Lahouari, op. cit, p. 190.

[14] Bouredji, Fella, Algérie: A quand des mesures pour prendre en charge ces franges vulnérables ? Http://fr.allafrica.com/stories, Publié sur le web le 5 Février 2008.

[15] جريدة " الشروق" اليومية، مرجع سابق.

[16] Corman, Louis, Le test du dessin de famille, Paris, P.U.F., 6ème éd., 1990.

[17] Anamnèse.

[18] جريدة "الشروق" اليومية، مرجع سابق.

[19] Trouble d’attachement.

[20] De Singly, François, Le soi, le couple et la famille, Paris, Pocket, 2005, p. 301.

[21] Idem.

[22] Betty, Joseph, Journal de la psychanalyse de l’enfant, France, Centurion, 1991, p. 100.

[23] Couple parental.

[24] Bouatta, Chérifa, Les traumatismes collectifs en Algérie, Alger, Casbah Editions, 2007, p. 162.

[25] Identification à l’agresseur.

[26] Bouatta, Cherifa, op, cit, p157.

[27] Pathologie du lien social.

[28] ويتمر، باربارا،  مرجع سابق، ص.35.

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche