Sélectionnez votre langue

أخبار علمية

ملتقى دولي حول موضوع » التكامل المعرفي ودوره في تمكين التعليم الجامعي من الإسهام في جهود النهوض الحضاري في العالم الإسلامي« ، يومي 14-15 أفريل 2010 كلية الطب بتلمسان، تنظيم من المعهد العالمي للفكر الإسلامي[1]، وبالتعاون مع جامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

احتوى برنامج الملتقى على عشر (10) جلسات علمية بمعدل اثنان وثلاثون (32) مداخلة توحدت فيها الأطروحات وتشعبت واختلفت فيها الرؤى، في نماذج مختلفة التخصصات كالشريعة، التاريخ، الأدب الانجليزي، البيولوجيا، علم الاقتصاد ، علم الاجتماع وعلم النفس.

شارك في الملتقى مجموعة من الباحثين المهتمين بموضوع المعرفة الدينية قدموا من آفاق جغرافية مختلفة منها الأردن، المغرب، تونس، إيران، السودان، مصر ومن مختلف الجامعات الجزائرية أبرزهم: عبد الحميد أحمد أبو سليمان[2] و فتحي حسن ملكاوي من الأردن[3]، عبد الحكيم أبو اللوز من المغرب، حسان عبد الله حسان من مصر، سليمان الشواشي من تونس  ومن باحثي الجزائر نجد عمار الطالبي، سعيدي محمد، بشير محمد، رشيد ميموني، عبد الحفيظ بورديم، بن منصور عبد الله، الحاج دواق وآخرين.

 استهدف هذا الملتقى الإجابة على عدد من الأسئلة أهمها: هل جامعات الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى تكامل معرفي[4] في جميع العلوم؟ وهل سبب الأزمة العلمية وعدم الالتحاق بالركب الذي تعاني منه راجع إلى عدم وجود تكامل معرفي؟ وهل يكفي اعتماد الثنائية في التعليم؛ أي دمج التعليم المدني بالديني، حتى نقول أننا حققنا تكاملا معرفيا؟ وما موقع التكامل المعرفي في برامج التعليم الجامعي ومناهجه ومواده الدراسية؟ وما موقع التكامل المعرفي في فلسفة التعليم وسياساته؟

لقد تضمنت جميع المداخلات جوانب تشابهت في الطرح والرأي في بعض الأحيان، واختلفت في الحلول، حاولت جميعها إعطاء إجابة تراها مقنعة حول أشكلة الموضوع. كان لكل متدخل فيها وجهة نظر خاصة؛ أي من زاوية تخصصه، كمدى حاجة العلوم البيولوجية، الاجتماعية، الطبية، اللغوية إلى تكامل معرفي، وبالتالي ضرورة الارتكاز على ازدواجية التعليم الجامعي، مستدلين في ذلك بالتاريخ العريق لهاته العلوم والتشعب العلمي الذي تميز به علماء ذلك العصر.

أما من الجانب التعليمي فقد طُرح السؤال من طرف المحاضرين كالآتي: كيف نصل إلى توجيه نحو تكامل معرفي للطالب الجامعي؟ تمت الإجابة في سياق التجارب اليومية للأستاذ الكامنة في ردود الأفعال التي يتلقاها من طرف طلبته، آخذين في ذلك بعين الاعتبار ثلاثة مرتكزات هي: المرتكز العقدي، المرتكز الأخلاقي والمرتكز التشريعي مع كيفية تفعيلها في هذا المجال.

 لوحظ من خلال هذا الطرح اعتماد وجهات نظر مختلفة وُظّفت فيها مبادئ إسلامية ومفاهيم مستمدة من العقيدة في مقاييس معينة لبعض التخصصات كالمداخلة التي قدمت من الأستاذة بربار سعاد حول التكامل المعرفي في تعليم الأدب الانجليزي، والأستاذ مهوباشة حول تطبيقات التكامل المعرفي في علم الاجتماع، وعلم الاقتصاد كنموذج للتكامل المعرفي في مداخلة عادل دهليس، كما اتخذ المنحى نفسه في العلوم الطبيعية أيضا كالبيولوجيا والطب من خلال مداخلة الأستاذ حربوش العمري حول التكوين العلمي والضابط الديني في تدريس البيولوجيا. وفي المقابل فإن الملاحظ على سبيل المثال لا الحصر، غياب الإشارة إلى الطب القديم المعتمد على النصوص الدينية، ناهيك عن غياب الدراسات الدينية في معظم التخصصات العلمية، وإن وُجدت في الشعب الأدبية فهي لا تستوفي الحجم الساعي المناسب.

لقد تم في مجمل المداخلات الاعتراف والاستشهاد بالنظام التعليمي القديم "الأصيل" الذي كان يجمع بين مختلف العلوم، عكس ما لوحظ اليوم من انتشار لـ "ظاهرة التخصص الدقيق والتجزئة في العلوم" والتي كانت حسب بعض المتدخلين عائقا أمام ما أسموه بالتكامل المعرفي. إن هاته الظاهرة وليدة السياق الغربي، و قد أدّت إلى انشطار التخصصات جراء النقل والتقليد للعلوم والمناهج من الجامعات الغربية، ما انجر عنه انزلاقات عن التعليم الديني وعن الدراسات الإسلامية.

كما تحدث  بعض المتدخلين من بلدان مختلفة عن تجارب جامعاتهم في هذا الشأن، جامعة القرويين ودار الحسنية في المغرب، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة إضافة إلى جهود التكامل المعرفي في إيران. حاولت هذه التجارب المزاوجة بين العلوم الدينية  ومعارف العلوم الإنسانية والاجتماعية لضمان تكوين علمي متكامل. ما تم استنتاجه من خلال التجارب المذكورة، أن ثمة إخفاقا حدث كونها لم تستطع التوصل إلى الجمع بين العلوم الدينية والاجتماعية.

انتهى المؤتمر في الأخير بتوصية أساسية، تضمنت تبني مشروع التكامل المعرفي تحقيقا للنهوض الحضاري وتنظيم دورات تدريبية لأعضاء هيئات التدريس الجامعي، قصد استيعاب مفهوم وآليات تطبيق هذا التكامل، مع توحيد التصور وآليات العمل.

يبقى موضوع التكامل المعرفي من الموضوعات المطروحة للنقاش و لا زالت تستقطب اهتمام الباحثين في العلوم الدينية، العلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية، إذ يبقى للباحث في هذا المجال المزيد من الجهد في التنقيح والإثراء.

منور ماريف


الهوامش

[1] يوجد المقر الرئيسي لهذا  المركز في أمريكا. و توجد إدارة المكتب الإقليمي  بـالأردن .

[2] رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ورئيس سابق للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.

[3] رئيس تحرير مجلة إسلامية المعرفة التابعة للمعهد العالمي للفكر الإسلامي

[4] التكامل المعرفي هو التآلف والانسجام بين العلوم الدينية من جهة والعلوم الطبيعية والإنسانية من جهة أخرى.

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche