"آثار التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية" ندوة تاريخية دولية ثانية من تنظيم المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر، يومي 22-23 فبراير 2010 بالنادي الوطني للجيش، الجزائر العاصمة

Samira NEGADI (Author)
71 – 72
الصحراء و هوامشها
ع. 51-52 — م. 15 — 30/06/2011

تضمن المحتوى الرئيسي لهذه الندوة النقاش حول آثار التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، حيث تسنى لخبراء، أساتذة و ناشطين في المجتمع المدني من الجزائر، و فرنسا، و بريطانيا، و أستراليا، و بولونيا الإدلاء بدلوهم حول التجارب النووية و ما تسببه هذه الأخيرة من أخطار جسيمة على الإنسان، و البيئة و الكائنات الحية، وعليه طرحت الإشكالية حول وضعية ملف ضحايا التجارب النووية من خلال أربعة عشر (14) مداخلة، و عشر (10) شهادات حية لشهود عيان، علما أن محاضرات الندوة دارت في ثلاث محاور رئيسية هي المحور الصحي، البيئي، و القانوني.

و بعد عرض شريط وثائقي خاص بالتفجيرات النووية في رقان و إينكر بتمنراست تطرقت المحاضرة الأولى من تقديم عمار منصوري باحث في الهندسة النووية بالجزائر إلى ما أسماه: "ملحمة التجارب النووية في العالم: و تستمر المأساة"،حيث أشار إلى الخلفية التاريخية للتجارب النووية الفرنسية، و المبيتة نيتها منذ تأسيس محافظة الطاقة الذرية بموجب قرار 18 أكتوبر 1945        و لتدخل حيز التطبيق في عام 13 فبراير 1960 مخلفة ضحايا تم هضم حقوقها. الأمر الذي أشارت إليه أستاذة الطب البريطانية سوزان رابيت روف Susanne Rabbitt Roff في مداخلتها المعنونة بـ : "النموذج البريطاني الأسترالي في معالجة آثار التجارب النووية" على الأخذ بهذا النموذج تجنبا للمراوغات،      و التضليل الحكومي المعارض لفكرة تعويض الضحايا.

كما أفاد الخبير الفرنسي برينو باريلو Bruno Barrillot في مداخلة : "التأهيل البيئي للمواقع النووية" على ضرورة الكشف على الوثائق الأرشيفية المقرطسة[1] مع تفنيذ خطابات السلطات الفرنسية و التي أسماها بالكاذبة حول القول بنظافة التجارب النووية و دعا إلى أهمية القيام بمعاينات ميدانية للمواقع المتضررة. و هو الرأي الذي أشار إليه أيضا رولاند دي بورRolland Desbordes رئيس اللجنة المستقلة للبحث و الإعلام حول الإشعاع بفرنسا في محاضرته: "نتائج تحليل عينات من حمم موقع إينكر."حيث وضحت تحاليل لفضلات الجمال على وجود ضرر إشعاعي نووي تسببت فيه التجارب الباطنية في حادثة بيريل في 1 ماي 1962 التي أضرت بالمياه الجوفية للأرض، و التربة، و النبات على حد السواء وصولا إلى الجمل باعتباره كائنًا حيًا يرتع في هذه البيئة.

أما من الجانب القانوني فقد طرح المحامي جون بول تيسونيار Jean-Paul Teissonnière في محاضرته:"حوصلة حول الدفاع عن تعويض الضحايا" مبينا الصعوبة التي تعترض الجزائريين في اتباث علاقة الإصابة بأمراض مزمنة،      و إعاقات، و عاهات مستديمة بالإشعاع النووي، مع تطرقه إلى قانون مورا Mora الصادر في 5 جانفي 2010، الذي ينص على ضرورة الاعتراف بضحايا التجارب النووية علما أن المعنيين في هذا القانون هم الفرنسيون.

و من أهم الاعترافات الخاصة بالضحايا بوصفهم شهود عيان و التي قدمت في الندوة ضحيتين للتجارب النووية و هما: ميشال ديسوبري Michel Dessoubrais الذي تضرر إثر تعرضه للسحابة العالية للإشعاع الناجم عن تجربة حادث بيريل، و الثاني هو ويليام كوب William Kob من قدامى جنود رقان حيث شهد انفجار اليربوع الأخضر و المنفذة من يوم 25 أفريل 1961.

و في ختام الندوة خرج المتدخلون و المشاركون، باقتراحات و توصيات تمثلث في ضرورة تمرير و فتح الأرشيف الخاص بالتجارب النووية في إطار علاقة ثنائية دولية، و تحضير ملفات طبية قانونية مع ضمان حقوق الضحايا، و التأهيل البيئي للمناطق المتضررة، و تخصيص ندوة عالمية للتكفل بهذا الموضوع، باعتبار أن التجارب النووية مشكل عالمي لا مجرد معضلة إقليمية.


الهوامش

[1]يحيل المتدخل هنا إلى الوثائق الأرشيفية التي لم تفرج عنها السلطات الإدارية الفرنسية بعد.

Cite this article

NEGADI, S. (2011). "آثار التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية" ندوة تاريخية دولية ثانية من تنظيم المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر، يومي 22-23 فبراير 2010 بالنادي الوطني للجيش، الجزائر العاصمة. Insaniyat - Algerian Journal of Anthropology and Social Sciences, 15(51-52), 71–72. https://insaniyat.crasc.dz/en/article/aathar-altfjyrat-alnwwya-alfrnsya-fy-alshra-aljzayrya-ndwa-tarykhya-dwlya-thanya-mn-tnzym-almrkz-alwtny-lldrasat-w-albhth-fy-alhrka-alwtnya-w-thwra-awl-nwfmbr-ywmy-22-23-fbrayr-2010-balnady-alwtny-lljysh-aljzayr-alaasma