إدارة الصّحة بإفريقيا: الحالة الرّاهنة، مجلة إفريقيا والتنمية، المجلد 42، العدد 01، 2017 مجلة فصلية لمجلس تنمية البحوث الاجتماعية في أفريقيا، عدد الصفحات 243


انسانيات عدد مزدوج 80-81| 2018 | الصحة في الحياة اليومية بالبلدان المغاربية| ص 109-111| النص الكامل


خصَّصت مجلة "إفريقيا والتنمية "عدد الثلاثي الأول لسنة 2017 للتطرق إلى واقع الصّحة في الدّول الإفريقية، وذلك تحت عنوان: "إدارة الصّحة بإفريقيا: الحالة الرّاهنة". جمع هذا العدد الخاص في طياته مقالات كتبت باللّغة الفرنسية وأخرى باللّغة الإنجليزية، واستهدفت في مجملها الوضعية الصّحية في الدول الإفريقية: السنيغال، البنين، كينيا، الكامرون، المغرب، الجزائر، تونس، الموزنبيق، نيجيريا، غانا، كوت ديفوار (ساحل العاج)، تشاد، رواندا وجنوب إفريقيا.

ضمّ هذا العدد عشر مقالات انصبّت جميعها في دراسة واقع الصّحة في الدول الإفريقية التي تعاني من التأزم ، ولقد لفت هذا الموضوع انتباه باحثين من مختلف التخصّصات، على غرار علم الاجتماع وعلم التاريخ والعلوم الاقتصادية والقانونية والعلوم السياسية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي، وعلم الأنثروبولوجيا. وهو ما استدعى تنوعا في مقاربات الباحثين للموضوع، فمنهم من دعم بحثه بدراسة ميدانية، أو دراسة سوسيو أنثروبولوجية، أو دراسة حالات، ومنهم من اعتمد على تحليل الوثائق والمراجع التي تهمّ موضوع دراسته، فيما خصّ بعض الباحثين دراستهم لمنطقة واحدة، نذكر منها مقال: "صندوق الإنصاف بالسنغال: تحليل آليات التأمين الصّحي للفقراء وتطلّعات نحو تأمين صحي شامل"، والذي وقف على مشروع أطلق بهذا البلد، يهدف مساعدة الفئات الفقيرة على إتمام تأمينهم الصحي. أمّا المقال الثاني فقد اعتمد على المقاربة الكيفية لفهم أسس الضّمان الصّحي ضمن سياق اجتماعي خاص، وذلك تحت عنوان: "من الضمان الصّحي الجماعاتي إلى إدارة الصحة العمومية: تحليل عوامل الاشتراك بالتأمين الصحي في سياق اجتماعي نشيط بوسط البينين". أمّا مقال "تحديات قطاع الصحة المفوّض بكينيا: المشاكل المتأزمة أو التناقضات النظامية"، فقد اهتم بالدستور الجديد الصّادر شهر أوت سنة 2010، والذي أولى عناية بالقطاع وخطواته نحو التكيّف مع المتطلبات الجديدة للصّحة بكينيا.

اهتمّ مقال "إدارة الصّحة المدرسية وتسييرها بالكامرون: مؤسسات مدينة ماروا من 1958 إلى 2008 نموذجا" بدراسة المشاكل الصحية بالمدارس وتسيير الحكومة الكاميرونية لها، في حين تناول البحث الموسوم بـ"مسألة الدعم المؤسساتي للفتيات ضحايا الاغتصاب وزنا المحارم بالكامرون: أي إدارة لتسيير هذا "المشكل المجندر" بالصّحة العمومية؟" معاناة الإناث بالدرجة الأولى وآثار الاغتصاب وزنا المحارم عليهن، مع الوقوف على ما سطرته الحكومة لمعالجة هذا الوضع ضمن سياق الصحة العمومية. في المقابل يسعى المقال المعنون بـ: "إنتاج وإعادة إنتاج اللامساواة: الإقصاء السياسي، الهيئات المهمشة، علاج داء فقدان المناعة المكتسب بالموزمبيق" إلى التعرف على العوامل التي تعيق تمكّن فئة الفقراء من المتابعة الطبية في حالات داء فقدان المناعة المكتسب.

فيما فضّل بعض الباحثين التطرق إلى موضوع الصحة وخدماتها بصفة عامة، وقد تجسد ذلك من خلال مقالين، الأول بعنوان "الحصول على الأدوية أثناء المخاطر: تأمين توفير الأدوية للبلدان الأقل نموا"، فقد اشتغل على التعرف على الآثار والتحولات التي نتجت عن إعلان الدوحة المتعلق بتوفير الأدوية بالدول النامية والأقل نموا، والتي تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بفقدان المناعة المكتسب، بينما سعى المقال الثاني المعنون: "الأوبئة المجندرة وأنظمة القوة بإفريقيا: التطلع النسوي لإدارة الصحة العمومية" إلى فهم العلاقة بين الأوبئة والجندر، وبين الأوبئة وأنظمة السلطة المحصورة في العالمية، المحلية والعائلية.

وسّع باحثون آخرون مجال اهتمامهم لدراسة حالات مختلفة بدول عديدة، وفي هذا السّياق يتطرّق المقال المعنون بـ"الأنظمة العملية للتأمين الصحي الاجتماعي في دول الساحل: تجارب أربع دول" إلى السّبل التي تجعل الحكومات تحوّل التأمين الصحي إلى أنظمة عملية بدول الساحل، مع مراعاة خصوصيات هذه البلدان المتمثلة في المحيط السوسيو- ثقافي، الاقتصادي والسياسي.  

 في السياق ذاته يناقش المقال الموسوم بـ: "إشكالية الإدارة الصّحية بشمال إفريقيا: دراسة حالات المغرب، الجزائر وتونس"، آليات إدارة النظام الصّحي بثلاث دول مغاربية متجاورة، وهو المقال الوحيد في هذا العدد حول الدول المغاربية: وقد ركزّ الباحث المغربي بدر ذهبي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية على تحليل الأنظمة الصّحية للبلدان المغاربية الثلاث، والتي تتلقى الكثير من الانتقادات رُغم الإصلاحات التي قامت بها لتطوير مستوى الخدمات الصحية تماشيا مع المستجدات والتغيرات التي عرفتها هذه البلدان. كما اعتمد الباحث في الجانب المنهجي على الملاحظة والتّحقيق في المعلومات التي جمعها، ليصل في الأخير إلى أنه وبالرّغم من الخطوات التي قامت بها هذه البلدان للرفع من مستوى الخدمات الصحية، إلا أن ذلك يتم بوتيرة متفاوتة يتحكم فيها عامل الجنس، المستوى السوسيو -اقتصادي، ومكان الإقامة، لا سيما في المغرب على وجه الخصوص.

وتتمثل أهمية هذا العدد الخاص بالصحة في إفريقيا في تنوّع مجالات اختصاصات الباحثين الذين درسوا هذا الموضوع، وكذلك اختلاف تقنيات بحثهم وأدواته. كما أسهم تعدّد الميادين واختلافها في تقديم لمحة عامة عن الواقع الصّحي بالدول الإفريقية التي هي في طور النمو والدول الأقل نموا.

سعاد قرقابو

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran

95 06 62 41 213+
03 07 62 41 213+
05 07 62 41 213+
11 07 62 41 213+

98 06 62 41 213+
04 07 62 41 213+

Recherche