الكتاب مستوحى من رسالة دكتوراه نوقشت بجامعة آفنيون (فرنسا) سنة 1997، يسعى الكاتب الفرنسي لوويك رافنال من خلاله إلى طرح عدة تساؤلات تتمحور في مجملها حول مبادئ التموقع المكاني للنوادي الاحترافية و حول دور الفضاءات و الأقاليم الرياضية.
يطرح الفصل الأول موضوع التوزيع الفضائي للنوادي المحترفة إذ يقترح عدة نماذج و طرق للتحليل و الاكتشاف. و سمحت دراسة أجريت حول دور ميدان الجغرافيا، بإجراء تحليل معمق للأماكن الرياضية بوصفها عوامل مؤثرة و ضرورية من جهة، و إبراز أن لعبة كرة القدم يمكن لها أن تصبح مؤشرا للتنظيم الفضائي من جهة أخرى. و يبين لنا الكاتب أن التموقع المكاني للنوادي مرتبط بموقع المدن كونه شرطا أساسيا لذلك، و من جهة أخرى، يستخلص أن الفهم الجغرافي لأي ظاهرة رياضية لا يتوقف على مجرد وصف بسيط للتموقعات المكانية.
و قد خُصص الفصل الثاني من الكتاب لموضوع انتشار النزعة التجديدية حيث يزوّد القارئ بعناصر ضرورية لفهم الميكانيزمات التي تسمح بنشر لعبة كرة القدم. و يبني لنا الكاتب انطلاقا من دراسة أقيمت على مختلف المراحل المنهجية ثلاثة نماذج لتموقع كرة القدم بفرنسا:
يتعلق النموذج الأول بالطابع المميز لانتشار الرياضات في بريطانيا. أما الثاني، و الذي يسميه "النموذج العلاقاتي"، فإنه يقوم بإشراك المواطنين الفرنسيين بشكل مباشر. و في الأخير، نجد نموذج "التقليد" الذي يشير إلى الانتشار الأول للعبة كرة القدم التي تمارس في فضاء محلي.
أما الفصل الثالث فقد تناول مسألة خصوصية و انفراد النظام الفرنسي الذي يتصف بعدم مطابقته، نظرا لانتشار الفرق الرياضية في مساحة معتبرة بالسلم التراتبي الحضري، مما جعل الكاتب يطرح التساؤل التالي: هل يمكن الاعتبار أن سبب هذه الخصوصية التأخر المسجل في تطوير الهياكل الرياضية؟
كان لهذا الكتاب الفضل الكبير في فتح نقاش حول الظاهرة الرياضية التي جعلتنا نتأمل التأثير الذي تحدثه الجغرافيا على النوادي الرياضية.
الكاتب
عائشة بن عمار
