الأبعاد النفسية و الاجتماعية لدى شخصية المراهق الجانح – دراسة وصفية بالسجن الاحتياطي، قديل (ولاية وهران)

إنسانيات عدد 29-30 | 2005 | أبحاث أولى 2 (أنثروبولوجيا، علم الاجتماع، جغرافيا، علم النفس، أدب) | ص 95-106 | النص الكامل


Les dimensions psychologiques et sociales chez l’adolescent délinquant. Etude descriptive au centre de rééducation de Gdyel (wilaya d’Oran)

Abstract: En Algérie, la délinquance chez les adolescents était et demeure une préoccupation des responsables et des citoyens, mais cette attention n’a pas été accompagnée d’une avancée en matière de recherche scientifique notamment ce qui concerne l’augmentation du taux de la délinquance juvénile et de son traitement. De fait, cette étude qui traite de la nature du comportement du délinquant, de ses dimensions dynamiques et de ses caractéristiques personnelles, de ses problèmes existentiels et des raisons marquées, va contribuer d’un côté, à orienter l’attention pour fournir une protection psychologique aux enfants et aux jeunes de différents âges et d’un autre côté, elle va contribuer aussi à vulgariser la conscience psychopédagogique. Surtout que le problème de la délinquance est en pleine évolution et s’étend au moment où la société algérienne connaît des situations sécuritaires pénibles, une altération des valeurs spirituelles au détriment des valeurs matérielles car même la paix morale a été secouée et frappée de plein fouet où l’interdit est devenu permis, les équilibres se sont embrouillés, le modèle a disparu ou perdu pour tout le monde ; il est devenu facile de détruire l’autre, voire de se détruire soi-même, indirectement parce que la référence idéologique déformée a défiguré la structure de base des individus ; même, la structure de base est affectée. Les individus se plaignent de leur réalité identitaire, de leur appartenance, et pour venir à bout de tous ces phénomènes qui rongent toute société, il faut corriger la conception des individus vis-à-vis de leur société et les amener à s’accepter soi-même pour faire face à leurs problèmes en toute confiance.
Ceci dit le résultat de tous ces changements socio-économiques, politico-culturels et sécuritaires a provoqué une évolution considérable dans l’intensité des tensions vécues par le citoyen algérien à tous les niveaux dont les effets descriptifs de la criminalité font partie, notamment dans les milieux des jeunes enfants. L’étude actuelle qui traite des dimensions psychosociales et dynamiques chez la personnalité de
l’adolescent délinquant a été conduite au sein de la maison d’arrêt de Gdyel ; sa problématique est centrée sur les questions suivantes :
- Quelles sont les dimensions dynamiques chez la personnalité de l’adolescence délinquant ?
- Quels sont les facteurs cachés derrière la délinquance juvénile ?
- L’adolescent délinquant peut-il affronter les situations quotidiennes, confirmer et bâtir sa personne sans peur ou angoisse ?
- Existe-t-il chez l’adolescent délinquant des mécanismes projectifs pour se débarrasser des difficultés et des conditions de la réalité vécue ?
- Est-ce que l’adolescent délinquant prend conscience de son appartenance au monde des bandes, suite au trouble de son identité sociale ?
Nous avons formulé les hypothèses suivantes :
- Il existe des différences entre deux groupes moyens pour la recherche dans les dimensions dynamiques chez la personnalité des adolescents délinquants ; l’étude va examiner la personnalité des jeunes délinquants.
- Il existe des facteurs personnels, pédagogiques, familiaux, et socio économiques et culturels qui poussent l’adolescent à la délinquance.
- Il est difficile pour l’adolescent délinquant de faire face aux situations vécues, d’imposer et construire son moi, de supporter les sentiments de peur et d’angoisse.
- Il existe chez l’adolescent délinquant des mécanismes projectifs pour surpasser les difficultés et les conditions de la réalité vécue.
Les troubles d’identité sociale poussent l’adolescent délinquant à faire partie du monde de bandes.
Pour éprouver nos hypothèses, nous avons adopté une méthodologie statistique et clinique, en utilisant des outils objectifs et projectifs appliqués sur un échantillon composé de 64 délinquants dont l’âge varie entre 13 et 18 ans ; cet échantillon a été réparti en deux groupes de 28 pour les petits âges et de 34 pour les grands âges.

Mots clés : dimension - dynamique - adolescent - personnalité - délinquant.

 

Khadidja MOKEDDEM : Centre de Recehrche en Anthropologie Sociale et Cukturelle, 31 000, Oran, Algérie


 

إن الجريمة و الانحراف من المواضيع الحساسة سواء بالنسبة للذين هم محل الدراسة أو بالنسبة للسلطات الحكومية و المجتمع ككل.

و ليس البحث في هذه المواضيع بالعمل السهل، و ليس بالعمل المستحيل أيضاً، فجنوح الأحداث في الجزائر كان و لا يزال من اهتمامات المسؤولين والمواطنين، إلا أن هذا الاهتمام لم يصاحبه تطور في البحث العلمي و خاصة فيما يخص ارتفاع نسبة الطفولة الجانحة ومعالجتها، و عليه فإن هذه الدراسة التي تتناول طبيعة السلوك المنحرف و أبعاده الديناميكية و السمات الشخصية للجانح و أهم مشكلاته الوجودية و الأسباب التي تكمن وراء كل هذه السلوكات، كما ستساهم من جهة في توجيه الاهتمام لتوفير الرعاية النفسية للأطفال والشباب في مختلف الأعمار، و من جهة أخرى فإن هذه الدراسة ستعمل على نشر الوعي النفسي والتربوي خاصة و أن ظاهرة الجنوح في تزايد و تفاقم في فترة يمر فيها المجتمع الجزائري بظروف أمنية عصيبة مصاحبة بتدهور عظيم في الظروف الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية و السياسية و ضعف القيم الروحية لصالح القيم المادية و حتى السلم الأخلاقي اهتز و ضرب في الصميم و أصبح الممنوع مسموح به و اختلطت الموازين و لم يعد النموذج المثالي موجود أو هو مفقود بالنسبة للكل . و أصبح من السهل تدمير الأخر حتى تدمير الذات و لو بصورة غير مباشرة لأن المرجعية الأيديولوجية تشوهت، فشوهت البنية القاعدية للأفراد و حتى الخاصية القاعدية أصبحت مريضة لأن الأفراد يشكون في حقيقة هويتهم و انتمائهم و للقضاء على كل هذه الظواهر السلبية في أي مجتمع يصبح لزاماً تصحيح تصور الأفراد عن مجتمعهم و حملهم على تقبل دواتهم و مشاكلهم ومواجهتها بكل ثقة.

وقد كان نتيجة لكل هذه التغيرات و المخاضات الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية و السياسية و الأمنية ارتفاع ملحوظ في شدة التوترات التي يعيشها المواطن الجزائري على كل المستويات و التي من بين آثارها المدمرة { الجريمة } و خاصة في أوساط الأطفال الصغار. و الدراسة الحالية التي تناولت الأبعاد النفسية و الاجتماعية الديناميكية لدى شخصية المراهق الجانح أجريت بالسجن الاحتياطي للأحداث بقديل و كانت إشكالية هذه الدراسة محصورة في الأسئلة التالية:

- ما هي الأبعاد الديناميكية لشخصية المراهق الجانح ؟

- ما هي العوامل الكامنة وراء جنوح الأحداث ؟

- هل يستطيع المراهق الجانح مواجهة المواقف الحياتية و تأكيد الذات وبنائها بدون خوف أو قلق ؟

- هل يوجد لدى المراهق الجانح آليات إسقاطيه للتخلص من صعوبات وظروف الواقع المعاش؟

- هل يشعر المراهق الجانح بالانتماء إلى عالم العصابة نتيجة اضطراب الهوية الاجتماعية لديه؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة صيغت الفرضيات التالية:

- توجد فروق بين متوسطات مجموعتي البحث في الأبعاد الديناميكية لشخصية المراهقين الجانحين التي يقيسها الاختبار المستخدم في الدراسة ألا و هو اختبار الشخصية للشباب الجانح.

توجد عوامل شخصية تربوية و أسرية واجتماعية و اقتصادية و ثقافية تدفع بالمراهق إلى الجنوح.

يصعب على المراهق الجانح مواجهة المواقف الحياتية و تأكيد الذات و بنائها وتحمل مشاعر الخوف و القلق.

توجد لدى المراهق الجانح آليات إسقاطية للتخلص من صعوبات و ظروف الواقع المعاش.

إن اضطراب الهوية الاجتماعية لدى المراهق الجانح تجعله ينتمي إلى عالم العصابة.

وللتأكد من صحة هذه الفرضيات و صدقها، اتبعنا منهجية إحصائية وإكلينيكية، و استخدمنا أدوات موضوعية و اسقاطية. و لما كانت كل دراسة ميدانية تقوم على مناهج عملية أساسية ، فإن الدراسة الحالية تقام على أساس بعدين من المناهج: البعد الإحصائي السيكوميتري و البعد الإكلينيكي ؛ و فيما يلي شرح مفصل لأهم الخطوات الميدانية التي اتبعتها الباحثة في إعداد هذه الدراسة.

الخطوة الأولى: تم فيها إعداد خطة الدراسة و اشتملت على أساسيات البحث وتوضيح أهداف البحث و أسبابه و صياغة إشكاليته وفرضياته بالإضافة إلى توضيح إجراءات البحث وطرقه الميدانية.

الخطوة الثانية: تم فيها قراءة المراجع و المصادر التي لها صلة بموضوع البحث وجمع النصوص التي تساعد الباحثة على صياغة الفصول النظرية و التي تعتبر كخلفية عملية للدراسة الميدانية.

الخطوة الثالثة: صياغة الفصول النظرية لهذه الدراسة

الخطوة الرابعة: اختيار أدوات البحث:

1. اختبار الشباب الجانح

استخدمت الباحثة في الدراسة الحالية اختبار الشخصية للشباب الجانحين الذي صممه كارل ف. جسنس Carl. F . Jesness سنة 1962 و نشره عام 1966 كما راجعه مرتين عامي 1969 و 1972

وقد صمم الاختبار ليستخدم في مجال جناح الأحداث في بادئ الأمر ثم أستخدم في تصنيف الصدمة، و الشباب الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية و علاجهم.

و أعده باللغة العربية د- عطية محمود هنا أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس و د- محمد سامي هنا مدرس علم النفس الإرشادي جامعة الكويت. ويتكون الاختبار من 155 بنداً يجاب عنها بالموافقة " نعم" أو بعدم الموافقة "لا". و يمكننا الاختبار من الحصول على تقدير لعشرة سمة من سمات الشخصية أولها:

أولاً:سوء التوافق الاجتماعي: و يحتوي على واحد و ثلاثين بنداً وقد يدل سوء التوافق الاجتماعي على بعض الاتجاهات المرتبطة باضطراب في التنشئة الاجتماعية و عدم مطابقتها للنظام الاجتماعي السائد.

ثانياً: مقياس اتجاه القيم للتدهور: و بنوده 16 بنداً، و يدل هذا المقياس على الميل لمشاركة أفراد من الطبقات الاجتماعية و الاقتصادية الدنيا اتجاهاتهم وآرائهم.

ثالثاًً: مقياس تأخر النضج: و يحتوي على 45 بنداً، و يقيس هذا المقياس مقدار فشل الفرد في اتخاذ اتجاهات و تمثل المدركات عن الذات و عن الآخرين رغم أنها عادية و متوقعة لدى الأفراد الذين هم في مستوى سنه.

رابعاً: مقياس النظرة العقلية الذاتية: و هي 28 بنداً تقيس النظرة العقلية، أي الميل الفكري و الإدراكي لتحريف الواقع وفقاً للرغبات و الحاجات الذاتية للفرد، و لا يميز، في هذه الحالة، الفرد بوضوح ذهني ما هو ذاتي و ما هو موضوعي.

خامساً: مقياس الاغتراب: و يحتوي على 22 بنداً و يشير هذا المقياس إلى فقدان الثقة و الاستغراب في علاقاته مع الآخرين و بخاصة مع أولئك الذين يمثلون السلطة.

سادساً: مقياس إظهار العدوان: و يحتوي على 31 بنداً يتسم هذا البند بالانفعالية و يعكس مشاعر الغضب و الإحباط و هو ميل مهيأ لرد الفعل المباشر والمتأثر بهذه المشاعر.

سابعاً: مقياس الانسحاب الانعزالي: و يتضمن 24 بنداً ويدل الانسحاب الانعزالي على مدى عدم رضا الفرد على الذات و الآخرين و الميل إلى الابتعاد عنهم بالهروب السلبي.

ثامناً: مقياس القلق اجتماعي: و يحتوي على 24 بنداً و يشير هذا المقياس إلى عدم الارتياح الانفعالي في العلاقات مع الآخرين.

تاسعاً: مقياس الكبت: يحتوي على 15 بنداً و يعكس هذا المقياس عزل المشاعر و الوجدانيات أو الفشل في تحملها.

عاشراً: مقياس الإنكار: و هو 20 بنداً يدل على عدم تقبل إدراك الحوادث المؤسفة أو الظروف السيئة المحيطة بالحياة اليومية.

و طبقت على عينية تتكون من 64 جانحا تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 18 سنة، و قسمت هذه العينية إلى مجموعتين: صغار السن و عددها 28، و كبار السن و عددها36 و طبق عليها اختبار الشخصية لدى الشباب الجانح و أسفرت تطبيقات الأدوات على عينة البحث على النتائج التالية:

فيما يتعلق بالدراسة الإحصائية فقد كانت الفروق دالة لصالح مجموعة الكبار في الأبعاد التالية:

بعد سوء التوافق الاجتماعي.

بعد اتجاه القيم للتدهور.

بعد تأخير النضج .

بعد الاغتراب .

بعد الانسحاب الانعزالي.

و قد ترجع هذه النتائج إلى عوامل و مسببات ضاربة في عمق مراحل الطفولة، هذا بالإضافة إلى بعض المواقف و الظروف المعاشة نفسياَ و اجتماعيا مند نعومة أظافر المراهقين الجانحين و سوء و اضطراب المعاش الأسري الاقتصادي والاجتماعي وكذلك المشاكل التربوية التي مر بها المراهق الجانح، مما تسبب في أحداث تغيرات في أبعاد الشخصية السوية من حالة إيجابية إلى حالة سلبية.

كما ترجع هذه النتائج إلى عامل السن الذي يكسب الحدث خبرة ودراية بالانحراف وبأساليبه.

أما فيما يتعلق بمجموعة الصغار فقد كان الفرق دالا لصالحها في بعد العدوان فقط وترجع هذه النتيجة إلى الأسباب التالية:

1. إنّ الاتجاهات العدوانية لدى المراهقين الجانحين تظهر في المرحلة الأولى من المراهقة على أساس تقسيم العمر الزمني للمراهق.

2. و يمثّل الحرمان العاطفي، إحدى العوامل الهامة التي تكون اتجاهات عدوانية لدى المحرومين من الحب و العطف من قبل الوالدين.

3. و يكوّن الحرمان المادي لدى الفرد غيرة من زملائهم ذوي الإشباع المادي وكلما طال هذا الحرمان كلما تولد لدى المحروم مادياً الشعور بالظلم و بالتالي الشعور بالكراهية نحو الآخرين.

و قد اتضحت من التحليلات الإحصائية و تصنيفاتها لأفراد عينية البحث، أن هناك حالات أسوأ و حالات أحسن مما دفع بنا إلى إتباع طريقة دراسة الحالة.

الخطوة الخامسة: اختيار عينة البحث، و فيما يلي توضيح لمواصفات العينة و مجالاتها، إذ تتكون عينة البحث من أربع و ستون حالة يتراوح سن أفرادها ما بين 13 سنة و 17 سنة من جنس الذكور. ويبين الجدول الآتي توزيع أفراد العينة على أساس مجالاتها.

الخطوة السادسة: و تم فيها جمع البيانات و تطبيق الاختيار على الشكل الآتي: تطبيق الاختبار بالمركز، و كان مرة بطريقة جماعية و مرة بطريقة فردية مع الالتزام بكل تعليمات الاختبار، و قد دار هذا التطبيق في ظروف حسنة و قد سجلت كل الملاحظات الإكلينيكية في تطبيق الاختبار.

الخطوة السابعة: تصحيح استمارة المفحوصين و تفريغ نتائجهم في جداول.

الخطوة الثامنة: التحليلات الإحصائية لنتائج الاختبار باستخدام المتوسطات والانحرافات المعيارية و اختبار )ت( و في ضوء هذه التحليلات الإحصائية تم اختيار أربع حالات على أساس مقارنة أسوأ حالة بأحسن حالة من أجل إجراء دراسة إكلينيكية أكثر تعمقاً و تحليلاً للفروق ما بين هذه الحالات من خلال درجاتهم التي حصلوا عليها في الاختيار المستخدم في هذه الدراسة.

أدوات الدراسة الإكلينيكية

1. المقابلة العيادية

وتهدف الباحثة من المقابلات التي أجرتها على أفراد العينة المذكورة التحقق من فروض تجريبية معينة و لا ترمي بذلك التصنيف العيادي و العلاجي.

ولقد خصصت الباحثة لكل حالة من الحالات الأربع 7 مقابلات عيادية دامت كل مقابلة (45) خمس وأربعين دقيقة بمعدل مقابلة واحدة في الأسبوع لكل حالة وتم المجموع في أربعة أشهر.

وكانت المقابلات في قاعة خصصها مدير السجن لإجراء الباحثة لمقابلاتها. وفضلت الباحثة في الجلسات المقابلة المقيدة و الموجّهة حسب أهداف ومطالب الموضوع. كما قامت بإجراء المقابلة الحرة وذلك لخدمة أغراض البحث من أجل جمع معلومات أو الكشف عن بعض المعلومات التي لم تتمكن الفاحصة من الحصول عليها بواسطة المقابلة المقيدة وذلك توخيا للشمولية في المعلومات المقدمة عن الحالة.

ولدراسة الجوانب الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية للمراهق الجانح أعدت الباحثة.

استمارة البحث النفسي الاجتماعي التي شملت المحاور التالية:

أ- محور البيانات الأساسية للأفراد من اسم – لقب - جنس- تاريخ الميلاد – المستوى التعليمي .

ب- المحور الثاني بيانات خاصة بالوضعية الثقافي و الاقتصادية لأسر أفراد العينة.

الاختبارات الإسقاطية

  1. رسم العائلة :

2. اختبار TAT الاسقاطي :

2 نتائج دراسة الحالة: أثبتت نتائج دراسة الحالة باستخدام استمارة البحث النفسي المقابلة و الملاحظة و اختبار تفهم الموضوع و اختبار العائلة بالنسبة لأسوأ حالتين ما يلي:

1- نتائج المقابلات : اضطراب حاد في العلاقات الأسرية لدى هؤلاء مع تعلق شديد بالأم و غموض في الهوية.

- سوء توافق أسري اجتماعي.

- قوة الشعور بالنبذ و التهميش و عدم وجود المكانة بين أفراد أسرتهم.

- هشاشة الشخصية و سهولة الاستثارة و الانقياد.

- صعوبة في تحمل مشاعر الفشل و عدم القدرة على تأكيد الذات.

- ضعف الثقة بالنفس.

- صعوبة التميز بين حقوقهم و حقوق الآخرين في كسب الأشياء.

- تمرد على السلطات < الأبوية، القانونية، المدرسية >.

- عدم الاستقرار المكاني إذ يقضون أوقاتهم متشردين في الشوارع.

- التوتر النفسي و الشعور بالاغتراب.

نتائج اختبار العائلة

- سوء توافق أسري و اجتماعي حاد و ضعف الشعور بالانتماء الأسري.

- رفض العائلة و اعتبارها مسؤولة عن سوء أحوالهم.

- الانسحاب من العلاقات الأسرية.

- عدم الشعور بالسلطة و الحماية .

- الصعوبة في تأكيد الذات.

- الإحساس بالنقص و الدونية.

- عدوانية موجهة إلى الذات والى الآخرين.

- عدم النضج الانفعالي و الاجتماعي.

- عدم الرضى على النفس.

- الشعور بالتوتر النفسي و القلق و عدم الثقة بالنفس.

نتائج اختبار تفهم الموضوع

- اضطراب أسري علائقي.

- عدم النضج الانفعالي و الاجتماعي، و الصراع الداخلي الحاد من الناحية الاجتماعية و النفسية و الشعور بالقلق.

- الانهيار.

- عدوانية موجهة إلى الذات و للآخرين.

- نمطية وثبات السلوك الانحرافي.

- العزلة و عدم الرضى على الذات و على الغير.

- الكف الذي يجعل إدراكه للمواقف الحياتية ضعيف.

- عدم الثقة بالنفس و الانسحاب السلبي و ضعف في تحمل المشاكل.

- عدم الإحساس بالأمن و الاستقرار النفسي.

و لم تكن هذه النتائج وليدة الصدفة بل كانت محصلة لعوامل و أسباب تمتد جذورها في الطفولة المبكرة، مروراً بمراحل العمر المختلفة. إذ لم تعرف هذه الحالات منذ نعومة أظافرها الاستقرار سواء كان أسريا أم اجتماعيا أو ماديا، وفشلت في تكوين نماذج تقمصية إيجابية وهذا بسبب سوء التوافق الأسري وسلبية التنشئة الاجتماعية و الظروف الاجتماعية و الاقتصادية المزرية، وحرمان من السلطة و من الإحساس بالأمن و الأمان.

كما أثبتت نتائج أحسن حالتين ما يلي:

1. نتائج المقابلات و الملاحظات بالنسبة لأحسن حالتين

- سوء توافق أسري و اجتماعي.

- الشعور بالنبذ الاجتماعي الأمر الذي دفع بهم إلى تكوين العصابة.

- عدم النضج النفسي الاجتماعي.

- الافتقاد إلى الثقة بالنفس.

- الشعور بالدونية.

- مشكلة تأكيد الذات.

- لا يتحمل المواقف المحبطة و يواجهها.

2. نتائج اختبار العائلة بالنسبة لأحسن حالتين

- سوء توافق الأسري الاجتماعي.

- الرفض العائلي.

- فقدان السلطة و الحماية

- عدم النضج الانفعالي.

- الصعوبة في تحقيق الذات.

- الشعور بالإحباط.

- العدوانية.

3. نتائج اختبار تفهم الموضوع بالنسبة لأحسن حالتين

- عدم القدرة على مواجهة المواقف و صعوبة تأكيد الذات.

- فشل في تحمل مشاعر الغضب و بالتالي كبتها.

- قلق فقدان الموضوع و عدم الارتياح الانفعالي في العلاقات مع الآخرين.

- كف في التفكير و عدوانية مكبوتة.

- ضعف النضج الانفعالي مع صعوبة في إدراك مواقف الحياة اليومية.

- الافتقاد إلى موضوع الحب.

- الجمود و البلادة العاطفية.

- العدوانية.

- الاتكالية.

وقد تعود هذه النتائج إلى أسباب اجتماعية و نفسية و أسرية مثل اضطراب الأسرة و عدم توفير الحماية و التربية للأبناء و الإشراف و التوجيه هذا بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية المزرية و الظروف السكنية المزرية.

وللعلم فإن معايشتنا لمحتويات هذه الدراسة و تطبيقات تقنياتها قد ساعدتنا على ملاحظة أن المراهقة تمثل فترة من فترات النمو الشامل و الانقلابات النفسية و الجسمية التي يطمح خلالها المراهق إلى الخروج من عالم الطفولة للاندماج في المجتمع الكبير أي فترة التأهب إلى مرحلة الرشد. و يكون الهدف الرئيسي والأساسي للمراهق في هذه سن هو تأكيد الذات و تحقيق الاستقلالية.

و بما أن هذه المرحلة، كما أسلفنا مرحلة التحولات الجسمية و النفسية و الاجتماعية العميقة، فالمراهق لا يكون بمقدوره الأخذ بعين الاعتبار كل هذه التناقضات، و لهذا تصطدم أفكاره بالواقع و تسبب له غالباً صراعا و اضطرابات و أزمات و قلق و عدم الشعور بالأمن فيعبّر عن كل هذا في شكل سلوكيات معادية للمجتمع.

و كأنه بهذا السلوك يؤاخذ المجتمع الذي لم يهيئ له فرصة النمو السليم، ذلكم أن في مجتمع مثل مجتمعنا يمر بفترة حاسمة من مراحل تاريخية حيث اهتز كل شيء، إن لم نقل انعدام التنظيم الاجتماعي الذي يلتف حوله الأفراد وحيث يدرك كل واحد ماله وما عليه. و لا يجد الشباب أو المراهق في هذا الوضع إلا طريقتين للتخلص من حصره و قلقه، و هما: إما الانتحار أو الانحراف، نقول هذا لكننا لا ننفي دور الفرد في الانحراف و استعداداته النفسية الذاتية و الوسط الأسري الذي يعيش فيه.

و على هذا الأساس تم إنجاز فروض البحث بصورة معقولة، لكن هناك فروق تتعلق بدرجة صدق بعض هذه الفرضيات من حيث الانجاز لدى المبحوثين.


الهوامش

* ماجستير في علم النفس العيادي، تحت إشراف محمد مزيان، جامعة وهران، أكتوبر 2004.

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran

95 06 62 41 213+
03 07 62 41 213+
05 07 62 41 213+
11 07 62 41 213+

98 06 62 41 213+
04 07 62 41 213+

Recherche