الملتقى الوطني حول التجريب في الرواية الجزائرية والبحث في أسس وخلفيات تشكله، الذي نظمه مختبر اللغة والتواصل بالمركز الجامعي أحمد زبانة (غليزان)، يوم الخميس 27 أفريل 2017


انسانيات عدد مزدوج 77-78| 2017 | الممارسات اللّغوية المتعدّد والتنقّل بين البلدان المغاربية وأوروبا | ص 47-49| النص الكامل


نظّم مخبر اللغة والتواصل بالمركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان، يوم الخميس 27 أفريل 2017 ملتقى وطنيا حول "التجريب في الرواية الجزائرية والبحث في أسس وخلفيات تشكله"، بتنسيق الأستاذ مفلاح بن عبد الله.

افتتحت أعمال الملتقى بكلمة رئيسة الملتقى مجاهدي صباح التي تطرقت إلى سعي الرواية الدائم في البحث عن شكل فنّي تُحقّق من خلاله ذاتها، وتجسّد عبره خصائصها التجنيسية. وظهور ما يعرف بالتجريب الرّوائي الذي مارسه الرّوائيون بطرق وأساليب وأشكال مختلفة، منها ما هو متعلّق بالبناء والمقوّمات الفنيّة، ومنها ما هو متعلّق بالتيمات والموضوعات. ولعل إميل زولا في كتابه الرواية التجريبية أول من ذكر أن رواياته خضعت للتجريب في اشتغالها على الغريب والمختلف كتوظيف اللغة الشعبية الحكائية، وكانت المغامرة الفنية بالتجديد إما على مستوى اللغة أو الموضوع أو المادة الحكائية، وابتداع أشكال روائية تخلق ثورة في التلقي والنقد. ومن هنا تطورت فكرة التجريب في كل تجربة روائية وتنوعت من كاتب إلى آخر أمثال : الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، واسيني الأعرج، سعيد بوطاجين، أحميدة العياشي، أحلام مستغانمي وفضيلة الفاروق وغيرهم.

كانت الجلسة الافتتاحية برئاسة الأستاذ مفلاح بن عبد الله ومشاركة سعيد بوطاجين من جامعة مستغانم ومحمد مفلاح اللذين قدّما عرضا لتجربتيهما الروائية، ويرى الأول أنّ التجريب غيري ومستورد وبعض من منجزه التجريبي لم ينطلق من قناعة ذاتية، واعتبر التجريب قفزة غير مؤسسة. وعرض تجربة الروائي محمد مفلاح المشتغل على التاريخ والأنثروبولوجيا والمناهج السيميائية، مؤكدا على ارتباط التجريب بكفاءة سردية ومعرفية والإحاطة بما كتب. وطرح بدوره الروائي مفلاح إشكال الموضوع وعلاقته بأسئلة الراهن مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالمعنى، مشيرا إلى أنّ التجريب في الرواية الجزائرية مرهون بتعمقنا في الذات الجزائرية ومعرفة الآخر من أجل تقديم رواية منسجمة معبرة عن الذات.

وناقشت أعمال الملتقى ثلاثة محاورفي ثلاث جلسات، بمشاركة أساتذة وباحثين من مختلف جامعات الوطن (الجزائر، وهران، تيزي وزو، تيسمسيلت، معسكر، مستغانم...). دارت المساهمات عموما حول إشكالية البحث عن شكل فنّي للرواية تجسّد عبره خصائصها التجنيسية. فظهر ما يعرف بالتجريب الرّوائي الذي مارسه الرّوائيون بطرق وأساليب وأشكال مختلفة مثل : الأسطورة، استحضار التراث، الوثيقة التاريخية والدين.

وتطرق حميدي بلعباس من جامعة معسكر إلى دراسة ملامح التجريب في الرواية الجزائرية في رواية ذاكرة الماء لواسيني الأعرج، وفيها ربط بين نكسة   1967 وتطور الكتابة الروائية، وهو ما جعل الروائيين يغيّرون وجهة الكتابة وطريقتها، وذكر أنّ هذه الكتابات ظلت مرافقة للأيديولوجيا. وتساءل عمّا إذا اكتفى الأديب فقط بمسايرة خطاب السبعينيات والثمانينيات أم تجاوزها إلى ممارسة "السلطة الإبداعية" في كتاباته. كما تعرض محمد فايد من المركز الجامعي بتيسمسيلت إلى تجريب الخيال العلمي في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، من خلال قراءة رواية جلالته الأب الأعظم لحبيب مونسي. وتطرقت الباحثة كواكي ليلى، من مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي CRASC إلى التجريب في الخطاب الروائي الجزائري في كتاب الأمير لواسيني الأعرج، وفيها أشارت إلى توظيف الوثيقة والشخصية التاريخية التي تعد شهادة يرتكز عليها الروائي ليَصُوغها تخيليا في بناء نص سردي بقالب لغوي جديد يعطي لذلك الزمن التاريخي بعداً فنياً. وترى الباحثة أنّ واسيني الأعرج ترك للمتلقي مهمة البحث عن هذه النصوص" الحاضرة الغائبة" أو ما يسمى Méta texte. وخصصت جعيط حفصة من جامعة الجزائر 2 مداخلتها حول مغامرة فهم المحيط والمحافظة على الذات
في رواية هوامش الرحلة الأخيرة لمحمد مفلاح.

وفي الجلسة الثانية عرضت الباحثة كوريدات حورية من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، اللغة الشعرية في روايات أحلام مستغانمي من التجريب إلى التقليد، وبحثت بشرى خبيزي من جامعة تيزي وزو في فتنة التجريب ومتاهة السرد في رواية حائط المبكى لعز الدين جلاوجي. وقامت أسماء أولاد ابراهيم من جامعة مستغانم بتحليل التجريب في عرض الشخصيات من خلال رواية أعوذ بالله لسعيد بوطاجين، أما دولات سروري بن عودة من جامعة وهران1، فقد عالج المضمون المأساوي في الرواية التسعينية الجزائرية، فيما خصصت الأستاذة مرزاقة زياني من جامعة الجزائر2 مداخلتها لرصد التجريب في رواية الحوات والقصر للراحل الطاهر وطار من خلال معالجة تجريب الأسطورة. وفي مداخلة مشتركة لكل من مولود بوزيد ووهيبة حمادي عالجا خلالها إشكالية التجريب في رواية الممنوعة لمليكة مقدّم. وخصّت آخر مداخلة للحديث عن الرواية النسوية الجزائرية وتجربة تقويض الذكورة لمنصور بويش من المركز الجامعي غليزان.

ومن خلال المداخلات، يمكن استخلاص أنّ التجريب الروائي أفاد الرواية الجزائرية وأكسب كتابها مهارات لغوية وسردية وأفكارا جديدة.واختتمت الجلسات بتوصيات اقترحها المشاركون منها تخصيص دورات تكوينية لفائدة الطلاب والباحثين والمهتمين بمجال الرواية، وطبع أشغال الملتقى.

ليلى كواكي

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche