عبد الله بن محمد بن يوسف القيسي الثغري التلمساني، مناقب التلمسانيين، تحقيق وتعليق وإخراج ماحي ﭬندوز، الجزائر: دار الوعي، 2018، عدد الصفحات 352


انسانيات عدد مزدوج 80-81| 2018 | الصحة في الحياة اليومية بالبلدان المغاربية| ص 95-107| النص الكامل


يندرج هذا الكتاب ضمن سلسلة إصدارات تناولت أعلام تلمسان وتاريخ حاضرتها بالبحث والدراسة، وخُصّ الكتاب بذكر مناقب أبي عبد الله محمد بن أحمد الشريف التلمساني (ت771هـ/1370م)، ومناقب ولديه: أبي محمد عبد الله بن الشريف التلمساني (ت792هـ/1390م)، وأبي يحيى عبد الرحمن بن الشريف التلمساني (ت826هـ/1424م)؛ وهذا لتلبية رغبة السلطان أبي زيان محمد بن أبي حمو من أنّه كان محبا للعلم وأهله؛ فعرّف بمناقب العائلة العلمية وخلد شمائلها واطلع على أسانيدها، وهي عادة موجودة لدى كثير من العلماء مع سلاطين عصرهم ولا تزال، وهو ما شكلته وحدة الشوكة والسلطان في دار الإسلام في مجال واسع حافظ فيه العلماء على ما تبقى من عرى الإسلام والدولة الزيانية آنذاك، وما شهدته من الازدهار العلمي واستقطاب العلماء وأهل الفكر. ويأتي الكتاب صنوا لما يقدم عليه المشارقة من اعتنائهم بمشايخهم وذكرهم بالفخار والإكبار.

وما يلحظ عن المخطوط أنه لم يتطرق بكثرة للأوضاع السياسية لعصره إلا بعض المظاهر التي أثرت في تكوين شخصية الشريف أبي عبد الله وولديه، منها: عرضُ السلطان أبي سعيد المرينيّ على الشريف مالا ليودعه عنده حين انحلّ نظام ملكه، ثم وضعه عند جماعة مع الإشهاد عليه حتى جاء السلطان أبو عنان، وتعريجُه على المحاورة التي درات بين الشريف والسلطان أبي عنان وكانت سببا في سجن الشريف، وحضورُ كبير وزراء الدولة لطلب العلم عند الشريف، ومنها أيضا سفرُه برفقة السلطان أبي عنان إلى قسنطينة، وشدة الغلاء على أهلها، وآخرُها ـ فيما أحسب ـ زوال الدولة الزيانية من تلمسان ثم رجوعها؛ حيث ابن الشريف إلى التدريس والتعليم.

وأثبت المخطوط حقيقة ابن أبي عبد الله محمد بن يوسف القيسي الثغري التلمساني اعتمادا على ما ذكره الونشريسي من فتاوى علماء تلمسان في ثبوت الشرف من جهة الأم، ومنها فتوى الشريف أبي عبد الله، وذكر أنه كان فقيها وشاعرا وتولى ديوان الأشغال، والشؤون المتعلقة بالدخل والخرْج بديوان المالية، وأنه كان أديب الملوك والسلاطين وشاعرهم ، وكذلك مما ذكره المَقَّريّ صراحة في نفح الطيب من أنه كاتب سلطان تلمسان أمير المسلمين أبي حمو موسى بن يوسف الزياني.

وأشار المحقق إلى أن هناك صعوبات وإشكالات عالقة بالمخطوط مثل: السقط، والنقص الحاصل في النسخة المغربية والنساخ.

ووردت تضاعيف الكتاب في قسمين: الأول: أنتجه المحقق وخُصص للدراسة، وضمَّنه ثلاثة فصول، بحث فيها عن البيئة السياسية والعلمية للقرن الثامن الهجري، وأهمّ الملامح الثقافية والفكرية التي سادت فيه، وذكر السلاطين الذين حكموا تلمسان في تلك الفترة، وأشار إلى بعض كتب السير والتراجم التي اهتمت بحياتهم، وختم هذا القسم بالحديث عن القيمة العلمية لكتاب مناقب الشريف وولديه، وفوائد علمية مستقاة منه، مع تحقيق عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه.

وأمّا القسم الثاني فكان في تحقيق أبواب المخطوط العشرة، فأما الأول منها فكان عن نسب محمد بن أحمد الشريف التلمساني ومولده ونشأته وأسلافه الأوائل الذين دخلوا بلاد المغرب، وأمّا الثاني فتحدث فيه عن طلبه العلمَ، واجتهاده فيه، ورحلته في تحصيله، وأهم شيوخه وثناء العلماء عليه، وأما الثالث فجاء في وصف خَلْقه وخُلُقه وهيئته وسيرته، وخصص الباب الرابع لبسط الكلام عن علومه ومؤلفاته وفوائدَ من أجوبته عن مسائل الفقه والعقيدة والحديث والمنطق، وجعل الباب الخامس في ذكر مهابته وسمته وطريقة تعليمه في مجالس العلم، وأخلاقه وصفاته مع طلبته، وجاء الباب السادس مبيّنا زهده وتديّنه ومروءته وأمانته، ثم أشار في الباب السابع إلى تمسك الشريف بالقرآن والسنة في الإجابة عما يعرض له من نوازل، وبيّن في الباب الثامن ما اختص به الشريف التلمساني من الكرامات التي لا تدخل تحت الاكتساب، وكان الباب التاسع في الحديث عن وفاته ومرائي رُئيت له في حياته وبعد موته، وختم كتابه بالباب العاشر الذي خصصه في ذكر خلَفه وذريته وما جني من غرس ثمرته ومناقب أبنائه وصفاتهم.

زكرياء بسباسي

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche