سيّر ذاتية و خطابات حول تجارب "الحرْقة

إنسانيات عدد 55-56| 2012 |  الشباب بين الحياة اليومية و البحث عن الهوية | ص 15-29 | النص الكامل  


Biographies and discourse concerning “Haraga” experiences

Abstract: This article explains the results of a study carried out in the frame of two CRASC projects on the migration question. The first project2007-20010”International emigration in Algeria” the example of clandestine emigration in the West of Algeria, while the second ”Contemporary clandestine migration from Algeria to Spain” accomplished within the program of an international cooperation between the CRASC and Alicante university, 2009-2011.In this article we have tried to give an interpretation of the results from on field research done with the Haragas settled in Spain, and others who plan their “El Haraga’ from Ghazaouet, besides people from government service and associative movements in Spain who deal with Haragas. This analysis avoids dramatic discourse related to the phenomenon and what arouses empathy and is based on the research data collected.
Keywords: youth, haragas, unemployment, social success, emigration network, Algeria

Mustapha MEDJAHDI: Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31000, Oran, Algérie.
Hafida KEBBATI: Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31000, Oran, Algérie.


مقدمة

تحيل تسميات "حرّاقة"، مُهاجرون غير شرعيين، مُهاجرون دون أوراق، إلى وضعيات تتقاطع و تتباين من وجهة نظر قانونية إلاّ أنها تتشابه في معاشها الاجتماعي. أسهبت الخطابات بشـكل أكيد فـي سرد المعطيات الاجتـماعية و الاقتصادية مختزلة أسباب الهجرة السرية في مستوى علاقة "الحرّاق" بمحيطه القريب، و كثيرا ما رُبطت بالبطالة التي اعتُبرت العامل الحاسم في تفسير هذه الأسباب.

من الطبيعـي أن يحصل هـذا، كـون ظاهـرة "الحرْقة" ستنـتشر كـظاهرة واقعية و إعلامية في ظل تأثير النقاش الساخن حول مسألة الشباب في الجزائر، و يأتي على رأسها عامل البطالة بوصفه سمة شبانية قبل كل شيء. بيد أنّ الظاهرة ليست شأنا محليا، بل تتعداه بفعل امتداداتها الاقتصادية، الثقافية، السياسية و الإيديولوجية لتصبح جزءا من النقاش على مستوى العلاقات الدولية.

وضعت "الهجرات الحديثة [...] نوايا، خطابات و ممارسات الدول و الجماعات المعنية على المحك"[1]، بحيث تفرض على الدارس تناولها في شموليتها، أي بوصفها "ظاهرة كلية" [2] مثلما يذهب لذلك عبد المالك صياد. فلم يكن وضعه لمصطلحي émigration–immigration اعتباطيا، و إنما لكونهما يوفران السبيل الأمثل لكشف نقاط التلاقي بين الأوضاع المنتجة للهجرة و السياقات الموجودة في الدول التي تستفيد من الظاهرة. و بناء على هذه المقاربة نفترض أنّ عملية إنتاج و إعادة إنتاج الخطاب المأساوي الذي يُشرعِن من خلاله الشباب ممارسات "الحرْقة"، أفضت إلى حجب حقائق يمكن من خلالها فهم أسباب انتشار الظاهرة و ما كان لها في الواقع أن تنتشر لو لم يَجْنِ منها الفاعلون -المشاركون بشكل مباشر أو مضمر- المنفعة و بالتالي المشاركة في تنميتها بشكل أو بآخر لتأخذ الزخم الذي أخذته و تصبح بذلك هاجسا مؤرقا.

تشكلت سوق متكاملة الأركان حول سلعة الهجرة، إذ حققت هذه التجارة مداخيل معتبرة لأصحاب" الشبكات" و الزوارق. فلئن كانت الحركة الجمعوية بإسبانيا تضفي على اهتمامها بـ "الحرّاقة" و مساعدتهم صبغة إنسانية و اجتماعية، فإنها تحصل جراء هذا العمل على موارد مالية تسمح لها بتوظيف عدد كبير من الشباب الإسبان بالأساس. يوفر نمط نشاطها فائضا في اليد العاملة لمصلحة المستخدِمين، يد عاملة غير مرخّصة و غير مكلّفة (تتلّقى أجورا زهيدة)، لا يحمِها القانون لذلك ترضى بكل شيء و تتفادى أي مشكلة تجعلها مهددة بالطرد و بالتالي ضياع حلم النجاح الاجتماعي الذي بنت عليه هذه الأخيرة مشروع "الحرقة" أساسا.

شكّل المهاجرون الشباب للصحافة لاسيما الخاصة منها، مادة رائجة تمكّن من استمالة القارئ و ضمان رواج العدد الأكبر من النسخ خصوصا لدى الشباب المتتبعين ليوميات الهجرة و الساعين للحصول على أكبر قدر من المعلومات حول المسألة. و جلبت هذه الأخيرة الشهرة للفنانين الذين تغنوا بها و أنتجوا بيومياتها الأفلام الوثائقية و غيرها.

حاولنا تبنّي إطار نظري مستمد من أعمال عبد المالك صياد[3] لتفادي إعادة إنتاج الخطاب المأساوي عن "الحرْقة"، و الذي يمكن أن توقعنا فيه الأدبيات ذات المصادر المختلفة التي لفّت الظاهرة بالتصوّر المأساوي[4] أو التعامل الخاطئ مع إجابات الشباب.

انطلقت الدراسة من الأسئلة التالية: ما هي المسارات الاجتماعية والمهنية لهذه الفئة الشبانية بعد وصولها إلى الأراضي الإسبانية؟ ماذا يعلّقون على الهجرة، أي ما الذي يتوقعون جنيه من وراء ذلك؟ و ما الذي يدفع الجمعيات في إسبانيا إلى مساعدة "الحرّاقة" ؟ و من هو المستفيد من نشاط هذه الجمعيات؟

العمل الميداني

يستند هذا العمل إلى تحقيق ميداني أُجري خلال الفترة ما بين الرابع إلى الواحد و العشرين من ديسمبر 2009 بمدن 'أليكانت'، 'آلتشي ' و 'توريبيخا'[5] بإسبانيا، و التحقيق الميداني الثاني الذي أجري ما بين الثاني عشر و التاسع عشر من شهر فبراير 2010 في مدينة 'أليكانت' و 'آلتشي'، فضلا عن تحقيقات في أرض الوطن حول التصوّرات التي يمتلكها الشباب عن الهجرة. أجرى الفريق مجموعة مقابلات مع شباب لـهم مسـارات متـباينة نجحـوا فـي الوصـول إلـى إسـبانيـا و مقابلات مع مجموعة من المسؤولين في الإدارات ذات صلة بالهجرة فضلا عن الحركة الجمعوية[6]. يهدف العمل الميداني إلى الوقوف على معطيات ميدانية تتصل بتجارب الشباب الجزائري الذي خاض مغامرة الهجرة السرية، لاسيما الذين اختاروا طريق البحر لبلوغ الأراضي الاسبانية.

يرى نائب القنصل الجزائري [7] بأليكانت خلال حديثنا معه عن الهجرة أنّ "اسبانيا اعتمدت منذ الانطلاقة الاقتصادية على الفلاحة والبناء في استراتيجيتها للتنمية المستدامة، إضافة إلى السياحة وهي البلد السياحي الأول في العالم (حوالي 68 مليون سائح سنويا)؛ لذلك يٌستخدم أغلب المهاجرين إما في البناء أو الفلاحة فيعملون في جني الزيتون مثلا خلال المواسم، و معظمهم من فئة الأميين (يقدرهم بنسبة 99 بالمئة من مجموع المهاجرين إلى هذا البلد)"، في حين يعتبر أنّ هجرة المتعلمين هي هجرة مغامرة. لم يقدّم لنا الإحصائيات التي اعتبرها سريّة، باستثناءا نسبة المهاجرين ممن يطالبون بتأشيرة عبور إلى الجزائر التي ارتفعت بـ 60 بالمئة سنة 2009 ". يتوافق هذا التصريح إلى حد كبير مع ما يذهب إليه 'كوك' و'فوجر' في كتاب (الهجرة ،سوق العمل والاندماج) بأنّ: "المهاجرين الذين يصلون إلى دول O.C.D.E. [8] الغنية، لهم مميزات سوسيواقتصادية مختلفة عموما عن مميزات العمّال المحليين. فهؤلاء المهاجرين أكثرهم شباب ذكور يتمركزون في المدن الكبرى، مستواهم الدراسي ضعيف ويقومون بأعمال أقل تأهيل والشائع أنهم بطّالون". [9]

تبرير مشروع "الحرْقة"

يطرح التعامل مع التبريرات التي يٌشرعن بها الشباب إقدامهم على "الحرْقة" صعوبات كبيرة في كيفية التعامل معها، فكثيرا ما تُقرأ التصريحات على أنّها الأسباب الحقيقية وراء الهجرة السرية. و يكفي أن يبرّر الشاب إرادته في "الحرْقة" بعجزه عن إيجاد عمل حتى يُستخلص ذلك على أنه السبب الموضوعي. لا يكمن الغرض من فهم أسباب و دوافع هجرة الشباب في استخلاص الأسباب الحقيقية، و إنما أكثر من ذلك البحث في الحجج التي يٌشرعِن من خلالها هؤلاء ممارسة يسعون ل أن تكون مقنعة للسامع؛ مع إدراكهم في بعض الأحيان أنّها تتجاوز حكم الدّين.

تأتي على رأس هذه التبريرات الظروف العائلية و مسألة البطالة، مع العلم المسبق لدى الشباب بمدى التأثير الذي سيتركونه على المستمعين خلال تصريحاتهم، عندما يقول أحدهم: "الوالد مسكين يشتغل براتب شهري زهيد، لاسيما في الوقت الراهن، إذا كنت تملك المال فلك مكانة، و إذا لم تكن تملكه فأنت لا شيء. وصلت إلى السنة الثالثة ثانوي، خسرت الباكالوريا و توقفت عن الدراسة. الأشياء التي دفعتني إلى التفكير في الحرْقة أنّني وجدت نفسي في وضعية صعبة (لا مستقبـل و لا أمـل)، و الأكـثر مـن ذلـك لا أملـك أي حـق، فـقط أصـحاب الرشـوة والمعرفـة و المحسوبية هم من يعيشون و المسكين يُداس" (شاب عمره 25 سنة).

يذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك عندما يبرر إقدامه على المغامرة بالمسؤولية العائلية التي وجد نفسه مرغما على تحملها بعد وفاة والده ليصبح هو المعيل للأسرة: "كنت أنا معيل الأسرة، وصلت للحظة التي سئمت فيها من العيش و لم تعد أمامي سوى "الحرْقة"، خاصة عندما سمعت أنّ هنالك العديد ممن ذهبوا و هم اليوم في خير يسير" (شاب عمره 41 سنة).

يرجع شاب آخر الأسباب إلى انفصال الوالدين وزواج أمه بالخارج و هو يريد الالتحاق بها. "وجدت نفسي بلا مستقبل، لا شيء... عندما تعمل لا تجد سوى من يستغلك و لا يؤدِ لك حقك وكلنا يعرف الوضع. تزوجت أمي بأوروبي (قََََاوْرِي) بعد طلاقها من والدي، لم تسمح لي المشاكل العائلية بإكمال دراستي، وأنا أصلا لم تكن لدي رغبة في الدراسة، فتركتها في مرحلة المتوسطة. بدأت فكرة "الحرْقة" تدور في ذهني رغم أنني كنت أعيش مع الجدة بخير، كانت ترعاني ماديا لأنّها تتقاضى منحة جدي الشهيد و لم يكن يعنني المال إنّما أردت ملاقاة أمي" (شاب عمره 40 سنة).

نلمس كذلك قوة التبرير المعتمد على الأوضاع العائلية في حالة "نسيم 25 سنة بطّال، متحصل على شهادة ليسانس في الأدب العربي"، الذي توفيت أمه و اضطر أبوه إلى الزواج مرة أخرى، فساءت أموره كثيرا في وسط الأسرة بسبب النزاعات اليومية (يلقي باللوم كله على زوجة أبيه، و على والده الذي لم يكـن في المسـتوى لحمايتـه وإخوته)، و هنا بدأ يبحث عن منفذ للتخلص من هذا الوضع، سعى جاهدا إلى الحصول على فرصة للوصول إلى الضفة الأخرى، و تُوّج سعيه بما كان يصبو إليه بعد أن التقى في مقهى الحي بأحد أصدقائه الذين زاولوا معه الدراسة الجامعية، والذي كان يقاسمهم الاهتمام نفسه.

لم يشّد أمين (15 سنة) عن القاعدة، قال لنا خلال اللقاء الذي جمعنا به بمركز آلتشي للقاصرين[10] المتواجد في طابق عمارة داخل حي سكني، أنّ فكرة "الحرْقة" برزت لديه منذ طلاق الأبوين و بقائه مع أمه، و رأى أنّ هجرته إلى إسبانيا ستمكنه من مساعدتها لمواجهة صعوبة العيش. هذه القصة التي يرويها "أمين" للقائمين على العمل الجمعوي أكسبته تعاطفا كبيرا من قبل هؤلاء (كل القصر الذي تحدثنا معهم في هذا المركز كانوا متمدرسين قبل الإقبال على "الحرْقة").

يقع الخطاب التبريري الذي يستند إلى الظروف العائلية في تناقضات فيما يخص دور العائلة، حتى و إن صعٌب تحديد دورها بدقّة في مسألة "الحرْقة". فهناك حالات نادره يعمل فيها (الإخوة بالدرجة الأولى) على دفع الشاب إلى الهجرة، بينما في الأغلبية العظمى من الحالات تجهل العائلة (الوالدين بالأساس) تماما فكرة المغامرة التي يقدم عليها الإبن. سألنا "جيلالي" عضو جمعية CEAR من أصول جزائرية و مرافقنا في أليكانت، بحكم تجربته الطويلة في التعامل مع "الحرّاقة": هل يلعب الوالدان دورا محفزا أم ردعيا أمام إقدام الشاب على تنفيذ مغامرة الهجرة السرية؟ فأجابنا كالتالي: "هناك حالات تكون العائلة أو أحد أفرادها خاصة الأخ على علم بفكرة "الحرْقة"، و في أغلب الحالات يخفي الشاب هذه الفكرة تماما ولا يذكرها إلا للذين يرافقونه في الرحلة خوفا من عرقلة مشروعه". تتكرر عادة لدى الشباب "الحراق"، حتى و إن اختلفت الكلمات، مقولة: " لا أبي و لا أمي كانا يعرفان أنني سأهاجر، و لم أخبرهما إلا بعد وصولي ". أحمد 25 سنة.

الهجرة، العمل و النجاح الاجتماعي بمنطق الطفرة

لا تُطرح مسألة العمل في خطاب "الحرّاقة" ضمن ثنائية العمل /البطالة، و إنما يطـرح موضوع العمـل لدى المـهاجرين السـريين في عـلاقته بالنجاح الاجتماعـي؛ و كأنّه من المسلّمٌ به في مخيلة الشباب أن يؤدي هذا النشاط إلى جمع الثروة في وقت قياسي. إن لم يحقق ذلك، فلا يرون أي جدوى من ممارسته، فالعمل مرتبط في أذهانهم بالثروة معتقدين في الوقت نفسه أنّ العمل في بلادهم لا يحقق لهم ذلك بينما في الخارج يؤدي إلى التحصيل الآني والآلي للثروة. كانت الأغلبية الساحقة ممن حاورناهم من الشباب "الحرّاقة" تزاول عملا سواء في القطاع الرسمي أو غير الرسمي، إلا أنّ العنصر المشترك بينهم هو الإحساس باللاستقرار [11].

يندفع "أحمد 25 سنة"، فـي الحديث ليـبرر هذه الأسباب بقـوّة و كأنه ملزم بذلك و يقول: "تشتغل في البلاد كل حياتك و لا تملك لا منزل و لا سيارة و لا حتى أي شيء، ما تحصل عليه من مال لا يكفيك حتى لإتمام مصاريف اليوم، أقول لك دفعت 24 مليون لتحقيق مشروع "الحرْقة"، و قد ساعدت الكثير من بين 22 "حرّاق" الذين كانوا معي على متن القارب، منهم طفل عمره 14 سنة، و أتمنى لو أنني أستطيع أن آتي بكل أهلي، و أقول لك إنّ الشباب لو استطاع دفع المال الكافي لما بقي واحد منهم هناك".

كان أحمد قبل الهجرة يملك المال وصاحب قاعة حلاقة في وسط مدينة وهران ويشغّل معه بعض الشباب، لم تكن البطالة هي السبب وراء مغامرته و إنما كشف لنا قبل أن ننهي المقابلة معه أنّ هناك أمرا شخصيا لا يمكنه الخوض فيه، وعندما أصررنا على ذلك علمنا منه أنه متابع قضائيا إثر مخالفات خلال مرحلة الخدمة الوطنية، أردنا استدراجه أكثر للبوح بالتفاصيل، رفض أن يدلي بأية تفاصيل حول هذه المسألة.

لم تكن العلاقة بالعمل لدى الشباب سوى وسيلة لإضفاء الشرعية على المغامرة القاتلة، فهم يعلمون أنّ المستمع إليهم سيعذرهم إن بادروا بذلك و وضع هذه المسألة على الواجهة.

يأتي الزواج الناجح على رأس قائمة مؤشرات النجاح في خطاب "الحرّاقة" مثلما ورد في التصريح التالي: "كنت محظوظا حين وجدت إنسانـة رائعـة والأكثر من ذلك تمـلك ثـروة و أراضـي و محلات سجلتها كلها بإسمي، و اليوم أعيش و أتنقل في كل مكان و الحمد لله". يستبشر الثاني بأقل درجة من النجاح: "وصلت إلى إسبانيا في أول محاولة للحرْقة و بالصبر و العمل و الانضباط استطعت الحصول على أوراق الإقامة. لمّا عرفوا أنّنا نشتغل و لا نتسبب في أية مشاكل سوّوا لنا وضعيتنا و منحونا الجنسية و الوثائق، و اليوم الحمد لله أذهب إلى الجزائر و أعود و قد وفّرت قليلا من المال. لو لم أتشجع و أهاجر لما حققت ربما شيئا هناك ولكنت بقيت مفلسا. تعلمت الكثير من الأشياء في حياتي و أصبحت أكثر إحـساسا بالمسؤولـية و متديّنا أكثر".

العلاقات و تشكّل شبكة الهجرة السرية

بدأ توظيف مصطلح شبكة اجتماعية في التحليل السوسيولوجي و الأنثروبولوجي يلقى اهتماما خاصا، إذ يرى Henry Bakis في كتابه: "الشبكات و رهاناتها الاجتماعية" أنّ "مصطلح شبكة أضحى أداة إجرائية للبحث السوسيولوجي في مختلف الميادين (العائلة، التضامن الاجتماعي والأحياء)، و بفضل مصطلح شبكة تجلت الأهمية الخاصة للثقافة و الروابط الاجتماعية اليومية إلى جانب دور الرقابة الاجتماعية المؤسسة و موقعها كمحدد هيكلي"[12]. و يتوافق ذلك مع ما يذهب إليه Pierre Mercklé في كتابه "سوسيولوجيا الشبكات الاجتماعية" إذ يقول:"ليس هناك تنظيم إنساني بدون شبكات اجتماعية...التنظيم الاجتماعي و الفضائي يستند إلى الشبكات البشرية أو المعلومات" [13].

يعرف مصطلح "شبكة" نجاحا متزايدا منذ عدّة عقود، ولا يتناول علم اجتماع الشبكات الأفراد في حدّ ذاتهم و إنما العلاقات بين هؤلاء الأفراد التي تمر حتما بالاتصال الاجتماعي؛ بما يعنيه من حوامل و محتويات و يترتب عنه إقناع يؤثر في السلوك و الممارسات .

يحيلنا هذا المدخل النظري ضمنيا إلى علاقات اتصالية في الأساس و لكنها مفتوحة على أغراض متعددة لهذا الاتصال، منها ما هو تعبوي و منها ما هو تحفيزي من شأنه أن يولد لدى الشاب شحنــة و طاقة تجعله قادرا على اتخاذ قرار الهجرة. مهما كانت المخاطر التي تكتنف هذه المغامرة و من هنا يأتي "الانفتاح على هذه الشبكات كونها تسمح بشكل أو بآخر بتعبئة كبيرة للمعلومة الضرورية"[14]. و على هذا الأساس فالسؤال الذي نهدف إلى أن نجد له جوابا لدى الشباب الذين خاضوا تجارب هجرة سواء كانت ناجحة أو فاشلة مفاده: من حفزهم على ذلك؟ بأي خطاب؟ و كيف تتشكل الشبكة؟

نعلم و لو "افتراضيا" ما للأقران من سلطة في إقناع الشاب للإقدام على خوض عملية الهجرة السرية، و عليه يكون من المفيد دراسة محتوى الاتصال الاجتماعي المرتبط بموضوع الهجرة و الذي تتداوله جماعة "الحرّاقة" قبل الشروع في العملية. و في تقديرنا أنّ هذا من شأنه أن يعطينا فكرة واضحة عن الصورة التي تتبلور لدى الشاب حول الهجرة و البلد الذي سيهاجر إليه.

أصبح تنظيم عملية الهجرة السرية خلال السنوات الأخيرة يشكل لدى البعض مشروعا تجاريا مربحا، و عليه فهناك من تحوّل إلى صاحب شبكة سرية تستثمر رغبات الهجرة لدى الشباب. و إذا سلمنا بهذه الفرضية فإننا نقول أنّ نجاح هذا المشروع يقتضي من صاحبه أن يروج لخدماته حتى و إن بقي ذلك في إطار سري، و لكن ما هي "استراتيجية" هؤلاء في الترويج لمعلوماتهم و خدماتهم لدفع الشباب إلى الهجرة؟ هذه هي التساؤلات التي سنسعى إلى ايجاد أجوبة لها في هذه الفقرة.

و لكن ما دام الأمر هنا يتعلق بمسألة تثير الشكوك و المخاوف لدى الشباب، ارتأينا أن نعتمد على المقابلات نصف الموجهة (المعمّقة و المتكررة) و ذلك حتى نكسب ثقة المستجوبين و سمح لنا ذلك باستخلاص الملاحظات التالية:

يخضع تشكل شبكة الهجرة السرية لمقتضيات اجتماعية، إذ تتأسس انطلاقا من علاقات الجوار؛ بمعنى أنّ الاتصال بها يتم سواء داخل الأحياء السكنية أو ضمن علاقات الثقة. تلعب هنا العلاقات الاجتماعية المباشرة الدور القوي في تحقق مشروع الهجرة، و يقول "سفيان" صاحب زورق نقل العديد من الشباب نحو إسبانيا: " نحن نعرف كل المخاطر التي تحيط بنا، و لا يمكننا مباشرة أي سفر إلاّ إذا كنا على دراية تامة أنه ليس هناك أي واحد مشكوك في أمره، مما يستدعي القيام بتحريات حتى عن الأفراد الذين يسافرون معنا. لي علاقات قوية في كل الأحياء تمكّنني من الحصول على معلومات دقيقة و صحيحة حول كل الأفراد الذين نقلتهم"(38 سنة).

لم يتم كشف سفيان و إنما تعرض لعقوبات في إسبانيا لها علاقة بترويج المخدرات، وقد اقتنى شقتين ويملك من المال ما يكفيه. "فالشبكات الاجتماعية هي أقدم الشبكات و لا تحتاج بالضرورة إلى هياكل قاعدية. يمكن أن تكون المقاهي والحمامات التركية أو اليابانية في الأساس أَلْوِية للشبكات الاجتماعية، كأي علاقة تتأسس في أماكن يلتقي فيها الناس بطريقة غير رسمية"[15].

يقول مجيد (عمره 24 سنة الذي خاض المغامرة مرتين حيث لم تفلح الأولى فعاد من وسط البحر إلى الشواطئ الجزائرية، و في المرة الثانية وصل مع مجموعة من شباب حيّه إلى الأراضي الاسبانية): "اشتغلت نادلا في العديد من المقاهي و كان أصدقائي يرتدون المقاهي و لم يكن لديهم أي عمل، نجحوا في "الحرْقة" و كانوا يتصلون بي في الهاتف، منهم من كان يملك هناك مسكنا رائعا، ومنهم من تعرّف على أجنبيات و يعيش في غاية السعادة، و في كل مرة يرسل الهدايا و المال إلى عائلته، و أنت تعلم أنني إذا اشتغلت نادلا في المقهى طيلة سنة فلا أستطيع جمع ذلك الفائض الذي يرسلونه لعائلاتهم".

يتفادى الشباب "الحرّاقة" الذين يعانون من وضعيات صعبة عندما يتصلون بأصدقائهم التصريح بوضعيتهم الحقيقية. و حين سألنا محمد من الشرق الجزائري الذي يشارف على الأربعين سنة و الذي دخل إسبانيا عن طريق الأراضي المغربية، عن الشيء الذي يقوله عندما يتصل بالأهل و الأصحاب في الجزائر ردّ قائلا: " ماذا تريدني أن أقول ! بخير و الحمد لله و لا ينقصني أي شيء". ينام محمد في غرفة واحدة يؤجرها بالاشتراك مع خمسة من المهاجرين من المغرب و يعمل حمّالا في نواحي المنطقة الصناعية بأليكانت، لم يحقق أي شيء من وراء هجرته التي طالت في إسبانيا ويرفض العودة إلى البلاد خالي الوفاض حتى لا يكون مصدر سخرية لأبناء المنطقة.

يسمح السرد الـذي يقدمه الشباب عـن كيفيات اتصالهم ببعضهم البـعض و بصاحب الزورق، (أو شرائه مباشرة بما في ذلك المستلزمات الأخرى الضرورية عن طريق جمع المساهمات)، كيف يحصل تكافل كبير بينهم، وكثيرا ما يشترط أحدهم في سفره أن يرافقه صديقه وقد يدفعه ذلك ليساعده في دفع المبلغ المستحق.

سألنا المبحوثين عن فئة الشباب الجامعي فكانت الإجابة :"نعم هاجروا معنا وكانوا معنا في مركز برشلونة، واحد منهم حامل لشهادة عليا في الهندسة المدنية وآخر في الهندسة المعمارية. وقال لنا زملاؤنا أن هنالك طبيبا بينهم، وحسب قولهم قرروا الهجرة لأنهم لم يجدوا عملا في الجزائر، و ينتقل هؤلاء إلى فرنسا و لا يبقَ أحدهم هنا بسبب مشكلة اللغة". و يصرح السيد ميلود صاحب الفندق في السياق نفسه عن حالة يتذكرها جيدا و هي لشاب طبيب أسنان وصل عن طريق "الحرْقة" عانى وتضرّر صحيا من السفر: "هذا الشاب قام "بالحرْقة" لأنه لم يتمكن من الحصول على الفيزا بالشهادة حيث قيل له أن الشهادة الجزائرية غير معترف بها في إسبانيا. وجد نفسه مجبرا على العمل التطوعي في الصليب الأحمر الاسباني و الحفلات الكثيرة التي تقام في إسبانيا حيث يستعدون فيها لأي طوارئ" (ميلود شاب مسير الفندق الذي يستقبل "الحرّاقة" بأليكانت). يتطلب العمل في هذه الحالة ثلاث سنوات دون ارتكاب أي مخالفة تسجل لدى الشرطة ليتمكن من الحصول على وثائق الإقامة.

الدور المبهم للجمعيات

بعد أن تمر رحلة "الحرْقة" بسلام إلى الشواطئ الإسبانية بألميريا[16] أو مالاقا، ويمسك حرس الشواطئ الإسبانية بـ"الحرّاقة" و يضعهم في معتقل لمدة 62 ساعة. تبعث بهم بعد انقضاء المدة إلى أحد المراكز المتواجدة عبر التراب الإسباني منها: مالاقا و برشلونة و فالينسيا [17]...إلخ. يعتبر المبحوثون أن مركز برشلونة هو أفضل المراكز حيث يمكث "الحرّاقة" في هذه المراكز 40 يوما (القانون يحدد الفترة بـ 60 يوما)، وبعد انقضائها تتكفل بهم إما جمعية CEAR أو الصليب الأحمر الإسباني. تستقبل هاتان الجمعيتان الشباب "الحرّاقة" الذين "تعذر" فيهم تنفيذ حكم الطرد من الأراضي الإسبانية رغم صدور حكم قضائي بذلك، إلا أنّ ظروفا كثيرة تحول دون تنفيذ الحكم و يُسلَّم هؤلاء الشباب للجمعيات لتلقي تكوينا أقصاه أربعين يوما و تضمن لهم هذه الأخيرة المبيت في فندق تربطه اتفاقية مع الجمعية.

يعتبر "الحرّاقة" أنّ المحظوظين هم الذين يتكفل بهم الصليب الأحمر الإسباني، فيستفيدون من الأكل والشرب والإقامةَ لمدة غير محدودة إلى أن يجد المهاجر حلا لوضعيته أو يتصل بأحد المعارف أو الأصدقاء أو يختار الرحيل إلى وجهة يريدها. ويصرح أحد المبحوثين قائلا: "هناك من المحظوظين من يتكفل بهم الصليب الأحمر الإسباني، هؤلاء يبقون في النزل يأكلون ويشربون وينامون لمدة غير محدودة حتى يجدون حلا لوضعيتهم" (20 سنة ، تاجر سابق بوهران).

لا تقدّم جمعية CEAR الامتيازات نفسها التي توفرها جمعية الصليب الأحمر، فجمعية CEAR لا تضمن الإقامة إلا لمدة 15 يوما بفندق خاص بالمهاجرين غير الشرعيين وتعطى بعدها لكل مهاجر مقيم خلال هذه المدة مبلغ 100 أورو لمصاريفه الشخصية. كما صرح لنا مبحوث آخر بما يلي: "مثلا أنا ومجموعتي أخذتنا جمعية CEAR و لو كنا محظوظين لأخذتنا جمعية الصليب الأحمر الإسباني". تسلّم لهم الجمعية وثيقة تدل على متابعتهم للدورة التكوينية، قبل أن تشتري لهم تذكرة سفر للوجهة التي يختارونها في الأراضي الاسبانية. يُنظر لهذه الوثيقة بطرق مختلفة، فبعض الشباب "الحرّاق" المهووس بتسوية وضعيته من القادمين الجدد يعتبرها تسوية نهائية لوضعيته القانونية و تسمح له بممارسة حياته العادية على الأراضي الاسبانية؛ بينما يجتهد "جيلالي" عضو جمعية CEAR لإقناع هؤلاء الشباب أن هذه الوثيقة لا تثبت سوى متابعتهم للتكوين ضمن برنامج الجمعية المذكورة، و يحذرهم من مَغبّة الدخول في نزاع مع الشرطة خلال عملية المراقبة عند التنقل من مدينة أليكانت إلى الوجهة التي اختاروها طواعية.

يسمي الشباب الذي أمضى فترة في إسبانيا هذه الوثيقة و المقتنع بعدم جدواها بـ"كاغط السكر" أي شبيهة بذلك الورق الذي تُلف فيه مادة السكر في دكاكين البيع. [18] يروي الشباب الكثير من التجارب التي حصلت لهم مع رجال الشرطة الإسبانية الذين يضحكون ضحك السخرية عندما يقدم لهم أحد الشباب هذه الوثيقة. رغم أنه لا يتعرض إلى التوقيف إلا أنه كان سيجد نفسه في وضع أفضل وهو بجواز يحمل التأشيرة فالكثير منهم يقول:" قدمت ملف التأشيرة مرتين ولم أفلح في الحصول عليها " 33 سنة.

هذا الدور المسند للجمعيات التي تشتغل تحت وصاية الدولة يدعو إلى التساؤل، و أقل ما يقال عنه أن الشاب يدخل تحت حماية الجمعية بوصفه مهاجرا غير شرعيّ و يخرج منها و هو في الوضعية نفسها. فتواجد نسبة من هؤلاء الشباب في هذه الوضعية وفّر فائضا في اليد العاملة لا يطلب إلا في الحالات الضرورية وفي الأعمال التي يتنازل عنها المواطنون المتمتعون بحقوقهم الكاملة.

كان لجوء CEAR "للجيلالي" ذي الأصول الجزائرية بغرض الترجمة و تسهيل الاتصال بالشباب المغاربي الذي يشكل أغلبية "الحرّاقة"، و تمتلك هذه الجمعيات هياكل استقبال تفتقد إليها العديد من الإدارات الأخرى و موضوع الاعتماد المرتبط بهذه الفئة-فئة "الحرّاقة" التي تثير التعاطف- يسمح لها بالحصول على موارد مالية معتبرة.

خلاصة

ارتبطت الهجرة السرية في السنوات الأخيرة بموجات الهجرة التي شهدتها الجزائر خصوصا على حدودها الصحراوية مع دول إفريقية، و مرور قوافل الأفارقة قاصدين الأراضي المغربية للوصول إلى "سبتة" و "مليلة" و من ثم إلى الأراضي الإسبانية. أخذت شكلا جديدا بعد التقدم الاقتصادي الذي عرفته إسبانيا ابتداء من التسعينيات والذي تزامن مع تشكيل الاتحاد الأوروبي وتضييق الخناق على الشباب في الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الأوروبية. كما شكلت إسبانيا الباب المفضل لأوروبا لاسيما بالنسبة لشباب الغرب الجزائري، و في ظل هذه المعطيات لم يدخر الشباب جهدا في المجازفة والمغامرة لاقتناص فرصة عمل بإسبانيا.

تزامن هذا مع الظروف السياسية و السوسيواقتصادية التي عرفتها الجزائر والتي قلّصت من فرص الشباب في تحقيق حلم الوظيفة داخل الوطن. أجبرت المتغيرات الجديدة الشباب الذين يملكون هذا الحلم المشترك أن يواجهوا مصائر متباينة، ورغم هذا مازال هنالك شباب يتمسكون إلى غاية هذه اللحظة بهذا المشروع وينتظرون الفرصة السانحة للانطلاق نحو "الإلدورادو"؛ أي ما يرون فيها أرض الممكن ، الأمل و الثروة السريعة.

يتمثل الاتجاه الذي برز بشكل واضح من خلال المقابلات في اعتقاد الشباب أنّ نجاح مغامرة الهجرة يعني انقلابا جذريا في وضعهم الاجتماعي و المالي، فالشباب المستجوب يعتقد أن المرور من الفقر إلى الغنى لا يتطلب بالضرورة المرور بمرحلة طويلة من الوقت، فلئن أخفقوا في انجاز هذه النقلة داخل الوطن، فإنّ تحقيق الهجرة بالنسبة إليهم يعني نجاح مشروع الانتقال. نعتقد أنّ التحاليل التي أعطيت لظاهرة "الحرْقة" أو الهجرة السرية، كانت متأثرة بالبعد المأساوي للحرقة (غرق سفن الشباب في عرض البحر و المفقودين إلى غير ذلك) أي ما يترتب عن الظاهرة، بينما ربطت أسبابها بالبطالة في أوساط الشباب و ما ينتج عنها من فقدان الأمل. و يعيد الشباب إنتاج الخطاب نفسه الذي روجت له وسائل الإعلام وأضحى مقبولا اجتماعيا بما يوفره من مبررات لأسباب "الحرْقة" تستدعي التعاطف.

تتشكل بعيدا عن هذا الخطاب المأساوي و الداعي إلى التعاطف سوق حقيقية يجد كل واحد من العاملين فيها منفعة يجنيها سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دولا، وما كان لهذه الظاهرة أن تستمر و تؤدي إلى خلق شبكات و منظمات و جمعيات لولا الفائدة التي يجنيها كل طرف و الذي قد يرغب في بقائها و استمرارها ليبقي على مصالحه أو على الأقل على وظيفته المتصلة أصلا ببقاء "الحرّاقة".

Bibliographie

Arab, C. et Sempere, J.-D. (2009), « Des rêveurs aux bruleurs : les jeunes harragas Maghrébins se dirigeant vers l’Espagne », Migrations et société, Vol. 21, n° 125, septembre–octobre.

Bakis, H. (1993), Les réseaux et leurs enjeux sociaux, Paris, Que sais–je ? PUF.

Fougère, D. et Cahuc, P. (2002), « Synthèse introductive : immigration, emploi et salaires », in Héran, F. (dir.), (rapport du séminaire), Immigration, marché du travail, intégration, Paris, La Documentation Française.

Lahlou, M. (2005), « Les migrations irrégulières entre le Maghreb et l’Union Européenne : évolutions récentes», rapport de recherche CARIM-RR, Institut universitaire européen, RSCAS, Mars.

Mercklé , P. (2011), Sociologie des réseaux sociaux, Paris, La Découverte .

Sayad, A. (1999), La double absence. Des illusions de l'émigré aux souffrances de l'immigré, Paris, Ed. du Seuil.

جربال، دحو (2009)، "مقدمة في "الهجرة، الغربة، "الحرْقة"، ترجمة منتهى قبسي، مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي، تنشر بدعم من المركز الوطني للكتاب ومعهد مغرب/ أوروبا، العدد 26/27.


الهوامش

* يتضمن هذا المقال حوصلة نتائج العمل الذي انجزناه ضمن فريق بحث اشتغل في مشروعين حول:

« Migration clandestine de l’Algérie vers l’Espagne dans la période contemporaine », projet de coopération internationale (Crasc/ Université d’Alicante, Programme PCI inscrit sous le n° A/027905/09(, sous la direction de Zemmour Zine Edinne, 2009-2011.

"الهجرة الدولية في الجزائر في الفترة المعاصرة، حالة الهجرة السرية بالغرب الجزائري"، مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية- وهران، تحت إشراف: مولاي حاج، مراد.، سبتمبر2007- ديسمبر 2010.


[1] جربال، دحو (2009)، "مقدمة" في "الهجرة، الغربة، الحرْقة"، ترجمة منتهى قبسي، مجلة الدراسات والنقد الاجتماعي، تنشر بدعم من المركز الوطني للكتاب و معهد مغرب/ اوربا.العدد26/27، خريف/شتاء، ص. 5.

[2] Sayad, A. (1999), La double absence. Des illusions de l'émigré aux souffrances de l'immigré. Paris, Ed. du Seuil.

[3] سمحت لنا الفرصة بالمشاركة في ثلاثة ورشات تكوينية نظمها مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعيةو الثقافية بالتعاون مع المعهد الفرنسي بوهران، جمعية أصدقاء عبد المالك صياد و جمعية المحافظة على موقع لافيلات (La Villette) بفرنسا APSV ضمن برنامج جُسّد ما بين سنتي 2011-2012، انصبّ فيها العمل على عرض، تحليل و مناقشة نصوص و أبحاث عبد المالك صياد لاستخلاص الأطر النظرية التي تُمكّن من مقاربة موضوع الهجرة بشكل أنجع. نظمت ضمن البرنامج نفسه ثمان لقاءات، قدم خلالها باحثون من الجزائر و فرنسا محاضرات تناولت أعمال هذا الباحث.

[4] بمعنى" الابتعاد عن التأويلات السياسية و المأساوية" مثلما ورد ذلك في مقال حفيظة قباطي الموسوم :

"المهاجر الجزائري من فاعل اقتصادي إلى مهاجر غير شرعي: مسارات "حراقة الغزوات نموذجا"، مجلة الواحات للبحوث و الدراسات، جامعة غرداية، العدد 16- جوان 2012، ص 184، الجزائر.

[5] Alicante, Elche et Torrivieja.

[6] CEAR : Commission Espagnole de l’Aide aux Réfugiés, Fondation Diagrama « Centro de Recepcion y Acogida de Menores, Lucentum », Cruz Roja Espanõla.

[7] مقابلة مع السيد نائب قنصل الجزائر بأليكانت، ديسمبر 2009.

[8] Organisation de Coopération et développement économiques.

[9] Fougère, D. et Cahuc, P., (2002), « Synthèse introductive : immigration, emploi et salaires », in Héran, F. (dir.), (rapport du séminaire), Immigration, marché du travail, intégration, Paris, La Documentation Française, p. 325.

[10] Centro de Recepcion y Acogida de Menores, Lucentum.

[11] هذه الملاحظة وقف عليها الباحثان "خوان دافيد سمبيري"، و"شادية عراب" من خلال التحقيقات الميدانية حول ظاهرة الحرْقة التي أجريت في الجزائر والمغرب، ووردت في المقال الذي نشراه في مجلة الهجرات و المجتمع، ينظر:

Arab, C. et Sempere, J.-D. (2009), « Des rêveurs aux brûleurs : les jeunes harragas Maghrébins se dirigeant vers l’Espagne », in Migrations et société, Vol. 21, n°125, Paris, septembre–octobre.

[12] Bakis, H. (1993), Les réseaux et leurs enjeux sociaux, Paris, Que sais–je ? PUF, p. 83.

[13] Mercklé , .P. )2011(, Sociologie des réseaux sociaux, La Découverte , Paris, p. 87.

[14] Bakis, H.,op.cit., p. 85-86.

[17] Malaga, Barcelone, Valencia.

[18] تشير الفترة ما بين 1996 ـ2000 الى انخفاض نسبة الاعتقال الحراقة مع نهاية 2000 (1,5) بالمئة و إلى أهمية هذه النسبة سنتي التي قد رتب(14,2) بالمئة خلال الفترة ما بين 1997-1998.

Lahlou, M. (2005), Les migrations irrégulières entre le Maghreb et l’Union Européenne : évolutions récentes, rapport de recherche CARIM-RR, Institut universitaire européen, RSCAS, 03, .p. 6.
 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche