التديّن وعلاقته بدعم المساواة الجندرية لدى فئة الأعمار 18-30 سنة ببلدية وهران

إنسانيات عدد 55-56| 2012 | الشباب بين الحياة اليومية و البحث عن الهوية | ص 51-65| النص الكامل


Religiosity and the question of kind among the 18 to 30 years old in an Oran municipality

Abstract: Numerous studies on young people from the Maghreb published from 1960 on, have shown that since1990they seem to acquire a greater degree of religiosity. On the other hand they seem to be more and more absorbed by traditional ideas as for the question of kind, and the equality of sexes. However, these studies have not shown the relationship between the degree of religiosity and the increase of traditional remarks concerning this question among young people in the Maghreb. By considering the data from a sociological study carried out by the CRASC (The Centre for Sociological and Cultural Research), which concerned a representative sample of young people aged between 18 and36 years old, living in an Oran municipality, we have noticed that the traditional positions of these youths to economic participation for women are due to young religious people having no instruction, which agrees perfectly with results from other studies on youth in the Arab world. Among this category, young female Moslems are more and more receptive to the arguments for Islamic feminism, not yet known in a young milieu.

Keywords :women’s work, religiosity, Islamic feminism, youth, Oran


 Mustapha RADJI : Université de Mostaganem, 27000, Mostaganem, Algérie
Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31000, Oran, Algérie.


 1 . مقدمة

تظهر لنا الصورة التي تتشكل عن الشبان في علاقتهم بالدين والمواقف التي يحملونها اتجاه النساء في المجتمعات الحالية من خلال نتائج التحقيقات الاجتماعية الدولية [1] ، أن الشبان عموما أقل تدينا من الكبار وأنهم أكثر دعما لحقوق النساء من الأجيال التي سبقته. لكن في حالة المجتمعات الإسلامية تعطينا هذه الدراسات صورة مختلفة، فالشبان في هذه المجتمعات هم من جهة، أكثر تدينا و من جهة أخرى هم أقل دعما لحقوق النساء [2] . أظهرت دراسة كل من انغلهارت Inglehart و نوريس Norris (2004) الواسعة الانتشار بين الدارسين التي اعتمدت معطيات جمعها المسح العالمي للقيم World Values Survey بين سنوات 1995 و 2000 و الذي شمل 80 بالمئة من سكان العالم، أن المجتمعات الإسلامية تتميز عن باقي المجتمعات بالمواقف الأكثر محافظة تجاه المساواة الجندرية، و أن الأجيال الشابة في هذه المجـتمعات الإسلاميـة مـازالت تحمـل المواقـف التقـليديـة الموروثـة عـن الآبـاء و الأجداد [3] اتجاه النساء. لكن ينبغي هنا أن نتأكد من مدى دقة هذه الصورة التي تقدمها الدراسات المسحية عن الشبان المعادين للنساء في المجتمعات المسلمة ومدى مطابقتها لواقع الشباب المغاربي وهذا يتطلب الرجوع إلى الدراسات التي أجريت عن الشباب في منطقتنا المغاربية وكيف وصفت وربطت علاقة الشبان بالدين و مواقفهم الجندرية [4] .

2 . الشباب، التديّن و الجندر في المنطقة المغاربية

يُظهر الشباب اليوم في المنطقة المغاربية و العالم العربي عموما مؤشرات عالية في التديّن كما تبيّن ذلك مختلف التحقيقات الاجتماعية التي مسّت شباب المنطقة. و عندما نقارن مستوى تدين الشباب عندنا مع مستوى تدين شباب البلدان الأوربية كما يظهر في البحوث الاجتماعية الأوروبية نجد أن الشباب المغاربي أكثر تدينا من الشبان الأوروبيين [5] .

بناء على نتائج الدراسات الاجتماعية بين سنوات 1960 و 1980 كما يوضح الجدول أسفله، لم يشكّل الدين بالنسبة للشباب في المنطقة المغاربية و العربية جانبا مهمّا في حياتهم. [6]

جدول 1 : مؤشرات التديّن لدى الشباب المغاربي في المسوح بين 1960 و 1982

أصحاب الدراسة، البلد والسنة

دراسة أندري أدم (المغرب) 1961 [7]

دراسة باسكون وبن طاهر (المغرب) 1961 [8]

دراسة بلعربي

(تونس) 1979 [9]

دراسة طوزي

(المغرب) 1980 [10]

دراسة مصطفى حداب (الجزائر) 1982 [11]

مؤشرات التديّن لدى الشباب

% 86.9 من الشباب يقولون الدين غير مهم

ضعف مؤشرات الدين لدى الشباب الريفي

نسبة ضعيفة من الشباب يُصلّون بانتظام

%8 من الشباب الجامعي يصلون بانتظام

%18 من الشباب الريفي يُصلّون

 لكن منذ نهاية سنوات 1980 ظهر أن هناك تطورا حدث في علاقة الشباب بالدين في المنطقة المغاربية، واستمر خلال سنوات 1990 و 2000 حيث تزايدت كل المؤشرات التي تدل على ارتفاع مستوى التديّن لدى فئة الشباب كما تظهر ذلك التحقيقات الاجتماعية التي أقيمت بين سنوات 1990 و 2006 و المشار إليها في الجدول أسفله:

جدول 2 : نسبة الشباب المواظبين على الصلاة حسب بعض الدراسات المغاربية بين 1991 و 2010

الدراسة، البلد والسنة

دراسة راربو

(الجزائر) 1992 [12]

دراسة بورقية وآخرون (المغرب) 1995 [13]

دراسة مسحية للتدين (المغرب)

2006 [14]

 

دراسة مولاي الحاج و آخرون (Crasc، وهران، الجزائر) 2006 [15]

دراسة مرزوق وآخرون (Crasc، وهران، الجزائر) 2010 [16]

نسبة الشباب المواظبين على الصلاة

73%

47%

% 41,6

56,8%

92,2%

وإلى جانب وجود أدلة متواترة من عدة دراسات تبين ارتفاع مستوى التديّن لدى الشباب المغاربي اليوم مقارنة بالشباب في السبعينيات و الثمانينيات فإن شباب اليوم يظهرون مواقف محافظة فيما يخص العلاقات الجندرية فآراؤهم لا تشجع على مشاركة متساوية للنساء والرجال في المجتمع، وهذا أمر جديد مقارنة بفترة الستينيات والسبعينيات، حيث كانت تسود نظرة ليبرالية مساواتية لدى الشبان فيما يخص العلاقات الجندرية. تميّزت مواقف الشبان في الستينيات بتوجهات مساواتية عصرية واضحة حسب تعبير أندري أدم [17] لكن هذه التوجهات الليبرالية قد تراجعت اليوم وبرزت توجهات معادية لحقوق النساء في أوساط الشباب تعارض الاختلاط بين الجنسين وتؤيد تعدد الزوجات كما تظهر مختلف المسوح التي مست الشباب منذ بداية التسعينيات كما يوضح ذلك الجدول أسفله:

جدول 3 : تطور المواقف الجندرية للشبان المغاربيين بين 1960 و 2010

الدراسة

دراسة أندري أدم (المغرب) 1961 [18]

دراسة راربو (الجزائر) 1992 [19]

دراسة بورقية وآخرون (الدار البيضاء، المغرب) 1995 [20]

مسح التديّن (المغرب) 2006 [21]

دراسة مولاي الحاج و آخرون، (Crasc، وهران، الجزائر) 2006 [22]

دراسة مرزوق وآخرون (Crasc، وهران، الجزائر) 2010 [23]

شباب معارضون للاختلاط في التعليم

-

32 %

28,7 %

8,22 %

4,69 %

2,53 %

مؤيدون لتعدد الزوجات

1 %

-

7,21 %

9,36 %

-

2,23 %

لكن الدراسات المذكورة أعلاه رغم أهميتها الوصفية الكبيرة لمواقف الشباب المغاربي الدينية و الجندرية إلاّ أنها لا تبيّن لنا طبيعة علاقة تدين الشباب بتلك المواقف الجندرية سواء تعلّق الأمر بتعدد الزوجات أو الاختلاط أو غيرهما من المواقف المعارضة للمساوة الجندرية. لهذا لا نعرف من نتائج هذه الدراسات كيف ترتبط المواقف الجندرية المحافظة للشباب بمستوى تدينهم، و هل لتدني مستوى تأييد حقوق المرأة علاقة بارتفاع مستوى التديّن الشباني ؟.

بينت لنا دراسة أخرى، اعتمدت على معطيات مسحية واستخدمت وسائل إحصائية متقدمة في تحاليلها، العوامل الفردية التي تحدد مواقف الشباب من حقوق المرأة في الجزائر. فدراسة مارك تسلر Tessler (2004)، و انطلاقا من معطيات المسح العالمي للقيم W VS الذي شمل الجزائر في ربيع 2002 ومسح مواقف وآراء 1282 فردا منهم 650 امرأة يمثلون عينة ممثلة للجزائريين، توصلت إلى أن الكبار (وليس الشباب) و النساء وفئة ذوي المستوى الثانوي هم أكثر من يدعم حقوق النساء في التعليم العالي والمشاركة السياسية في الجزائر. وأظهر التحليل العاملي أن الشبان الذين لديهم مستوى ثانوي وجامعي و الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة يدعمون حقوق النساء التعليمية والسياسية بنسبة 36بالمئة بينما ترتفع نسبة التأييد لهذه الحقوق لدى الكبار من ذوي المستوى الثانوي والجامعي حيث تصل إلى 52 بالمئة [24] . لكن دراسة تسلر و رغم أنها كشفت عن الخصائص الديموغرافية للفئات التي تدعم المساواة بين الجندرين إلا أنّها لم تكشف لنا عن علاقة ارتباط التديّن بالمواقف الجندرية لدى الجزائريين، إذ لم نتمكن مثلا من معرفة إن كان ضعف تأييد المساواة الجندرية مرتبطا بارتفاع مستوى التديّن في الجزائر.

3 .التديّن ،الشباب والمواقف الجندرية في مدينة وهران

انطلاقا من حدود الدراسات السابقة عن مواقف الشباب المغاربي فيما يخص علاقة التديّن و المواقف الجندرية جاءت هذه الدراسة الحالية للبحث في علاقة مستوى التديّن لدى الشباب بمستوى تأييدهم لحقوق المرأة الاقتصادية في المجتمع الجزائري اليوم من خلال عينة ممثلة لشباب من مدينة وهران، حيث تحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف ينظر الشباب المتديّن في مدينة وهران لحقوق المرأة في المشاركة الاقتصادية ؟ و كيف يرتبط التديّن بمستوى دعم المساواة الاقتصادية بين الجنسين لدى الشباب في هذه المدينة؟ هل هناك فروق دالة بين الذكور والإناث وبين الجامعيين و غير الجامعيين في مستوى دعم المساواة الاقتصادية بين الجنسين لدى شباب مدينة وهران؟ و على ضوء الدراسات السابقة توقّعنا أنه:

1. كلما ارتفع مستوى التديّن لدى الشباب كلما انخفض مستوى تأييدهم للمشاركة الاقتصادية للمرأة.

2. الإناث أكثر تأييدا للمشاركة الاقتصادية للمرأة من الذكور.

3. كلما ارتفع المستوى التعليمي للشباب كلما ارتفع مستوى تأييدهم للمشاركة الاقتصادية للمرأة.

1.3 المنهج و المعطيات

1.1.3 العينة

تستند الدراسة إلى المعطيات التي تم جمعها في إطار تحقيق اجتماعي شباني جرى في شهر ديسمبر 2003 شمل عينة ممثلة للشباب متكونة من 500 فردا من فئة 18-30 سنة قاطنين ببلدية وهران، و تمّ اعتماد المعاينة الاحتمالية (العشوائية) كنمط للمعاينة و كانت العينة من نوع العينة النظامية، حيث قسمت بلدية وهران إلى 20 مقاطعة و حدد العدد 25 ليشمل عدد المبحوثين في كل مقاطعة و تم اعتماد نظام الحصص في اختيار عدد الذكور و الإناث و فئات الأعمار في كل مقاطعة حتى يتناسب ذلك مع توزيع الجنس والسن في الإحصاء العام للسكان و السكن لسنة 1998. [25]

2.1. 3 المنهج

تقيس متغيرات الدراسة مستوى تأييد المشاركة الاقتصادية للمرأة و التي تمّ جمعها في متغير جديد على شكل سلم متكون من 100 نقطة لقياس مستوى تأييد المشاركة الاقتصادية للمرأة (المتغير التابع) و متغيرات تقيس التديّن الفردي [26] لدى الشباب إضافة إلى متغيرات الخصائص السوسيو-ديموغرافية للمبحوثين ( السن، الجندر، التعليم،...) و استخدمنا تحليل الارتباط لقياس شدة و علاقة الارتباط بين متغيرات التديّن و متغيرات دعم المشاركة الاقتصادية للنساء و المتغيرات الديموغرافية الفردية و ذلك بالاعتماد على معامل سبيرمان.

2.3 نتائج الدراسة

1.2.3 خصائص العينة

يبين الجدول أسفله الخصائص الفردية لعينة الدراسة حيث يظهر أن متوسط الأعمار بلغ 24.4 سنة و أن الإناث يشكلن نصف العينة و أن ثلث العينة لهم مستوى جامعي و أغلبيتهم عزاب و عازبات وأكثر من الثلث يعملون في قطاع التجارة والحرف و نسبة ضعيفة (14.4 بالمئة) من الشبان المتزوجون شركاؤهم الزواجيون يعملون.

جدول 4 : المتغيرات الديمغرافية في العينة

المتغير

معدل العمر

الإناث

الجامعيون

يعملون

الزوج(ة) يعمل

العزاب

لديهم أطفال

تجار وحرفيون

النسبة

24.4 سنة

51.6%

27.2%

41.6%

14.4%

75.4%

8.18%

38.3%

2.2.3 شباب ذو ميول جندرية تقليدية

أظهرت نتائج الدراسة وجود اتجاه محافظ و تقليدي غالب على مواقف الشباب الوهراني و ذلك من خلال الموافقة بنسب عالية على العبارات التي قدمت لهم في الاستمارة، و التي كانت توحي بمواقف تقليدية اتجاه أدوار المرأة في المجتمع، و تشجع المرأة على إعطاء أولوية لمسؤولية رعاية البيت و الزوج و الأطفال، و تصوّر البيت كعالم للمرأة و خارج البيت كعالم للرجل و تصور أن العمل ليس من حاجات و متطلبات المرأة. و انعكس هذا في المتوسط الحسابي الذي حققه أفراد العينة في سلم المساواة الاقتصادية الجندرية حيث بلغ 38 نقطة في سلم المساواة الجندرية الاقتصادية المكون من 100 نقطة و هو يدل على ضعف في تأييد المشاركة الاقتصادية للمرأة داخل العينة (الجدول 5).

جدول 5 : المواقف من المشاركة الاقتصادية للمرأة و متوسط نقاط سلم المساواة الاقتصادية

المؤيدون (متفقون ومتفقون تماما)

العبارات

79,6 %

يعاني الطفل في سن التمدرس إذا كانت أمه تعمل

79,2 %

لما تكون الوظائف قليلة يكون للرجل الحق في العمل أكثر من المرأة

71,5 %

ما ترغب فيه النساء فعلا هو الحصول على بيت وأطفال

60,2 %

يمنح المكوث في البيت للمرأة نفس الرضى عن الذات الذي يمنحه الخروج للعمل

41,2 %

الأم العاملة يمكن أن تكون لها علاقات دافئة مع أطفالها مثلها مثل المرأة الماكثة في البيت

38 نقطة من سلم متكون من 100 نقطة

متوسط نقاط سلم المساواة الاقتصادية بين الجندرين في العينة

3.2.3 شباب ذوو مستوى عال من التديّن

أظهرت النتائج أن الشبان ليسوا فقط ذوي توجهات تقليدية فيما يخص العلاقات الجندرية و لكنهم كذلك ذوو علاقة قوية بالدين. فالدين قيمة هامة جدا لأغلبية ساحقة منهم ويشكل الدين بالنسبة لأغلبية كبيرة منهم مصدر قوة وراحة نفسية و هو مهم في اختيار الشريك الزواجي. و يؤثر الدين على مواقفهم الاقتصادية حيث يرى أغلبهم أن البنوك والخدمات المالية التي تقدمها تتنافى مع الشريعة الإسلامية و ينظرون بإيجابية للبنوك التي تسمي نفسها بنوك إسلامية

(الجدول رقم 6).

جدول 6 : مؤشرات التديّن لدى الشباب المستجوب

نسب مئوية

المؤشرات

93,2 %

الدين مهم جدا في حياتهم

93,2 %

الدين يمنحهم القوة والراحة

89,8 %

تقاسم القناعات الدينية مهم لنجاح الزواج

62,8 %

الفوائد البنكية محرمة في الإسلام تحريما مطلقا

64,4 %

البنوك الإسلامية مؤسّسات تحترم الشريعة الإسلامية

4.2.3 التديّن والمشاركة الاقتصادية للمرأة

لما نربط مؤشرات التديّن بمواقف الشباب من المشاركة الاقتصادية، كما تظهر في نقاط سلم المساواة الجندرية بواسطة تحليل الارتباط من خلال معامل سبيرمان، نجد أن العلاقة بين مؤشرات التديّن و نقاط السلم سلبية و هذا يعني بكل وضوح أن نقاط سلم المساواة الجندرية تنخفض بارتفاع مؤشرات التديّن، هذا يعني أن المواقف التقليدية اتجاه المرأة يدعمها الشبان الأكثر تديّنا في العينة.

(انظر الجدول7).

جدول 7 :علاقات الارتباط بين مؤشرات التديّن و سلم المساواة الجندرية

البنوك الإسلامية مؤسسات تحترم الشريعة

الفوائد البنكية فوائد ربوية محرمة في الإسلام

الدين مصدر قوة وراحة

تقاسم القناعات الدينية بين الزوجين مهم لنجاح الزواج

الدين قيمة مهمة جدا في الحياة

مؤشرات التديّن

-0,078*

0,041

500

-0,181**

0,01

500

-0,078*

0,043

484

-0,081*

0,036

497

-0,043

0,172

496

سلم المساواة الجندرية

معامل سبيرمان

مستوى الدلالة

العدد

** العلاقة دالة عند مستوى 0.01 و هي في اتجاه واحد.

* العلاقة دالة عند مستوى 0.05 و هي في اتجاه واحد.

5.2.3 السن و الجندر والتعليم العالي و دعم مشاركة النساء في الاقتصاد

أظهر تحليل الارتباط أن المواقف الجندرية التقليدية مرتبطة بالشباب المتدين و في (الجدول 8) أسفله يظهر أن المواقف المؤيدة للمشاركة الاقتصادية للنساء مرتبطة بالإناث وبذوي المستوى الجامعي حيث يظهر الجدول أسفله مايلي:

جدول 8 : علاقات الارتباط بين المتغيرات الديموغرافية وسلم المساواة الجندرية

لديهم أطفال

غير العزاب

أصحاب المهن التقليدية

الذين يعملون

من لهم المستوى الجامعي

الذكور

السن

معاملات سبيرمان

0,082*

0.033

0,036-

0,079

0,066

0.070

0.054

0.115

0,224**

0,001

-0.160**

0,001

-0,087*

0.026

سلم المساواة الجندرية

** العلاقة دالة عند مستوى.0,01 و هي في اتجاه واحد.

* العلاقة دالة عند مستوى 0,05 و هي في اتجاه واحد.

1. الذكور لديهم نقاط أضعف في سلم المساواة ، فكلما كان الشخص شابا من فئة الذكور كلما كان أقل دعما لحقوق المرأة الاقتصادية وأكثر تأييدا للمواقف التقليدية المحافظة اتجاه المساواة بين الجندرين، و هذا يعني أن الإناث أكثر دعما لحقوقهن الاقتصادية من الذكور.

2. كلما كان الشاب أو الشابة من ذوي المستوى الجامعي كان يدعم أكثر مشاركة المرأة في الاقتصاد و كان أكثر معارضة للأفكار التقلـيدية التي تـؤدي إلى تـهميش و إقصاء النساء من المشاركة الاقتصادية.

3. المتزوجون والمتزوجات و الذين لديهم أطفال هم أكثر تأييدا لمشاركة المرأة في سوق العمل من الذين ليس لديهم أطفال.

3.3 مناقشة

النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تدل على وجود تأييد ضعيف للمساواة الجندرية لدى الشباب عموما و لدى الذكور و غير الجامعيين تحديدا سبق و أن توصلت إليها دراسة تسلر (Tessler) التي اعتمدت معطيات المسح العالمي للقيم الذي شمل الجزائر في 2002 حيث توصلت دراسته إلى أن النساء أكثر دعما لحقوق النساء من الرجال، و كبار السن أكثر دعما لقضايا المرأة من الشباب، و يزيد المستوى التعليمي من مستوى تأييد حقوق النساء في الجزائر [27] .

و التوجهات التقليدية اتجاه النساء لدى الشبان الذكور غير الجامعيين في عينتنا تعكس التوجهات الجندرية نفسها لدى الشباب في مصر و السعودية و الأردن. فالشبان الذكور و غير الجامعيين في هذه البلدان العربية يميلون عموما إلى المواقف المضادة لحقوق النساء حيث بينت نتائج الدراسة التي أعدها منصور معدل (2006) على أساس المسح العالمي للقيم World Values Survey الذي مس العالم العربي في سـنوات 2001 و 2003 و الذي شمـل عـينات ممثلـة مـن مـصر و الأردن و السعودية، أن المتعلمين تعليما جامعيا من المحتمل أنهم يعارضون تعدد الزوجات و أن النساء يعارضن بقوة تعدد الزوجات و الخضوع للرجال مقارنة بالذكور في حين الشباب و الكهول يتشابهون في مواقفهم من المرأة [28] .

و يظهر أن الشباب الذكور في الجزائر يشبهون الشبان في مصر من حيث المواقف الجندرية، حيث بينت دراسة أجريت في مصر سنة 2003 أن المراهقين الشبان المصريين (فئة 10- 19 سنة) يحملون مواقف تقليدية مؤيدة لخضوع الزوجة لزوجها و عدم مشاركة الزوج في العمل المنزلي و عدم مشاركة الزوجة في القرارات المتعلقة بتسيير الميزانية العائلية و ذلك مقارنة بالمراهقات المصريات اللواتي تميل مواقفهن نحو المساواة بين الجندرين [29] .

و في الأخير ،يظهر أن التديّن ليس هو العامل الحاسم في المواقف الجندرية اتجاه النساء بقدر ما هي الذكورة التي لها الدور الحاسم كما برهنت على ذلك دراسة جديدة (2010) [30] بحثت أثر التديّن الإسلامي على النزعة الجندرية المساواتية لدى الشباب المصري والسعودي انطلاقا من معطيات مسحية تم جمعها في 2005 شملت شبانا مسلمين في مصر و السعودية تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة. توصلت الدراسة إلى أن الشبان الذكور المصريين منهم و السعوديين الذين يؤدون الصلاة في المسجد و يحملون قناعات دينية قوية يميلون إلى مواقف غير مساواتية اتجاه النساء، و بالعكس تميل الشابات المصريات اللواتي تعتبرن أنفسهن متدينات إلى مواقف مؤيدة للمساواة بين الجندرين [31] .هذه النتائج تدل على أن النساء الشابات في العالم العربي تحصلن على مكاسب أفرزتها التنمية و أهمها التعليم و دخول سوق العمل و التحكم في الانجاب مما عزز مكانة المرأة في المجتمع و كانت هذه المكتسبات في الوقت ذاته عاملا زعزع بنية الهيمنة الذكورية في المجتمعات الإسلامية، و هو ما جعل مواقف النساء الشابات ذوي المستوى العالي المتدينات أكثر تشجيعا للمشاركة الاقتصادية للمرأة من الشبان المتدينين الذكور.

4 . خاتمة

نستخلص من هذه الدراسة أنّ شابات بلدية وهران كما هو حال الشابات في العديد من بلدان المشرق و المغرب هنّ اليوم أكثر تأييدا للمساواة الجندرية مقارنة بالذكور وأكثر تشبعا و اقتناعا بدعم حقوق النساء الاقتصادية. و تدل هذه النتيجة على أن النساء الشابات في الجزائر اليوم هن أكثر رفضا للتفسيرات المقدّمة و المنتشرة حول مكانة المرأة في الإسلام و التي تمتاز بالنزعة الذكورية و الاقصائية للنساء. في المقابل، فان الشابات في المنطقة المغاربية هن اليوم أكثر استعدادا و ميلا لتقبل و دعم تفسيرات النصوص الإسلامية التي تؤيّد حقوقا متساوية للنساء و الرجال. هذا التفسير الإسلامي المؤيد لحقوق المرأة جسدته مجموعة من الجهود التي قادتها حركة فكرية يقودها في الغالب باحثات و باحثون يتمسكون بالهوية الإسلامية من جهة و يجتهدون في إعادة قراءة الموروث الإسلامي من جهة أخري بطريقة نقدية لنزع الشرعية عن التفسيرات الدينية التي تؤيد الهيمنة الذكورية و المكانة الدونية للنساء. تشكل كتابات فاطمة المرنيسي و لطيفة الأخضر [32] و محمد طالبي [33] أمثلة بارزة في هذا الاتجاه النسوي الإسلامي الذي يسعى لإثبات أن هناك إمكانية للدفاع عن حقوق النساء وتحقيق العدالة بين الجندرين من داخل الإسلام.

المراجع باللغة العربية

الأخضر، لطيفة. (2001)، امرأة الإجماع، تونس، سراس للنشر.

الطالبي، محمد. (1996)، أمة الوسط : الإسلام و التحديات المعاصرة، تونس، سراس للنشر.

مولاي الحاج، مراد. و أخرون (2006)، « الشباب الجزائري بين التهميش والإدماج »، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، الوكالة الوطنية لتنمية البحث الجامعي، وقائع الأيام العلمية لعرض نتائج البحث للبرنامج الوطني للجث، "السكان و المجتمع"، الجزائر، منشورات CRASC-ANDRU.

مولاي الحاج، مراد.، راجعي، مصطفى.، عامر، ع.، مجاهدي، مصطفى. (2006)، تقرير نهائي لمشروع بحث عن الشباب والقيم في وهران، غير منشور، وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية.

مرزوق، محمد. و آخرون (2010)، التديّن كظاهرة جيلية، نتائج دراسة ميدانية غير منشورة، وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية.

المراجع باللغة الأجنبية

Belarbi, A. (1984), « Les attitudes des lycéens et lycéennes envers la religion », in CERS, jeunesse et changement social, Tunis, ALASRIA.

Bourqia, R., (dir.) (2000), Les Jeunes et les valeurs religieuses, Casablanca, Edition EDDIF.

El Ayadi, M., Rachik, et H., Tozy, M. (2007), L`Islam au quotidien : enquête sur les valeurs et les pratiques religieuses au Maroc. Casablanca, Edition Prologues.

Galland, O. (2007), Sociologie de la Jeunesse, Paris, Armand Colin, 2007.

Guiso, L., Sapienza, P., and Luigi Zingale, L. (2003), « People’s Opium? Religion and Economic Attitudes », in Journal of Monetary Economics, Vol 1, nº 50.

Haddad, M. (2005), (dir.), Dialoguer avec autrui, se questionner sur soi-même: Islam et Christianisme ; Education et Progrès, Tunis, Konrad Adenauer Stiftung.

Inglehart, R. and Norris, P. (2004), Rising Tide: Gender Equality and Cultural change around the World, Cambridge, Cambridge University Press.

Kennouche T., Haddab, et M., Khenniche, I. (1982), Les jeunes ruraux et l’école : mythes et réalités, Alger, Éditions du CREAD.

Kucinskas, J. (2010), « A Research Note on Islam and Gender Egalitarianism: An Examination of Egyptian and Saudi Arabian Youth Attitudes», in Journal for The Scientific Study of Religion», Vol. 4, nº 49.

Mensch, B., S. et al. (2003), « Gender-role attitudes among Egyptian Adolescents”, in Studies In Family Planning», Vol. 1, nº 34.

Moaddel, M. (2007), (dir.), Values and Perceptions of the Islamic and Middle EasternPublic, New York, Palgrave Macmillan.

Rarrbo, K. (1995), L’Algérie et sa jeunesse, Paris, l’Harmattan.

Tessler, M. (2004), «The View from the Street: the Attitudes and Values of Ordinary Algerian», in The Journal of North African Studies, Vol. 9, n°. 2.

World Bank, (2004), Gender and Development in the Middle East and North Africa, Washington, World Bank.


 الهوامش

[1] في السنوات الأخيرة أجريت العديد من التحقيقات الاجتماعية الواسعة التي أشرفت عليها جامعة ميشيغان الأمريكية في إطار ما يسمى بـ World Values Surveyوالتي تجمع معطيات ضخمة عن المواقف و القيم والآراء حول مختلف جوانب الحياة الاجتماعية وشملت 80 بالمئة من سكان العالم ومنذ سنة 2001 بدأت تشمل هذه التحقيقات الكمية العالم العربي ومنها الجزائر في سنة 2002.

[2] Guiso, L., Sapienz, P. and Zingale, L. )2003(, « People’s Opium? Religion and Economic Attitudes », in Journal of Monetary Economics ,Vol.1, nº 50, p. 249.

[3] Inglehart, R., Norris, P. ( 2004), Rising Tide, Gender Equality and Cultural change around the World, Cambridge, Cambridge University Press, p. 68.

[4] نستعمل في هذه الدراسة مصطلح الجندرGender بالإنكليزية والذي تقابله كلمة Genre بالفرنسية، فعوض كلمة الجنس التي لها دلالة بيولوجية ومشتركة مع الحيوانات نخص البشر بعبارة الجندر التي لها دلالة اجتماعية حيث انها مقولة اجتماعية مثلها مثل السن والتعليم والطبقة الاجتماعية و ليس مجرد صفة بيولوجية. الجندر مفهوم يحدد فرص الإنسان في المجتمع والحصول على الحقوق والامتيازات مثله مثل الطبقة والطائفة و العرق و غيرها كما جاء في تعريف الجندر في تقرير البنك العالمي عن التنمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الصادر سنة 2004 فأن تكون ذكرا أو أنثى فهذا يخلق أو ما يزال يخلق فروقا اجتماعية واقتصادية بين الناس في العديد من المجتمعات .فعوض الحديث عن وجود جنسين الذكر و الأنثى نتحدث عن وجود جندرين اثنين، جندر مذكر والآخر مؤنث وتشير المواقف الجندرية إلى المواقف المتعلقة بحقوق وفرص كل جندر التي يتبناها كل جندر عن جندره أو عن الجندر المقابل.

[5] El Ayadi, M., Rachik, H., et Tozy, M. (2007), L`Islam au quotidien : enquête sur les valeurs et les pratiques religieuses au Maroc, Casablanca, Edition Prologues, p. 109-170.

[6] Galland, O. (2007), Sociologie de la Jeunesse, Paris, Armand Colin, p. 180.

[7] Adam, A. (1962), Une enquête auprès de la jeunesse musulmane au Maroc, Aix-en-Provence, Annales de la faculté des lettres, in Bourqia, R. (2000),(dir.), Les Jeunes et les valeurs religieuses, Casablanca, Edition EDDIF, p. 16.

[8] Pascon, P., Bentahar, M. (1969), « Ce que dissent 296 jeunes ruraux », BESM, nº 112-113, janvier, in Bourqia, R., op.cit .

[9] Belarbi, A. (1984), « Les attitudes des lycéens et lycéennes envers la religion», in CERS (dir.), Jeunesse et changement social, Tunis, ALASRIA, p. 229.

[10] Bourqia, R, Les jeunes et les valeurs religieuses, op.cit., p. 18.

[11] Kennouche, T., Haddab, M., et Khenniche, I. (1982), Les jeunes ruraux et l’école : mythes et réalités, Alger, Éditions du CREAD, p. 145.

[12] Rarrbo, K. (1995), L’Algérie et sa jeunesse, Paris, l’Harmattan, p. 122-123.

[13] Bourquia,R., op.cit., p. 44. (dir.).

[14] El Ayadi, M., Rachik, H., et Tozy. M., op.cit., p. 113.

[15]مولاي الحاج، مراد، راجعي، مصطفى.، عامر، ع.، مجاهدي، مصطفى. (2006)، تقرير نهائي لمشروع بحث عن الشباب والقيم في وهران، وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.

[16] مرزوق، محمد، و آخرون، (2010 )، التديّن كظاهرة جيلية، نتائج دراسة ميدانية غير منشورة، وهران، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية..

[17] Bourquia, R., op. cit., p. 15.

[18] Idem., p. 14-15.

[19] Rarrbo, K., op. cit., p. 122-123.

[20] Bourquia, R., op. cit., p. 73 et p. 205.

[21] El Ayadi, M., Rachik, H., et Tozy, M.op. cit., p. 80 et 127.

[22] مولاي الحاج، مراد. و آخرون، مصدر سابق.

[23]مرزوق، ممحمد. و آخرون ، مصدر سابق.

[24] Tessler, M. (2004), « The View from the Street: The Attitudes and Values of Ordinary Algerian », in the Journal of North African Studies, Vol. 9, n° 2, p. 187, 192 et 195.

[25] معطيات المسح تم جمعها من قبل محققين تحت إشراف خبراء من الديوان الوطني للإحصاء بوهران و ذلك في إطار مشروع بحث "الشباب الجزائري بين التهميش والإدماج" تحث إشراف الأستاذ مولاي الحاج مراد و ذلك في إطار البرنامج الوطني للبحوث، السكان و المجتمع، الذي أشرف عليه مركز الأبحاث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية. أنظر وقائع الأيام العلمية لعرض نتائج البحث للبرنامج الوطني للبحث "السكان و المجتمع"، الجزائر، منشورات CRASC-ANDRU، 2006، ص. 31.

[26] تم تعريف التديّن في هذه الدراسة بالتركيز على البعد الشخصي و المعياري في الدين. تم اختيار الأهمية الفردية التي يمنحها الفرد للدين في حياته الشخصية و الاجتماعية و كيف يعبر عن التزامه بالمعايير الدينية من خلال السلوك كمؤشرات لقياس بعدي التديّن في هذه الدراسة. اختير مستوى أهمية الدين في الحياة الفردية في جانبها النفسي والعائلي (أهمية الدين في الحياة والراحة النفسية التي يمنحها الدين للشاب و أهميته في اختيار الشريك الزوجي) و هي مؤشرات تقيس وزن البعد الشخصي للدين بالنسبة للشاب و من ثم اختيار الالتزام بالمعايير الاقتصادية (قاعدة تحريم الربا) كمؤشرات تقيس وزن البعد المعياري في التديّن و كلا الجانبين الشخصي و المعياري يصلح لقياس التديّن الشباني في تأثيره على المواقف من المشاركة الاقتصادية للنساء.

[27] Tessler. M., op.cit., p. 193.

[28] Moaddel, M. (2007), « The Saudi Public Speakers: Religion, Gender and Politics », in Moaddel, M. (dir.), Values and Perceptions of the Islamic and Middle Eastern Public, New York, Palgrave Macmillan, p. 214-230.

[29] Mensch, B., S., et al. (2003), « Gender-role attitudes among Egyptian Adolescents », in Studies In Family Planning, Vol 1,nº 34, p. 15.

[30] أنظر:

Kucinskas, J. (2010), « A Research Note on Islam and Gender Egalitarianism: An Examination of Egyptian and Saudi Arabian Youth Attitudes », in Journal for The Scientific Study of Religion, Vol 4, nº 49.

[31] Kucinskas, J. op.cit., (p. 761-770.

[32] الأخضر، لطيفة (2001)، امرأة الإجماع، تونس، سراس للنشر، ص. 145

و انظر أيضا : Lakdar, L. )2005(, « Monothéisme et histoire des femmes: Quelles demarches », in Haddad, M (dir.), Dialoguer avec autrui, se questioner sur soi-même : Islam et Christianisme ; Education et Progrès, Tunis, Konrad Adenaeur Stiftung, p. 137

[33] الطالبي، محمد. (1996)، أمة الوسط: الإسلام وتحديات المعاصرة، تونس، سراس للنشر، ص .115.

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche