الشباب الجزائري و التعبئة السياسية عبر فضاءات الحوار الافتراضي في ظل موجة الاحتجاجات

إنسانيات عدد 55-56| 2012 |  الشباب بين الحياة اليومية و البحث عن الهوية | ص 67-81 | النص الكامل 


Algerian youth and political mobilization in virtual space

Abstract: The belief of a social network magical capacity has made certain observers believe that Algeria has not like her neighboring countries known the experience of social explosion because the social networks such as Facebook and Twitter have not succeeded in accompanying this movement and orientating it. This orientation carries the belief in a magical capacity of these political spaces. This type of reading conceals several contextual data: these means have not real roles and do not produce possible effects outside the context in which they are fully active.
Keywords: youth, communication network virtual, mobilization, influence, Algeria


Mustapha MEDJAHDI : Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31000, Oran, Algérie.


مقدمة

يحيل الحديث عن قدرة فضاءات الـحوار الاجتماعي على التعبئة السياسيـة و إشعال الثورات إلى توجّهين مختلفتين. ينبثق الأول من توجه تقني يفسّر الثورات بالقدرة التي أضحى يمتلكها الفضاء الافتراضي [1] في التأثير، بينما يرجع التوجه الثاني أسباب الانفجار الاجتماعي إلى عوامل اقتصادية، سياسية، اجتماعية و ثقافية و لا يسند لفضاءات الحوار إلا أدوارا ثانوية.

يضع التوجه الأول الأنترنت على رأس العوامل التي تفسّر الاحتجاجات. تنطوي هذه الرؤية على انبهار بالقدرة الساحرة لهذه الوسيلة و يشكر معتنقوه فايسبوك و تويتر لأنهما كانا في مستوى تطلّعات الجماهير. دفع الترويج للقدرة السحرية التي تمتلكها فضاءات التواصل الاجتماعي ببعض الملاحظين إلى الاعتقاد أن الجزائر لم تعش التجربة التونسية أو المصرية و غيرهما فقط لأن فضاءات الحوار الافتراضي مثل فايسبوك و تو يتر لم تؤد دورا يذكر في الجزائر فيما يتعلق بقدرتها على التعبئة السياسية و لم تنجح في احتواء و تجميع الإرادة و توجيهها على شاكلة ما حدث في تونس و مصر و غيرهما من الدول العربية التي عاشت تجارب الانفجار الاجتماعي.و يبيّن التصريح التالي مدى الاعتقاد الذي خلفه الترويج للقدرة المطلقة لفضاءات الحوار الافتراضي:" في الجزائر، ليس هناك جيل فايسبوك، تويتر أو حتى أنترنوت باختصار " [2] ، و كـأنه يكفي وجود هذه الفضاءات لتحدث الثورة بشكل حتمي. و من وراء هذا الاعتقاد انطلقت محاولات عبر فضاءات الحوار تسعى إلى التعبئة السياسية، إلا أن هذه المحاولات راهنت على معطيات لم تكن دقيقة. يبقى الآن أن نذكّر بحقيقة أن الجزائر تعرف تأخرا في مجال انتشار الإعلام الآلي و التواصل عبر الأنترنت، إلا أنه يجب التساؤل فيما إذا كان هذا الـتأخر هو العامل الحاسم الذي يفسر فشل التعبئة السياسية خلال موجة الاحتجاجات أم أن هناك عوامل أخرى؟

يُرجع التوجه الثاني الغارق في منطق اجتماعي [3] الاحتجاجات إلى أسبابها الاقتصادية، السياسية و الثقافية و يقلّص في الوقت ذاته من دور فضاءات الحوار الاجتماعي، لاسيما فيما يتصل بتحليل موجة الانتفاضات التي تكتسح جزءا مهما من العالم العربي. و لا تؤدي فضاءات الحوار وفقا لهذا التصوّر إلا دورا ثانويا لاسيما في تقديم أي تحليل لموجة الثورات. يعتقد المتمسكون بهذه القناعة أن الثورات لا تفسر تفسيرا منطقيا إلا بالعودة إلى الظروف الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية و الثقافية التي أوجدت خزان الوقود الذي أضرمها. فوجود أو غياب فايسبوك ليس عاملا حاسما في ذلك، فهذه الشبكات ليست في النهاية إلا وسائل العصر، حدثت قبلها ثورات و ستحدث ربما بعدها، فهي لا تؤدي بالتالي إلا دورا مسرّعا للأحداث و تضفي عليها لون عصرها.

يعتقد بعض الكتاب الذين تمسكوا بهذا التوجه، أنّ الوضع الاجتماعي، السياسي و الاقتصادي في الجزائر لا يختلف كثيرا عمّا هو عليه في باقي الدول التي عرفت ثورات. ففي المقال الذي صدر في الكتاب الموسوم: الربيع العربي إلى أين؟ يزعم توفيق مديني أن هناك تشابه في المعطيات و يدرج الجزائر في هذا التشبيه قائلا:"هذه الثورات اندلعت بسبب، ارتفاع أسعار الغذاء، و زيادة الفقر، و ارتفاع متوسط معدل البطالة للفئة العمرية ما بين 15 و 24 سنة في تونس و مصر، و الجزائر، و اليمن إلى نحو 35 بالمائة، مقابل متوسط معدل عالمي 14,4 بالمائة، و تجاهل الدول العربية التسلطيـّة هذه المشـكلات ذات الطابع التنمـوي و الاجتماعي، و تأثيراتها الأمنية و السياسية" [4] .إذا كانت مثل هذه القراءة صائبة فيما تذهب إليه، فمن المفترض أن تتوفر لدى الشباب استعدادات تدفعهم إلى الانسياق وراء محاولات التعبئة، و مادام أن هذا لم يحدث وجب البحث في الأسباب التي جعلت الشباب ينأى بنفسه عن النداءات التي تداولتها مختلف المواقع على الشبكة الافتراضية خلال عاصفة الاحتجاجات التي كانت تهب على المنطقة المغاربية؟

من أجل تقديم عناصر إجابة لهذا الموضوع سنعتمد على نتائج دراسات مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية [5] التي سمحت لنا الفرصة بالمشاركة فيها و لاسيما المحور الذي يتناول علاقة الشباب بالأنترنت، بالإضافة إلى متابعة للحوارات المختلفة التي كانت تدور على مواقع الأنترنت لاسيما نداءات التعبئة و الردود التي أثرتها على الشبكة الافتراضية.

يقتضي تقديم بعض عناصر الإجابة إعادة تشكيل صورة واضحة عن السياق الذي جرت فيه محاولات التعبئة و تسليط الضوء على الواقع الذي واجهته هذه المحاولات. و هذا يدفعنا إلى إثارة العناصر التالية: يتعلق الأول بالدور المسند للأنترنت في المجتمع و هذا يسمح بمعرفة امتداد و انتشار استعمال فضاءات الحوار الافتراضي على رأسها فايسبوك و تويتر اللـذان أحاطت بهما البهرجـة و الزخم خلال موجة الاحتجاجات؛ أما العنصر الثاني فيرتبط بعلاقة الشباب بالفضاء السياسي و مدى الاستعداد المسبق لديهم للاستجابة لمحاولات التعبئـة. و نتـناول في العنـصر الثالث المبادرات الـتي اتخـذتها السلطات السـياسية قبـل و أثناء موجة الاحتجاجات لتأطير الشباب بما في ذلك توجيه استعمالاتهم لفضاءات الحوار الاجتماعي. لا ننسى أن الاحتجاجات التي عرفتها الجزائر و التي انطلقت في الخامس من شهر أكتوبر سنة 1988 كانت لها آثارا كبيـرة على الحريات العامة، منـها تحرير قـطاع الإعـلام، و بروز الأحزاب (1989) و تبعتها سنوات من العنف خلفت نفورا تلقائيا من العودة إلى التجربة الأليمة، فهذه المعطيات التاريخية المتعلقة بالسياق الجزائري لا تزال تتحكم في النظرة للاحـتجاج و مآله.

وضعية الأنترنت في الجزائر

لا يمكن في تقديرنا الحديث عن أيّ دور لفضاءات الحوار الاجتماعي و انتشار استعمالها دون العودة إلى وضعية شبكة الأنترنت و مدى استعمالاتها في الجزائر. تبيّن الإحصائيات التي قدمها الديوان الوطني للإحصائيات من خلال عملية الإحصاء الوطني للسكان (2008)، أن %3,4 فقط من العائلات في الجزائر موصولة بالأنترنت.

المخطط رقم 1 : وسائل الإعلام و الاتصال في الفضاء العائلي الجزائري

  المصدر : الاحصاء العام للسكان (ONS :2008)

حتى و إن بدا من الصعب إجراء مقارنة مع الوضعية في تونس، كون المعطيات التي يقدمها الديوان المذكور تتعلق بوصل الأنترنت بالفضاء الأسري، إلا أنه من المهم معرفة أنه من " بين 10 ملايين ساكن بتونس، يقدر عدد مستعملي الأنترنت بـ 3,5 مليون" [6] ، أما في الجزائر التي يفوق تعداد سكانها 33 مليون فلا يزيد عدد مستعملي الشبكة عن " 4,5 مليون" [7] . و يوضح (المخطط رقم 01) المكانة التي يحتلها الأنترنت الذي يأتي في مؤخرة الترتيب مقارنة بباقي الوسائل الأخرى لاسيما السمعية البصرية. هذا التأخر في وصل العائلات بالشبكة لا يعكس الواقع الحقيقي إذا ما علمنا أن عدد مقاهي الأنترنت بلغ سنة 2010 ثلاثة آلاف مقهى [8] .يبقى مقهى الأنترنت هو المكان الذي يمارس فيه هذا النشاط. و وفقا لمعطيات لتحقيق أجري سنة 2006 فقط %32,2 من مجموع الشباب الذين يمتلكون الأنترنت في البيت، في حين يلجأ %74 منهم إلى المقهى الافتراضي [9] ،و يفسر الطلب الشباني على هذا النشاط الذي يزاول خارج الفضاء الأسري مدى الانتشار المتزايد و حتى بشكل غير منظم لهذه التجارة المتنامية.

حدود القدرة السحرية [10] لفضاءات الحوار الإفتراضي

تسمح قراءة الإحصائيات الخاصة باستعمالات فايسبوك بمقارنة الجزائر بباقي الدول العربية لاسيما تلك التي عرفت احتجاجات قيل أنه كان للفايسبوك دورا فيها.تحتل الجزائر المرتبة الثامنة بنسبة %4,6، في حين تتربع على القائمة دولة قطر (المرتبة الأولى) بنسبة مستعملين تقدر بـ %59,7، تليها الإمارات العربية المتحدة بـ %42، ثم البحرين %36,9، بينما يحل لبنان في المرتبة الرابعة بنسبة %23,4.و من الملاحظ أن الدول التي عرفت أولى الاحتجاجات لا ترد سوى في المراتب الوسطى، فتونس مثلا لا تأتي إلا في الترتيب الخامس بنسبة %20، تليها مصر بـ %16,5، ثم المغرب بـ %7,6 و ليبيا بـ%4,5 و اليمن في آخر الترتيب بـ%1 [11] .

هذا الترتيب يبيّن أنه لا توجد علاقة آلية و خطية بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي (مثل فايسبوك) وحدوث الثورات، بدليل أن الدول التي حدثت فيها ثورات لم تكن في مقدمة الترتيب.

في غياب هذه العلاقة لم يكن لنداء"الشباب الجزائري غير المنتسب لأي حزب سياسي، أو مؤسسة عسكرية أو تيار أجنبي، وحريص على مستقبل البلاد لمسيرة يوم 19 مارس من البريد المركزي إلى مقر الرئاسة" [12] ، أي حظوظ لبلوغ الأهداف المرجوة و لم تكن المراهنة على فضاءات الحوار الاجتماعي صائبة، و لم تتم بالمقابل إثارة اللعبة الاقتصادية و الإشهارية التي كانت وراء ذلك. و ما دامت العلاقة بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي و اندلاع الاحتجاجات غير واضحة من خلال المعطيات الميدانية، فلا يمكن بالتالي تفسير عدم انتشار الاحتجاجات في الجزائر بقصور هذه الفضاءات.

يبقى الآن أن نتساءل، إن لم تكن هناك علاقة جليّة بين انتشار فضاءات الحوار الاجتماعي (مثل فايسبوك و تويتر) لماذا أُحيطت المسألة بكل هذه البهرجة؟ من المعلوم لدى الجميع أن هذا المشروع مكّن مارك زاكربارغ من أن يصبح الملياردير الرابع عشر في الولايات المتحدة، بثروة قدرت بسبعة عشر مليار دولار و لم يبلغ بعد الثلاثين سنة من عمره، و كثيرا ما يسوّق هذا الشاب الأمريكي على أنه مثل يقتدي به شباب العالم ويبجل لأنه وضع في خدمة الإنسانية القوة التحريرية لشبكته. يغفل البعض الآخر على أن استعمال عبارة "شبكات التواصل الاجتماعي"، هي تسمية تخفي الأبعاد التجارية، السياسية و الإيديولوجية [13] لهذه الشبكات.

مراقبة فضاءات الحوار الاجتماعي

أثار الحديث حول دور فضاءات الحوار و قدرتها على إشعال فتيل الاحتجاجات ردود أفعال تجاه فايسبوك و تويتر. فلئن كانت هذه الفضاءات مصدر إعجاب في البلدان التي حدثت فيها احتجاجات، فإن الأمر على خلاف ذلك في دول أخرى، إذ ينظر لها على أنها سلاح ذو حدين يتوقف ذلك على كيفيات استعمالها، فقد تكون مثيرة للبلبلة و الفوضى و خلق عدم الاستقرار، و قد تؤدي أدوارا ايجابية. هذا ما يمكن أن نستخلصه من تصريحات المشاركين في اليوم الدراسي الذي نظمته لجنة الشباب، الرياضات و النشاط الجمعوي في البرلمان في ماي 2011 تحت عنوان: "فضاءات الحوار الاجتماعي على شبكة الأنترنت"، حيث صرح آنذاك وزير الشباب و الرياضة قائلا: "إن فضاءات الحوار الاجتماعي مثل فايسبوك و تويتر يمكن أن تكون حلاًّ"، و لدرايته بالفجوة الموجودة بين الشباب و المجتمع و ما يضمره هؤلاء من إحساس بالتهميش، أردف قائلا:" بمعزل عن بعض السمات السلبية، فإن فضاءات الحوار الاجتماعي يمكن أن تلعب دورا في المسائل المتعلقة بالتواصل بين الأجيال، بين الإدارة و المواطن و حتى داخل الجمعيات، التنظيمات و الأحزاب السياسية، بمعنى إشراك هذه الفضاءات في تدعيم قيم المواطنة و خاصة في صيانة الهوية الوطنية".

يهدف هذا الخطاب إلى توجيه استعمالات فضاءات الحوار الاجتماعي إلى المشاركة في" تعميق عملية التغيير التي انطلقت فيها الجزائر"، و تعكس وجهة نظر السلطة السياسية الساعية إلـى المحـافظة على الاستقرار الضروري للتنميـة، و عليه وجب إشراك هذه الفضاءات في المحافظة على الاستقرار المنشود. انطلقت من هنا وسائل الإعلام الثقيلة في حملة تقدم للشباب ما تراه السلطة :"استعمال أمثل لفضاء الحوار الاجتماعي". لم تلق هذه النظرة التي تبنّتها السلطة لأدوار فضاءات الحوار الاجتماعي إجماعا من قبل فئة من الشباب التي عبرت عن آراء مخالفة عبر الشبكة.

المبادرة السياسية: " الاستشعار المسبق"

يمكن تصنيف تدخلات السلطة العمومية قبل و أثناء مرحلة الاحتجاجات في عنصرين. يتعلق العنصر الأول بالبرامج [14] المختلفة التي وضعتها السلطات العمومية لفائدة الشباب و التي كانت قد انطلقت مبكرا أي قبل هبوب رياح الاحتجاجات في المنطقة. أما المستوى الثاني فيعكس التوجس الذي ساد أنداك من خطر فضاءات الحوار الاجتماعي مما استدعى التدخل في توجيه استعمالات الشباب للأنترنيت على رأسها مواقع الحوار الاجتماعي و الذي ترجمه شعار "الاستعمال الأمثل لفضاء الحوار الاجتماعي" الذي لقي الدعم من قبل وسائل الإعلام الثقيلة مثل التلفزيون مما يعكس التخوف من قدرة الفضاء على تحريك الشارع.

انطلقت المبادرة السياسية في حقيقة الأمر مبكرا، ففي سنة 2006 و بمناسبة اللقاء الحكومة / الولاة أواخر سنة 2006 طرح ملف الشباب بقوة إثّر تنامي ظاهرتي "الحرقة" و انتشار العمليات "الانتحارية" التي كان وقودها الشباب. كانت الحصيلة السلبية التي خرج بها المشاركون آنذاك بمثابة جرس إنذار سمح للسلطات العمومية بتدارك الأوضاع و لو جزئيا قبيل انطلاق موجة الاحتجاجات. ففي الوقت الذي كانت تهب فيه رياح الاحتجاجات على المنطقة، كانت الاجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية قد عرفت طريقها إلى التجسيد الفعلي و جلبت إليها فئة واسعة من الشباب لاسيما تلك المتعلقة بدعم تشغيل الشباب ( أكثر سرعة في معالجة الملفات، امتيازات خاصة بالضمانات و تمويل المشاريع...). سهلت هذه الوضعية للمسؤولين احتواء الوضعية من خلال تنظيم "الجلسات العامة للمجتمع المدني" التي شارك فيها أكثر من ألف شاب يمثلون مختلف التنظيمات. لا شك أن هذه المناسبة سمحت لهم بالتعبير بكل حرية عن رؤاهم و مطالبهم المختلفة في قصر الصنوبر (دون أن تستوعبها فضاءات الحوار الاجتماعي)، و لكنها سمحت في الوقت نفسه للسلطات العمومية بتحويل الاحتجاجات نحو فضاء يسهل مراقبته و احتوائه، و سدّ السبل أمام محاولات استغلال الغضب الشباني في تلك الظروف الاستثنائية و توجيهه في مسارات أخرى تفضي إلى المواجهة. و استفادت هذه الجلسات من تغطية إعلامية كبيرة كانت تهدف أصلا إلى انخراط الشباب الذي لم يشارك مباشرة في الحدث من خلال متابعة الأحداث عبر وسائل الإعلام. و من بين المسالك التي تم التركيز عليها مباشرة بعد هذه الجلسات يبرز برنامج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، حيث سجلت مصالح هذه الأخيرة إيداع 360000 ملف خلال 2011 أي ما يعادل زيادة قدرها %1000 مقارنة بالملفات المودعة سنة 2001.

الشباب: مواقف متعارضة على الشبكة

لا تتعلق الأدوار التي يمكن أن تؤديها فضاءات الحوار الافتراضي فيما يخص التعبئة فقط بالعناصر التي ذكرناها سابقا، و إنما يجب العودة كذلك إلى الاستعمالات المسندة اجتماعيا وثقافيا للشبكة العنكبوتية و ضعف التوظيف السياسي لدى الشـباب المرتبط أصلا بتراجع انخراطهم في الحياة السياسية، و بالتالي فالمواقف المتعارضة على فضاءات الحوار الافتراضي لم تكن تعني سوى أقلية من الشباب، و يبقى أن نشير إلى الصعوبات التي تنجم عند التعامل مع النص، فمنتوج هذه الكتابات يبقى في كل الأحوال شخصيات افتراضية، إذ تحرر الشبكة نفسها الكاتب من هويته، حيث يصبح بإمكانه أن يصنع لنفسه أية هوية يشاء.

مكانة السياسة في اختيارات الشباب على مواقع الأنترنت

تبين طبيعة المواقع التي يتم زيارتها من قبل الشباب (تحقيق 2006) على الشبكة الافتراضية تدني الأهمية المولاة إلى المواقع ذات المحتوى السياسي، فمن بين مائتي شاب من الجنسين مساهم في التحقيق عن طريق المقابلة لم يذكر سوى ثلاثة منهم اهتمامهم العابر بالمواقع السياسية. كانت الاختيارات متجهة أكثر نحو المواقع التي توفر المعلومات. و يبيّن التحقيق الذي أجري بالمقاربة الكيفية باستعمال المقابلات أن الشباب البطّال ذو المستوى التعليمي المتدني يهتم أكثر بالمواقع التي توفر معلومات ذات صلة بالعمل في الخارج، الزواج بالأجنبيات إلى غير ذلك مما له صلة بالهجرة. يصرّح طلبة الجامعة و الثانوية أن ما يهمهم أكثر على المواقع هي المعلومات العلمية أو تلك التي لها صلة بالثقافة العامة.

و لا يمثّل هذا النفور من المواقع السياسية على الشبكة سوى انعكاسا لواقع العلاقة الفعلية التي يبنيها أفراد المجتمع مع الفضاء السياسي. بيّنت نتائج الاستطلاع الذي مس 12 دولة عربية من بينها الجزائر درجة تدني هذا الاهتمام بالسياسة عموما إذ أنّ %39 غير مهتمين تماما بالشؤون السياسية في بلدهم، %41 مهتمون قليلا، و %2 أعربوا عن اهتمامهم البالغ بالشأن السياسي. [15]

و يؤكد التحقيق [16] الذي أجرته الجمعية الموسومة "التجمع لحركة الشباب" بالاشتراك مع إيكوتكنيكس خلال تشريعيات 10 ماي 2012 هذه المواقف المتحفظة و تراجع ثقة اتجاه المترشحين مما ينعكس على علاقة الشباب بالحقل السياسي. وهذا النفور للشباب من الحقل السياسي ليس ظاهرة مستجدة على الفضاء العام، فقد بينت لنا نتائج التحقيق الذي أجري سنة 2004 عن طريق الاستمارة و الذي مس 500 شاب من وهران أن فقط ما يقارب %12,7 فقط عبروا عن اهتمامهم بالسياسية و لكن لا يعني ذلك بالضرورة انخراطهم في تنظيمات رسمية.

و لم تشر نتائج التحقيق الذي أجري في الجزائر العاصمة إلى أي اهتمام من قبل الشباب بالمواقع ذات المحتوى السياسي، بل مهما كان الاختلاف بين المنطقتين التي أجري فيهما التحقيقان إلا أن هناك تشابه في الخيارات المتعلقة بالمواقع على الشبكة، إذ:" %68 من الشباب العاصمي يستعملون الأنترنت للحصول على المعلومات، %43,3 للاتصال، %32,3 لنسج علاقات الصداقة، %29,5 يستعملونه للعب، %12,1 للبحث عن العلاقات العاطفية" [17] .

و مثلما نلاحظ فالسياسة غائبة مجملا بوصفها اهتماما شبانيا على الأنترنت، و هو ما يؤكد انسحاب هذه الشريحة من الفضاء السياسي، و مهما كان الاهتمام الذي يوليه الشباب للأحداث السياسية فإنهم تابعوا باهتمام كبير مجريات أحداث الاحتجاجات في بعض أقطار العربية لاسيما دول الجوار، إلاّ أنهم منسحبون من الأحزاب، من الجمعيات و غيرها من التنظيمات ذات صلة بالنشاط المنظمّ. لم تكن للدعوات السياسية للاحتجاج التي تداولتها الصفحات على الشبكة الافتراضية حظوظا كبيرة في إنجاح التعبئة التي سعت إليها أمام هذا الانسحاب للشباب من الفضاء السياسي و ضعف الارتباط بمواقع الحوار الاجتماعي، و فضلا عن هذه المعطيات الموضوعية كان للمبادرات التي تبنتها السلطات العمومية قبل و أثناء مرحلة الاحتجاجات آثار هامة في فشل حملات التعبئة.

أفرز السياق العام وجود مواقف متعارضة فيما يخص التعبير عن الاستعدادات للتعبئة الخاصة بالدفع إلى الاحتجاج، فالموقف الأول المؤيد و الداعي للتعبئة يمكن أن نلاحظه في التصريح التالي: "إلى متى في الجزائر؟؟؟؟ فالأمور عندنا أسوء مقارنة بإخواننا في تونس و مصر".يعلم كل مشتغل في حقل العلوم الإنسانية و الاجتماعية أن هذا التشبيه لا يعبّر عن حقيقة علمية، إذ يقتضي ذلك الوقوف على المعايير التي تتطلّبها أية مقارنة علمية و موضوعية، و إنما يعبر هذا الرأي عن مدى قدرة وسائل الإعلام على تقديم "ثورة الربيع" على أنها "موضة" لمرحلة، و لا يجب تفويت فرصة الدخول فيها، و يفسّر هذا مدى انشغال مجموعة بالتعبئة في الفضاء الافتراضي اعتقادا في القدرة اللامحدودة لهذه الفضاءات.

أما الموقف المعارض للاحتجاج فيسوق حججا أخرى يمكن أن نقرأها في هذا التصريح الذي يقول صاحبه:

"الجزائر بخير، ليس هناك سوى بعض الطامعين، و لا يتبعهم أحد، ألا ترون ما أنجزه بوتفليقـة في 10 سـنوات؟ لا شـك أن التجمع من أجـل الـثقافـة و الديمقراطية سينفجر، تحيا الجزائر، تحيا بوتفليقة"..." عن أي غليان تتحدثون؟ ألقوا نظرة على أكبر جريدة و الأكثر ديمقراطية في العالم العربي لتعرفوا أن كلهم مع بوتفليقة، الجزائر ليست تونس أو مصر، نحن لم يكن لنا رئيسا لمدة 23 سنة مثل تونس أو 30 سنة مثل مصر، أظن أنكم تريدون الدخول في لعبة الجزيرة؟ أنتم مخطئون" [18] .

توضّح هذه التصريحات أهم الموقفين اللذان برزا في الحوار السياسي على الفضاء الافتراضي في مرحلة الاحتجاجات، يعبر الأول عن عدم الرضا عن الوضع و يستند في ذلك إلى البطالة، تراجع القدرة الشرائية، السكن ...، بينما يؤيد الثاني الخطاب الرسمي، يذّكر هذا التوجه بالإنجازات، و يرفض أي تشبيه بين ما يحصل في الدول العربية التي عرفت الاحتجـاجات و الوضع في الجـزائر، و يرى في الداعين إلى الاحتجاج مجرد انتهازيين و حتى خونة عند البعض الآخر.

لا تحدث الثورات بشكل اعتباطي، فلهذه الانتقالات شروط تحكمها، فإذا كانت هذه الشروط قد نضجت في بعض المجتمعات بما يكفي، فلا يمكن أن يوقف الاحتجاجات أي قمع قد يمارس ضدها، و إن لم تتوافر لدى المجتمع شروط موضوعية لحدوث ذلك فلا يمكن لفايسبوك أن يعوضها، فالتحولات العالمية فرضت على المجتمعات استيعاب جملة من التغييرات المرتبطة بالديمقراطية، و ضمان حقوق الأفراد و الجماعات، و حرية التعبير و التجمهر و غيرها من حقوق. لا يحدث استيعاب تلك المتطلبات في الفترة التاريخية نفسها بالنسبة لكل الدول لأن السياقات المحلية تختلف مهما التشابه في الكثير من العناصر. فالجزائر بعد أحداث أكتوبر 1988 و ما تلتها من تجارب أليمة بدأت تخرج للتو من النفق، و لكن هذه التحولات تفرض نفسها على مجتمعات أخرى في الفترة الراهنة و ربما في مناطق أخرى من العالم في فترات لاحقة.

خلاصة

نستطيع القول أن محاولات التعبئة الجماعية على الشبكة الافتراضية في الجزائر واجهت ظرفيا على الأقل سياقا أفرز مجموعة من العوائق الموضوعـيـة. تتعـلق مجـموعة منها بجوانـب تقنيـة مرتبـطة ببنيـة الأنترنت فـي الجزائـر و استعمالاته التي تعرف تأخرا مقارنة بدول أخرى. و لما كان انتشار و امتداد استعمال فضاءات الحوار الاجتماعي (فايسبوك و تويتر) مرتبط بمدى اتساع الاستعمالات عامّة للشبكة، فإن ذلك لم يوفر فرصا أمام هذه الفضاءات لتلعب دورا كبيرا مثلما راهنت على ذلك القوى السياسية التي انساقت وراء الاعتقاد في القوة السحرية لفضاءات الحوار الاجتماعي.

واجهت محاولات التعبئة الساعية وراء جلب الشباب إلى الاحتجاجات في الساحات العامة كذلك، مبادرات سياسية كانت استشعرت مسبقا الوضعية التي يعيشها الشباب و كانت قد انطلقت في برامج تمكنت من جلب فئات عريضة من هذه الشريحة إلى البرامج التي اقترحتها السياسات العمومية لاسيما فيما يتعلق بالتشغيل. هذا السبق مكن السلطة من احتواء الشباب من خلال فتح باب الحوار الذي حمل شرائح كبيرة من الشباب إلى التعبير و الاحتجاج في فضاءات منظمـة و يسهل مراقبتها. و قد اتبعت السلطة هذه الخطوات بتوجيهات لاستعمالات فضاءات الحوار الاجتماعي، تدخلات أقنعت على الأقل فئة من محبي فايسبوك و تويتر حتى و إن لم تكن كبيرة .

بقيت محاولات النداء إلى الاحتجاج رهينة الأساليب القديمة، و اعتقد بعض السياسيين أنه بإمكانهم القيام بالتعبئة، و فاتهم أن مختلف موجات الاحتجاج التي حدثت لم تكن لها زعامات، و لم تقم على الزعامة و الكارزما التقليدية.

وجبت في هذه الخلاصة العودة إلى بعض الأفكار التي طفت على السطح مع انطلاق موجة الاحتجاجات و التي بدت من كثرة تداولها من قبل وسائل الإعلام على أنها مسلمات. من أهم هذه الأفكار الرائجة، الاعتقاد أن الثورة تحدث انتقـالا مباشرا، آلـيا و آنيا إلى وضـع أفضـل، أما الثانيـة فتـتمثل في الاستبشـار و التسليم بالقدرة السحرية لفضاءات الحوار الافتراضي في إشعال الثورات و السير بها إلى نهاية المطاف .تبيّن شيئا فشيئا أن الأمر ليس كذلك على الأقل في المدى القصير إذ أظهرت نتائج المسح الذي أجراه المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات في 2011 ذلك الشعور الذي ينتاب المواطن في تونس و مصر حول تردي الأوضاع الأمنية و الاقتصادية بعيّد الاحتجاجات و سقوط الأنظمة. يصرح %53 من المستطلعة آراؤهم في تونس أن الوضع الأمني أسوء ممّا كان عليه على عهد نظام بن علي، وتبدو الأمور أسوء في مصر إذ أنّ %72 من المستطلعة آراؤهم يرون أن الوضع الأمني أسوء مقارنة بما كان عليه خلال فترة حكم نظام مبارك. يسري ذلك أيضا على المجال الاقتصادي، أين يرى %43 من المستجوبين في تونس أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد أسوء ممّا كانت عليه على عهد النظام السابق،و فقط %21 يرون أنها أفضل مما كانت من قبل. ويعبّر المصريون عن تشاؤم أكبر إذ %66 من المستجوبين يؤكدون أن الوضع الاقتصادي أسوء الآن مما كان عليه على عهد نظام مبارك [19] . مهما يكن من أمر هذه النتائج، إلاّ أن فضاءات الحوار الافتراضي برزت أو أريد لها أن تبرز بوصفها فاعلا في إشعال و إنجاح هذه الثورات، و من كثرة الحديث عن فايسبوك و تويتر اعتقد البعض أن الغالبية العظمى من الشعب المصري كانت عاكفة في تلك الفترة على فايسبوك و تويتر، لم تكن في حقيقة الأمر كذلك إذ تبيّن وفقا للمعطيات الميدانية أن فقط" %3 من المستجوبين في مصر ذكروا أنهم شاركوا بدعم الثورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي" [20] .

المراجع

مديني، توفيق. (2011)، "ربيع الثورات الديمقراطية العربية"، مقال صادر في كتاب لمجموعة مؤلفين: الربيع العربي. ..إلى أين؟ أفق جديد للتغيير الديمقراطي، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل العربي (63)، بيروت، لبنان، ص 59.

"الشباب الجزائري بين الاندماج و التهميش"، مشروع بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، وهران، تحت إشراف مولاي الحاج، مراد. قدم التقرير في أبريل 2004.

"الشباب و المجتمع في الجزائر: واقع و ممارسات"، مشروع بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، وهران، تحت إشراف مولاي الحاج، مراد. قدم التقرير في جوان 2007.

تقرير " المؤشر العربي 2011"، المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، الدوحة، قطر 2011.

Denécé. E. (dir.) (2012), La face cachée des révolutions arabes, Paris, Ellipses.

Aggoun, H. (2006), « L’utilisation de l’Internet en tant que moyen de communication chez les jeunes en Algérie », Institut des sciences de l’information et de la communication, Algérie, en collaboration avec l’institut de sondage Imar et la société Média Marketing.

Manrique, M. (2011), « Réseaux sociaux et médias d’information», Confluences Méditerranée, n° 79, 4, Paris, L'Harmattan.

Office National des Statistiques, 2008.

Webographie

Sebai Karima, « l'Algérie incapable de contrôler des réseaux sociaux », http://www.algerie360.com/algerie/lalgerie-incapable-de-controler-les-reseaux-sociaux. Site consulté le 28-10-2011.

http://www.tsa-algerie.com/politique/ils-appellent-a-une-marche-le-19-mars-a-alger_14731.html , page facebook dénommée pompeusement : « 19 mars 2011 : marche de la jeunesse algérienne ». Site consulté le 24/06/2011.

http://forumdesdemocrates.over-blog.com/article-mohamed-vi-et-facebook-69315250.html

http://www.jeuneafrique.com/Articl_ Reaction_detail /ARTJAWEB 2011 0204182555 /page /2/algerie-tunisie-internet-islamismel-internet-algerien-en-effervescence-malgre-les-promesses-de-bouteflika.html

http://www.paristechreview.com/2011/02/28/revolution-facebook-printemps-arabe-futur-politique-reseaux-sociaux


 الهوامش

*قدمت بعض عناصر محتوى هذا المقال باللغة الفرنسية خلال أشغال اللقاء الثاني الخاص ببرنامج l’IRMC :"الاتصال الافتراضي عبر الأنترنت و تحولات الروابط الاجتماعية و الهويات في المنطقة المتوسطية"، تونس 24 و 25 جوان 2011.

** مختص في علم اجتماع الإعلام و الاتصال، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، وهران، 31000، الجزائر.

[1]حتى و إن تغيرت الكلمات، يحيل المعنى في كل الكتابات إلى منطق القوة المطلقة لوسائل الإعلام، و هذا ما يبرز بشكل واضح في المقال الافتتاحي:" ثورة الفايسبوك: الربيع العربي والمستقبل السياسي لفضاءات الحوار الاجتماعي" حيث يؤكد الكاتب على أن " فايسبوك الذي اعتبر وسيلة تسلية للمراهقين أضحى أداة سياسية من الدرجة الأولى".

Paris Tech Review, 2011. Site consulté:

http://www.paristechreview.com/2011/02/28/revolution-facebook-printemps-arabe-futur-politique-reseaux-sociaux.

[2] Sam abed., 11/03/2011, 19:45:36: http://forumdesdemocrates.over-blog.com/article-mohamed-vi-et-facebook-69315250.html , Site consulté le 28-06-2011.

[3]لا يوافق كتّاب آخرون على هذه الرؤية، و هو ما نفهمه من خلال قراءة المقال الموسوم:" فايسبوك لم يقم بالثورة" أين يضع المؤلفان دور فايسبوك في الثورة محل تساؤل من خلال تصريحهم بما يلي:" كم من مرة سمعنا أو قرأنا هنا و هناك أن فضاءات الحوار الاجتماعي على الأنترنيت مثل فايسبوك و تويتر أسقطت الدكتاتوريين العربيين، لم يحدث في السابق أن تم الجمع بين وسائل الاتصال و تحولات سياسية بهذا العمق. أضحت الثورات العربية مدينة لهذه الوسائل التي أصبحت في أعين العديد من المعلقين، الوسائل السياسية الحاسمة في التعبئة الجماهرية و الجالبة للحقوق و للحريات الجديدة. هذا النوع من التفسير هو نصف الحقيقة".

Laacher, S. et Terzi, C., « Facebook n’a pas fait la révolution ». http://blogs.mediapart.fr/edition/revolutions-dans-le-monde-arabe/article/ 160311/ facebook-na-pas-fait-la-revolution

و يذهب مونريك مانييل في الاتجاه نفسه في المقال الموسوم:" شبكات الحوار الاجتماعي و وسائل الإعلام".

Manrique, M. (2011), va dans le même sens dans son article, Réseaux sociaux et médias d’information, Confluences Méditerranée, N° 79, 4, Paris, L'Harmattan.

[4] مديني، توفيق. (2011)، ربيع الثورات الديمقراطية العربية، مقال صادر في كتاب لمجموعة مؤلفين: الربيع العربي...إلى أين؟ أفق جديد للتغيير الديمقراطي، مركز دراسات الوحدة العربية، سلسلة كتب المستقبل العربي (63)، بيروت، لبنان، ص 59.

[5]المشروع الموسـوم، المرأة و الاندماج السوسيو اقتصادي، مركـز البـحث في الأنـثروبولوجـيا الاجتماعيـة و الثقافية، وهران، تحت إشراف بنغبريت، رمعون، نورية. قدم التقرير في أبريل 2006، حيث تناول عناصر متعلقة بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال في الفضاء الأسري.

المشروع الموسوم، الشباب الجزائري بين الاندماج و التهميش، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في أبريل 2004.

مشروع تحت عنوان: الشباب و المجتمع في الجزائر: واقع و ممارسات، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية، وهران، تحت إشراف مراد مولاي الحاج، قدم التقرير في جوان 2007.

مشروع بحث موسوم: الأسرة، التربية و الصحة، تحت إشراف بدرة متسم ميموني،2011، و قد اشتغلنا فيه حول تحليل علاقة الأسرة بوسائل الإعلام و آثار ذلك على الرابط العائلي.

[6] مديني، توفيق.، المرجع السابق، ص. 61.

[7] Sebai, K. ( 2011), «l'Algérie incapable de contrôler des réseaux sociaux», http://www.algerie360.com/algerie/lalgerie-incapable-de-controler-les-reseaux-sociaux, site consulté le 28-10-2011.

[9] Aggoun, H. (2006), L’utilisation de l’Internet en tant que moyen de communication chez les jeunes en Algérie, Institut des sciences de l’information et de la communication, Algérie, en collaboration avec l’institut de sondage Imar et la société Média Marketing.

[10] يذكرنا الاعتقاد في القدرة السحرية لفضاءات الحوار بنظرية التأثير الميكانيكي التي صيغت وفقا لمنطق المنعكس الشرطي عند بافلوف ( حافز / استجابة). و يمكن مراجعة هذه النظرية في أعمال هارولد لاسويل و سيرج تاخوتين.

[11] Malek Naïli, « Internet et révolution», http://kapitalis.com/kanal/36-internet/5473-internet-et-revolution-lipemed-attribue-la-palme-a-la-tunisie.html, consulté le 22- 10-2011.

[12] Http://www.tsa-algerie.com/politique/ils-appellent-a-une-marche-le-19-mars-a-alger_14731.html , page facebook dénommée pompeusement : « 19 mars 2011 : Marche de la jeunesse algérienne ». Site consulté le 24/06/2011.

[13] يمكن الإشارة هنا لكتاب " الوجه الخفي للثورات العربية" الذي له قراءة مغايرة للأحداث في جوانب إيديولوجية و سياسية.

Denécé, E., La face cachée des révolutions arabes, Paris, Ellipses, 2012.

[14] ليست هذه البرامج وليدة المرحلة الحالية و إنما وجدت منذ تسعينيات القرن الماضي مع تعاونيات الشباب، ثم مع برنامج الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، القرض المصغر، القرض الحسن، الشبكة الاجتماعية، عقود ما قبل التشغيل وغيرها.

[15] " المؤشر العربي 2011"، المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، الدوحة، 2011.

[16] Makedhi, M., « Les élections n’intéressent pas les jeunes », le quotidien El Watan, n° 6680, du 4 octobre 2012.

[17] Aggoun, H., données d’enquête 2006.

[18] Site consulté le 04/02/2011, http://www.jeuneafrique.com/Articl_ Reaction_detail /ARTJAWEB 2011 0204182555 /page /2/algerie-tunisie-internet-islamismel-internet-algerien-en-effervescence-malgre-les-promesses-de-bouteflika.html

[19]تقرير "المؤشر العربي 2011"، المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات، الدوحة قطر، 2011، ص. 21-28.

[20] "المؤشر العربي 2011"، المرجع السابق، ص. 27.

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche