إنسانيات عدد 16 | 2002 | وقائع، ممثلون وتمثلات للمحلي بالجزائر | ص39-48 | النص الكامل
Ferhane MAHER : Université d'Alger, Département de Sociologie, 16 000, Alger, Algérie
مـقـدمـة
تشكل العائلة نواة التنظيم الاجتماعي و مركز النشاطات الاقتصادية في المجتمع العربي القديم و الحديث، و تتمحور حولها حياة الناس بصرف النظر عن أنماط معيشتهم و انتماءاتهم الطائفية و الاثنية و الإقليمية و القبلية.
و هي أيضا الوسيط بين الفرد و المجتمع و المؤسسة التي يتوارث فيها الأفراد و الجماعات انتماءاتهم الدينية و الطبيعية و حتى الثقافية و السياسية إلى حد بعيد[1].
لقد تناولت هذه الدراسات وظائف الأسرة الريفية في قرية بدران ( قرية عراقية) في ناحية الراشدية شمال العاصمة بغداد و ذلك للتعرف على طبيعة هذا النظام في قرية عصرية ذات طابع مميز يختلف عن ما هو مألوف في قرى الريف العراقي، و يأتي انفرادها هذا كونها قرية صغيرة تجمع ما بين التقليد أو الأصالة و المعاصرة أو التجديد، و يظهر ذلك و بصورة جلية من خلال طبيعة عمرانها ونوع العلاقات السائدة و مجموعة القيم و المقاييس المتعارف عليها بين أفرادها.
كما و ينقسم مجتمع البحث (مجتمع القرية) على الرغم من محدودية حجمه إلى مجتمعين شبه منعزلين عن بعضهما، يمثل الأول مجموعة أسر مالكي الأرض و المال و الجاه ، و يمثل الثاني مجموعة أسر الفلاحين الأجراء.
كانت لهذه الدراسة انطلاقة جديدة في البحث الانثروبولوجي، ألا و هي محاولة تحليل طبيعة المجتمع و الوصول إلى أبعاده المختلفة من خلال دراسة بعض الوحدات كالأسرة التي تعكس طبيعة و أساليب سلوكه و مواقفه، و بذلك فإننا نستطيع الانــتقال من فــــهم الـظـواهر الصـغـرى micro-phénomenon إلــــــى فـــهم الــظـــواهر الكبرى .macro-phenomenon
و هذا ما استخدمه أوسكار لويس Oscar Lewis في دراسته الموسومة ( لا فيدا) أو (الحياة [2]) و هي تعنى بحياة أسرة تعيش ثقافة الفقر في مدينة سان جوان في بورتريكو و نيويورك في الولايات المتحدة.
و قد استخدم الباحث المنهج السوسيو أنثربولوجي الذي يجمع ما بين أساليب و أدوات المنهجين السوسيولوجي و الانثربولوجي، تشكلت العينة من (51) أسرة مجمل مجتمع البحث (مجتمع القرية).
- الأسرة ....البناء ....الوظائف :
توجد في القرية نماذج متعددة من الأسر فهناك الأسرة المركبة * و الممتدة (على الرغم من قلتها )، يعيش أفرادها في دار مشتركة و يخضعون إلى سلطة واحدة، تربطهم مجموعة من العلاقات و الأهداف و المصالح و الشعور الوحدوي المتماسك، و قد تكون هذا النوع نتيجة لزواج الرجل بأكثر من زوجة و ذلك طلبا للعزة و الجاه و لليد العاملة و نتيجة للإقامة الأبوية إذ إن مجتمع القرية مجتمع أبوي النسب والسلطة و المكانة فيه للذكور، فالابن عندما يتزوج يسكن هو وزوجته مع أسرة أبيه إذ يخصص لكل زوجة من زوجات الأب غرفة خاصة بها ولكل ابن متزوج غرفة خاصة به أما بـاقي الأولاد غــير المتزوجــين فيجـمعون فـي غــرفة واحـــــدة، و كذاك الحال بالنسبة للإناث غير المتزوجات، وهذا هو حال مجتمع [3]مالكي الأرض كما أشرنا سابقا ولنسميه مجتمع (أ) و الحال نفسه عند بعض مجتمع أو أسر الفلاحين الأجراء ولنسميه مجتمع (ب) أما البعض الأخر فليس لديهم غرفة خاصة بالذكور نظرا لصغر الدار مما يجعل الأولاد يشغلون غرفة "المضيف*"للنوم ليلا ، و من ثم تعود هذه الغرفة لممارسة دورها الطبيعي نهارا.
و من أسباب سكن الابن المتزوج مع أسرته و في دار أبيه، هو تحقيق لرغبة أفراد هذه الأسرة إذ يعزز ذلك من مكانتها ويدل على درجة التماسك و الترابط ما بين أفراد الأسرة الواحدة، كما يزيد من قدرات الأسرة على إدارة شؤونها الحياتية بالصورة الجماعية من خلال دور الابن و مساعدته لأفراد أسرته من جانب و لقدوم يد عاملة جديدة ( زوجة الابن ) تضاف إلى قوة عمل الأسرة فضلا عن كونها وحدة إنتاجية تزيد من حجم الأسرة عن طريق ما تنجبه من ذرية.
أما النموذج الثاني في القرية فهو الأسرة الممتدة Extended family المتكونة من الزوج و زوجته و أبنائه و بناته غير المتزوجين وأبنائه المتزوجين و زوجاتهم و أطفالهم ، فهي بذلك تتكون من ثلاثة أجيال أو أكثر،إضافة إلى جيل الآباء هناك جيل الأبناء و الأحفاد، تحمل هذه الأسر الصفات نفسها التي تحملها الأسرة المركبة من حيث ترابط أفرادها وتماسكهم و تعاونهم الجماعي على تحقيق وظائف الأسرة الاقتصادية والتربوية وغيرها من الوظائف الأخرى. وعلى ذكر أهمية الأسرة الممتدة فقد أكد"إريك وولف" في دراسة الموسومة ( الفلاحون) على أهميتها في الجماعات الزراعية المستقرة.
و على العموم فالأسرة لا تتمتع بصفة الديمومة و الاستمرار في البقاء لأنها خاضعة دائما إلى التغير و الانقسام الجزئي حين يكبر الأبناء و يتزوجون ويتركون البيت ليؤلفوا أسرا خاصة بهم [4].
و لذلك وجدنا نمطا آخر من الأسرة و هو الأكثر انتشارا ألا و هو الأسرة النووية المتكونة من الزوج و زوجته و أطفالهما التي تسكن دارا مستقلة، و يأتي هذا الاستقلال نتيجة لتأثير رياح التمدن و المدينة على مجتمع القرية و يأتي أيضا نتيجة لموت رب الأسرة و غياب الرمز الذي كان يجمعهم بالأمس و لتحسين الحالة الاقتصادية للشباب، و في أحيان قليلة يكون سبب الاستقلال وجود بعض المشاكل ما بين أسرة الابن و أسرة أبيه، هذا ما أشارت إليه الإحصائيات الميدانية.
و على الرغم من هذا الاستقلال لأسرة الابن إلا أنه يبقى استقلالا نسبيا، إذ تبقى أسرة الابن على اتصال وثيق و ترابط دائم و تعاون مستمر مع أسرة أبيه، فنجد العمل المشترك و الزيارات المستمرة ما بين الأسرتين الزوجية و الإنجابية.
و عن السلطة داخل أسر القرية فهي بيد الذكور و ذلك لمركزيتهم و مكانتهم مقارنة مع ما تحتله الإناث من مكانة و لكون مجتمع القرية أبوي النسب يؤكد الانتساب للذكور و الإقامة الأبوية و العصبة لأقارب الأب، فضلا عن هيمنة الأنماط الاقتصادية ذات السيادة الذكورية، فالسلطة بذلك تركزت بيد الذكور و لا سيما الأب فهو صاحب الأمر و النهي في جميع أمور الأسرة و قراراتها وتوجيهاتها، فللأب حق الموافقة أو الرفض في اختيار زوجة ابنه أو زوجة ابنته وفي تحديد نوع المهر و كميته، و له الحق في تحديد مستقبل أبنائه و معاقبة من يسيء منهم، و في أحيان كثيرة يكون للأبناء الكبار مشاركة في هذه السلطة،و هذا واحد من مؤشرات الديموقراطية الأسرية التي لم تشهدها البعض من قرى ريفنا العراقي و كما يقول المثل عند أهالي القرية (لو كبر ابنك خاويه)*، و ذلك من خلال تشاور الأب مع أبنائه الكبار بشأن تلك الأمور و القرارات، تنتقل هذه السلطة في حالة وفاة الأب أو عجزه عن تحمل مسؤولية الأسرة و التزاماتها إلى ابنه الأكبر، فبذلك يتحمل هذا الابن مكانة أبيه و يتمتع بحقوقه السلطوية كافة لذلك نراه مهتما بشؤون الأسرة ماسكا زمام السلطة بيده و ذلك لقيادته القيادة التقليدية التي تشرب مفاهيمها و قواعدها و أصولها و خفاياها من أسرته و عن طريقها، و في حالة غياب الأخ الأكبر تنتقل مركزية السلطة إلى الأخ الأصغر أو إلى أحد أخوان الأب في حالة انتفاء وجود أخ بالغ قادر على تحمل هذه المسؤولية.
و لمكانة المرأة في القرية علاقة بالسلطة و بعملية اتخاذ القرار داخل الأسرة، تحتل المرأة في مجتمع القرية مكانة اجتماعية أقل من تلك المكانة التي يحتلها الرجل و ذلك لكونها (المرأة) أقل أهمية من الرجل في أسرتها مقارنة بأهمية الذكر و أقل قدرة و قابلية على رعاية الأسرة و القيام بنشاطاتها أو مسك زمام السلطة وقيادتها كونها أقل كفاية و خبرة من الرجل فضلا عن نظرة المجتمع إلى النساء على أنهن نصف لا يعول عليه، محدود الفعالية و الفائدة، فانتهى أسيرا للاعتبارات و القيم الاجتماعية التي وضعها النصف الآخر و فرض احترامها[5].
لكن هذا لا ينفي دور المرأة خاصة الأم في مجتمع القرية بالذات و في الريف العراقي بصورة عامة[6]، و مشاركتها في اتخاذ القرارات المتعلقة بأمور الأسرة داخل حدود المنزل كتقسيم العمل ما بين نساء الأسرة (البنات و زوجات الأبناء) وتوجيههن نحو بعض الأعمال و في تحديد نوع الطعام المعد و ترتيب أثاث المنزل و توجيه الإناث و تدريبهن على فنون إعداد الطعام و الخبز و غيرها من الأمور المنزلية . يمكن الاستدلال على أهمية المرأة في مجتمع القرية من خلال المثل التالي الذي يقول : (البيت الي بله مرة مثل الجامع الي بله بريج).*
- هنا يظهر الفارق بصورة واضحة في تحديد من هو صاحب السلطة المركزية في الأسرة من خلال نوع القرار، فمعظم القرارات الخاصة بالأب هي من النوع الأكثر أهمية و مساسا بحياة الأسرة و مستقبلها أما قرارات الإناث أو الأم فهي من القرارات البسيطة و ذات الأثر الأقل أهمية في حياة الأسرة و مستقبلها، و كما يقول بارسونز Parsons و بيلز Bales بأنه لا يوجد بناء واحد للقوة داخل الأسرة و إنما بناءان، يركز الأول على الأداء الوســـــائلي instrumental performance مثل اتخاذ القرارات الاقتصادية و إمداد الأسرة بالمؤونة و الدعم و إدارة مزرعة الأسرة، بينما يركز البناء الآخر على ما يطلق عليه القيادة التعبيرية Expressive leadership مثل السلوك التربوي و الغذائي و رعاية الأطفال، و عادة ما يكون الزوج أكثر ميلا للوسائلية أما الزوجة فهي أكثر ميلا للتعبيرية[7].
- فالسلطة داخل أسرة القرية مشتركة بين الزوجين - كل حسب نوع وأهمية القرار- و كذلك هو الحال في الريف العراقي بصورة عامة كما أشارت إليه العديد من الدراسات.
و هناك من فسرها على أساس الحاجات و وسائل إشباعها فقد قدم العالم وولف Wolf سنة 1959 نظريته عن القوة داخل الأسرة مشيرا من خلالها إلى أن حجم قوة أحد أفراد الأسرة على الآخرين فيها هو نتيجة لحاجات الآخرين و مصادر الشخص الأول و هنا يمكن فهم الحاجات بأنها أهداف الآخرين أما المصادر فهي ما يشبع تلك الحاجات أو هي التي تساعد الأسرة على تحقيق أهدافها، فإذا كان أحد الأفراد يمتلك المصادر التي تعد وسائلية لتحقيق أهداف الأسرة فإنـه بذلك يملك القوة على أفراد أسرته[8].
- و قد أشارت النتائج الميدانية حول (القيادة و اتخاذ القرار داخل المنزل) أن نسبة %22 من أشار بأن الرجال هم أصحاب القيادة و اتخاذ القرار داخل المنزل و بنسبة %2 ممن أشار إلى أن الأم هي صاحبة القرار و %76 ممن أشار بالمشاركة بين الطرفين . كثير من العلماء و الدارسين ممن ينظرون إلى الأسرة على أنها وحدة من الأفراد المتفاعلين يجمعهم اتصال داخلي متبادل ويشغلون أدوارا اجتماعية مقررة من قبل المجتمع كزوج وزوجة، أب وأم، أخ وأخت، ابن وبنت[9].
- ولقد وجدنا هناك مجموعة من العلاقات تسود ما بين أفراد أسر القرية كالعلاقة ما بين الزوجين قائمة على أساس تنظيم الحقوق والواجبات لكل منهما فعلى الزوج مجموعة من الواجبات يقوم بها تجاه زوجته، كتوفير الطعام والكساء وتهيئة دار أو غرفة تأويها وحمايتها وتحقيق الأمان والاطمئنان لها ولأولادها،هذه حقوق الزوجة في كل من المجتمع (أ) و (ب) كما أشرنا سابقا. أما الزوجة فعليها واجبات تجاه زوجها وبيتها كالقيام بالشؤون المنزلية كطهي الطعام وتنظيف الدار ورعاية الأطفال وما يلقى عليها من مسؤوليات تجاه زوجها وأفراد أسرتها،هذه واجبات المرأة في المجتمع (أ) يضاف إليها واجبات أخرى عند المجتمع (ب) كجلب الماء من النهر والحطب من البستان وذلك لعدم امتلاك المجتمع (ب) لمياه شرب كافية ولا يزالون حتى الآن يعتمدون على الأخشاب في تحضير الخبز والطهي. وهذه الواجبات هي في الوقت نفسه تمثل حقوق الزوج على زوجته كما يتعاون الزوجان على تربية الأبناء في كل من (أ و ب) وعلى العمل في الحقل وتحـــصيل الــرزق عند المجتمع (ب).
- تتوقف حقوق الزوجة على تفهم الزوج ومدى التزامه بالاتفاق ما بينه و بين أهل الزوجة عند زواجهما،إذ يقول والد الزوجة (البنية صارت أمانة بركبتك) *.
و هناك أنواع أخرى من العلاقات داخل الأسرة كالعلاقة ما بين الأب و أبنائه القائمة على أساس رعاية الأب لأبنائه ذكورا و إناثا و إعالتهم و حمايتهم وتعليمهم حتى يصبحوا قادرين على العمل و يسهموا في دخل الأسرة. و على الأبناء طاعة الآباء و احترامهم و الالتزام بتوجيهاتهم و مساعدتهم و إعالتهم عند تقدم السن أو عجزهم، و لعلاقة الأب بابنته طابع شبه رسمي فلا يجوز للبنت أن تخاطب أباها في أمورها الخاصة على الرغم من وجود نوع من التقارب في العلاقات ما بينهما خلافا ما كان يسود في الماضي، و للأم علاقة أقوى مع بناتها من أولادهم لكونهن من الجنس نفسه و استمرار علاقة البنت بأمها حتى عند بلوغها و حتى بعد زواجها.
أما عن علاقة الأخوة مع بعضهم البعض ذكورا و إناثا فإنها تقوم على التقارب و الملاطفة و اللعب عند الصغر و على المساعدة و التعاون في الكبر، يحدث نوع من التحديد لنوع العلاقة ما بين الأخوة و الأخوات عند مرحلة ما قبل النضج والبلوغ فتبدأ هيمنة و سيطرة الذكر بالظهور مقابل خضوع الإناث لهذه السيطرة.
و لعلاقة (الكنة) زوجة الابن بأهل زوجها طابع آخر يمتاز باحترام وطاعة الذكور البالغين و التعاون و المساعدة و الاحترام مع الإناث و خاصة أم الزوج، وعلى الرغم من ذلك فقد تظهر في بعض الأحيان خلافات ما بين الكنة و أم الزوج و كما يقول المثل عند أهالي القرية (لو رضت العمة على الكنة لدخل إبليس الجنة )**.
هذه الخلافات تكون محدودة و تنتهي بسرعة إذ غالبا ما تكون أم الزوج هي في الوقت نفسه عمة أو خالة زوجة الابن نظرا للزواج الداخلي عند أهالي القرية. كما يشار إليه من خلال المثل التالي (تفاح ماناكله مشمش محلينة لو ريم ماناخذه إلا من أهالينا***.)
و ذلك تأكيدا على الزواج الداخلي و خاصة من بنت العم حتى و إن كانت غير جميلة و تفضيلها على الغريبة حتى و أن كان جمال الغريبة يضاهي جمال الغزال.
وظائف الأسرة
إن لأسر القرية نفس الوظائف التي تقوم بها أي أسرة أخرى في الريف العراقي، فأسر القرية تقوم بمجموعة من الوظائف الأساسية و الثانوية و لكن هناك ما يميز هذه الأسر بوظيفتها الاقتصادية لكونها الأبلغ أهمية في حياة سكان القرية، خاصة بعد دخول مبدأ الربح و اقتصاد السوق كمفردة تعامل داخل النسق الاقتصادي لمجتمع القرية ذلك المجتمع الذي شهد تفاوتا اقتصاديا و خاصة في عنصر رأس المال ما بين من يملك (المجتمع أ) و من لا يملك (المجتمع ب) وبصورة عامة حددنا النشاطات الاقتصادية في القرية و كانت عبارة عن ثلاثة وهي - الزراعة- تربية المواشي و الدواجن - التجارة- و لكن هذه النشاطات متباينة ما بين سكان القرية إذ تركزت أعمال التجارة (تجارة الأراضي و السيارات) استثمار الأراضي بالزراعة و إقامة حقول المواشي و الدواجن بيد أصحاب أبناء المجتمع (أ) بينما يعمل أبناء المجتمع (ب) كعمال و فلاحين في الزراعة و عند أبناء النصف الأول، و تربية بعض المواشي و الدواجن لأجل الاستهلاك الأسري، و من خلال هذا يمكن أن نستشف أدوار الأفراد الوظيفية و طبيعة الإنتاج و نوعه و نظام تقسيم العمل و السلطة الاقتصادية، كل ذلك يتضح من خلال النشاط الذي تقوم به أسر القرية.
الخلاصة :
هدف هذا البحث إلى دراسة الأسرة الريفية في قرية عراقية عصرية - و كما هو مبين - على الرغم من وجود بعض الأسر الكبيرة إلا أن النموذج السائد في مجتمع القرية هو نموذج الأسرة النووية، أي أن حجم الأسرة في القرية أخذ بالضيق و الانتقال من الشكل الأول الكبير إلى آخر صغير شبه متمدن، هناك نظام تقسيم للعمل ما بين أفراد الأسرة على أساس الجنس و العمر و لكنه غير واضح المعالم كما كان سابقا أو كما هو عليه الحال في قرى الريف العراقي الأخرى وذلك بسبب تأثير قرب العاصمة بغداد على القرية إضافة لتأثير طبيعة حياة المراكز الحضارية القريبة من القرية، السلطة قد تركزت بيد الذكور مع إعطاء نوع من الممارسة و المشاركة لأعضاء الأسرة كالأبناء و حتى الزوجة، ارتفاع مكانة المرأة في مجتمع القرية، كما اتسمت العلاقات ما بين أفراد الأسرة بالاحترام و الطاعة والتعاون و المساعدة، و لهذه الأسر العديد من الوظائف منها ما هو أساسي كتنظيم العلاقة الجنسية و الإنجاب و تربية الأبناء و منها ما هو ثانوي، إلا أن الوظيفة التي انعكس تأثيرها على أسلوب حياة الأسرة في القرية و في الريف العراقي بصورة عامة، هي الوظيفة الاقتصادية، تعتمد معظم أسر القرية على الزراعة في اقتصادها و حياتها المعيشية إضافة إلى تربية المواشي و الدواجن و تأتي أخيرا التجارة و قد نوقشت هذه النتائج مع نتائج أهم الدراسات التي تناولت الريف العراقي.
المصادر :
1- أبو زيد ، أحمد، البناء الاجتماعي، الانساق، مصر، دار الكتاب العربي 1967 .
2- بركات ، حليم، المجتمع العربي المعاصر، بيروت،مركز دراسات الوحدة العربية 1985.
3-جاسم، علاء الدين، البناء الاجتماعي و التغير في المجتمع الريفي، بغداد، منشورات دار التربية،1975.
4- حطب، زهير، تطور بين الأسرة العربية و الجذور التاريخية و الاجتماعية لقضاياها المعاصرة، بيروت، معهد الإنماء العربي، 1976.
5- سعيد، نور الدين محمد، التحديث في أسرة قوش تبه، بغداد، جامعة بغداد، 1983.
6- سليم، شاكر مصطفى، الجبايش، دراسة أنثروبولوجية لقرية في أهوار العراق، بغداد، مطبعة العاني، 1970.
7- السملوطي، نبيل محمد، الدين و البناء العائلي،دار الشروق، 1981 .
8- Lewis, O. : Lavida apuerto Rican family in the culture of poverty San Juan and New york.- Village book, Random house, 1966.
9- Bell, R. : Marriage and family interaction.- Third Ed., the Dorsey press, home wood, 1971.
10- Royal anthropological institute of Great Britain and Irland. - Notes and Queries on anthropology sixth Ed., Routlage and Kegan Paul, Ltd, L, 1977.
11- Wolf, E. : Peasants printice.- Hall , ZNC , Engle Wood cliffs, N;J, 1966.
الهوامش
[1] حليم بركات، المجتمع العربي المعاصر، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 1985 .
[2]-Lewis, O. : Lavida apuerto Rican Family in the culture of poverty San Juan and New York.- New York, Vintage Books, Random house, 1966.
* ونعني بالأسرة متعددة الزوجات polygenous أنظر :
Royal antropological instiute of great Britan and Irland.- Notes and queries on anthropology , sixth ed., routledge and kegan paul, ltd, London, 1977.
[3]- Wolf , Eric: Peasents prentice , hall , INC , engle wood cliffs , New Jersey , 1966
* و تسمى في الدور الصغير 3بالربعة3 و هي غرفة إستقبال الضيوف
[4] أحمد أبو زيد،البناء الاجتماعي،الاتساق-مصر- دار الكتاب العربي،1967، ص 313.
* كبر = بلغ = نضج
خاويه = اجعله أخاك
[5] زهير حطب، تطور بني الأسرة العربية و الجذور التاريخية والاجتماعية لقضاياها المعاصرة، بيروت، معهد الأنماط العربي،1976
[6] كما أشارت إليها النتائج الميدانية إضافة إلى ما أشارت إليه العديد من الدراسات التي تناولت الريف العراقي كدراسة شاكر مصطفى سليم ، الجبايش – دراسة انثروبولوجية لقرية في أهوار العراق – بغداد – مطبعة العاني 1970 (المنطقة الجنوبية) و دراسة علاء الدين جاسم – البناء الاجتماعي و التغير في المجتمع الريفي – منشورات دار التربية – بغداد 1975 (المنطقة الوسطى) و دراسة نور الدين محمد سعيد، التحديث في أسرة قوش تبه – جامعة بغداد 1983 المنطقة الشمالية.
* إلى = الذي، بله = من دون، بريج = ابريق.
[7] نبيل محمد السملوطي، الدين و البناء العائلي، جدة، دار الشروق، 1981 ص 125-126.
[8] نبيل محمد السملوطي،المرجع السابق ، ص 135-136.
[9] -Bell, R.-R.: Marriage and family interaction.- Third Ed, The Dorscy press, home wood, 1971.- P.5
* البنية = البنت
صارت = أصبحت
بركبتك = برقبتك
** الكنة = زوجة الابن
الجنة = الفردوس
*** ماناكله = لا نأكله ريم = غزال