Sélectionnez votre langue

دلالة الأسماء خلال الفترة 1954 – 2000. مقارنة بين منطقتي بني عشير (تلمسان) و تليلات (وهران)

إنسانيات عدد 29-30 | 2005 | أبحاث أولى 2 (أنثروبولوجيا، علم الاجتماع، جغرافيا، علم النفس، أدب) | ص 173-183 | النص الكامل


La signification des prénoms à travers les générations (1954-2000). Comparaison entre les zones de Beni Achir (Tlemcen) et  de Tlelat (Oran)

Abstract: Cette étude comparative entre les deux zones de Beni Achir et de Tlelat durant la période (1954-2000), a pour objet de disserter à propos des prénoms aux appartenances multiples dont le thème nécessite de traiter l’état des faits dans le monde anthroponymique.
La question du prénom en tant que titre individuel avec des dimensions qui le dépassent jusqu’à atteindre la société, est un signe significatif illustrant la face cachée des évènements liés à la personnalité algérienne. Cette raison explique le choix de ce thème à travers les générations, dans deux espaces éloignés l’un de l’autre, différents dans leur nature, leur formation et aussi dans diverses conditions et facteurs fondateurs de la psychologie de l’individu.
Les parents prennent parti dans le choix des prénoms déterminés qui ont des significations religieuses, historiques et révolutionnaires, ou des significations symboliques et esthétiques. Avec leurs différentes significations, ces prénoms donnent à cette recherche ses dimensions temporelles, spatiales et psycho-esthétiques d’une façon générale, sa forme civilisationnelle, une densité et une richesse comme la vie elle-même.

Mots clés : prénoms - totémisme - signification - identité - mode - colons.

 

Nebia DADOUA-HADRIA : Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie


 نبذة عن منطقة تليلات

أنشئ مركز واد تليلات (Sainte Barbe de Tlelat)، سابقا على يد الأستعمار الفرنسي عن طريق المرسوم 04 ديسمبر 1846، وأصبحت مركزا بلديا عن طريق المرسوم المؤرخ في 26 /06 /18861.

تضم تليلات تجمعات حضرية ثانوية منها: قرية التوميات، قرية المهدية ومناطق مبعثرة عبارة عن دواوير منها : الموالك، الفواتيحية، الشماليل، الشقاليل.

تقع بلدية تليلات على بعد 27كم جنوب شرق وهران في ملتقى الطريقين الوطني رقم 04 و رقم 13 (وهران – الجزائر) و أرزيو الجنوب الوهراني وفي ملتقى السكك الحديدية (وهران – الجزائر العاصمة) و(وهران – المغرب)، تقدر مساحتها بـ : 9695 هكتار.

عرفت وادي تليلات عبر التاريخ تطورا و توسعا ملحوظا بحيث انتقلت من الطابع الريفي إلى الطابع الحضري.

نبذة عن منطقة بني عشير

ينتسب السنوسيون إلى الشيخ السنوسي الذي توفي حوالي سنة 1492م، ومن أحفاده أبو يوسف المدفون في تلمسان و هو من أعلام الفقه والشريعة بهذه الديار.

الاسم الأول.

الاسم الثاني

تاريخ الازدياد

المرجعية –1-

المرجعية –2-

محمد الصغير

الطيب

 1954

 ديني

 ديني

بومدين

علي

 "   

 ولي

 ديني

بلقاسم

أحمد

 "   

 وطني

 ديني

أحمد

توهامي

"

 وطني

 ولي

عبد القادر

محمد

"

ولي

 ديني

محمد الصغير

محمد الصغير

"

 ديني

 ديني

مصطفى

بلقاسم

"

 ديني

 وطني

أحمد

محمد موسى

"

 وطني

 ديني

العربي

عائشة

"

 وطني

 ديني

عبد الله

فطيمة

"

 ديني

 ديني

العربي

أحمد

 "

 وطني

 ديني

مختار

عفان

 "

 ديني

 ولي

عبلة

فتيحة

 "

 تاريخي

 تاريخي

بومدين

لحسن

 "

 ولي

 ديني

الحسين

الزهرة

 "

 وطني

جمالي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في معظم المناطق الجزائرية تمثل القرية عموما قمة هضبة أو سهلا أو منحدرا نادرا جدا ما تبنى في واد، وهذا ما لا ينطبق على "بني سنوس" ذلك أن السكنات هنا متجمعة في قرى تقع كلها في الوديان أو على مقربة من منابع المياه أحيانا على ضفاف الوديان تماما (مازر تافسرة)، أحيانا أخرى على قمم المرتفعات الجيرية (بني عشير)، أو مبنية على منحدرات الوديان (الخميس، أولاد موسى، أولاد العربي).

يتألف السكان من الأمازيغ والعرب و مهاجري الأندلس، اشتهرت المنطقة بوفرة المدارس القرآنية، إذ كانت مقصدا لطلاب حفظ القرآن.

عرفت المنطقة بعض الاستقرار خلال العهد التركي، لكن لما دخل الاستعمار الفرنسي المنطقة تعرض السكان للإبادة الجماعية في إطار سياسة الأرض المحروقة التي كان ينتهجها المستعمر.

وقد ساهم السكان في ثورة "الأمير عبد القادر و"بوعمامة"، وقاوموا الاستعمار مقاومة عنيفة مما جعل منطقة "بني سنوس" تدفع الثمن غاليا وتلقب ببلدية الألف شهيد.

إن منطقة "بني عشير" تقع في فضاء منعزل، بعيد عن مظاهر التقدم والتحضر، حيث إنها ما تزال متمسكة ومحافظة على تقاليدها.

غير أن هذا الاستقرار لم يشمل عالم الأسماء فقد تغيرت الأذواق والاختيارات وهذا ما تشير إليه النسب المحققة في هذا الفضاء المعني بالبحث.

وقد جاء تقسيم القوائم في كلا المنطقتين وفقا لما يلي:

القائمة الأولى من: 1954 إلى 1962.

القائمة الثانية من: 1963 إلى 1977.

القائمة الثالثة من: 1978 إلى 2000.

وهذه عينة لمواليد عام 1954 بمنطقة بني عشير

عينة لأسماء منطقة تليلات لسنة 1954

 الاسم -1-

الاسم -2-

تاريخ الازدياد

المرجعية -1-

المرجعية -2-

محمد

رشيدة

 1954

 ديني

 تاريخي

نور الدين

ابراهيم

 "

 ديني

 ديني

علي

حبيب

 "

 وطني

 ديني

خيرة

علي

 "

 ديني

 وطني

رشيدة

محمد

 "

 تاريخي

 ديني

مخايسية

الطيب

 "

 ولي

 وطني

بن يعقوب

الوافية

 "

 ديني

 ولي

مليكة

عبد القادر

 "

 جمالي

 وطني

بلخير

محمد

"

 ولي

 ديني

علال

مختار

 "

 ولي

 ديني

الزهرة

عبد الله

 "

جمالي

 ديني

فطيمة

ابراهيم

 "

 ديني

 ديني

عبد القادر

عائشة

 "

 ولي

 ديني

ماما

lucien

"

تاريخي

 معمر

الوافي

André

 "

 ولي

 معمر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فمسألة الاسم كعنوان للفرد بأبعاده التي تتجاوزه إلى القوم، ليس فقط دالا على شخص أو المكان أو الشيء بل هو إشارة مضيئة تكشف عن المخبوء داخل أعماق تلك الأمكنة والأحداث، حيث ترتبط هذه الدلالات بالشخصية الجزائرية وظروفها ما ثبت منها وما تحول.

لذلك كان اختياري لموضوع دلالة الأسماء عبر الأجيال، في فضاءين متباعدين، مختلفين في الطبيعة والتكوين وكذلك في شتى الظروف والعوامل المؤسسة لنفسية الفرد سواء في منطقة "بني عشير" أو في منطقة "تليلات".

يتحيز الأولياء لاختيار أسماء معينة ذات دلالات دينية، تاريخية، ثورية، أو ذات دلالات رمزية جمالية، وهذه الأسماء والدلالات المتنوعة تعطي لهذا البحث المتواضع أبعاده الزمانية والمكانية، النفسية والجمالية بصورة أعم تضفي عليه صبغته الحضارية، فتكسبه كثافة وثراء كما الحياة نفسها.

 إن اسم الإنسان في نظر علماء النفس من المكونات الرئيسية لشخصه، وربما قطعة من ذاته، وهو شيء هام وجوهري وله دلالات مختلفة ومتعددة الأبعاد، واختلاف الفضاء من شأنه أن يملي اختلافا في الدلالات ومن جملة هذه الأخيرة الدلالة الدينية بما في ذلك الأولياء ثم التاريخية الثورية والوطنية وأخيرا الجمالية باختصار إن الأسماء تحمل قيمة حضارية، وهذه الإيحاءات المتنوعة للأسماء فهي وان دلت على الظروف المعيشة فإنما تدل على مدى الحس والوعي الذي سجل لدى طبقات المجتمع على اختلافها.

إن للاسم إشكاليات عديدة منها

إن العلاقة بين الدال والمدلول جزافية، اعتباطية لا توجد أية علاقة طبيعية بينهما في الواقع، فعندما يولد المولود، نختار له اسم من الأسماء لنشير على أنه "زيد" وليس "عمرو"، بمعنى أنه لا يوجد أي اتحاد أو رباط يوحد بين الاسم وحامل هذا الاسم وعليه فانه لا وجود لأية قرينة تجمع بين الدال والمدلول "الاسم والمسمى".

غير أن العلاقة بينهما تأتي فيما بعد، ويصبح كلما استدعينا الدال يأتي المدلول، إنهما معا كالورقة لا يمكن أن نقطع وجها دون أن نقطع الوجه الأخر، وتتضح العلاقة بينهما أكثر عندما يرتسم في الخيال مسموع الاسم، يرتسم فورا معنى المفهوم في النفس، فتعرف النفس أن هذا المسموع (الاسم أو الدال) لهذا المدلول أي لحامل الاسم وهكذا كلما أورده الحس على النفس، التفتت إلى هذه الأخيرة إلى معناه وعلمت أنه لهذا المدلول دون غيره.

وهنا تتشكل العلاقة القوية بين الاسم وحامله.

إن الاسم من أكثر الممتلكات الشخصية الخاصة بنا وأشدها ارتباطا بنفوسنا إلا أننا ابعد الناس إلى استعماله وشبيه به رقم الهاتف.

يحدث أن يحمل الفرد أكثر من اسم عبر حياته، فحين يكفي اسم واحد، فالمولود عند ولادته يشار إليه باسم معين ومع مرور الزمن سينعت هذا الشخص بأسماء أخرى يطلقها عليه الشارع، بل وتصبح الشائعة في الاستعمال أكثر من الاسم الشخصي المسجل في الدفتر العائلي، وقد لا يعرف هذا الشخص باسمه الأصلي إلا بإضافة الاسم الذي أطلقه عليه المحيط، فحين كان يكفي اسما واحدا للإشارة إلى الشخص.

أسماء يكون لها إشعاع ثم سرعان ما ينطفئ هذا الإشعاع بأفول شهرة أصحابها، فيتعذب من اتخذها أسماء لأبنائه مثل الذي سمى ابنه "صدام" عندما كان الرئيس "صدام حسين" رجل حرب الخليج، ترى كيف تكون نظرات المحيط إليه حين ينادي ابنه.

ثم إن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل نجد هؤلاء الآباء يتعذبون نتيجة هذه الاختيارات.

إن الأسماء تتمرد على أصحابها مثل البطل الروائي: "شارلك هومس" الذي أبدعه المؤلف الإنجليزي "كونان دوي"، وأصبحت هذه الشخصية الروائية مشهورة أكثر من مبدعها، بحيث عندما أراد "كونان دوي" وضع حد لهذه الشخصية ويعلن نهايتها أمام فضول جمهوره الإنجليزي العريض، ثارت ثائرة هذا الأخير وطالب بعودتها من جديد، إنها من بين الحالات التي يتمرد فيها الاسم على صاحبه.

و من الإشكاليات العديدة كذلك وجود أسماء حيادية ليس لها رائحة ولا شكل ولا لون، فهي تعتمد الأرقام مثل بطاقة التعريف، دليل الامتحان، رقم الهاتف، رقم السجين في السجن، الرقم التسلسلي للسيارة، كذلك الرقم الذي يحمله اللاعب

ومن بين التساؤلات الهامة التي يعالجها موضوع الأسماء، إشكالية الحرية، فالأسماء بالرغم من أننا نحس في اختيارها بأننا أحرار إلا أنها تحمل قيمة مضمرة تفرض علينا الاختيار في فضاء معين دون أن نشعر بهذا القيد.

ولمّا كانت إشكالية "الحرية والقيمة المضمرة" جديرة بالاهتمام، فقد وقع عليها الاختيار وستكون محور هذا البحث.

إن اختيار الاسم في مجتمع أو قبيلة ما أو مجموعة معينة يحكمه عنصران:

× أول عنصر هو الحرية الظاهرة في هذا الاختيار.

× أما العنصر الثاني المضمر، فهو ارتباط هذه الحرية الظاهرة بقيمة مضمرة هي التي تكون وراء اختيار الاسم وهي التي تحدد حرية الاختيار في هامش ضيق يبدو حرا لكنه تابع لجاذبية معينة نسميها القيمة المغذية للاختيار. للإحاطة بموضوع الأسماء والتسمية عند الشعوب القديمة لا بد من الإشارة إلى طبيعة العلاقة الموجودة بين النظام الطوطمي الذي كان يسود القبائل وبين التسمية.

فقد أولى علماء النفس وعلى رأسهم "سيغموند فرويد" عناية كبيرة للعلاقة والألفة الحميمية التي كانت تربط الشعوب البدائية بالحيوان انطلاقا من المؤسسة الطوطمية التي كانت تسود نظام القبيلة.

فالطوطمية " ذات نظام تراتبي، فللعشيرة طوطمها وللقبيلة طوطمها، الذي يسود عشائر القبيلة"2

لقد لعب الطوطم في حياة البدائيين دورا كبيرا فبعدما كان شعار العشيرة ومعبودها السماوي، تحولت وظيفته بفعل الممارسات الاجتماعية إلى قيمة أعظم وأسمى نظرا لحاجة القبائل لأن تفرق بالأسماء فيما بينها.

ومن هنا نشأ ت التسمية حيث أن "البشر احتاجوا إلى أسماء دائمة مثبتة خطيا للجماعات والأفراد....، لذلك لم تنبثق الطوطمية عن حاجة دينية بل عن حاجة يومية واعية لدى البشرية مثلما يقول بيكلر: "إن جوهر الطوطمية التسمية".3

و من هذا المنطلق شاع آنذاك أن القبيلة تعرف لدى القبائل المجاورة باسم الحيوان الذي يلعب في حياتها الدور الأكبر وهو ما أشارت إليه المدرسة النفسية بالتسمية من الخارج."naming from without".

وكان من أثر هذا كله ما وجدناه شائعا في العصر الجاهلي حيث أن الاعتقاد بالنظام الطوطمي جعل الآباء ينزعون إلى تسمية أبنائهم بأسماء الحيوانات كأسد وذئب وكلب وليث بينما سموا عبيدهم بأسماء حسنة.

أما بعد كل هذا نجد أن المعاني أخذت تتوالد وتتنوع الدلالات انطلاقا من الدين الجديد ومبادئ الشريعة الإسلامية.

وشاءت حكمته عز وجل أن سمى معتنقي دينه بالمسلمين " هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس".4

هذا فيما يخص الجانب النظري، أما عن الجانب التطبيقي في الرسالة فقد حاولت قدر المستطاع الإفادة من الواقع لمعرفة مدى إمكانية تحقق الفرضية التي طرحت في المدخل.

و قد تطرقت بالبحث والتحليل إلى معالجة إشكالية من له الحق في التسمية ؟ أو من له سلطة التسمية في الأسرة : الأب أم الأم ؟

أكيد أن الوالدين يسميان ابنهما بالاتفاق والتراضي، ولكن إذا اختلف الأبوان في التسمية، فأراد الأب أن يسمي ابنه" "عنترة " وأرادت الأم أن تسميه "زيدا" مثلا، فان حق التسمية يكون للأب".5

السبب في ذلك بسيط : فما دام الوليد يدعى باسم أبيه وليس باسم أمه فيقال "خالد هو ابن صفوان، وليس خالد ابن زينب والابن يتبع أباه في النسب، فمن الأجدى أن تطلق يد الأب في تسمية ابنه، ما دام الأمر يخصه أكثر مما يخص أمه".6

وجماع الأمر أن حق التسمية يكون للأب وكلمته هي النافذة في مثل هذه الأحوال وعليه فقد ألفيت الآباء يحددون انطلاقا من هذه المناسبة قائمة مطولة من الأسماء التي يفضلونها والتي لا تخضع نهائيا لأي تعديل، ثم إن النتيجة التي يطمح إلى تحقيقها جل الآباء تتمثل في الاختيارات المتميزة، الفريدة والأصيلة للأسماء.

غير أن الذين يبحثون عن الأصالة والتفرد يجب أن يلتزموا بحدود موجودة ومفترضة مقابل التخيلات الطافحة والبارزة لكل الآباء.

و مثلما هو الحال بالنسبة للظواهر الأخرى وجدنا الأسماء على اختلاف منابتها تخضع أيضا لقانون الحياة، الموت ثم الانبعاث من جديد.

و من علامات ذلك أننا وجدنا بعض الأسماء بلغت أوجها في مرحلة تاريخية معينة، ثم سجلت هبوطا مفاجئا وهذا ما يفسر لحظة موت هذه النسبة من الأسماء لتعود إلى الظهور بعد ذلك لتسجل نسبا عالية بين مختلف طبقات المجتمع.

وهذه نتيجة وجدنا ما يؤكدها أثناء عملية تسجيل الأسماء لدى مصالح الحالة المدنية في المنطقتين المذكورتين "بني عشير وتليلات"، حيث توصلنا إلى أن الأسماء الدينية - مثل : ميلودة، بوتليليس، بومدين، الضاوية، أنور السادات، ضيف الله، بوشويشة، بوحريز، معاشو، مخايسية، التركي....-، والتي سجلت ارتفاعا محسوسا في سنوات السبعينات، تراجعت وبنسب كبيرة خلال سنوات الثمانينات حيث طبعت هذه المرحلة الأسماء الجمالية –مثل : روضة، فريال، نور الهدى، فراح، أيمن، وليد، دنيا، جيهان، رميساء، رانية، منال، سلسبيل، سهير.....-، التي ساعدت على ظهورها وسائل الإعلام المختلفة.

مباشرة بعد التسعينات سجلنا عودة خاطفة للأسماء الدينية وبلوغها أوج المراتب تماشيا والحدث السياسي الذي كانت تعيشه البلاد وهذا مع ظهور التيار الديني الذي نشط العودة السريعة لهذه النوعية من الأسماء مثل : بوبكر، حمزة، معاذ، يونس، أيوب المنتصر بالله، عبد الإله، إسلام، إسحاق.....

انه ثمة حقيقة وجب التأكيد عليها وهي أن الآباء كبار السن ينزعون عن اقتناع إلى الأسماء ذات الدلالات الدينية والتاريخية، أما الآباء الأكثر شبابا هم الأكثر انجذابا إلى اختيار اسم الموضة وبهذا المعنى نجدهم أكثر قبولا لموضة العصر، وعليه استنتجنا وجود تيارين، تيار يمثل الأصالة والعمل على نشر الأذواق الأصلية النابعة من هويتنا وثقافتنا، وأخر يدعو إلى المعاصرة والتجديد واستيراد نماذج حديثة تشع جمالا ورقة.

ومن هنا كانت أسماؤنا تابعة ودالة على المناسبات التي ولدنا فيها، كما تكون أيضا وليدة ترداد اتصالنا مع الآخرين.

وجاء الفصل الثالث ليعرف بالمنطقتين تاريخيا وطبيعيا مع تبيان ذلك بالخرائط لننتقل إلى إيراد أسماء منطقتي تليلات وبني عشير، 1954 إلى 2000. وذكر مختلف الدلالات التي حفلت بها الأسماء من الدينية إلى التاريخية فالجمالية لنخلص بعدها إلى دراسة موضوعية لهذه القوائم.

ويظهر من خلال استقراء قوائم المنطقتين والتي تقاربت فيها نسبة الأسماء على التساوي حيث بلغ المجموع العام للأسماء في منطقة "تليلات" 1725 اسم بينما وصل في "بني عشير" إلى 1752.

إن التنوع في دلالات الأسماء بين المنطقتين إنما كان نتيجة حتمية لفرضية مفادها أن الاسم يخبئ وراءه قيمة مضمرة تعكس هذه الأخيرة مسارا تاريخيا حافلا بالأحداث المتنوعة فرغم أننا نختار أسماءنا، لكن التاريخ هو الذي يختارها.

جاءت الأسماء في هذا البحث المتواضع على اختلاف أصولها ومنابتها الأولى متنوعة المعاني والدلالات، حيث حفلت بها قائمة الأسماء في منطقتي" بني عشير" و"تليلات"، في الفترة الممتدة من 1954 إلى2000.

أكيد أن أشهر الأسماء وأكثرها ترديدا ورواجا تلك التي تحمل في مضامينها دلالة دينية ومن بعد الله ذكر اسم الرسول فالصحابة التابعين مثل : عبد الجليل، عبد الله، عبد الفتاح، عبد الصمد، محمد جمال الدين، الهاشمي، نذير، العربي، الحبيب، محمد ضيف الله، أبو بكر الصديق، يونس، موسى....

كان من بعد هذا ذكر حافل لأسماء الأولياء الصالحين-مثل : عفان، بومدين، مخايسي، قادة، بلخير، التركي....-، ولظروف تاريخية ثورية، تحولت دلالات الأسماء إلى وطنية تنم عن الظرف الذي تعيشه البلاد مثل : جميلة، نصيرة، بومدين، حورية، جهيدة، فتيحة.....

ومع هبوب بشائر الحرية، برزت للعيان أسماء تتغنى بمعاني النصر والحرية.

واختلاف معاني ودلالات الأسماء تابع أكيد إلى التنوع الحاصل في الأحداث والوقائع في أي مجتمع كان، ونظرا للتطورات الجارية في وسائل الإعلام حيث برزت مع هذه القفزة النوعية للأحداث قفزة نوعية في الأسماء وفقا لمعانيها المتضمنة لدلالات الحسن والجمال مثل : دعاء، رانية، فريال، فراح، مديحة....

ومن بين النتائج المتوصل إليها والتي كانت نتيجة استقراء لقوائم المنطقتين "بني عشير" و "تليلات" هذه الأخيرة التي حفلت قوائمها أسماء معمرين، و"بني عشير" القرية التي خلت تماما من أسماء المعمرين والجدول التالي يوضح هذه الحقيقة :

الاسم -1-

الاسم -2-

تاريخ الازدياد

المرجعية-1-

المرجعية-2-

بلخير

محمد

1955

ولي

ديني

Marcelle

Nicole

1955

معمر

معمر

Martine

حسنية

1955

معمر

جمالي

Lucette

Dominique

 "

معمر

معمر

Philippe

Christian

 "

معمر

معمر

Marc

Simone

 "

معمر

معمر

Michel

André

 "

معمر

معمر

Claudette

Perez

 "

معمر

معمر

René - Noel

Pascal

 "

معمر

معمر

Margarite

Joseph

 "

معمر

معمر

Jacqueline

Celine

 "

معمر

معمر

بن يعقوب

زليخة

 "

ولي

ديني

لخضر

الزهرة

 "

ولي

جمالي

جميلة

الهاشمي

 "

وطني

ولي

مليكة

قويدر

 "

جمالي

ديني

رشيدة

ليلى

"

تاريخي

جمالي

فطيمة

قادة

 "

ديني

ولي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فاختيارنا للاسم بادئ ذي بدء يحمل طابع الحرية ولكنها حرية مشروطة تعكس لنا ما يعرف بالقيمة المضمرة ومن هنا كان الاسم قضية حقيقية توجب علينا العناية والاهتمام.

و كنتيجة حتمية وأكيدة من خلال الاضطلاع على أرشيف الحالة المدنية من 1954 إلى 2000، يجعلنا نشهد حقبا تاريخية مختلفة لها أثرها على الاختيارات العامة للأسماء فمن الدلالات السائدة خلال الفترة الاستعمارية مرورا بالأسماء الدالة على معاني النصر والتحرر وصولا إلى أسماء الألفية الثالثة.

المصادر

- أرشيف الحالة المدنية الخاص بمنطقتي "بني عشير" و "تليلات" 1954 – 2000.

المراجع

- القرآن الكريم.

- أبو عمر وأحمد ببن محمد بن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع –بيروت- لبنان 1416هـ /1996م، الجزء الثاني.

- أبو هلال العسكري، الفروق في اللغة، تحقيق لجنة أحياء التراث العربي في دار الأفاق الجديدة –بيروت- لبنان 1411هـ /1991، الطبعة السابعة.

- الإمام محمد بن عبد الوهاب، هدية صلي الله عليه وسلم في الأسماء والكنى، الطبعة الثالثة 1981، المكتب الإسلامي.

- الجاحظ، الحيوان، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، الطبعة الأولى، 1938هـ /1356م، الجزء الأول.

- الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، المجلد الثالث، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، نيسان 1962.

- منصور، إسحاق إبراهيم، نظريتا القانون والحق وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية، ديوان المطبوعات الجامعية، طبعة، 1999.

- سيغموند، فرويد، الطوطم والتابو، ترجمة، ترجمة : بوعلي ياسين، دار الحوار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1983.

- البطل، علي، الصورة في الشعر العربي حتى أخر القرن الثاني الهجري، دراسة في أصولها وتطورها، دار الأندلس، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1983.

- تقرير حول الوضعية التنموية لبلدية تليلات لسنة 2000.

المجلات

- مجلة المنهل، رئيس التحرير، نبيه عبد القدوس الأنصاري، بتاريخ محرم 1416هـ / يونيو1995م ، المجلد 57، العدد، 522،

- مجلة العربي، رئيس التحرير، محمد الرميحي، مدير التحرير، أنور الياسين، مايو 1997،الكويت، العدد 462.

- مجلة الفيصل، السنة العاشرة، ديسمبر 1986، العدد، 117.

الجرائد

- جريدة الخبر بتاريخ 09 صفر 1422هـ / 03 مايو 2001.، العدد 3157.


الهوامش

* ماجستير في دلالة الأسماء، تحت إشراف ابن حلي عبد الله،جامعة تلمسان، جانفي 2004.

1 عن تقرير حول الوضعية التنموية – لبلدية تليلات- لسنة 2000.

2 شروخ، صلاح الدين، "نحن والطوطمية"، مجلة الفيصل،السنة العاشرة 1986، العدد 117، ص. 30 . 

3 سيغموند، فرويد، الطوطم والتابو، ترجمة بوعلي ياسين، الطبعة الأولى 1983، دار الحوار للنشر والتوزيع. ص.134.

4 سورة الحج، الآية 78.

5 الدكتور هيبي، أحمد ، مجلة العربي، مدير التحرير: أنور الياسين، مايو 1997،الكويت، العدد 462، ص. 167.

6 الدكتور هيبي، أحمد ، مجلة العربي، مايو 1997، الكويت، العدد 462، ص.167.

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche