إنسانيات عدد 03 | 1997 | ذاكرة و تاريخ | ص35-45 | النص الكامل
Written memoir and history : contribution to a study about Mselllem Ben Abdelkader. Man of letters and chronicler of the last beys of Oran (19th century) Abstract : Chance can sometimes reserve some surprise for a researcher. This has been the case of the mention in a document deposited in the records of the Oran County Buildings (Wilaya), concerning Msellem Ben Abdlekader, man of letters and chronicler for the last Oran beys, remaining unjustly little known for so long. It concerns in the circumstances a memoir printed in Oran, addressed by the mufti of Oran in 1858, Hamida Ben Kaid Omar to Jerome Napoleon, minister for Algeria and the colonies to refer to a legal affair which opposed him to the military authorities of Oran. An affair which rightly concerned the liquidation of succession done by the cadi of Mascara in 1833 after the death of Msellem Ben Abdelkader. Keywords : history, memory, Oran, historiography, Msellem Ben Abdelkader |
Saddek BENKADA: Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie.
شاءت الصدفة الموفقة أن نعثر إثر أبحاثنا في محفوظات ولاية وهران على وثيقة كانت قد تكاد أن لا نعير لها أي اهتمام خاص لولا كانت تتعلق بشخصية وهرانية لامعة كانت تبدو أنها مغمورة بعض الشيء من طرف المهتمين بالتاريخ الوطني والثقافي منه خاصة. وهي في واقع الأمر كلها ثراء فكري، ألا وهي شخصية الأديب المؤرخ سي مسلم بن عبد القادر الوهراني.
وقبل التّعرض لصميم موضوعنا نرجع إلى الحديث عن الوثيقة الآنفة الذكر وهي في واقع الأمر كتيب يعود نشره إلى سنة 1858 وصاحبه الحاج احميدة بن قايد عمر [1] مفتي وهران آنذاك وأحد أعيانها البارزين. والجدير بالملاحظة أن هذا الكتيب هو عبارة على مذكرة [2] كان قد بعث بها إلى الأمير جيروم نابليون وزير الجزائر والمستعمرات يعرض له فيها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين السلطات العسكرية لناحية وهران التي عاتبته عليه بشدة في قضية تركة كان قد أمر قاضي وهران أن يبث فيها من جديد بعد ما كان بث فيها من قبل من طرف قاضي معسكر في سنة (1833) [3] .
ويحسن بنا أن نشير إلى أن هذه التركة كانت تتعلق بوفاة سي مسلم بن عبد القادر، الشيء الذي أثار بالغ اهتمامنا إذ تعتبر هذه المذكرة بحق مصدرا تاريخيا أمينا وهاما من حيث المعلومات التي تميط اللثام على جوانب هامة من حياة مترجمنا.
اسمه ونسبه
ذكره بن يوسف الزياني صاحب "دليل الحيران" تحت اسم : أبو عبد الله مسلم بن عبد القادر الحميدي الزايري [4] وذكره الشيخ محمود بن الطاهر بن حواء، صاحب "نظم الجواهر في سلك أهل البصائر"، تحت اسم : مسلم (بضم الميم وفتح السين وكسر اللام المشددة)، وكما أورد اسمه البحاثة المرحوم رابح بونار بأنه محمد بن مسلم الوهراني بزيادة محمد وهي زيادة كما قال، "لا نجد لها مستندا صحيحا [5] ".
ومهما يكن الأمر، فالواضح أن نسبته ترجع إلى أولاد زاير وهي قبيلة عربية كما تدل على ذلك نسبته الأولى وهي الحميري، نسبة الحميدي الواردة في كتاب الشيخ بن يوسف الزياني قد تكون مجرد غلطة مطبعية. إذ هو سي مسلم بن عبد القادر الوهراني دارا، الحميري الزايري أصلا ومحتدا.
وفاته ومكان دفنه
إذ كان تاريخ ميلاد مسلم بن عبد القادر لا زال يسوده الغموض فإن تاريخ وفاته معروف لا شك فيه. وكل المؤرخين يتفقون على سنة 1249 هجرية-1833 ميلادية. غير أن حسب مذكرة الحاج احميدة بن قايد عمر التي نعتبرها مصدرا موثوقا به فهي سنة 1248 هجرية- 1832 ميلادية، وما يدل على ذلك هي تصفية التركة التي تمت سنة 1833، إذن عام واحد بعد وفاة سي مسلم. وفيما يخصّ مكان وفاته اختلف في ذلك أيضا مترجموه. فبن يوسف الزياني يقول أنه توفي بوهران وهذا من العسير قبوله لأن بعد تسليم وهران في 4 جانفي 1831 من طرف الباي حسن للقوات الفرنسية؛ غادر على إثر ذلك السكان المدينة برمتهم وعلى رأسهم الأعيان والعلماء. ومن المرجح أن سي مسلم كان من بين هؤلاء "الجالين".
وبعد خروجه من وهران، يكون قد توجه إلى ناحية عين تموشنت، حيث توجد مضارب قبيلته ومكث بها حتى أدركته المنية؛ وحسب بن يوسف الزياني أنه دفن بضريح سيدي مسعود، ببلدة تارقة [6] .
أسرته وبيئته الاجتماعية
يتبين لنا جليا من خلال مذكرة الحاج احميدة بن قايد عمر أن سي مسلم قد أنجب ولدا يسمى الحاج بن عبد الله وبنت تسمى يمينة، وفي غالب الظن أنه أنجبهما من زواج أول، ومما يوضح ذلك هو وجود بين الورثة أرملته تسمى مامية التي تعود بالنسبة للحاج بن عبد الله، زوجة أبيه [7] .
وتفيدنا المذكرة أيضا، أن مامية تزوجت من بعد من سي محمد بالقايد، قاضي وهران آنذاك [8] . ومن جهة أخرى نعلم بأن يمينة بنت سي مسلم كانت متزوجة من محمد بالحضري، قايد فليتة [9] .
الظاهر أن الفئة التي كان ينتمي إليها سي مسلم في المجتمع الوهراني، هي بدون شك فئة أعيان المخزن وذلك بحكم منصبه في الجهاز الإداري للبايليك، وكذلك من خلال أواصر المصاهرة التي كانت تربطه مع الشخصيات المرموقة من المخزن التي كانت قاعدتهم الاقتصادية ترتكز أساسا على الأملاك العقارية. وبهذا الصدد يجدر بنا أن نذكر بأن سي مسلم بن عبد القادر كان هو الآخر يتمتع بثروة عقارية لا يستهان بها، ومما يؤكد ذلك هو أن في سنة 1868 كانت في حوزة ابنه بن عبد الله ما ينيف عن 2622 هكتار من الأراضي الفلاحية ببلدية واد برقش [10] ؛ والغالب في الظن أن جزء منها على الأقل هو ناتج عن ما ورثه من أبيه [11] وهذا ما يدعونا إلى القول بأن، خلافا لما كان عليه من فقر وعسرة عيش كثير من علماء ذلك العصر كأبي راس الناصري مثلا؛ فكان سي مسلم ميسور الحال.
ويبدو أن هذا الأخير تقلد وظائف هامة ولكن كل ما نعرفه عنه في هذا المجال أنه شغل في أول الأمر منصب خوجة لدى الآغا الحاج محمد (بفتح الميمين) المزاري البحثاوي، أحد أسنمة الدواير [12] . ثم انتقل إلى خدمة حسن بن موسى قبل تولي هذا الأخير منصب باي الإيالة الغربية، عندما كان قايد على قبيلة فليتة، ومارس عنده الكتابة الديوانية؛ الشيء الذي أهله لتولي وظيفة باش سر أو دفتر دار حسب المصطلح الإداري العثماني [13] ، عندما ارتقى حسن بن موسى بايا سنة 1816.
يحسن بنا أن نذكر بأن منصب كاتب السر كما سارت عليه العادة في الإيالة الغربية كثيرا ما كان يقلد إلى الأدباء والمؤرخين أمثال مصطفى بن عبد الله، صاحب "الرسالة القمرية" ؛ بن سحنون الراشدي، صاحب "الثغر الجماني..."؛ بن هطال التلمساني، صاحب "الرحلة..."؛ وحسن التركي، صاحب "در الأعيان...".
الظاهر أن سي مسلم بن عبد القادر قد استفاد كثيرا من منصبه حيث كان يعتبر مرصدا من الدرجة الأولى لاستقاء الأخبار من شهود عيان لما كان يحدث على مستوى الإيالة الغربية من أحداث سياسية وعسكرية.
عصره
إذا تحدثنا عن عصره نعني إجمالا الفترة التي تتراوح بين 1799 عند تولي الباي عثمان (عصمان) بن محمد الكبير، الحكم بعد وفاة والده، و1831 السنة التي سلمت فيها وهران إلى جيش الاحتلال الفرنسي من طرف الباي حسن، آخر بايات وهران (1816-1831). فخلافا لما كان عليه عصر الباي بن عثمان الكبير، التي عرفت فيها الإيالية الغربية أمنا كبيرا وانتعاشا اقتصاديا وثقافيا ؛ فامتازت الفترات التي عقبته بتردي الأوضاع الأمنية وتكرار الجوائح مثل الجفاف، والمجاعات والأوبئة، هذه الأخيرة كانت تفتك شر فتك بالسكان، كطاعون 1823 الذي ذهب ضحيته كثيرا من العلماء ونذكر من بينهم على سبيل المثال أبي راس الناصري. فغالبا ما كانت القبائل خاصة "الراعية" منها ترزخ تحت عبئ الضرائب وجور القياد. كما انخفضت العملة عدة مرات مما تسبب في التضخم النقدي الذي أسفر عليه غلاء فاحش للمعيشة. كما كانت كذلك تتعرض الإيالة من حين لآخر لحملات تمرد وعصيان من طرف طريقتي الدرقاوة والتجانية. الشيء الذي دفع الباي حسن بالانتقام مستهدفا رجال العلم والدين الذي كان يشك فيهم بالتواطؤ مع رؤساء الطرق المتمردة.
نشاطه الفكري
بالرغم من كل ذلك، تميز هذا العصر أيضا بشيء من النشاط الثقافي والفكري، عرفت فيه أسماء لامعة في شتى الميادين الأدبية والتاريخية. كما كان هناك قائمة طويلة من القضاة الأدباء كالقاضي محمد الصادق الحميسي المازوني وأحمد بن الطاهر الرزيوي و"الشبيه بالحكم اليوناني" كما وصفه بن عودة المزاري، القاضي السيد محمد بن الجيلالي الخروبي الذي مدحه سي مسلم بنفسه [14] . ففي هذه الأوساط الأدبية والعلمية برز دور سي مسلم بن عبد القادر في الحياة الثقافية الوهرانية.
ندوته الأدبية : الظاهر أن سي مسلم بن عبد القادر تأثر كثيرا بالباي محمد بن عثمان الكبير وسيرته الحميدة التي أطلقت ألسنة الثناء على أفعاله الحسنة وأسالت لعاب أقلام الأدباء والعلماء فراحوا يمتدحون أروع خصائله وينوهون بأعماله الجليلة، فأقتدي ولا شك أديبنا بهذا الباي الهمام؛ فصار يجمع حوله نخبة من أدباء عصره، فكان طويل الباع عليهم وممدا إليهم يد المساعدة. ويبدو كما قال المرحوم الأستاذ رابح بونار أنه كان "ذو أريحية تتجلى من خلال ما كتبه، أو كتب عنه، وهذا ما جعل أدباء ذلك العصر ينتجعون من مختلف النواحي، ويؤمنون مجلسه الكريم بوهران، ويؤثرون القيامة قريبا منه [15] "وخير دليل على ذلك هي شهادة أحد مادحيه، وهو محمود بن حواء حيث قال : "أممت مدينة وهران، بقصد أن أجد من تحط لديه رجال المعاني والبيان... ودللت على ربوة المجادة، وذروة السيادة : سيدي مسلم بن عبد القادر. فأممت قبلة مجدة وفضله، لتأدية فرض نعمه ونفله، ثم لما وصلت رحب بي وأدناني، وناثرته وناظمته فأعياني، وقصدته الشعراء من كل فج، ومدحته ببديع الشعر المغنج [16] ".
وما ينبغي أن نقوله بالفعل هو أن سي مسلم كان كريم اليد وحسن الطوية مع المثقفين، لذا سرعان ما صار له أتباعا ومقربون ومريدون ينوهون له، يقرظون ويشرحون أعماله الأدبية ومن هؤلاء نذكر على سبيل المثال لا الحصر: محمود بن الطاهر بن حواء وأبي راس الناصري وكثير منهم عاصروا وعاشروا الأمير عبد القادر، أمثال أحمد بن الطاهر، قاضي أرزيو القديم (بطيوة حاليا)، أبي عبد الله بن الشيخ المشرفي والشيخ عبد القادر بن الجيلالي بن روكوش وقاضي وهران السيد محمد بن الجيلالي الخروبي الذي شغل منصب أمين سر أول لدى الأمير عبد القادر.
فالملاحظ، أن وجود مثل هذه الندوة أو ما يشبه "بالصالون الأدبي"، هو أحسن دليل على وجود في ذلك العصر نوع خاص من الممارسات الاجتماعية في المجتمع الجزائري وهو ما يسمى بـ (la sociabilité des notables)، مثلما كان يوجد في المجتمعات العصرية حيث كان كثير الانتشار في أماكن مختلفة كالمقاهي والنوادي الأدبية والجمعيات العلمية ألخ [17] ...
الكتابة الديوانية : كان سي مسلم بن عبد القادر بحكم منصبه يمارس الكتابة الديوانية كما سبق وأشرنا، ويبدو أنه كتب رسائل عديدة التي لم نعثر عليها حتى الآن، ولعل كثير من هذه الرسائل لا زالت تحتضنها الخزائن الخاصة ولربما حتى العامة منها.
إنتاجه الاسطوغرافي : الإنتاج الاسطوغرافي الذي عرف به مسلم بن عبد القادر هو بدون شك تأليفه" أنيس الغريب والمسافر في الطرائف، الحكايات والنوادر" الذي رتبه كما قال الشيخ محمود بن حواء في كتابه "زهر الأدب" على أبواب وخاتمة [18] . حسب هذا التخطيط، لا يستبعد أنه كان ينوي كتابة تاريخ شامل للدولة الإسلامية، فبدأه ببعثة الرسول (صلى) ؛ ووصلت أبوابه إلى إثنى عشر بابا، والملاحظ أن هذه الأبواب بقيت مجرد مشروع، لا غير.
أما "الخاتمة" فقد خصصها لتاريخ بايات الإيالة الغربية منذ تولي الباي محمد بن عثمان سنة 1192هـ/1778م إلى حسن بن موسى، آخر بايات الغرب سنة 1247هـ/ 1831م. في هذا الصدد يقول مؤرخنا : "وهي خاتمة نذكر فيها ما تيسر لنا من أخبار السنين الماضية في هذا القرن الذي نحن فيه، وحوادثه الخاصة والعامة المشاهدة بالعيان، والمطروقة في الآذان، والحوادث لا تتناهى بأصل، ولا تنحصر بعدد، فالخاصة منها هي ما تختص بأحد معين، كمثل عزل بعض الملوك بالسخط، وتحبيس دورهم، وأخذ أموالهم إلى غير ذلك والعامة ما تعم جميع الناس مثل المسغبة وحدوث الطاعون، وقيام بعض الناس العامة فتنتهم على الإقليم، [19] "... كما ذكر أبو القاسم سعد الله، أن سي مسلم : "سار في تأليفه على الطريقة التقليدية الموسوعية فذكر فيه الحكم والأمثال والمناقب والقصص [20] ".
ومهما يكن الأمر فإن سي مسلم بن عبد القادر لم يبلغ في أسلوب الكتابة التاريخية، لا دقة تفاصيل أبي راس الناصري ولا بداعة سجع بن سحنون الراشدي.
أرجوزته
يذكر بعض المؤرخين بأن سي مسلم، بعد ما رجع مع الجيش الوهراني الذي ذهب إلى مدينة الجزائر للمشاركة في المقاومة ضد جيش الغزو الفرنسي ؛ أين شاهد انهزام الجيش العثماني ودخول الفرنسيين مدينة الجزائر. فيبدو أنه ألف على إثر هذه الصدمة أرجوزة تعرض فيها إلى أسباب هزيمة الأتراك. وهذه المنظومة الشعرية، "وإن كان لها أسلوبا مهلهلا، كما قال المرحوم الشيخ المهدي البوعبدلي، أن قيمتها التاريخية لها وزنها، حيث أن مؤلفها شاهد عيان من الدرجة الأولى [21] ".
أمثاله وأحكامه
بلغ سي مسلم منزلة معتبرة في هذا النوع الأدبي حيث ترك مجموعة كبيرة من الحكم والمواعظ رتبها على حروف الهجاء وجعلها فصولا على عدد منازل القمر. وتزولا عند رغبته، جمع الحافظ أبي راس الناصري هذه الأمثال والحكم في كتاب سماه "كشف النقاب ورفع الحجاب، عن أمثال سائرة، وحكم باهرة، ومواعظ زاجرة"، كما قال أبي راس، "على ترتيب حروف الهجاء، للسان الدولة، و فارس الجولة، ألم لها بادر، السيد مسلم بن عبد القادر [22] "وتابع أبوراس هذا الكتاب بشرح له سماه" إسماع الأصم وشفاء السقع في الأمثال والحكم"؛ هذا ما يدل كما أشار أبو القاسم سعد الله، أنه كانت لمسلم بن عبد القادر دالة على أبي راس ذلك هو نفسه الذي طلب منه شرح عمله فقام مدفوعا بداوفع خارجية لا ذاتية ولذلك جاء شرحه مختصرا ولا يدل على براعته المعهودة ولا غزارة حفظه" [23] .
عموما يمتاز شعر سي مسلم بسهولة فهمه وحسن سبكة ورقة ألفاظه وخفة الأوزان مما أكبسه شهرة كبيرة وانتشار واسعا في أوساط الثقافة الشعبية. كما نجد كذلك في حكمه ومواعظة لمحات أدبية صادقة مفعمة بالتعابير المألوفة وطافحة بحساسية شعبية خالصة.
وختاما ينبغي أن نشير على أن المتأمل في التراث الثقافي الوطني يندهش لوجود شخصيات لامعة، مثل شخصية مسلم بن عبد القادر الوهراني التي لا زال يكتنفها الغموض وهذا رغم اجتهاد الباحثين لإخراجها من زوايا الإهمال ودهاليز النسيان. لذا لا يمكن القول بأن دراسة التاريخ الثقافي والحضاري للجزائر قد أشرف على الكمال، بل الطريق أمام الباحثين لا زال مفتوحا.
ونعتقد أن أول خطوة جديدة في دراسة هذا التراث يستلزم بعث ذخائرنا الدفينة الموجودة في مختلف المكتبات الجزائرية خاصة والمغاربية عامة، وإخراجها للوجود ونشرها في أعمال نقدية وعلمية. وهذا ما يدعونا إلى لفت انتباه الباحثين لوجود عدد كبير من أنواع الوثائق هي الآن موجودة في عدة مستودعات الأرشيف الوطنية، كسجلات الحالة المدنية ووثائق المحاكم الشرعية ووثائق مكاتب التوثيق الخ... التي كلها في طياتها معلومات جمة وهي بدون شك مكملة للمصادر التقليدية من كتب التراجم والمناقب والأنساب والمعاجم الخ...
الهوامش
[1] احميدة بن قايد عمر، ولد حوالي 1823 بوهران، وتوفي سنة 1870، تولى منصب مفتي وهران (1845)، كما أنه شغل عدة مقاعد في المجالس المحلية.
[2] BEN CAID OMAR, Hamida - Mémoire à Son Altesse impériale le Prince Napoléon chargé du ministère de l’Algérie et des Colonies.- Oran. PERRIER, A.- 1858.- 8 p.
[3] اللوم الموجه من طرف السلطات العسكرية الفرنسية للسيد احميدة بن قايد عمر، هو أنه سمح للقاضي أن يجلس لحكم 15 ماي 1857، وكان مخالفا للمادة 36 من قرار 1 أوت 1854 قد رجع عن إجراء 1833 المتعلق بتقسيم الميراث التي تمت بمعسكر.
[4] أولاد زاير بطن من قبيلة بني عامر. كانت تقطن بين أغلال وواد برفش (ولاية تموشنت).
[5] رابح، بونار.- مقدمة أنيس الغريب والمسافر.- ص. 33.
[6] بلدية تارقة، دائرة المالح، ولاية عين تموشنت.
[7] الحاج بن عبد الله مسلم ولد حوالي 1812. بدون ذكر مكان الازدياد. (سجل الحالة المدنية- مواليد 1858) مديرية الأرشيف- ولاية وهران.
[8] محمد بالقايد ولد حوالي سنة 1807. كان في بداية الاحتلال الفرنسي خوجة لإبراهيم بوشاف، باي مستغانم. ثم صار قاضيا بوهران. عينه احميدة بن قايد عمر وكيلا على أملاكه. كان يعتبر من أكبر الملاكين العقارين، كان يملك الأراضي التي تتربع عليها بلدية أرزيو، التي اشتراها في سنة 1845 على ورثة مصطفى بن يوب أحد أعيان المخزن في وقت الباي محمد الكبير.
[9] محمد ولد بالحضري ولد اسماعيل (محمد بلحضري- اسماعيل). حفيد "الجنرال" مصطفى بن اسماعيل : تولى منصب آغا على عدة قبائل، آخرها قبيلة قليتة. توفي سنة 1867 بزمورة (تيارت).
[10] TINTHOIN, R. - Colonisation et évolution des genres de vie dans la région Ouest d’Oran de 1830 à 1885.- Oran, L. Fouque, 1947.
[11] كانت تحتوي هذه الأملاك على أراضي معروفة تحت اسم "دشيرة توانيت" "وسوف التل" من أراضي قبيلة الدواير، كونت منها المساحة التي تتربع عليها بلدية واد برقش، انظر الخريطة الطبوغرافية لعين تموشنت 50.0000/1. طبعة 1959.
[12] محمد (بفتح الميمين) المزاري ولد قدور الكبير بن اسماعيل البحثاوي، ولد بمعسكر (1787)، توفي بوهران (1862)، اختلف مع عمه مصطفى بن اسماعيل في قضية المقاومة، حيث اختار محمد المزاري الانضمام إلى الأمير عبد القادر حتى احتلال ونهب مدينة معسكر في 6 و7 ديسمبر 1835 من طرف كلوزيل، فهو الذي في بداية الاحتلال حرض السكان على مغادرة وهران بعد تسليمها من طرف الباي حسن إلى الجيش الفرنسي والد الآغا بن عودة المزاري، صاحب "طلوع سعد السعود..." (انظر هامش 14).
[13] كلمة تركية دخلت في المصطلح الإداري في العصر العثماني ككلمتي خوجة وباش سر، تعني أمين السر.
[14] بن عودة المزاري.- طلوع السعود في أخبار وهران ومخزنها الأسود.- وهران، مخطوط - المتحف الوطني أحمد زبانة- ص. 34. حققه يحي بوعزيز تحت عنوان- طلوع سعد السعود "في أخبار وهران والجزائر وإسبانيا وفرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر"- جزءان، بيروت- دار الغرب الإسلامي. الطبعة الأولى 1990.- ص. 105.
[15] رابح بونار.- مقدمة "أنيس الغريب والمسافر".- الجزائر، ش.و.ن.ت، 1974- ص. 40.
[16] نفس المصدر.- ص. 41.
[17] انظر في هذا الميدان أعمال.
AGULHON, Maurice - Le Cercle dans la France bourgeoise 1810-1848. Etude d’une mutation de sociabilité.- Paris, Cahiers des Annales, A. Colin, 1977.
[18] عدة نسخ من مخطوط "أنيس الغريب والمسافر موجودة بالمكتبة الوطنية بالجزائر
1 - مخطوط رقم 1061- Bibliothèque - Musée d’Alger-
هو الذي اعتمد عليهRousseauفي ترجمته حسب :
BASSET, R. - Dictons satiriques attribués à Sidi Ahmed Ben Youssef- Paris, Journal Asiatique, 1890.
2- مخطوط رقم 1634- أشار إليه :
BODIN, Marcel.- La brève chronique du bey Hassan extraite de Talaat Saad Sa’oud de Mazari.- BSGAO, 1924.- p.p. 23-61.
CAZENAVE, Jean.- Les sources de l’histoire d’Oran. Essai biblio-graphique.- BSGAO, 1993, (C’est la traduction du manuscrit n° 1634 de la Bibliothèque Nationale d’Alger, attribué, selon les uns à El Hadj Msllem, selon M. Bodin à Hassan- Khoudja Turki, cette chronique s’arrête à l’avènement du dernier beys Hassan.).- p. 370.
3- مخطوطان رقمي 1635 و 2317.
اللذان اعتمد عليهما المرحوم الأستاذ رابح بونار في تحقيق "أنيس الغريب والمسافر"- الجزائر، ش.و.ذ.ت.، 1974.- 127 ص.
مخطوط رقم 2317، انظر الدكتور عمار هلال. مكانة المصادر العربية في كتابة التاريخ الوطني الجزائري (1830-1962)، ملحق 4 : قائمة بلبيوغرافية للمخطوطوات التاريخية الواردة في مسودة فهرس عبد الغني أحمد بيوض، التابع لفهرس فابيان، أعمال الملتقى المغاربي الأول : المصادر والمراجع العربية لتاريخ الجزائر 1830-1962.- الجزائر، 28-29 ديسمبر 1992.- ص. 60.
كما اعتمد عدة مؤرخين على هذا المخطوط في دراسة الحالة السياسية للجزائر خلال الربع الأول للقرن التاسع عشر ولا سيما حركتي الدرقاوة والتجانية. نذكر:
Walsin-Esterhazy.- La Iger.- Paris. 1850.
بدون أن يذكر المصدر، غير أنه يظهر جليا أن جم معلوماته مستقاة من عمل مسلم بن عبد القادر.
Rousseau, Alphon, Taire du bey Hassan- Alger, Moniteur Algérien, n° 1395 à 1398, 1855.
أيضا لم يذكر اسم المؤلف ولا عنوان المخطوط يشير مرسال بودان أن المخطوط الذي اعتمد عليه روسو هو در الأعيان في أخبار وهران"، للخوجة حسن التركي المستغانمي.
DELPECH, Adrien.- Résumé historique sur le soulèvement des Derkaoua de la province d’Oran, d’après la chronique d’El Mosselem Benmohamed, bach defter du bey Hassan, de 1800 à 1813.- R.A., 1874.- p.p. 38-58.
RINN, Louis.- Marabouts et Khouans.- Alger, 1884.
BOUABDELLI, El Hadj Mehdi.- Documents inédits sur la révolte des Derkqawa en Oranie. In.- Les Arabes par leurs archives (XVI°- XX°s), sous la direction de J. Berque et D. Chevallier.- Paris, CNRS, 1976.- p.p. 93-100. (Actes du colloque international sur les archives et sources inédites d’histoire des pays arabes XVI°- XX°s). Paris, 9-11 avril 1974).
Note 2, p. 94 : « Muslim Ben Abdelkader El Himyari est l’auteur de plusieurs études, notamment d’un jugement sur l’époque turque qui se trouve à la Bibliothèque Natioanle d’Alger ».- «Muslim Ben Abdelkader El Himyari, secrétaire des beys de la région Ouest ».- Conférence donnée le 14 mai 1978 à Ain- Témouchent.
[19] مسلم بن عبد القادر الوهراني. – أنيس الغريب والمسافر، مقدمة وتعليق للأستاذ رابح بونار.- الجزائر، ش.و.ن.ت.، 1974.- ص.ص. 61-62.
[20] أبو القاسم سعد الله.- تاريخ الجزائر الثقافي.- الجزائر، ش.و.ن.ت، 1980، الجزء الثاني.- ص. 360.
[21] أبو القاسم سعد الله.- تاريخ الجزائر الثقافي.- الجزائر، ش.و.ن.ت، 1980، الجزء الثاني.- ص. 360.
[22] أبو راس الناصري (محمد).- فتح الإله ومنته في التحديث بفضل ربي ونعمته تحقيق وتعليق محمد بن عبد الكريم.- الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1990.- ص. 180.
[23] أبو القاسم سعد الله.- المصدر السابق.- ص. 187.