Sélectionnez votre langue

ظاهرة الزلزال في الأسطوغرافيا الجزائرية التقليدية - بين الذاكرة والتاريخ

 إنسانيات عدد 03- 1997  | ذاكرة و تاريخ  | ص 47-67 | النص الكامل


Earthquakes in traditional Algerian historiography : between history and memory

Abstract : In this chronicle on Oran "The Gold Pearls", Ibn Sahnoun : a historiographer at the end of the 18th century, relates in his constitutive accounts of the world that the earth would be a disc held by a bull’s horn, or even a disc surrounded by a chain of circular mountains called "Qaf" (قاف).
These accounts refer to a mystical system of traditional society. It is therefore a question of studying collective behaviour which lasted sometime. Our approach consisted in establishing the spatial and temporal reality of this behavior and to explain it by making use of the concept of fear such has been analysed in the work of two eminent historians : R. MANDROU and G. DUBY.

Keywords : history, memory, Oran, historiography, Ahmed Ibn Sahnoun


Mohamed GHALEM: Université d'Oran, 31 000, Oran, Algérie
Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie.


 في ليلة العاشر من أكتوبر سنة 1790، ضرب زلزال عنيف مدينة وهران. فقد أدّى إلى تدمير قسم عام من أحيائها ومرافقها وأودى بحياة العديد من سكانها على رأسهم حاكمها الإسباني [1] 

خلال هذه الحقبة التاريخية (1732-1791)، كانت وهران مستعمرة إسبانية مثلها المرسى الكبير : القاعدة الإسبانية الثانية في الجزائر، وكان الباي محمد الكبير، منذ أن تولى قيادة بايليك الغرب، جادّا في محاولاته لانتزاعها. فقد حاصرها حصارا شديدا وأعد لتحريرها في وقت كانت فيه المفاوضات الجزائرية-الإسبانية بين الدّاي محمد بن عثمان والحكومة الملكية الإسبانية تسير أحيانا وتتعثّر أحيانا أخرى.

في هذه الدراسة، أريد أن أتناول بالبحث فضلا من كتاب "الثّغر الجمّاني في ابتسام الثّغر الوهراني" خصّصه المؤلف أحمد بن سحنون لزلزال سنة 1790 [2] .

لا شك أن هذا الفضل هام من حيث قيمته التاريخية لأن كاتبه شاهد الزلزال وعاين آثاره المادية والبشرية. وإضافة إلى ذلك، فقد أفرد ابن سحنون تحليلات ثمينة عن الزلزال وعلاقته بفتح وهران إذ ناقش فيه - وبطريقة محكمة - أسباب الفتح وعلاقاتها بالزلزال.

غير أن ما يشدّ اهتمامي في هذه الدّراسة ليس تناول الزلزال بوصفه معطى تاريخيا نتعامل معه بطريقة المؤرخين التقليدين الذين ينظرون إلى التآليف التاريخية القديمة على أنها مجرد "وثائق" تستخرج منها المعلومات وينظرون إلى أنفسهم على أنهم "قضاة تحقيق" يريدون اكتشاف الحقيقة التاريخية، ليس إلاّ.

– إن النظرة الوضعية (POSITIVISTE) تقلل من قيمة المصادر التاريخية، إذ تعتبرها مجرّد "مستودع" للمعلومات التاريخية لا غير ولتجاوزها، يتوجب على المؤرخ الاجتماعي أن يتعامل مع المصدر التاريخي على أنه "محطة تاريخية" ستكون من مستويات علمية وفكرية تحتزن تصورات وممارسات تحدد طبيعة البنية الفوقية للمجتمعات التقليدية.

– إن "الثّغر الجمّاني" لا يمكن أن يكون مجرد "خزان معلومات". إنه خلاصة لحظة ثقافية محددة- الثقافة الجزائرية خلال القرن الثامن عشر- تحيل إلى تراث يتمثل في تصورات ومعتقدات تساءل الباحث. إن هذه الحقيقة هي التي أريد أن أكتشف ملامحها.

– لا شك أن الزلزال ظاهرة طبيعية قبل أن تكون ظاهرة تاريخية. لهذا السبب فإن المصادر القديمة قلما تدرسها دراسة كاملة. غير أن ابن سحنون ينفرد عن بقية المؤرخين المعاصرين له لأنه خص زلزال سنة 1790 بمقدمة عامة تتمثل في مجموعة من التعاريف والأساطير المرتبطة بهذه الظاهرة الطبيعية. فالزلزال في المعتقدات الشعبية يحيل إلى الأساطير التي نسجت حول نشأة الكون : مما يؤكد رسوخ الثقافة الميثية -mythique- وهو في المعتقد الصوفي - "تجلى الحق سبحانه للأرض" - فإذا أراد الله أن يخوّف خلقه أظهر للأرض منه شيئا فارتعدت.

– يهتم المؤرخ الاجتماعي بهذه المعتقدات لأنها تحدد ممارسات جماعية متأصلة في الزمن. ولدراستها انتهجنا طريقة تسعى إلى توضيح أهمية نفوذها أولا ثم تفسيرها بالاستناد إلى مفهوم "الخوف" كما يتضح في أعمال المؤرخين روبير ماندرو وجورج دوبي [3] .

1- مقدمات بيوغرافية ومنهجية : عالم وكتاب

– إننا نجهل الكثير عن حياة أحمد بن سحنون الراشدي وعن ثقافته فالمصدر الرئيسي للتعريف به يبقى كتابه "الثّغر الجمّاني لابتسام الثّغر الوهراني" [4] إن ابن سحنون عالم من علماء أوائل القرن الثالث عشر الهجري. ينتمي إلى أسرة اشتهرت بالعلم إذ كان والده "محمد بن علي بن سحنون" قاضي القضاة بمعسكر في عهد الباي محمد الكبير.

– تلقى على يد أبيه ومجموعة علماء منطقة "غريس" ثقافة فقهية وأدبية تدل على أنه ذو اطلاع واسع للتاريخ الإسلامي بمختلف أطواره والأدب والفقه. وقد أجازه العلماء إجازات مختلفة :

"وقد كان قرأ علي أكثر صحيح الإمام البخاري وسمع باقيه درسا وأكثر القرآن العظيم درسا وقرأ علينا أوائل كبرى الشيخ السنوسي ومعظم جمع الجوامع بل معظم شرحه لجلال الدين المحلي. وكل جوهرة الأخضري وسلمه وباحثنا بأكثر السعدين وحواشيهما حالة قراءة الجوهرة. كما قرأ على جميع ألفية ابن مالك مباحثا أكثر شروحها. كما قرأ علينا رسالة الوضع ونخبة ابن حجر قراءة تحقيق في الجميع وغير ذلك مما أجزناه فيه إجازة تامة شاملة عامة [5] ".

– يتضح من هذه الإجازة أن البيئة الثقافية الجزائرية خلال هذا العصر كانت تتميز بتراجع علوم العقل والطبيعة وغلبة الثقافة الفقهية التي تستند إلى النقل والتجميع. وتشير المصادر أن منطقة غريس كانت أحد المراكز الرئيسية لهذه الثقافة التقليدية.

– كان ابن سحنون من العلماء الملازمين لبلاط الباي محمد الكبير. وقد أشرف على المدرسة التي بناها هذا الأخير في مدينة معسكر- عاصمة البايلك - كما أشرف على تعليم الباي عثمان - ابن محمد الكبير.

– إن ابن سحنون من العلماء المدافعين عن المؤسسة السياسية العثمانية في الجزائر، ولم يكن موقفه في رغبة في الكسب والارتزاق - لكنّه نابع من مفهوم سياسي واضح. لقد أعلن ابن سحنون في كتابه "الثّغر الجمّاني" ارتباطه بالسلطة التركية لأن هذه الأخيرة تقوم في نظره على شروط يحددها الشرع الإسلامي - العدل والجهاد والرئاسة القوية [6] .

– لابن سحنون تآليف أدبيّة منها شرح ضخم لعقيقة المنداسي "الأزهار الشقيقة" وله أيضا ديوان سجل فيه أشعاره وسماه "عقود المحاسن" غير أن ما صنع شهرة ابن سحنون هو كتابه في تاريخ وهران "الثغر الجماني".

يعتبر هذا الكتاب "أنفس ما ألف في هذا العهد" [7] وهو عبارة عن مذكرات فتح مدينة وهران في مطلع سنة 1792 وشرح للقصيدة التي كتبها بهذه المناسبة. "وقد كنت شرعت فيه أو أن الشروع في القصيدة. فما وقع من أمر من متعلقات الجهاد إلا نظمته ولا نظمت شيئا إلا شرحته حتى تمت القصيدة بتمام الجهاد وتم هو بتمام القصيدة" [8] .

– إن طريقة سحنون في كتابة التاريخ شبيهة بطريقة علماء القرن السابع عشر كابن ميمون الجزائري أو القرن الثامن عشر كأبي راس المعسكري. ومفهومه للتاريخ لا يخرج عن نطاق المفهوم التقليدي الذي يربط علم التاريخ بالحكمة والاعتبار. غير أن موضوعات "الثّغر الجمّاني" تلتقي فيها ثلاثة أجناس تاريخية هي علم النسب وعلم الأخبار وعلم التراجم. فابن سحنون يوظف هذه العلوم الثلاثة لصياغة النص التاريخي.

– إن مصداقية التاريخ التي تحيل إلى العبرة والحكمة لا تتحقق إلا من خلال توظيف هذه العلوم المجتمعة. فالفتح لا يتحقق إلا بفضل أعمال الشرفاء (محمد الكبير) وبمباركة الأولياء والصالحين (التراجم).

الخبر (فتح وهران)= النسب (محمد الكبير)= (العلماء والصالحين) التراجم.

2- تعريف الزلزال : رصد الذهنيات الجزائرية في أواخر القرن 18

– يستهل ابن سحنون فصله الخاص بزلزال وهران بالتعريف بهذه الظاهرة الطبيعية وذكر أسبابها. في هذا السياق يقدم ثلاثة أراء في الزلزال: رأي العامة ورأي أهل "الحق" ورأي الحكماء. ولا يكتفي ابن سحنون بعرض هذه الآراء بل يأخذ منها موقفا واضحا. إنه يرفض اعتقادات العامة (الشعب) في الزلزال كما أنه يؤكد فساد رأي الحكماء (أي العلماء) فيه. وفي الأخير يميل كل الميل على تعريف أهل الحق (رأي المتصوفة).

– في الواقع إن هذه الآراء الثلاثة تعكس بوضوح مواقف المجتمع الجزائري بما فيه خاصته وعامته من ظاهرة الزلزال. إنها معايير واضحة نرصد بها الذهنيات الجزائرية في أواخر القرن الثامن عشر.

ويذكر ابن سحنون هذه الآراء حسب ترتيب يؤكد غلبة التصورات الغيبية والاعتقادات الشعبية التي تدل على غياب الثقافة العلمية في الأوساط الشعبية وعلى تهميشها في وسط المثقفين من فقهاء ورجال الدين. فالثقافة الجزائرية خلال هذا العنصر كانت فقهية دينية تقليدية لا تحمل بوادر واضحة للنهضة والتحول العلميين.

1.2 تعريف "العامة" : الاعتقادات الشعبية في نشأة الأرض

– يؤكد صاحب "الثّغر" الاعتقادات السائدة في الأوساط الشعبية (العامة) فيقول "وسببها (أي الزلزال) أن بعوضة خلقها الله تعالى وسلّطها على الثّور الذي عليه الأرض فهي تطير أبدا بين عينيه فإذا دخلت أنفه حرك الثور رأسه فيتحرك جانب من جوانب الأرض" [9] .

لا شك أن هذا الاعتقاد كان سائدا في المدن والأرياف. ويعود ذلك - لا للثقافة الفقهية لأن المصادر - القرآن والسنة - لا تشير إلى مثل هذا الاعتقاد - بل لغياب العلوم وعلوم الأرض خاصة في برامج التدريس. فالكتاتيب كانت تكتفي بتلقين مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن. أما المدارس والجوامع فإنها كانت تعرض ثقافة فقهية ترتكز على دراسة الحواشي والمختصرات وحفظها. أما تدريس العلوم، فكان نادرا إلا ما يتعلق منها بالفقه أي قليل من الحساب وعلم الفلك والمنطق.

– عموما يرفض ابن سحنون هذا الاعتقاد لأن ثقافته الفقهية تمنعه من مسايرة الاعتقادات الشعبية التي لا تؤكدها المصادر الإسلامية (قرآن وسنة)، غير أنه يشير إلى أن بعض "المتعلمين من الشيوخ والأولياء" كانوا يعملون على نشر مثل هذه الخرافات في الأوساط الشعبية [10] .

ويروي المؤلف رواية أخرى قريبة من الرواية الأولى قائلا : "ويقال أن عروق جبل قاف ذاهبة في أصول بلاد الأرض فإذا أراد الله أن يعذب أهل بلدة أمر ملكا بتحريك ذلك العرق الذي هو راسخ تحتها فتتزلزل تلك البلدة. وجبل قاف هو المحيط بالدنيا. سمي قاف لأنه قفل العالم" [11] .

تأتي هذه الرواية في فصل الزلزال لتأكيد تنوع المعتقدات الشعبية التي رسخت رسوخا بسبب تراجع العلوم والانحطاط الفكري والثقافي.

2.2 تعريف الحكماء : تهميش العلوم العقلية

– ينتقل ابن سحنون إلى ذكر رأي "الحكماء" في الزلزال. فيقول نقلا عن العالم المصري جلال الدين السيوطي : "إن الزلزال إنما يكون عن كثرة الأبخرة الناشئة عن تأثير الشمس واجتماعها يعني الأبخرة تحت الأرض بحيث لا تقمعها برودة حتى لا تصير ماء ولا تتحلل بأدنى حرارة لكثرتها ويكون وجه الأرض صلبا بحيث لا تنفذ البخارات منها فإذا أصعدت ولم تجد منفذا اهتزت الأرض منها واضطرب كما يضطرب بدن المحموم.. وربما انشق ظاهر الأرض فتخرج تلك المواد المحتسبة [12] .

– إن هذا التعريف قديم نجده في المصادر اليونانية والعربية لكنه أقرب إلى الحقيقة العلمية. فالتعريف العلمي للظواهر الطبيعية ظهر عموما مع ظهور علم الجيومورفولوجيا الحديث في القرن التاسع عشر.

لكن ابن سخنون يرفضه ويعتبره "قول لا دليل عليه ورد لدليل بخلافة" [13] . يبدو هذا الموقف غربيا لأنه صادر من عالم على دراية كافية بالمصادر العربية. إن الأسباب التي دفعته إلى عدم قبول هذا التعريف شبه العلمي ترتبط بالبيئة الثقافية العامة وسأحاول شرحها فيما بعد.

وقبل ذلك أواصل تقديم التفسيرات التي عرضها ابن سحنون.

3.2 تعريف المتصوفة : رسوخ الغيبيات

– يفضل ابن سحنون لاعتبارات ترتبط بتكوينه الفقهي التقليدي رأي "أهل الحق" أي جماعة المتصوفين. ويتضح ذلك من خلال الأسانيد الفقهية والتعليلات الأخرى (الروايات المتعلقة بسيرة الصحابة وأقاويلهم) التي يسردها.

فهو يقول : "والزلزلة هي ارتجاج الأرض وحركتها وسببها المعروف عند أهل الحق هي تجلي الحق سبحانه للأرض" [14] ، ولتأكيد ذلك يروي في البداية حديثا للرسول محمد (صلع) عن ابن العباس رضي الله عنه قال : "إذا أراد الله أن يخوف خلقه أظهر للأرض منه شيئا فارتعدت وإذا أراد أن يهلك خلقه تبدى لها" [15] .

– يدرك ابن سحنون أن تفسير المتصوفة لا يستند إلى العقل فيفضي عليه شرعية دينية، كقوله تعالى" وما نرسل بالآيات إلا تخويفا" وكنقله رواية عمر لبن الخطاب في عهد خلافته عن المؤرخ : الطبري "أرجفت المدينة أيام عمر فخطب الناس ثم قال إن هذا لا يكون إلا في بلد يكثر فيها الزنا... والربا، فإن رجعت ثانية لم أقم بين أظهركم.." [16] .

– فالزلزال علامة من علامات الله. فإذا زلزلت مدينة وهران في أول صفر 1205 أي أثناء حصار الباي محمد الكبير لها فلعاملين أساسين هما:

– تعاظم الغضب الإلهي على الأسبان الكفرة وأفعالهم الدنيئة.
– قرب ساعة تحريرها إذ أن الزلزال يحدث خسائر تعجل ساعة الهجوم عليهم.

"ثم أن الله الذي جلت قدرته وعظم سلطانه قاهر الجبابرة ومفنى الأكاسرة... أتاه وأظهر له (أي محمد الكبير) الأسباب المنبهة لفتحها [17] .

– ويذكر ابن سحنون "أدلّة" أخرى تؤكد - في نظره - أن الزلزال ظاهرة ربانية لا تخضع للتفسير العقلاني. فيقول : "وقد كان أمر هذه الزلزلة بوهران وما والاها أشد منه في سائر البلاد حتى أن العيون العظام التي لم تغر قط غارت بسببها ولم يجر ماؤها أياما عديدة، ثم أنها لما أرسلت فارت بماء أحمر على صفة الدم حسب ما أخبر به الثقات" [18] .

ثم يواصل قوله : "وأخبر حراس النصارى أنهم رأوا بأبصارهم قبيل وقوعها أربعة أشخاص على هيئة المسلمين يمشون في الهواء وسط مدينتهم ووقف كل واحد منهم على زاوية من زواياها، ثم أشار واحد منهم بثوبه - وهم ينظرون ولا يقدرون على الكلام - فلم يتم إشارته حتى مالت بهم الأرض وسقطت الدور على أهلها.." [19] .

 

ولتأكيد صحة استدلاله بالغيبيات ينقل ابن سحنون حديثا نبويا "ولا شك في صحة الاستدلال بالرؤيا على ظهور ما تؤول به والركون إلى ذلك". فقد قال صلى الله عليه وسلم "الرؤية الصادقة جزء من تسعة وتسعين جزءا من النبوّة" [20] .

– يتضح من العرض السابق أن الذهنية الجزائرية في أواخر القرن الثامن عشر كانت تتقاسمها التصورات الشعبية التي تتسم بسيادة الخرافات والمعتقدات القديمة والأفكار الغيبية التي ميزت المثقفين والخاصة من رجال الدين كالفقهاء والطلبة وغيرهم. أما الفكر العلمي والعقلاني فوجوده مؤكد عبر المصادر القديمة المتداولة غير أنه مهمش تهميشا واسعا. إن هذا التهميش يحيل إلى وضع ثقافي يتميز بجمود وتحجر يتعين تحليلهما وتفسير أسبابهما العميقة.

3- حروب، مجاعات وأوبئة : بؤس الأحوال الاجتماعية والاقتصادية :

– تتخلل المصادر شهادات وأحداث تشير كلها إلى أن القرن الثامن عشر كان عصرا انتشرت فيه الفتن والحروب وعمت المجاعات والأوبئة واشتدت ظاهرة اليأس التي سادت عقول العامة والخاصة.

إنها الأزمة العامة التي غيرت الأحوال وقلبت الأوضاع "وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنها تبدل الخلق من أصله" [21] .

- في مثل هذه الظروف العويصة، لا يعقل أن تنمو حركة ثقافية قوامها نهضة علمية تدفع المثقفين إلى اكتساب المعارف وإنتاج العلوم التي ترمي على تحليل الوقائع البشرية والطبيعية وتفسيرها تفسيرا عقلانيا.

1 .3 الحروب والفتن :

– تشكل الحروب والفتن المستمرة عاملا من عوامل هذه الأزمة العامة. في الغرب الجزائري استمرت حالة الحرب منذ مطلع القرن الثامن عشر بسبب الوجود الإسباني في وهران والمرسى الكبير. لقد تمكن الباي بوشلاغم من تحرير المدينة 1708 لكن لفترة قصيرة، إذ استعادها الإسبان سنة 1732 وبقيت في حوزتهم إلى نهاية 1791.

– وكانت للوجود الإسباني آثار وخيمة على الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. فالغارات المتكرّرة التي كان ينظّمها الجنود الإسبان على الأرياف والقرى المجاورة أجبرت عددا هاما من الفلاحين والقبائل إلى النزوح إلى المناطق الآمنة كسفوح الجبال وغيرها. فتحولت مساحات هامة اشتهرت بخصوبتها الزراعية على أراضي مهجورة تدعى "بلاد البارود". فحالة الحرب المستمرة تساهم في تردي الأوضاع الاقتصادية خاصة إذا علمنا أن هدف الغارات الإسبانية كان السبي ومصادرة المحصولات الزراعية والمواشي وغيرها.

– لم تعرف أجيال كاملة حالة سلم خلال فترات طويلة من جراء الوجود الإسباني وغاراته على المناطق الآهلة بالسكان كإقليم ملاتة وتاسلة وإقليم عين تموشنت وتوغلت هذه الغارات الإسبانية إلى ناحية الشرق فهددت الجماعات الفلاحية في نواحي غليزان وفليتة.

– لم تسفر حالة الحرب هذه عن تراجع الإنتاج الزراعي فحسب بل خلقت لدى سكان الغرب الجزائري شعورا بالقلق والرعب. فالمؤرخ "الزياني" يصف بوضوح هذا الشعور حين يتحدث عن هول سكان إقليم تاسلة وإقليم القلعة "كان المسلمون لا يهنأ لهم في بلادهم نوما إلا إذا جعلوا من يحرسهم ومهما ينم أحدهم تجده يهذي بإغارة النصارى ويصرخ في نومه من شدة خوفهم" [22] .

كما أنه يذكر قصة الشيخ مصطفى الرماصي "فوجدته يسكن بأهله بيوت الشعر قرب غابة في رأس جبل يأوي إليها ليلا ويظل نهارا في داره ومسجده يطالع كتبه ويقرئ طلبته فسألته عن ذلك فقال لي كنا على هذه الحالة على عهد النصارى (أي الإسبان) خوفا منهم لأنا كنا لا نؤمن منهم في الدور من أن يصكونا ليلا فخرجنا لبيوت الشعر ليسهل علينا الفرار" [23] .

وعاش سكان تاسلة (سيدي بلعباس) جوّا من الخوف والتهديد بسبب غزوات الجيش الإسباني "فغزوا ولي الله الأكبر سيدي ابلاحة المهاجي بوطن تاسلة فأخذوا زاويته وقتلوا وسبوا وأسروه هو وبناته الثلاث فبقوا بوهران سنة كاملة" [24] .

– كانت الغارات الإسبانية المتكررة سببا من الأسباب التي دفعت بالباي محمد الكبير على فرض حصار عسكري على مدينة وهران دام سنوات طوال [25] لأن وقعها على السكان كان أكبر من وقع المعارك التي تقوم بين الجيوش المتنازعة إذ أنها تودي بحياة عدد هام من الأبرياء وتحدث تغييرات سلبية هامة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية (نزوح، تراجع الإنتاج الزراعي، ركود المبادلات التجارية وغيرها...).

– وإضافة على الحروب، انتشرت الفتن في الأقاليم وظهرت القلاقل بسبب ضعف السلطة المركزية وغياب مصداقيتها في الأرياف بصفة خاصة. فالعقود الأخيرة من القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر شهدت انتفاضات وقلاقل شنتها القبائل والطرق الصوفية على السلطة العثمانية.

فالفتن والثورات تحدث هي كذلك جوا من الرعب في وسط المثقفين خاصة المرتبطين بالسلطة. فأبوراس يصف ثورة درقاوة على أنها فتنة حملت عواقب وخيمة على الحياة الاجتماعية : ثم عمتنا فتنة درقاوة وأنا لم نكن فيها أثقياء بررة ولا أقوياء فخرة... فاتصلت علينا أواصر النكبات والبليات من الخوف والجوع والروع الذي في الفؤاد مودوع [26] .

– ولم يكن موقف ابن سحنون أقل سخطا من موقف أبي راس حين تعرض لوصف ثورات القبائل : "فكانوا (أي القبائل) لا يقرون لملوكهم على قرار ولا يزالون يثورون على حكامهم في سائر الأعمار والأقطار فلا يقوم لهم قائم إلا وطالبه من خلفه ولا تتم قوة سلطان إلا والثورة تبشره بضعفه... واستولى الخراب على مدنهم وقراهم وهلكت حاميتهم وانحلت عراهم" [27] .

فيشتد غضبه على أفعال قبيلة فليتة التي تقطن لإقليم زمورة (غليزان) قائلا : كانت فليتة القبلية المشهورة التي لا تحومها النسور ولا يمر بها في غير أيام المحلة إلا قتيل أو مأسور، يقطعون السبل ويجرعون من غزاهم الدعاق الوبيل..." [28] .

وفي غريس، غاب الاستقرار والأمن وانتشرت الفوضى بسبب أعمال "عصابة من ذوي الضلال شأنهم سفك الدماء وهتك الحرام وأخذ الأموال... [29] .

– من شأن الحروب والفتن إذا استمرت سنوات طوال أن تخلق جوا عاما يتميز بالرعب والخوف في أوساط العامة والخاصة. فالناس يخافون ولا يأمنوا على حياتهم وأموالهم وأعراضهم. فيصابون بالهلع ويتجهون إلى الاعتقاد في الغيبيات ويتمسكون بالخرافات. فالجبال في نظرهم "مسكونة" (أي يتحكم فيها الجن) والمياه والأنهار غير آمنة والحيوانات كالطيور تنذر بالمصائب والأخطار.

ومن شأن الحروب والفتن أن تخلق في أوساط العامة حالة نفسية تدفع إلى العجز والتواكل. فيتجه الناس إلى الأولياء وأضرحتهم يطلبون النجدة ويلتمسون السلامة. فيعم الاعتقاد في الخوارق والكرامات.

2.3 المجاعات والأوبئة :

– تأتي المجاعات والأوبئة على إثر الحروب والفتن. يؤكد ابن خلدون هذه الظاهرة قائلا : "ثم إن المجاعات والموتان (الأوبئة) تكثر عند ذلك في أواخر الدول.. أما المجاعات فلقبض الناس أيديهم عن الفلح في الأكثر بسبب ما يقع في أواخر الدول من العدوان في الأموال والجبايات أو الفتن الواقعة في الرعايا وكثرة الخوارج" [30] .

– يهمنا ذكر رأي ابن خلدون لأنه يشير إلى العلاقة بين تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار المجاعات. فلا ريب أن الحروب والفتن تعمل على انخفاض الإنتاج الزراعي وضرب ما قد نسميه بالأمن الغذائي "أثناء الحروب والفتن : تنقص الحبوب والأغذية الأخرى (خضر وفواكه وزيوت) أو تختفي من الأسواق فترتفع أسعارها ويظهر الغلاء. في هذه الحالة، لا تقدر فئات عريضة من المجتمع على شراءها وبالتالي تحصل المجاعة.

– يتضرر- عادة - من المجاعة سكان الأرياف فيضطر قسم كبير منهم إلى مغادرة قراهم ويتجهون نحو المدينة في حالة يأس وتعاسة، ساعين وراء قوت أو صدقة. وتؤكد المصادر أن أعيان المدينة كثيرا ما يغلقون أبوابها في وجههم لأسباب قد يطول شرحها.

ويتضرر كذلك من المجاعة فقراء المدن غير أنهم "يتجلدون بالصبر ويعانون في خفاء" [31] .

- كان النصف الثاني من القرن الثامن عشر، في الغرب الجزائري - عصرا شهد مجاعات وأوبئة متكررة تواصلت على مطالع القرن التاسع عشر، ومن أهمها المجاعة التي أصابت إقليم معسكر في أول تولية الباي محمد الكبير : "في أول توليته مسغبة عظيمة أهلكت فيها أمم (أناس) كثيرة حتى أكلوا الميتة والدم ولحم الأنس والخنزير والعياذ بالله من ذلك" [32] وعلى غثر هذه المجاعة وقع طاعون رهيب "مات به الجل من الناس وخرج الباي باهله ومخزنه فارا منه وظعتوا ظعون البادية زمانا طويلا" [33] .

– في سنتي 1793-1794، عمت المجاعة بايليك الغرب وكان وقعها شديدا على السكان. ثم أعقبها وباء سمي "حبوبة عثمان" لأن أحد أبناء الباي محمد الكبير توفي به. وقد اضطر الباي على مغادرة عاصمته والالتجاء إلى سهل "ملاتة احتماء من آثار الطاعون.

خلال الفترة 1794-1797 : ساهم الحجيج في نقل وباء الطاعون إلى بلاد الجزائر والناحية الغربية على الخصوص وسمي طاعون 1797 بطاعون مكة.

ومن سنة 1798 إلى سنة 1825، تكررت المجاعات والأوبئة في الغرب الجزائري. ففي عهد الباي عثمان بن محمد الكبير، أصاب المنطقة "طاعون جارف مات به جل الناس وكثير من العلماء كالشيخ عبد القادر بن زرقة وابن عمه مصطفى بن عبد الله الدحاوي صاحب الرسالة القمرية الشهيرة" [34] .

وعمت المجاعة في أيامه بسبب جراد كثير مفسد الزرع والثمار غاية الإفساد.

وقبل ولاية حسن باي بقليل، استحفل الجفاف (أي 1816 : "قحط الورى") ولم يمطروا ودام عليه كذلك فتضرروا" [35] . وعلى إثر هذا الجفاف اختفت الحبوب في الأسواق وظهر الغلاء "فحصلت للناس شدة ومجاعة قد أشرف فيها الضعفاء على الهلاك... فأنهم تشتتوا عن منازلهم وتفرقوا بسبب الهول الواقع في وطنهم مع الشر والمصائب التي حلت "وعلى إثر هذه المجاعة" وقع الوباء العظيم وتكرر رجوعه بعد ذهابه فمات به خلق كثير... [36] ومن أخطر الأوبئة التي أصابت المقاطعة وباء 1823 الذي مات بي الشيخ الحافظ أبوراس المعسكري.

– أردت من خلال ذكر هذه الشهادات أن أشير إلى ظاهرة هامة تؤكدها المصادر التي درستها. إن الحروب والفتن والمجاعات والأوبئة هي في الواقع آفات اجتماعية خطيرة لها أكثر من نتيجة. فنتائجها الديمغرافية والاقتصادية واضحة كل الوضوح غير أنها ليست الوحيدة. فالآفات الاجتماعية إذا تكررت تحدث رعبا عاما وهلعا كبيرا في الأوساط الشعبية ووسط المثقفين.

– وينشأ عن هذا الرعب سلوكات وتصرفات تكرس الوعي الغيبي. يؤكد المؤرخ الفرنسي "ماندرو" الذي درس هذه الظاهرة في المجتمع الفرنسي التقليدي قائلا : "إننا نجهل تاريخ الذهنيات. فالبؤس يخلق الرعب. والرعب يسود كل شئ. إنه يفسر ملامحا عديدة للذهنية الشعبية. فالناس يعتقدون، اعتقادا راسخا- أن أرواحا خفية فاعلة تهدد حياتهم وزرعهم وأموالهم بالفناء.. وتنتشر ظاهرة الخوف في ظل المجاعات والأوبئة والحروب. كل شئ يثير الفزع : النهار والمغارات وحتى الحيوانات الألفية. فالواقع يلازم الخيال والمعقول اللامعقول... ويتجه الناس إلى الأولياء يحتمون بكراماتهم ويلتمسون خوارقهم." [37]

– إن ظاهرة الخوف لا تقتصر على العامة من الناس إذ أنها تشمل وسط المثقفين من علماء وطلبة فيقل استعدادهم إلى دراسة الظواهر الطبيعية وغيرها دراسة علمية تستند على العقل. بالعكس، يغيب العلم الحقيقي بفعل سيادة الاتجاهات الغيبية في المخيال الجماعي.

قد تكون البيئة الثقافية في الجزائر خلال القرن الثامن عشر،تختزن مقدمات للتحول العلمي بفعل ارتباطها بالتراث العلمي القديم (عصر التدوين) لكن الدعوة إلى التجديد الثقافي غير متوفرة وغائبة.

إن هذه الاعتبارات كافية لتفسير ارتباط ابن سحنون بتعريف المتصوفة للزلزال رغم اطلاعه على تفسير العلماء الطبيعيين له.

خلاصة :

أردت من هذه الدراسة عن الزلزال في النص التاريخي التقليدي الجزائري الوصول إلى الملاحظات التالية :

1- يستهل ابن سحنون فصل الزلزال بالتعريف لهذه الظاهرة الطبيعية. وفي هذا السياق يقدم ثلاثة أراء حول الزلزال : رأي "العامة" ورأي أهل الحق ثم رأي "الحكماء". ولا يكتفي بذكر هذه الآراء بل يأخذ منها موقفا واضحا. إنه يرفض التصورات الشعبية في الزلزال ويؤكد بطلان تفسير العلماء له. وفي الأخير يعلن موافقته لتحليل المتصوفة.

- وفي الواقع إن هذه الآراء الثلاثة تعكس بوضوح مواقف المجتمع الجزائري من ظاهرة الزلزال. إنها معايير واضحة نرصد بها الذهنيات الجزائرية في أواخر القرن الثامن عشر.

2- يذكر ابن سحنون هذه الآراء حسب ترتيب يؤكد غلبة التصورات الغيبية التي تدل على غياب الثقافة العلمية في الأوساط الشعبية وعلى تهميشها في وسط المثقفين من فقهاء ورجال الأدب وغيرهم. إن غياب الفكر العلمي مرتبط بالبيئة الثقافية الجزائرية التي اتسمت خلال فترة طويلة بتراجع علوم العقل والطبيعة وسيادة الثقافة الفقهية التقليدية التي تستند إلى النقل والتجميع.

3- ويحيل الجمود الثقافي إلى بيئة اجتماعية تعيش أزمة عامة. لقد شهد القرن الثامن عشر فتنا وحروبا وتخللت مراحلها مجاعات وأوبئة أحدثت نتائج اقتصادية اجتماعية ونفسانية كان أخطرها شيوع ظاهرتي الخوف واليأس في نفوس العامة والمثقفين على السواء.

في مثل هذه الظروف العصيبة، لا يعقل أن تنمو حركة فكرية تقوم على نهضة علمية حقة تدفع المثقفين إلى اكتساب المعارف وإنتاجها على نحو يمكنهم من تحليل الوقائع البشرية والطبيعية تحليلا علميا وتفسيرها تفسيرا عقلانيا.

ملحق : فقرات من نص ابن سحنون

… ثم أتاه هازم الأحزاب : لفتحها بأكبر الأسباب

فزلزل البلاد بالكفارة.. زلزلة أردتهم في النار

وصيرت بنائهم ترابا.. وكل عامر لهم خرابا

… والزلزلة هي ارتجاج الأرض وحركتها وسببها المعروف عند أهل الحق تجلى الحق سبحانه للأرض. بهذا أجاب سيدي عبد العزيز الدباغ تلميذه سيدي أحمد بن مبارك لما سأله عنها. قال سيدي أحمد المزبور وقد ذكر السيوطي في كتابه الصلصلة عن وصف الزلزلة عن أبي عباس قريبا من كلام الشيخ وهو ما أخرجه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا أراد أن يدمدم تجلى لها وفي مسند الفردوس عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا أراد الله أن يخوف خلقه أظهر للأرض منه شيئا فارتعدت وإذا أراد أن يهلك خلقه تبدي لها".

.. قال السيوطي وبهذه الآثار عرف فساد قول الحكماء أن الزلزال إنما تكون عن كثرة الأبخرة الناشئة عن تأثير الشمس واجتماعها يعني الأبخرة تحت الأرض بحيث لا تقمعها برودة حتى تصير ماء ولا تحلل بأدنى حرارة لكثرتها ويكون وجه الأرض صلبا بحيث لا تنفذ البخارات منها فإذا أصعدت ولم تجد منفذا اهتزت الأرض واضطربت كما يضطرب بدن المحموم… ووجه فساده أنه قول لا دليل عليه وردا لدليل بخلافه باختصار..

.. وقال سيدي إبراهيم الشبراختي سببها بعوضة خلقها الله تعالى وسلطها على الثور الذي عليه الأرض فهي تطير أبدا بين عينيه فإذا دخلت أنفه حرك الثور رأسه فيتحرك جانب من جوانب الأرض.

ويقال أن عروق جبل قاف ذاهبة في أصول بلاد الأرض فإذا أراد الله أن يعذب أهل بلدة أمر ملكا بتحريك ذلك العرق الذي هو راسخ تحتها فتتزلزل تلك البلدة وجبل قاف هو المحيط بالدنيا سمي قاف لأنه قفل العالم. قال تعالى "وما نرسل بالآيات إلا تخويفا".

وذكر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال أرجفت المدينة أيام عمر فخطب الناس ثم قال أن هذا لا يكون في بلد حتى يكثر فيها الزنا والربا فإن رجعت ثانية لم أقم بين أظهركم فما زلزلت بعد حتى قبض عمر… الثّغر.. ص ص 204-205.

ملاحظة : لابن سحنون تحاليل تتعلق بآثار زلزال سنة 1790 لا تتعلق بالموضوع الذي عالجناه في هذه الدراسة.

قائمة المراجع

1- أحمد بن سحنون الراشدي.- الثّغر الجمّاني لابتسام الثّغر الوهراني- تحقيق المهدي بوعبدلي.- قسنطينة الجزائر، 1973.

2- مسلم عبد القادر.- أنيس الغريب والمسافر- تحقيق رابح بونار.- الجزائر، 1974.

3- أحمد بن يوسف الزياني.- دليل الحيوان وأنيس السهران- تحقيق المهدي بوعبدلي.- الجزائر، 1978.

4- صالح العنتري.- مجاعات قسنطينة- تحقيق رابح بونار.- الجزائر، 1974.

5- أبو قاسم سعد الله.- تاريخ الجزائر الثقافي- الجزء الثاني.- الجزائر، 1981.

1- DUBY, G. et MANDROU, R.- Histoire de la civilisation française (2t) Paris, 1984.

2- LE GOFF, J.- Les intellectuels au moyen Age.- Paris, 1966.

3- ESTERHAZY, W.- Notice historique sur le makhzen d’Oran.- Oran, 1849.

4- GORGOS.- Les Espagnols pendant l’occupation espagnole d’Oran.- Alger, R.A, 1857.


الهوامش

[1] يتراوح عدد الضحايا ما بين ألفين وتسعة آلاف في المصادر العربية والإسبانية.

[2] ابن يحنون الراشدي : - "الثّغر الجمّاني في ابتسام الثّغر الوهراني" تحقيق الشيخ المهدي البوعبدلي.- قسنطينة، 1973.

[3] DUBY, G.- Histoire de la France rurale T3 et T4.- Paris, 1976/ Histoire de la France.- Paris, 1977.

DUBY, G. et MANDROU, R.- Histoire de la civilisation française (2t) Paris, 1984.

[4] أحمد بن سحنون الراشدي.- "الثّغر الجمّاني لابتسام الثّغر الوهراني"- تحقيق المهدي البوعبدلي.- قسنطينة، 1973.

[5] المصدر نفسه.- ص 230-231.- إجازة العالم محمد بن الموفق الجلال.

[6] أنظر مقالنا : التاريخ والمؤرخون في الجزائر.- منشورات URSAC، جوان 1988.

[7] إن العبارة للشيخ المهدي البوعبدلي محقق الكتاب- الثغر الجماني.

[8] نفس المصدر.- ص. 466.

[9] ابن سحنون...-الثّغر.- ص. 205.

[10] كسيدي إبراهيم الشيراختي...- الثّغر. ص. 204.

[11] نفس المصدر.- ص. 205 في الميثولوجيا اليونانية. إن"البحر المحيط" هو الذي يحيط بالأرض.

[12] الثّغر:...- ص.204: إن هذا التعريف علمي كامل غير أن خطأه يكمن في إيعاز حرارة باطن الأرض إلى أشعّة الشمس في وقت تؤكد فيه التحليلات الجيولوجية أن الأرض كانت جزءا من الشمس.

[13] الثّغر:.. - ص. 204.

[14] نفس المصدر: - ص. 204.

[15] نفس المصدر: - ص. 204 .

[16] نفس المصدر: - ص. 205.

[17] الثّغر.- ص. 205.

[18] الثّغر. - ص. 212.

[19] الثّغر. - ص.212.

[20] الثّغر. - ص.203.

[21] التعبير لابن خلدون يصف به أزمة المغرب خلال القرن 14.- المقدمة.- ص. 53.

[22] الزياني.- الدليل.- ص. 163. عن الجامعي الفاسي في رحلته.

[23] نفس المصدر.- ص. 163. كان الشيخ الرماصي عالما من ناحية القلعة (معسكر).

[24] نفس المصدر.- مهدي البوعبدلي.- القرن "الثّغر الجمّاني".- ص. 50.

[25] بدأ الحصار سنة 1785 ولم ينته إلا بتحرير المدينة في نهاية 1791.

[26] أبوراس.- درء الشقاوة في فتنة درقاوة نقلا عن المهدي البوعبدلي.

[27] الثّغر.- ص. 73.

[28] الثّغر.- ص. 71.

[29] المزيلي نقلا عن سعد الله.- ص. 138.

[30] ابن خلدون.- المقدمة.- ص. 290

[31] صالح العنتري.- مجاعات قسنطينة". ص. 31.

[32] مسلم بن عبد القادر.-الأنيس.- ص.64: كان ذلك في سنة 1786.

[33] نفس المصدر.- ص.64، أطلق العامة اسم "حيوية الأمجاد" على هذا الطاعون لأنه أفنى هذه الأسرة الشهيرة عن آخرها.

[34] نفس المصدر.- ص.64، انتشر هذا الطاعون خلال سنتي 1799- 1800. وكانت بدايته في المغرب الأقصى.

[35] الزياتي.- دليل الحيوان.- ص. 239.

[36] نفس المصدر.- ص. 240، حسب شهادة القنصل البريطاني كان الناس يموتون جماعات في شوارع مدينة وهران.

[37] DUBY et R. MANDROU : Histoire de la civilisation française, Tome 2.- pp (93 107)

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche