إنسانيات عدد 17-18 | 2002 | لغات و مجتمع - اللغة و الخطاب | ص 31 | النص الكامل
الملف الثاني في هذا العدد لطرح مزيد من الإشكاليات التي تثيرها ثنائية اللغة و الخطاب، لأن النقاشات لم تتوقف بخصوص هذه القضية التي تحتاج إلى المزيد من التحديد و التفصيل.
و إن كان الهدف من هذا الملف ليس الإجابة على كل الأسئلة التي تطرحها هذه الثنائية (اللغة و الخطاب)، بقدر ماهو فتح مجال من أجل حوار عميق ومتعدد، يسمح لنا بالنظر إلى مستقبل البحث العلمي من بابه المسؤول و المنصت للآخر.
و ما تحاول الإسهامات المقترحة أن تبيّنه على اختلاف حقولها البحثية (الدراسة الفلسفية، النقد اللغوي و النقد الأدبي) هو تصور اللغة بوصفها خطابا ؛ أي : اللغة شكل من أشكال الممارسة الاجتماعية.
و الحال أن مصطلح اللغة قد استخدم بمعان متباينة في هذه الإسهامات، من بينها المعنييْن اللّذين فرقت اللسانيات بينهما تفريقا معياريا، و هما اللسان والكلام، و هما معنيان لا يكافئ أيّ منهما ما نعنيه بالخطاب، و لكن هذا الطرح قد يساعد في استجلاء بعض التصورات الخاصة باللغة، و ما يختلف به الخطاب عن هذه التصورات.