إنسانيات عدد 59 | |الأسرة، ممارسات و رهانات مجتمعية | ص. 53-73 | النص الكامل
Fatiha HARRAT: Université de Bejaia, Faculté des Sciences Humaines et Sociales. Département des sciences Sociales, 06000, Bejaia, Algérie.
بدأ التغيير في الجزائر مع دخول ثقافة المستعمر، عندما تعرضت التشكيلة الاجتماعية الثقافية، لعملية تثاقف عنيف، وعرف المجتمع ابتداء من ذلك الوقت ثنائية في ثقافته، بحيث أدخلت تشكيلة اجتماعية عصرية برموز جديدة حسب النمط الثقافي للمستعمر، فلم تصمد التشكيلة الاجتماعية التقليدية أمام تأثيرها، وكانت البنية الأسرية بما يتخللها من أدوار ووظائف وأفعال تقليدية، هي التي تدهورت تشكيلتها، وبدأت في التغيير الإجباري والدخول في منطق الثقافة العصرية.[1] وبعد الاستقلال أصبح التغيير مسعى سياسة البلاد التي"دخلت في سيرورة تحديث شديدة السرعة في الفترة الأولى من مراحل التنمية حيث انصبّ التفكير حول مشاكلها وحول تهيئة المحيط"[2] لتحقيق تطور الدول القوية، فجاء دور التغيير المخطط ،الذي استهدف سلوك الأفراد بما يتوافق والثقافة العصرية عن طريق فتح مجالات التعليم وإدخال الصناعة والتكنولوجيا وتأثير وسائل الإعلام.
من الطبيعي أن تحولات جذرية مثل تلك التي عرفها المجتمع أنتجت عدم استقرار للقيم والمعايير، أي أنها أحدثت مجتمعا جديدا في مرحلة متقدمة من التثاقف، وكان من الطبيعي أيضا أن تنمو لدى الأفراد طموحات جديدة[3]. ونتيجة لكلّ ذلك تغيّرت الحياة الأسرية، بعدما كانت الأسرة أبوية ذات نظام تقليدي حيث كان "النسق القيمي صورة أو بنية فوقية للبناء الاجتماعي القبلي، الذي يحافظ على وحدة الجماعة"[4] هو أساس البنية الاجتماعية، أصبحت الأسرة ذات تشكيلة نصف تقليدية ونصف عصرية طبقا للثقافة الثنائية للمجتمع، ذات أدوار ووظائف تتأرجح ما بين الميل إلى القيم التقليدية والميل لقيم عصرية ولم تعرف استقرارا بعد، فهي في مرحلة انتقال تجمع بين "غياب التقليدية الأصيلة وبالمقدار نفسه غياب الحداثة الحقة "[5]. أُعيد تكوين هذه الأسرة في شكل عدة خلايا نووية مكونة لوحدة سكنية واستهلاكية، أو بشكل مجموعة من الأسر النووية لها مساكن مستقلة، لكنها مجتمعة حول الأبوين ما داما على قيد الحياة.[6]
ومثلما ذكر كاميري أنّ "هناك تباينًا في التأثير الثقافي أدى إلى احتلال الأسر لمراكز ثقافية مختلفة"[7]، وهذا ينطبق على الأسر الجزائرية المتباينة، فهي تختلف من حيث نسقها القيمي، فلا زالت هناك أسر ثقافتها تقليدية أكثر من كونها عصرية، وأخرى تحتل المركز العصري مع حفاظها على القليل من التقاليد. ويبقى المركز الأوسط الذي يوازي ما بين الجمع المتساوي نسبيا بين القيم التقليدية والعصرية هو الغالب في المجتمع.
نستطيع القول أنّ أدوار الزوجين والأبناء، الزواج، الطلاق، وضعية المرأة، القرابة والميراث، تعدّ كلها دلائل على إبراز الواقع الجديد للأسرة الجزائرية المتغيّرة، كلّها خصائص أسرية عبَرت عن الانتماء الثنائي للثقافتين: تواصل تأثير الثقافة التقليدية إلى جانب تأثير مستمر وعميق للثقافة العصرية.
إن التأثير الثنائي لا يتم بالتوازي دون أن يحدث تناقضا في الأسرة، والنظام التقليدي المسير هو المسؤول عنه، فكل ما يخص الفرد يعتبر قضية الأسرة بأكملها، وهو لا يستطيع أن يقرر ولا يختار ولا يوجّه ما يهّمه في مستقبله دون التدخل المكثف لأقربائه.[8] أصبحت هذه الوضعية تُشكّل واحدة من الأزمات الأسرية.
تبدو الأسرة في الجزائر في مرحلة انتقالية، وهذه المرحلة لازالت مستمرة منذ الاستقلال. إنّ التأثير المتواصل والصريح للثقافة الغربيّة العصريّة يجعلنا نتوقع الابتعاد التدريجي للأفراد عن القيم التقليدية، لكن من جهة أخرى كثرة الأزمات الاجتماعية وأهمها أزمة السكن والأزمات المادية، تجعل الأفراد يبحثون على الحلول في الرجوع إلى القيم التقليدية والدينية، فيمكن أن يكون هذا الوضع تعبيرا عن استقرار تأثير الثقافيين، أي أنّ الأسرة استقرت على الجمع ما بين القيم التقليدية والعصرية وبالتالي فقد وصلت إلى الاستقرار مع أنها تبدو في مرحلة انتقالية. ساعدنا موضوع بحثنا الميداني على التأكد من ذلك، بمحاولة معرفة الاتجاه الثقافي الأكثر تلقينا للشباب من طرف أوليائهم، مع البحث عن استعدادهم الشخصي لتقبّلها أو رفضها، واعتمادا على القيم التي تمّ تبنَّيها خارج الأسرة. فما هي القيم التي يفضِّل الأولياء والشباب الإبقاء عليها من الثقافة التقليدية؟ وما هي القيم التي يريدون العيش وفقها ضمن الثقافة العصرية؟ وهل هم واعون بالتناقض بين القيم الثقافية ويحاولون تجاوزه بإحداث التركيب بينها؟ وهل وصلوا إلى مرحلة استقرار ثقافي باختيارهم أم لا زالوا في المرحة الانتقالية نتيجة عفويتهم في العيش ؟
مجتمع البحث
تناولنا دراسة عيّنتين من الطلبة الجامعيين وإخوانهم المتطوعين، بعدد 234 مبحوثا، إضافة إلى أولياء البعض منهم بعدد 91 مبحوثا، وقد أخذت العينتان من مدينتي" الجزائر "و"بجاية". اقتربنا من قيم الثقافتين التي تطفو على مسرح الأحداث وتُسبّب عادة الصراع داخل الأسرة، باستعمال تقنية الاستمارة اعتمادا على مؤشرات القيم التقليدية والعصرية، التي أسفرت على إبراز التناوب في تأثير القيم الثقافية. يوضّح العرض الموالي لمختلف المواقف وردود أفعال المبحوثين أبناء وأولياء، ذلك التناوب من خلال الموضوعات التي سيتمّ تناولها.
وتتكون عينة الشباب من 39.31% ذكور و 60.62% إناث، من فئات عمرية ما بين15 و31 سنة، في حين تتكون عينة الأولياء من 47.25% ذكور و 52.74 % إناث، وضمن فئة عمرية ما بين 40 إلى أكثر من 60 سنة.
الاقتراب من القيم الثقافية عبر نشاطات الشباب ومواقف أوليائهم منها
نشاطات الشباب
يفضّل معظم الشباب وبنسبة 64.95% إخفاء ما يقومون به، فإذا كان الذكور مشجَّعين اجتماعيا على حرية التصرف، فإن الإناث يتمرّدن على قوانين الثقافة التقليدية التي تحرمهن من أن تكونَ لديهنّ فرص مثل الذكور، فيخفين نشاطاتهن على أوليائهن علما منهن لرفضهم لها وتفاديا لغضبهم. كما يتمّ منع البعض الآخر من الفسحة ومن الذهاب إلى نوادي الأنترنت، ومن النشاطات الفنية كالموسيقي والرقص والتمثيل، وكذلك المنع من الذهاب إلى السينما وإلى المراقص.
أما الأولياء، فقد صرحوا بنسبة 61.53 % أنّهم لا يمنعون ممارسة أبنائهم التسلية التي يريدونها، وعللوا ذلك بأن أبناءهم بالغون من جهة، ومن جهة أخرى فهم متأكدون من أن الأبناء يمنعون أنفسهم ولا يسلكون اتجاها يغضب عليهم أولياءهم. وذكر ما نسبتهم 61.90%، أنهم يسمحون لأبنائهم الذكور قضاء عطلة مع أصدقاء و ترفض نسبة 88.09% ذلك لبناتهم. برّر المبحوثون مواقفهم بالخوف على البنات والحفاظ عليهن من الوقوع في الخطأ، والتمسك بالعادات التقليدية التي تصون شرفهن، الشيء الذي يعكس بامتياز الانتماء التقليدي.
الاحتفالات
و من ناحية الاحتفالات يظهر أنّ المبحوثين الشباب وأسرهم منسجمون مع الطقوس الاحتفالية العصرية، وأكثر المناسبات احتفالا هي أعياد ميلاد الأفراد، وأعياد رأس السنة الميلادية، التي أكدت الإناث على احتفالهن بها مع الأسرة في حين ذكر بعض الذكور الاحتفال بها مع الأصدقاء، ويجمع عيد الحب الشابين المتحابين في معزل عن الجميع. وتدلّ إجابات المبحوثين بنسبة 71.82% على التعوّد منذ الصغر على الاحتفال بأعياد الميلاد واعتبارها من تقاليد الأسرة، ونجد أنّ الأولياء يرضون بذلك حسب تصريحات أبنائهم، خاصة إن كانت تقاليد الاحتفال تخدم قيمة تقليدية تتمثّل في التماسك الأسري.
وفي موضوع دعوة الأصدقاء إناثا وذكورا إلى حفل عيد الميلاد، فجاء رفض الأولياء بنسبة 65.11%، وبرّر المبحوثون ذلك برفض الاختلاط حفاظاً على التقاليد، واقتصار الاحتفال على أفراد الأسرة فقط. فالتأثير هنا يرجع لما تقبله وترفضه قيم الثقافة التقليدية أو قيم الثقافة الدينية.
الذهاب في نزهة
يخضع الذهاب في نزهة لمنطقة بعيدة لمعادلة الرفض والقبول حسب القيم المؤثرة، فالمبحوثون الشباب بنسبة 37.19% يوافقون (69.56 %منهم ذكورا و 16.19% إناثا)، و نسبة 49.14 % تشير إلى فكرة السماح للذكور والمنع للإناث، مما يعكس مرة أخرى التمييز التقليدي بين الجنسين، وتبريرات المبحوثين تبين استمراره في التربية. وبمجرد أن يكون المبحوث ''ولدا'' أو ''رجلا''، فذلك يسمح له بالضرورة أن يفعل ما يريد دون تبرير، ومعظم المبحوثين مقتنعون بذلك، والإناث أنفسهن مقتنعات بالمنع لمجرد أنهنّ إناث، و برّرن امتناعهن الإرادي ترقّبا للمنع المؤكد من الأولياء.
مواقيت الدخول إلى البيت
تعد من بين المؤشرات التي تعكس إلى حد كبير التباين الجنسي، من حيث استهلاك الزمن الاجتماعي، إذ تبقى الإناث وبنسبة 65.49% هنّ الأكثر التزاما بالمواقيت التي لا تتعدى غروب الشمس، وهذا يعني أن القيم التقليدية التي كانت تمنع خروج المرأة ليلا، والتزامها بالدخول المبكر لبيتها، لا زالت سارية المفعول رغم التغيير. فالتنشئة جعلت من خضوعهن منعكسا شرطيا، بينما يبقى الذكور على حريتهم في ذلك .
الصداقة
من بين المؤشرات التي تضع الشباب وأوليائهم في مواجهة، هو الطلب من الأبناء التخلي عن صديق، خاصة إن كان حميما لأسباب معينة، فتبَين أن طلب المبحوثين الأولياء من أبنائهم التخلي عن صديق، لم يحدث إلا في حالات قليلة بنسبة 32.96% ويبرر ذلك بأمرين أولهما أخلاق الابن والخوف من انحرافه، وثانيهما الخوف من الإهمال الدراسي، في حين أن نسبة 67.03% لم يطلبوا ذلك، وهذا يدلّ على أن الأولياء قد انتهجوا في هذا الموضوع منهجا "ديمقراطيا"، فهم لا يتدخلون في علاقات أبنائهم إلاّ عندما يستلزم الأمر ذلك.
الدراسة
مع تغيَر طريقة التربية و اهتمام الأولياء بالدراسة كان اختيار الاختصاص الدراسي للشباب شخصيا بنسبة 81.48%، وذلك يدل على استقلاليتهم في اختياراتهم المستقبلية، بينما نجد أنّ الفئة التي شاركها الأولياء في الاختيار هي التي عبّرت عن حاجتها إلى المساعدة في التوجيه، وهناك فئة تقدر بـ5.55% في معظمها راضية بسلطة الأهل لأنّ مصلحتها تتماشى واختيار الأولياء الذين يتمتعون بخبرة واسعة. إنّ أغلبية المبحوثين يتمتعون بحرية اختيار مستقبلهم، إناثا كنّ أو ذكورا، ولم يكتسب الشباب هذه الحرية وحدهم دون إرادة الوالدين بل إنّ أولياءهم فهم الذين شجّعوهم ووجّهوهم نحو هذا الاتجاه.
وعن مدى اهتمام المبحوثين الذين هم بصدد التعليم، تبيّن لنا أن 58.02% مهتَمَون بدراستهم، وتمثَل نسبة الإناث 66.97%. يأتي هذا التفوق عند الإناث نتيجة إرادتهن القوية في تجاوز وضعية التمييز الجنسي، فهن مصمّمات على النجاح أكثر من الذكور لفرض وجودهن. وصرحت نسبة 65.43% من المبحوثين بتفضيلها العمل إلى جانب الدراسة إن توفرت فرصة الجمع بينهما، وفرصة الحصول على منصب عمل، من أجل الحصول على المال. وإذا كان البعض تدفعه حاجة أسرته، فيريد المساعدة، فإنَ باقي المبحوثين أكثر ما يدفعهم إلى ذلك هي الاستقلالية المادية، وهذا يبين مدى ترسيخ قيمة المادة لدى المبحوثين الصغار سنّا تأثّرا بالثقافة العصرية.
وفيما يخص متابعة الأولياء لدراسة أبنائهم أثبتت النتائج أنّ نسبة 71.42% يتابعون (أو تابعوا) المسار الدراسي لأبنائهم، وذلك يفسر مدى اهتمامهم بالنجاح الدراسي لأبنائهم لأنه أحد شروط الاندماج الموفق، فالكل يعلم دور الشهادة في النجاح الوظيفي ضمن النظام الاجتماعي العصري. وقد كان عدم حصول الكثير من الأولياء على شهادات عليا دافعا لتحفيز الأبناء على تحقيق ما لم يحقّقه آباؤهم. يريد هؤلاء، وبنسبة 95.60%، أن يواصل أبناؤهم دراستهم إلى المستوى الجامعي، ومن بينهم نسبة 21.97% تريد أن يصلوا لمستوى ما بعد التدرج دونما تمييز بين الإناث والذكور، وهذا مؤشر آخر على التغيير باتجاه الثقافة العصرية.
المصاريف اليومية
أصبحت المصايف اليومية من متطلبات الحياة الاجتماعية العصرية، ووجدناها محور اتفاق بين المبحوثين وأوليائهم، بحيث نجد أنّ نسبة 49.14% من الأبناء يحصلون دائما على المصاريف اليومية 14.10% يحصلون عليها أحيانا. وأكدت نسبة 48.35% من الأولياء على ضمان المصاريف يوميا لأبنائهم، بينما صرَحت فئة أخرى نسبتها 20.88% أنها تقدمّ تلك المصاريف بصفة غير دائمة حسب إمكانياتها المادية، لأن رضا الشباب أصبح يشكّل هاجس الأولياء، تقريبا كالأسرة الزوجية التي تحدث عنها علماء اجتماع فرنسيون[9]. لقد دخل البعد المادي بقوة في تربية الأبناء بما يؤكّد التأثير الكبير للثقافة العصرية من هذه الناحية.
الاهتمام بالموضة
يريد معظم المبحوثين أن يكونوا مسايرين للموضة، حيث صرح ما نسبتهم 50.85% أنَهم يهتمّون بالموضة دائماً، ومنهم من كان اهتمامه متقطّعاً حسب المناسبات، ونسبة 15.81% منهم يحبون الأناقة والجمال لأن ذلك يشعرهم براحة نفسية، ومنهم من يحب التجديد والتغيير. ونجد أن اتباع الموضة عند أغلبية المبحوثين هو أحد أقوى المؤشرات على التأقلم مع العصرنة أو ''الاندماج مع العصر''، خاصة وأن تلك الطريقة أسهل من غيرها لإظهار الاندماج، فهي لا تتطلب جهدا، بل هي لدى البعض تعتبر مقياسا للتوافق مع الحضارة. لكن لا ينبغي أن نتجاهل واقع الثقافة التقليدية التي نجدها وراء حب التباهي والظهور. وأما عن حرية اختيار اللباس فنجد أن نسبة 83.76% من المبحوثين صرّحوا بأنهم يتمتّعون بحرية اختيار اللباس، وهذا مؤشر على هامش الحرية التي يتركه الأولياء للأبناء، ونجد ذلك حتى لدى الشباب صغار السن.
وأما ما يتعلق بما يطلبه الأبناء من أوليائهم، فأكثر ما تردَد في الإجابات هي الألبسة بنسبة 37.14%، مواد التجميل والعطور والإكسسوارات بنسبة 35%، لوازم الدراسة بما في ذلك الكتب والأقراص المضغوطة بنسبة 10.71%، أجهزة الكمبيوتر بنسبة 7.14%. وركز الذين لهم أبناء مراهقون على الألعاب الإلكترونية، وأقراص الموسيقى والأفلام بنسبة 5.71%. وذكر مبحوثون بنسبة 4.28% أن أبناءهم طلبوا أجهزة تلفزيون وهوائيات ، وسيارات في وذكر مبحوث آخر أن ابنه طلب منه شقة، في حين أن نسبة 100% من المبحوثين يطلبون الهواتف النقالة وتعبئتها. يسعى الأبناء لامتلاك كل المنتجات الجديدة، سواء كانت بخسة الثمن أو مكلّفة، في حالة إذا ما لاحظوا قدرة أوليائهم على الإنفاق وعلى تلبية طلباتهم.
صرَح ما نسبتهم 54.94% من الأولياء بأنهم يوافقون أن يساير أبناؤهم الموضة في اللباس وغيره، أي في التحكم في المنتجات التكنولوجية، حتى يندمجوا في الحياة العصرية. يوافق ما نسبتهم 12.08% أن يكون أبناؤهم مسايرين للموضة، لكنهم يستثنون في ذلك عدم الاعتداء على الحدود أي الأخلاق العامة، ويشيرون إلى عدم توافق الموضة، ويقصدون موضة اللباس، مع التربية والتقاليد، ويعود لدى البعض إلى نقص الإمكانيات المادية. وتظهر لنا هذه النسب الاتجاه القيمي التقليدي والاتجاه القيمي العصري لكن يبدو بأن هذا الأخير هو الأكثر تأثيرا لأن معظم المبحوثين أشاروا إلى تأقلمهم معه.
وفي تلبيتهم لكل مطالب الأبناء، ذكر المبحوثون بنسبة 46.15% أنهم أحيانا يلبون كل ما يطلبه أبناؤهم، وذلك حسب تقييمهم للحاجة أو الأولوية وحسب إمكانياتهم المادية، أما نسبة 35.16% فذكرت أنها لا تلبي دائما ما يطلبه الأبناء. ويرجع البعض أسباب رفضهم إلى عدم توفر الإمكانيات المادية، والبعض الآخر يعتبرون رفضهم جزءا من تربيتهم لأبنائهم، في حين أنّ نسبة 18.68% تحقّق رغبات الأبناء بصفة مطلقة. يتبيّن من خلال هذه المواقف أن تلبية المطالب المادية للأبناء تتوقف على عنصرين: المادي والتربوي، لكن يبقى الأول هو المحدد القوي.
طموح الشباب في منصب العمل
أهم مناصب العمل والمهن التي يطمح المبحوثون إلى الحصول عليها هي التجارة بنسبة 25.64%، والأعمال والمهن الحرة 19.65% أما باقي الوظائف فهي تتراوح، وبنسب ضعيفة ومتفاوتة، بين شركات القطاع العام والتعليم. تقتضي الضرورة الاجتماعية حاليا المزيد من الإمكانيات المادية، فالواقع الجديد، جعل الشباب يفضّل النجاح في المجال المربح والأسرع منالا دون طول الانتظار، حتى وإن كانت لديهم شهادة علمية، ذلك أن الشهادة أصبحت تقابل في كثير من الأحيان بالبطالة. ورغم أن السؤال يفتح المجال لبعض الأحلام إلاّ أن إجابات المبحوثين كانت تتصف بالواقعية، فالمناصب ليست سهلة المنال، وأدت الواقعية بنسبة 23.50% إلى القول: "أريد فقط منصب عمل حسب قدراتي" أو "مهنة شريفة". لقد حرّم الواقع الاجتماعي الكثير من الأحلام وأصبح الحصول على منصب عمل حلماً في حد ذاته.
رفض مهن ووظائف
أشارت نتائج الدراسة إلى أنّه، إضافة إلى المهن التي كانت سالفا مرفوضة اجتماعيا كمهن الراقصة والمغنية أو الراقص والمغني، هناك مهن أخرى ووظائف حديثة ترفض أيضا كالنادل وعون الأمن وأمينة المكتب. وقد برر الأولياء رفضهم بالنسبة للإناث بالقول: "لها نظرة سيئة في مجتمعنا" أما رفض وظائف الذكور فهو مرتبط بسمعتها في المجتمع والقيمة التي يوليها لها هذا الأخير وخطورة ممارستها. ولا تميَز نسبة 20.87% في رفضها بين الذكور والإناث حيث اعتبرت العمل في الشرطة خطراً وفي الجيش فاقداً للحرية، وأضافت إلى ذلك العمل غير المشروع. وصرَحت نسبة 3.29% أنها ترفض بعض الوظائف والمهن للإناث لكن فيما يخص الذكور، فلا يوجد هناك عمل لا يتناسب معهم. في حين تبقى نسبة 18.68% من العينة تمثل الذين لا يرفضون أي عمل سواء للذكور أو للإناث بما في ذلك العمل في الرقص والغناء، فانتشار البطالة يعتبر عاملا أساسيا في دفع المبحوثين خاصة ذوي الدخل المحدود، إلى تقبل أي عمل كان لأبنائهم.
إقامة الأبناء في الخارج من أجل الدراسة أو العمل
صرّحت نسبة 46.15% من الأولياء يوافقون على إمكانية إقامة الأبناء الذكور فقط خارج الوطن من أجل الدراسة أو العمل، وهذا يتماشى مع التمييز الجنسي الذي تحركه الثقافة التقليدية،التي كانت محور تبريراتهم كقول:"ذلك ينطبق مع تقاليدنا". وترفض نسبة 12.08% فكرة الإقامة في الخارج للجنسين، وهي بذلك أقرب من الثقافة التقليدية حيث أن الأولياء هم الذين يسيرون مستقبل أبنائهم. ونجد أنّ نسبة 7.69% لا ترفض فكرة الإقامة في الخارج لكنّها تضع شروطا للموافقة منها: أن تكون الإقامة من أجل الدراسة لا للعمل، وأن يقيم الأبناء عند الأقارب، وقد بيّنت نسبة 32.96% بأنها تستثني التمييز بين الجنسين، وتسمح للإناث كما للذكور الإقامة في الخارج سواء كان ذلك للدراسة أو للعمل، لأنها تجاوزت التعلق بالقيم التقليدية وتبنّت قيما عصرية.
إقامة الفتيات بعيدا عن الأسرة من أجل الدراسة أو العمل
صرحت نسبة 34.06% من أفراد العينة برفضها لإقامة الفتيات بعيدا عن الأسرة بهدف الدراسة أو العمل و منطلقهم في ذلك قيم الثقافة التقليدية، و29.67% هي نسبة المجيبين بـ "لا أدري". ولا يعدّ هذا التردد والحيرة في اتخاذ موقف إلا تعبيرا عن تأثير ثقافي ثنائي لأنه لو طغت إحدى القيم لكان الموقف بالرفض أو القبول بصفة مباشرة، ونجد أن نسبة 16.48% ترضى بإقامة الفتيات بعيدا لكن فقط للدراسة أما للعمل فمرفوضة بما يشير إلى أنّ تأثرهم بالثقافة العصرية جزئي. وأماّ نسبة 19.98% فهم المبحوثون المجيبون بقبول إقامة الفتيات بعيدا من أجل الدراسة و العمل بما يعدَ دعما لقيم الثقافة العصرية التي تسمح باستقلالية الإناث .
تؤكد مواقف الشباب تدخل أوليائهم في تسيير مشاريعهم المستقبلية على الرفض بنسبة 79.21%، وأكثر الرافضين هن الإناث (85.21% من مجموع الإناث) وهذا يعني أنهن قد ثرن على الوضعية التقليدية، و ثورتهن هذه هي بالتأكيد نتيجة تربية أوليائهن لهن فهناك تربية متأثرة بالتغيير.
يريد ما بنسبتهم 84.61% من المبحوثون تحقيق مشاريعهم بأنفسهم، والإناث هن أكثر إصرارا على الاستقلالية (85.21%) مقارنة مع الذكور (83.69%)، ويحقق المبحوثون طموحاتهم عن طريق "الدراسة" و"العمل" للحصول على المال، إضافة إلى أهمية النجاح في العمل، فنلاحظ كيف تطفو القيم العصرية على السطح كمحفز أساسي في واقع مادي.
وأكدت نسبة 83.51% أنه لم يحدث نزاع بين الأولياء وأبنائهم بسبب رفضهم لمشاريعهم، رغم أن للمبحوثين عدة أبناء، وهذا يبيٌن أنهم ليسوا متعوٌدين على الرفض. فكلما كان الأولياء متفاهمين مع أبنائهم ويمنحونهم استقلالية التصرف، لا يمكن أن تصل الأمور إلى نزاع، وهذا التفاهم هو من آثار القيم العصرية.
العلاقات العاطفية
تعدّ العلاقات العاطفية للشباب مؤشرا آخر لفهم ثنائية التأثير بين القيم التقليدية والقيم العصرية. تشير نتائج الدراسة الميدانية أنّ نسبة 50% من الشباب لهم علاقات عاطفية في مقابل النسبة ذاتها لمن صرحوا بأنه ليست لديهم مثل تلك العلاقات لا لصغر سنّهم أو عدم اهتمامهم ولكن ''لعدم توفّر الفرصة''، في حين تبقى العلاقات العاطفية مقصاة وغير معترف بها في المجالات الأسرية بل من المحّرمات أحيانا. لقد أجابت نسبة 72.97% من المبحوثين الذين لهم علاقة عاطفية بالنفي، حينما سئلوا عن إعلام أوليائهم أو أحدهما، اعتبارا أن ذلك يخّل بالاحترام الموجود بينهم، وأما تعريف الصديق بالأهل في عيّنتنا فلا يحدث إلا عندما تبدو الرغبة واضحة في الزواج، أي أنّه لا يخرج عن إطار الخطبة، وكانت الأمّهات معنيات به قبل سير الأمور إلى الطلب الرسمي للزواج. لا يعني ذلك تقبّلهن التام للثقافة العصرية، بل لكونهن أقلّ سلطة من الآباء وأكثر حرصا وتشجيعا لزواج بناتهن المبني على العاطفة لضمان النجاح في حياتهن الزوجية، فإذا كان التعامل عصريا فإن الدافع يبقى تقليديا. ويرفض أغلبية الأولياء بنسبة 64.83% الصداقة بين الجنسين مبرّرين موقفهم باحترامهم للدين والتقاليد الرافضة لذلك تفاديا للمشاكل، فحسب اعتقادهم، وتأثّرا بالثقافة التقليدية، لا يمكن أن تكون هناك صداقة بين الجنسين دون أن يصل الأمر إلى مشاكل قد يجدون أنفسهم فيها، وأمّا الراضون بتلك الصداقة فنسبتهم لا تتجاوز 23.07%.
الزواج
صرّحت نسبة 89.58% من الأولياء بأنهم يسمحون لأبنائهم وبناتهم اختيار زوج أو زوجة المستقبل، وبرّروا موقفهم بعدم تدخّلهم في حياتهم الشخصية ومستقبلهم، واعتبروا أن لأبنائهم حق الاختيار وبأنهم يحترمون اختيارهم. يدلّ ذلك على التغيير في شكل الزواج، وتبقى نسبة الرافضين قليلة 2.19% والسبب في ذلك هو رفض العلاقات بين الجنسين، وهذا يتفق مع ما سبق وأن ذكره أغلبية المبحوثين المعلنين رفضهم للعلاقات العاطفية، الشيء الذي يبيّن تناقض باقي المبحوثين. فكيف يمكن للشباب أن يختاروا إن لم يكوّنوا علاقات صداقة أو علاقات عاطفية؟ إن الاقتناع بالثقافة التقليدية تارة وبالثقافة العصرية تارة أخرى يؤدي حتما إلى التناقض في المواقف.
علاقة الإخوة الذكور بالإناث
صرح ما نسبتهم 59.78% من المبحوثين أنهم يطلبون من أخواتهم تبرير سلوكاتهن، وذلك دليل على استمرار الثقافة التقليدية مع تدخل بطيء للثقافة العصرية تؤكده نسبة الذين نفوا تدخلهم في حياة أخواتهم حيث وصلت النسبة إلى 34.78%.
أما المجالات التي أكَد المبحوثون التدخل فيها فتتمثل في: هيئة اللباس، الاستئذان عند الخروج من البيت مع الإفصاح عن المكان الذي ستتوجه إليه البنات واحترام الدخول مساء. وفيما يتعلق بالأخطاء التي يعتبرها الإخوة جسيمة ولا تغتفر، فهي تلك المخلة بالشرف "ارتكاب الخطيئة"، "شرف الأسرة"، العلاقة مع الذكور، الخديعة والكذب، التدخين، تناول المخدرات، شرب الخمر، السلوكات المخلّة بالحياء، مخالطة البنات ذوات السمعة السيئة.
ويعتبر ما ذكر، مؤشرات لقياس إلزام المرأة بقانون الشرف التقليدي لأنّ سلوك المرأة يندرج ضمن الثقافة التقليدية ويعدّ مقياسا لالتزام الأسرة بالشرف، بحيث أن الأحكام التي تصدر على النساء من وسطهن الاجتماعي إن كانت في صالحهن فذلك يعني بأن الأسرة قد نجحت في تقديم التربية الصحيحة. ورغم رفض الذكور التام لعلاقات أخواتهم الإناث بالجنس الآخر، نجدهم يرضونها لأنفسهم. ويعدّ هذا التناقض تعبيرا عن الصدام بين النسقين القيميين، لكن القيم التقليدية هي المسؤولة عن التناقض، فالذكور لا يحاسبهم المجتمع عكس الإناث. فالتغيير نحو الاتجاه العصري، مقبول من طرف الذكور ولصالحهم بينما يرفض إذا تعلّق الأمر بالإناث.
ورغم الحرص على مراقبة سلوك البنات من طرف إخوانهن إلاّ أنّ النتائج قد بينت أنّ نسبة 66.35% من المبحوثين صرّحت بأنّه ليس للذكور أيّة سلطة على أخواتهم، فالأولياء لم يتركوا المجال لأبنائهم الذكور لممارسة تلك السلطة. وأمّا الذكور الذين يهددون أخواتهم بالعقاب الشديد في حالة الخطأ فهم أنفسهم الذين ذكروا من قبل أن لهم علاقات عاطفية، لذلك نجدهم يسمحون لأنفسهم ما يمنعونه على أخواتهم فهم عصريون عندما يتعلّق الأمر بأنفسهم وتقليديّون حينما يتعلق الأمر بأخواتهم. وهذا الوضع يعبر بقوة عن مدى التنازع بين القيم التقليدية والعصرية في الحياة اليومية للمبحوثين.
وعن مواقف الأولياء من سلطة الأخ على الأخت، كان رفض أغلبيتهم بنسبة 57.14% مؤشرا على التغيير في القيم والابتعاد التدريجي عن التأثير التقليدي في عيّنتنا، وقد برّر ما نسبتهم 16.48% موقفهم بأنهم هم المسؤولون وحدهم على جميع أبنائهم، وبأنه لا يحقّ لأبنائهم الذكور التحكم في أخواتهم البنات. وبيّنت محتويات الإجابات أنّ نسبة 27.47% تتجاوز السلطة التقليدية وتتجه أكثر نحو القيم العصرية التي تعتبِر أنّ الذكور والإناث متساوون في الواجبات والحقوق. وأمّا النسبة التي لا تزال مشجعة لسلطة الإخوة الذكور على أخواتهم فتبلغ 37.36%. وفي هذا الاتجاه التقليدي، أكّدت نسبة 64.83% من الأولياء، مواصلة اعتمادها على أكبر الأولاد في تسيير شؤون إخوانه في حالة غياب الأبوين. وهذه القيمة التقليدية تحرص على أن تعود المسؤولية للابن الأكبر سنّا ليس لأنّ سنّه يمكنه منها، وإنما لتعوٌد الأولياء على ما تفرضه التقاليد .
العلاقة مع الأولياء
ذكرت نسبة 52.58 % من المبحوثين أنهم يعدَونها علاقة صداقة، وهذا يعني أن العلاقة التربوية قد تغيٌرت من التشدد إلى الليونة، وتصرّح نسبة 9.82% أنّ علاقتهم بأوليائهم تجمع بين الاقتراب والبعد، الصداقة والسلطة. لكن التغيير الذي حدث يستثني نسبة 34.61% من المبحوثين الذين تتّسم علاقاتهم بالبعد، بحيث يعتبره أولياؤهم حفاظا على الاحترام بما يجعلها علاقات مرتبطة بالنموذج التربوي التقليدي.
وصرحت نسبة 60.43% من الأولياء أنّ علاقتهم مع أبنائهم تقوم على الصداقة، في حين أكّدت نسبة 12.08% بأنّ لديها سلطة على أبنائها، وذكرت مبحوثون آخرون بنسبة 20.87% أنّهم يمزجون بين الاثنين أي السلطة والصداقة. وكان الهدف من تعامل المبحوثين مع أبنائهم على أساس الصداقة هو التقارب والتواصل والحوار وكسب ثقتهم. وأمّا الهدف من استعمال طريق السلطة عليهم فيتمثل في بسط وفرض الطاعة والاحترام. وأمّا الهدف من الموقف الذي يتوسط الاتجاهين فهو إحداث التوازن في العلاقة التربوية التي تحفظ لهم مكانتهم في ظل التغيير. يأخذ الاتجاه العصري مرة أخرى حصة الأسد في هذا السياق بما أنّ الصداقة هي السائدة بين المبحوثين وأبنائهم حيث تذكر نسبة 79.12% منهم أنهم يحدّثون أبناءهم عن مشاريعهم المستقبلية، الشيء الذي يقوٌي الروابط بينهم، ويبدو أن هؤلاء قد تجاوزوا الإلزام والسلطة والبعد.
الطاعة
يعتبر ما نسبتهم 76.92% من المبحوثين أنفسهم مطيعين لأوليائهم، وصرّح ما نسبتهم 11.11% بأنّهم يطيعون أولياءهم أحيانا ويخالفونهم أحيانا أخرى، بينما لا تتجاوز نسبة غير المطيعين لأوليائهم الـ 6.41%. ورغم ما يبدو لدى المبحوثين من خطاب حول الطاعة نجدهم يصرّحون في الآن نفسه أنّهم يخفون على أوليائهم بعض المواضيع بنسبة 67.09%، وتتعلق المواضيع بـالعلاقات العاطفية بنسبة 61.78%، وبعض الأخطاء والانحرافات بنسبة 14.64%، الإخفاق في الدراسة بنسبة 61.36%، الأشياء التي تقلق الأولياء بنسبة 10.82%، إلى جانب العمل والأصدقاء بنسبة 2.57%، وأكّد البعض على إخفاء كل مشاريعهم بنسبة 3.18%. ويرجع سبب إخفاء مثل هذه الموضوعات، حسب المبحوثين، إلى احترامهم لأوليائهم، و"خوفا من إحباطهم" و"تفاديا لإزعاجهم وقلقهم". ونلاحظ أن الاحترام أصبح له معنى آخر، فأن يطيعوا ليس معناه أن لا يفعلوا ما يرفضه الأهل وإنّما أن لا يُكتشف ما يصنعون أمامهم، وهنا يتجلى واضحا ذلك الصراع بين القيم التقليدية والعصرية. و إذا اكتشف الأولياء أمر أبنائهم فسوف يعتبرون ذلك خداعا،وهذا التضارب بين القيم أكبر دليل على عدم التوافق التربوي بين النسقين.
أخطر الأخطاء التي لا يتسامح فيها الأولياء مع أبنائهم
نلاحظ أن أخطر الأخطاء التي لا يتسامح فيها الأولياء مع أبنائهم هو الانحراف بنسبة 21.62%، الكذب وخداع الوالدين بنسبة 17.56%، الشرف بالمعنى التقليدي للكلمة بنسبة 16.21%، إهمال الدراسة وعدم احترام الوالدين بنسبة 10.81%، الجرائم بنسبة 9.45%، وما يخالف الدين بنسبة 4.05%، وفقط 3.29% هي نسبة الذين يغفرون جميع الأخطاء. وأمّا ردود الأفعال المحتملة أمام الخطأ فكانت كالتالي: العقاب الشديد بنسبة 18.21%، المعاملة القاسية بنسبة 17.56%، المقاطعة والطرد بنسبة 12.16%، نزع الثقة 2.70%، وتعبّر هذه النسب في مجموعها عن ردود أفعال شديدة. وأما ردود الأفعال الليّنة فتتمثل في: إصلاح الخطأ بنسبة 18.21% ونزع الثقة بنسبة 2.70%. وتصل نسبة ردود الأفعال الشديدة إلى 51.33% بما يشير إلى أنّ ردود فعل معظم الأولياء في حالة الخطأ، الذي لا يغفرونه، قاسيةً.
عقاب الأبناء
لقد تغيرت طرق العقاب، فأكثر ما تردّد هو خصام المذنب وحرمانه مما يحب، أما العنف من ضرب وشتم فلا ينطبق سوى مع الأخطاء الخطيرة، في حين أن تراخي السلطة لا ينطبق على الجنسين بالمستوى نفسه، إذ لازال هناك تشدد مع الإناث حيث يقول أحد الأولياء: "مع البنات أستعمل لهجة متشددة"، ويقول آخر: "أصرخ عليهن". يبدو التعامل العصري أكثر عند معاملة الذكور بينما يتجلّى التعامل التقليدي عندما يتعلّق الأمر بالإناث.
حرية الجنسين داخل الأسرة
رغم تخوفهم من الأخطاء فإن نسبة 59.34% من الأولياء يفضّلون منح حرية التصرف للأبناء تأثّرا بالثقافة العصرية، ونسبة 18.75% تصرّح بأنها تفضّل أن تمنحها إيّاهم أحيانا فقط، وتفضّل نسبة 6.59% منح الحرية لهم لكنّها تحرس من بعيد، وفي مقابل كل هؤلاء ترفض نسبة 13.18% من الأولياء الحرية للأبناء وتفرض سلطتها عليهم. وبيّنت النتائج أنّ نسبة 69.23% من الأبناء يتمتّعون بحرية التصرف، وهذا ما أبرزته فعلا المؤشرات السابقة الدالة على التأثر بالثقافة العصرية ذلك أنّ عامل التغيير هو التحرر، لكن كثيرا ما يتخلّله بروز الثقافة التقليدية من حيث التباين بين الجنسين، بحيث يتمتع الذكور بحرية أكبر (77.17%) مقارنة مع الإناث بنسبة (64.08%) .
التضحية من أجل الأسرة
أكد معظم الأبناء على استعدادهم للتضحية من أجل أسرهم، إذا طلب منهم ذلك بنسبة 83.76% واعتبروا ذلك واجبهم، ويذكرنا ذلك بالتماسك الأسري، السمة الأساسية للأسرة التقليدية. يطلب ما نسبتهم 58.24% من المبحوثين من أبنائهم العاملين المشاركة في ميزانية البيت لتغطية مصاريف الأسرة، وهذا مرتبط بالثقافة التقليدية التي تكلّف الأبناء بالتآزر مع أعضاء الأسرة حتى تسود الوحدة بينهم. ومن بين التضحيات التي قدمها الأبناء لأوليائهم هي المساعدة المادية في نفقات الأسرة، فقد أكد 81.81% من مجموع العاملين أنهم يساعدون أسرهم اعتبارا منهم بأن ذلك واجب عليهم، استجابة لوضعية الاحتياج المادي، وهذا الشعور بالإلزام الأخلاقي هو نتاج التربية التي أثّرت فيها بعمق القيم التقليدية.
الأشغال المنزلية
أجاب ما من نسبتهم 30% من مجموع الذكور بأنهم يقومون أحيانا بالأشغال المنزلية، ودوافعهم في ذلك تتمثل أساسا في شعورهم بإلزام أخلاقي اتجاه الأم، لأن من بين هؤلاء من لا إخوة إناث لهم، أو أن أخواتهم تعملن، أو أن أمهاتهم تعانين المرض، فالدافع هو الحالة الاضطرارية. ومن هنا تبيّن لنا أن معظم المبحوثين منساقون للثقافة التقليدية التي تجعل هذه الأشغال عملا أنثويا.
تقييم العلاقة مع الأولياء
اعتبرت نسبة 44.20% من المبحوثين أن العلاقة مع أوليائهم جيدة، واعتبرتها نسبة 27.89% جيدة جدا، بينما اعتبرتها نسبة 9.44% ممتازة. وتبقى نسبة 9.01% ممّن اعتبروا العلاقة تلك عادية، وعندنا ما نسبتهم 6.43% ممن صرّح بأنّ تلك العلاقة متوتّرة. ففي الفئة السابقة تعاون الأولياء مع أبنائهم لتقبل القيم العصرية، بينما في هاتين الفئتين فإنهم لم يتقبلوها، ذلك أنّ القيم التقليدية هنا هي المحددة للعلاقة ويتضح لنا مرة أخرى الصراع بين القيم ضمن النسقين. وبما أن معظم المبحوثين يعتبرون علاقتهم جيدة مع أوليائهم فبالتالي هم لا يرفضون من طرفهم أي تصرفات بنسبة 57.69%، وأمّا الرافضون فتبلغ نسبتهم 42.30% ولمتغير الجنس تأثير كبير، بحيث نجد أنّ معظم الراضيين هم من فئة الذكور بنسبة 61.95%، ومعظم الرافضين هن من الإناث بنسبة 45.07%، وتنطبق هذه النتيجة مع تأثير الثقافتين معا، التقليدية المسلطة للضغوط عليهن والعصرية التي جعلتهن يشعرن بها. وأهم ما يرفض: التسلط، العنف، عدم الثقة، تفضيل الذكور على الإناث، وتفضيل الابن البكر في المسؤولية، والإرغام على أشياء يرفضها المبحوثين، ومصدر تلك التصرفات هي القيم التقليدية التي لازال البعض من الأولياء يعتمدونها في تربيتهم.
التربية المعتمدة
صرّح أغلبية المبحوثين من الشباب و بنسبة 80.21% بأنهم لا ينتقدون شيئا في التربية التي تلقوها عن أوليائهم. وبما أن معظم المبحوثين راضون عن تربيتهم فسنجد أن ما نسبتهم 52.74% من الأولياء أرادوا أن يكون لأبنائهم نفس تربيتهم، ونسبة 9.89 % أجابوا "ليس بالضبط" ، كما سجّلنا نسبة 27.47% من المبحوثين رفضوا إعادة إنتاج نفس النموذج التربوي. أظهر ما نسبتهم 9.89% من المبحوثين حيرتهم في الأمر بإجابة "لا أدري"، وهذا دليل على عدم إدراكهم لما قدموه من قيم تربوية لأبنائهم في خضم التغيير. ومن بين الذين قدًموا نفس التربية، نسجّل أنّ نسبة 5.49 % يقدّرون أنهم نجحوا في حياتهم لذلك يريدون أن ينجح أبناؤهم مثلهم، ونسبة 4.39 % يريدون أن يحافظ أبناؤهم على نفس المبادئ التي نشؤوا عليها بما في ذلك من المبادئ الدينية والتقليدية التي تنصَ على الاحترام، كما نجد أنّ نسبة 17.58% يفتخرون بتربيتهم ويعلنون عن رضاهم البالغ، لذلك أرادوا أن يكون أبناؤهم مثلهم. وأمّا الذين أدخلوا على نفس النموذج بعض التعديل فإنهم يعلمون أنّ الظروف المتغيرة تدخل التجديد على الحياة.
ومع أن المبحوثين يريدون إعادة إنتاج نفس النموذج التربوي وجدنا أن نسبة 76.92% منهم يريدون أن يكون أبناؤهم مختلفين عنهم، وما إرادة الاختلاف هذه سوى استثمار جديد في الأبناء لتحقيق طموحات الأولياء. وعليه نجد أن أعلى نسبة أي 76.92% يرون بأن أبناءهم مختلفون عنهم، فهم أكثر فطنة وحيوية، أكثر تعليما، أكثر تواصلا وحوارا، أكثر ثقافة، أكثر تطوّرا، أحسن اندماجا، عصريون أكثر، أكثر استقلالية، يعلمون ما يريدون، أكثر جرأة،ويعبرون عن أنفسهم بشكل افضل. وقد بلغت نسبة المصرّحين بهذا الموقف الإيجابي 35.71%، في حين أن ما نسبتهم 11.42% كان موقفهم سلبيا إذ اعتبروا أبناءهم مستعجلين في قراراتهم، غير محترمين، غير مسؤولين عن أنفسهم، لا يعملون ولا يشقون من أجل الحصول على المال، لا يأخذون الأشياء بجدية ومهملون. وذكرت نسبة 30% من المبحوثين اختلافهم عن أوليائهم في طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للمستقبل، طرّيقة تصرفهم، تقييمهم للأشياء وفي طريقة الكلام وفي الطبع والشخصية على حدّ سواء. صرح ما نسبتهم82.41% بأنهم راضون عن تربيتهم لأبنائهم وهذا ينطبق مع نجاح استراتيجياتهم التربوية وتحقيق طموحاتهم عبر الأبناء الناجحين في دراستهم وفي حياتهم الاجتماعية، وفي تكيفهم مع الوسط المتغير.
النموذج الثقافي
المحافظة على التقاليد: تشير النتائج أيضا أنّ ما نسبتهم 82.05% من المبحوثين الشباب يعدّون أنفسهم محافظين على التقاليد، في حين صرّح ما نسبتهم 7.26% أنهم يحافظون قليلا على تلك التقاليد وذكر ما نسبتهم 10.25% بأنهم غير محافظين. و تبيّن لنا أن بعضهم مدرك تماما بكون التقاليد جزءا من ثقافته وقيمه وسلوكه اليومي حيث تصل نسبة هؤلاء إلى 37.36%، و تبقى نسبة 58.37% تشكّل المحافظين الذين لم يبرروا أسباب اختيارهم لتلك القيم. لقد اعتبرت التقاليد بشكل عام هوية و انتماء اجتماعيا. إنّها تدل على مسار موحد لهذه الفئة الشابة وهو التمسك بها، مما يجعلنا نتنبأ بدوامها كثقافة مجتمع. وأكّد الأولياء بنسبة 83.51% أنهم يريدون إيصال التقاليد لأبنائهم لأنهم يريدون أن يكونوا محافظين عليها.
التوجه العصري
يطالب ما نسبتهم 57.69% من المبحوثين الشباب بالعصرنة، ونجد أنّ نسبة 17.09% يطالبون بها جزئيا لتعلّقهم بالدين حسبما جاء في تصريحاتهم أو لانتسابهم للتقاليد التي يعتبرونها متناقضة مع العصرنة، ولذلك فهم أحيانا عصريون ومحافظون أحيانا أخرى. كما وجدنا أنّ ما نسبتهم 19.23% لا يطالبون بالعصرنة لانتمائهم التقليدي أو الديني وباعتبار أن لها سلبيات أو لعدم اهتمامهم بها. وأمّا دوافع المطالبين بالعصرنة فتتمثل أساسا في وجوب التوافق مع التغيير، التطور، تسهيل الحياة،إضافة إلى ضرورتها في مواجهة التقاليد. و نجد أن نسبة 55.98% من المبحوثين لم يبرروا دوافع مطالبتهم بها. لم يتساءل الشباب عن انتمائهم العصري فهم يعيشون ضمنه بطريقة عفوية دون وعي منهم، لكنهم واعون تماما بالتغيير نحو الحياة العصرية في أفكارهم وسلوكهم وهيئتهم، بما يؤكَد رغبتهم في الانتماء لهذه الثقافة. وفيما يخص الأولياء فنسبة 69.23% من مجموع المبحوثين صرّحوا بأنهم يريدون أن يكون أبناؤهم عصريين، في حين أنّ نسبة 16.48% منهم يريدون أن يكون أبناؤهم أقل عصرنة، و14.28% لا يريدونها لأبنائهم. وقد كانت دوافع قبولهم للقيم العصرية في ذلك ما يلي: الاندماج مع العصر بنسبة 33.33%، تطور الفكر وسهولة العيش بنسبة 19.23%. وأمٌا الذين يريدونها بشكل أقلّ فهم يفضّلون أن يكونوا مع الثقافتين معا بنسبة 3.84%، بل بعضهم يريدون الانتقاء منها بما يتوافق ودينهم وتربيتهم بنسبة 15.32%، وبقيت نسبة 28.22% تمثّل المبحوثين الذين لم يبرّروا دوافعهم من تشجيع أبنائهم علي تبنّي القيم العصرية.
خلاصة
بعد عرضنا للاتجاه العام في كل موضوع، لقياس اتجاه التأثير سواء للثقافة التقليدية أو الثقافة العصرية، قمنا بإحصاء عدد الموضوعات المذكورة المؤشّرة على كلا الثقافتين ولكلّ من العينتين، فكانت النتيجة أن أكبر قدر من الموضوعات والمواقف قد دلّت على تفوق الثقافة العصرية بنسبة 56.25% لدى المبحوثين الأولياء وبنسبة 54.28% لدى الأبناء، من مجموع المواضيع والمواقف الواردة التي تصف لنا جزءا مهمّا من الحياة الأسرية. وتصل نسب المؤشرات الدالة على استمرار الثقافة التقليدية لدى الأولياء بنسبة 43.75%، ولدى الشباب بنسبة 44.11%، أي بفارق نسبة 50.12% لدى الأولياء ونسبة 17.10% لدى الشباب لصالح الثقافة العصرية. يظهر أنّ تأثير القيم العصرية أكثر بروزا من التأثير التقليدي لكن تراجع هذا الأخير لا يبدو قويا.
دلت النتائج أيضا، وعبر مختلف الموضوعات والمواقف، على استمرار التناوب بين الاتجاهين بحيث لم نجد الاتجاه العصري متواصلا أو الاتجاه التقليدي متواصلاً لدى المبحوثين إذ ينتقل هؤلاء من اتجاه لآخر حسب المواقف والموضوعات. إنّ تفوّق الثقافة العصرية لا يعني أن أسر المبحوثين بدأت بالتحوّل للثقافة التي تشهدها المجتمعات الغربية، فالثقافة العصرية تتأقلم هنا مع قيم الثقافة التقليدية، إذ لم تبق القيم التقليدية مثلما كانت عليه، ولا القيم العصرية مثلما كانت عليه، بل ما تمّ هو إعادة امتلاك الثقافة العصرية مما أدى إلى إعادة تبلور القيمة أو الممارسة حسب الوسط الثقافي الموجود كالاحتفال بأعياد الميلاد مثلا التي ترفض فيها الأسر الاختلاط بين الجنسين. وفي هذا السياق يأتي التعامل التمييزي بين الذكور والإناث، فتغيّر التربية حسب القيم العصرية ينطبق مع فئة الذكور الذين يتمتعون بحرية واستقلالية أكثر بينما يتخلل التعامل مع الإناث الكثير من تأثيرات القيم التقليدية. ورغم التغيير الكبير في تربيتهن، من تعامل لين وتشجيع على مواصلة دراستهن إلى أقصى حد ممكن، يبقى المفهوم التقليدي للشرف المرتبط بسلوكهن قائما عند أوليائهن أو إخوانهنّ خوفا من أحكام المجتمع على تصرفاتهن، ومن ثمّ نقول أنّ تربيتهن لازالت تخضع للتمييز لكن بحدّة أقل.
تعكس معاملة الأولياء للأبناء كذلك طبيعة جديدة، ليست تقليدية ولا عصرية تماما، فتربية الأولياء قد تغيّرت ومؤشرات عديدة أثبتت ذلك. إنّ الاهتمام المتزايد للأولياء بأبنائهم يشبه ذلك الاهتمام في الأسر الغربية، ورغم ذلك لازالت بعض الثوابت التقليدية لديهم تدفع بالشباب إلى اتخاذ استراتيجية خاصة في التعامل معهم، بحيث أصبح إخفاء ما يفرضه الأولياء من ممارسات وأفعال استراتيجيه جديدة في التعامل، وعن طريقها يقدمون لهم الصورة التي يريدون أن يرونهم عليها وبذلك نجدهم قد تجنّبوا التوتر والصدام، كما أنّ التظاهر بالطاعة والاحترام إستراتيجية أخرى من شأنها كسب ثقة الأولياء، حتى يحصلوا على أكبر قدر من الحرية والاستقلالية. والأولياء بدورهم يثقون ويتنازلون لأنهم يحرصون على عدم إثارة كل ما من شأنه أن يعكّر صفو العلاقة مع أبنائهم، وبالتالي فقد توصّل الطرفان إلى تحقيق شكل من التوازن في علاقاتهما ساعدهما على تجاوز صراع الأجيال وتحقيق نوع من "الديمقراطية"، لذا يمكننا الحديث عن استقرار أسري ضمن عيٌنتنا باستثناء بعض الأسر.
يمكننا الحديث في الأخير، عن الانتقال النسبي لمرحلة التغيير عبر التربية الأسرية إلى تقدم نحو الإقبال على الثقافة العصرية، لكن نشير إلى أنٌ ذلك التقدم لازال بطيئا، فرغم أن الشباب أثبتوا بأنهم أكثر معاصرة، إّلا أنهم أثبتوا أيضا اقتناعهم بمحافظتهم على بعض القيم التقليدية والدينية بما ينبئ بوتيرة سير بطيئة نحو العصرنة. تخضع القيم العصرية لانتقاء حسب الاقتناع التقليدي أو الديني، ويبدو أن هذه المرحلة الانتقالية الطويلة عرفت استقرارا لدى المبحوثين بصفة لا شعورية، بحيث أثبتت النسب عدم إدراك الواقع الثقافي المعاش. فرغم عدم توصل أغلبية عناصر عيّنتنا أولياء كانوا أو شبابا للإدراك الفعلي الشامل لمفهومي التقاليد والعصرنة أو الوعي التام بثقليهما في تسيير حياتهم إلاّ أن توجّههم القوي نحو العصرنة مع إدراكهم لضرورة إبقائهم على قيم تقليدية وأخرى دينية لإبراز خصائص شخصيتهم، يدل على البدء في إحداث تركيب نسبي بين القيم المتناقضة. وعلى الرغم من كوننا لا نزال نتحدث عن مرحلة انتقالية، يبدو بأن الأسر المبحوثة في معظمها على وشك الاستقرار انطلاقا من الحفاظ على الاتجاهين معا، خاصة وأن النسب بيّنت أن الشباب أكثر محافظة من أوليائهم.
معالم بيبليوغرافية
شرابي، هشام (1992)، النظام الأبوي وإشكالية تخلّف المجتمع العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، تر: محمود شريح، بيروت، لبنان.
Addi, L. (1999), Les Mutations de la société algérienne, famille et lien social dans l’Algérie contemporaine, La Découverte, Paris.
Bennoune M. (1998), Esquisse d'une anthropologie politique, Marinoor, Alger.
Boukhobza M. (1991), Octobre 88, Evolution ou rupture, Bouchène, Alger.
Bourdieu P. (1958), Sociologie de l'Algérie, PUF, Col. Que sais-je ? Paris.
Camilleri C. (1973), Jeunesse, Famille et Développement, Essai sur le changement socio- culturel dans un pays du tiers- monde (Tunisie), C.N.R.S, Paris.
De Singly F. (1993), Sociologie de la famille contemporaine, Nathan, Paris.
El Kenz, A. (1989), L’Algérie et la Modernité, Série des livres du CODESRIA, Dakar, Sénégal.
Medhar, S. (1992), Tradition contre développement, En. A.P, Alger.
الهوامش
* رسالة دكتوراه، موسومة: "صراع القيم الثقافية في التربية الأسرية، دراسة سوسيولوجية لعلاقات الشباب بأوليائهم في إطار الثقافتين التقليدية و العصرية"، إعداد فتيحة حرّاث، إشراف أحمد رميتة، قسم علم الاجتماع، كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية، جامعة الجزائر 2، سنة 2013.
[1] Bourdieu, P. (1958), Sociologie de l’Algérie, PUF, Paris, p. 120-123.
[2] Dahmani, M. (1998) « Modernité et aménagement du territoire » in, El-Kenz Ali (dir.), l’Algérie et la Modernité, Codesria, Dakar, p. 106.
[3] Boukhobza, M. (1991), Octobre 88,Evolution ou rupture ?, Bouchène, Alger, p. 117.
[4] Bennoun, M. (1998), Esquisse d’une anthropologie politique, Marinoor, Alger.
[5] شرابي، هشام. ( 1992)، النظام الأبوي وإشكالية تخلف المجتمع العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، ترجمة محمود شريح، بيروت.
[6] Addi, L. (1999), Les mutations de la société algérienne, famille et lien social dans la famille contemporaine, La découverte, Paris, p. 41.
[7] Camillerie, C. (1973), Jeunesse, famille et développement, essai sur le changement socioculturel dans un pays du tiers monde,.C.N.R.S, Paris, p. 23.
[8] Medhar, S. (1993), Tradition contre développement, ENAP, Alger, p. 115.
[9] Famille conjugale citée par : De Singly, F. (1993), Sociologie de la famille contemporaine, Nathan, Paris.