إنسانيات عدد 05 | 1998 | المدن الجزائرية | ص 49-64 | النص الكامل
Urban youth : between marginalization and integration Abstract : Recent Algerian history has been marked by upheavals led by urban youth, who burst on the social and political stage and have continued to play a decisive role on that stage. Keywords : youth, city, Oran, marginalization, integration |
Mohamed Farid AZZI : Département de sociologie, Université d'Oran, 31 000, Oran, Algérie
Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, 31 000, Oran, Algérie.
مقدمة
الحديث عن الشباب والمدينة، يضعنا أمام أهم مكونات التغييرات الاجتماعية العميقة، العنيفة والمتسارعة في الجزائر .
فتاريخ الجزائر الحديث- خاصة خلال العشرية الأخيرة- عرف أحداثا وحركات احتجاجية سليمة وغير سليمة، كان للشباب فيها درو أساسي دفع بهذه الفئة للواجهة الاجتماعية والسياسية .
فالحدث الأكبر تعبيرا عن هذا الدور هو ما أصطلح على تسميته "بأحداث أكتوبر1988" والتي هزت البلاد لمدة ثلاث أيام وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية معتبرة[1] .
إن الحركات الشبابية لم تكن ميزتها العنف دائما. ففي السبعينات مثلا كان الشباب وخصوصا الطلبة منهم، مهتمين بالسياسة بطريقة أكثر سليمة. تكررت هذه الحالة خلال الفترة القصيرة للانفتاح السياسي بين 1989-1991. حيث كان العنصر الشباني هي السمة الغالبة للعضوية في الأحزاب والجمعيات الجديدة. كما احتلت عناصر شابة مناصب قيادية في كثير من هذه التنظيمات. إضافة، نجد الشباب في مقدمة حملة العصيان والعنف الذي ميّز الأزمة السياسية ابتداء من سنـة 1992.
إنه وبالإضافة إلى ارتباط الحركات الاحتجاجية في الجزائر منذ بداية الثمانيات بالعنصر الشباني، فالسمة الأخرى لهذه الديناميكية هو عنصر المدينة. فإطار تجلي ونمو الدور الاجتماعي والسياسي للشباب هو المدينة. ففي بداية الثمانيات كانت المدن القبائلية مسرحا لحركة اجتماعية ثقافية عرفت " بالربيع البربري"، مظاهرات أكتوبر 1988 والتي مست مدنا عدة في نفس الوقت. زيادة على ذلك فالحركات ا لاجتماعية والسياسية المنظمة، كالحركات الإسلامية مثلا هي مدنية ( نسبة إلى المدينة) الطابع[2].
شكلت هذه الأحداث والحركات، وخاصة ما تبعها من تطورات عنيفة، مادة لتعاليق وتحاليل كثيرة، اهتمت بالدرجة الأولى بالحركات الإسلامية، خطابها وتنظيمها، وكذا بالعنف السياسي. كما ركزت دراسات أخرى على العوامل الاقتصادية و ا لاجتماعية ( البطالة، السكن، انخفاض في موارد الدولة ) في تفسيراتها للأزمة الجزائرية.
قليل من هذه الدراسات أهتم بدور الفئة الاجتماعية الفاعلة في هذه التطورات والأحداث – الشباب – والتغيرات العميقة داخل المدينة التي ساهمت في إفراز أشكال من التغير الاجتماعي و السياسي المميز لواقع الجزائر خلال هذه الحقبة.
فإذا كانت العوامل الاقتصادية و الاجتماعية الديمغرافية تشكل المقومات الأولية للأزمة الجزائرية، فالاقتصار على هذه المؤشرات وحدها، يكون اختزالا لواقع أكثر تعقيدا وتداخلا .
فظروف اقتصادية – اجتماعية مشابهة أو سلوك لتلك التي يميز الجزائر، تسود في مجتمعات عربية و إسلامية أخرى لم تؤد إلى شدة وعمق الأزمة التي تعرفها الجزائر.
فالطريقة التي بواسطتها تفسر وتدرك هذه الظروف، وكذا شعور ومواقف الفاعلين الاجتماعيين ( هنا الشباب ) تجاه من يعتبرونهم مسؤولين عن شططهم واغترابهم، هي التي تحدد الشكل والحدة التي بواسطتها يعبر بها عن السخط أو الرضا . بمعنى آخر فالعامل السوسيوثقافية تمنحنا فهما أوسع وأعمق للواقع الجزائري المعقد...
لهذا كله، سيكون هذا المقال محاولة تسليط الضوء على بعض الجوانب من صيرورة التهميش وإدماج الشباب[3] وذلك بالتركيز على عنصرين :
1- خلل التنشئة الاجتماعية في المدينة: من خلاله نحاول تبيان عدم استيعاب أطر ومؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية داخل المدينة للتغيرات الاجتماعية الحضرية، وكيف أدت هذه الصيرورة إلى ظهور جماعات اجتماعية جديدة وجدت لنفسها – بعد فراغ- أطرا للتنظيم والتعبير جديدة ساهمت في لعب دور. ساهمت من خلالها في لعب دور اجتماعي وسياسي بارز.
2- الثقافة السياسية:
من أجل محاولة اقتراب تفهم سلوكات شباب المدينة تجاه النظام السياسي والسياسة بشكل عام، نتطرق في هذا الفصل إلى الثقافة السياسة باعتبارها "مجموع المعتقدات، المواقف، القيم، المثل، المشاعر والتقييمات السائدة تجاه النظام السياسي لبلد ما، وكذا دور الفرد داخل هذا النظام[4]".
إن المسلمة النظرية لهذا الاقتراب هو أن مجموع هذه المكونات والعناصر الذاتية للأفراد تحدد إلى حد ما سلوكاتهم وأفعالهم . فانطلاقا من هذا نعتبر أن سلوكات وأفعال الشباب الجزائري فيما يتعلق بالسياسة و النظام السياسي هي نتاج للظروف السيوديمغرافية وأيضا حصيلة لتمثلاتهم ومواقفهم تجاه النظام السياسي - بمعنى آخر هي نتاج للثقافة السياسية التي يحملونها .
" إن المعطيات التي سنستند إليها في تحليلنا في هذا الفصل هي معطيات لمسح ميداني للرأي العام في مدينة وهران أنجز في سنة 1955 لعينة تتكون من 1000 فرد، من بينهم 321 شابا ( بين 18-30 سنة ) ، تنطوي استمارة هذا البحث على خمسة فصول : معطيات موضوعية عامة، الأسرة والمرأة، العمل، الدين، الثقافة السياسية ...[5]
خلل التنشئة الاجتماعية
إن صيرورة التمدن، والتي إبتدأت خلال الحكم الاستعماري وتسارعت بعد الاستقلال كان لها أثار إختلالية على النسيج الاجتماعي. فعملية التحديث المركزية والسلطوية غير المكتملة، والحركة العمرانية غير مكتملة، كان لهما كبير الأثر على أنماط الحياة الاجتماعية التقليدية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية الحضرية في الجزائر.
فهذه الأخيرة اعتمدت سياسات إسكانية فشلت في إدماج العدد الهائل من الوافدين على المدن .
إن صيرورات التفاعل الاجتماعي و التنشئة الاجتماعية في المدن كانت تنظمها مؤسسات اجتماعية مثل العائلة، جماعة الخلان، شبكة القرابة، المجاورة (Voisinage) وكذا مؤسسة الحي (quartier) فداخل هذه الأخيرة كان الشباب يقضون معظم حياتهم الاجتماعية... فالحي كان يشكل الوحدة الاجتماعية الأساسية داخل النسيج العمراني للمدن الجزائـرية، والذي يضفي هوية خاصة للقاطنين به. فخلال المرحلة الاستعمارية لعبت هذه الأحياء دور الملجأ الاجتماعي الطبيعي للسكان الأصليين. بعد الاستقلال استمرت هذه الأخيرة في لعب دورها الاندماجي للسكان الوافدين. إلا أنه ونظرا لحركة التمدن السريعة المتزامنة مع الهجرة الريفية خلال الستينات والسبعينات ظهرت أحياء محيطة جديدة. وقطنوا بجوار عائلاتهم أو قرابة أناس ينحدرون من نفس مناطقهم[6].
إن أغلب نشاطات الشباب وتفاعلاتهم الاجتماعية: منافسات رياضية، حفلات موسيقية، الخ... ، اتخذت من الحي السكني إطارا لها . فهذا الأخير لعب دور بوثقة للانتماء والاندماج الاجتماعي .
ولكن مع تردي الظروف الاقتصادية وتنامي الضغوط الديمغرافية وكذا تدني الخدمات العمومية، أصبحت جماعة الانتماء ( الحي) لا تفي بدورها كصمام للأمن وعليه بدأ التصدع في التكافل الاجتماعي .
فمن خلال بحث ميداني قامت به باحثه[7]حول حي القصبة في الجزائر العاصمة، استخلصت أن الحي أصبح لا يلبي مهمة الاندماج الاجتماعي ، فقد تحول من مكان للتضامن الاجتماعي إلى مجال يقل فيه النظام والأمن ، حيث ضعفت الروابط الاجتماعية والعلاقات العمودية التراتبية .
فصيرورة تلاشي آليات التنشئة الاجتماعية التقليدية أفسح المجال لبروز أشكال جديدة للتنشئة وظهور جماعات اجتماعية شبانية جديدة كذلك . فقد أصبح الشارع عوضا للحي، هو حجر الزاوية لنشاط هذه الجماعات الجديدة ...
ففي بحث ميداني آخر، حول الحي القديم لمدينة قسنطينة[8] ، تصل كاتبته إلى خلاصة مشابهة، حيث تذكر " أن الشارع الذي كان مكانا للتنشئة والتفاعل، مكانا مؤلوفا حيث كانت كل زاوية منه تعبير عن شئ، أصبح حيزا للعزلة يخشى فيه الفرد عن نفسه، ومكانا للتهديد وتسوية الحسابات تسوده الإشاعات. قديما، كان المرء يتوقف فيه لتبادل أطراف الحديث مع الزبائن، أما اليوم فيتبضع ويمضي في شأنه... فيتفادى المكوث طويلا في المكان نفسه حتى لا يكون محل شك[9].
في الجزائر ومنذ بداية الثمانينات ظهرت جماعات إجتماعية شبانية إلى الواجهة الاجتماعية. إن الفئة الأكثر تمثيلا لهذه الجماعات هي ما جرى تسميتها بـ" الحياطة"، وهم فئة شبانية يفتقرون إلى مصدر عيش قار ويمضون أغلب أوقاتهم متكئين على جدران البنايات، حيث يصفهم أحد السياسيين الجزائريين بنوع من الازدراء، بأنهم " مخلوقات بشرية لا إرتباط لهم بأي جماعة إجتماعية، غير مكترثين بما يجري من حولهم " وأكثر من ذلك يقول "إذ كان الكسل أم الرذائل، فإن "الحياطة" درجة ادنى. فهو الفراغ الكلي للروح . فهي نظرة إلى سيارات ولباس الآخرين ملؤها الشك..." فالحياط "مستعد لأي مغامرة ، لأنه يعتقد اعتقادا راسخا أنه جرد من حقّه. فهو يمقت الدولة التي لم تشغله ولم تأوه، فهو غير مستعد للاندماج في المجتمع. على العكس فهو يبحث عن سبل لمغادرتها أو الانتقام منها[10].
ليس كل الشباب المهمش يستند للجدران، فإن عددا كبيرا منهم في أعمال وأنشطة. في إطار الاقتصاد الموازي والمعروفين في الجزائر بـ «Trabendo»المهربين. فهذه الفئة تبدي حركية اجتماعية واقتصادية عالية، فطبيعة نشاطاتهم جعلتهم يحتكون بالعالم الخارجي من فرنسا إلى تايلندا، بقليل أو بدون تعليم، تعلموا كيف يدبرون أمورهم داخل النظام التجاري والجمركي العالمي المعقد. واكتسبوا من خلال ذلك مكانة اجتماعية داخل أحيائهم وعوائلهم، حيث أصبحوا هم المعلين لها وبهذا وفي كثير من الحالات أزاحوا دور الأب أو الأخ الأكبر. إن أفراد هذه الفئة (المهربين)، كأقرانهم من جماعة " الحياطة" يخشون الدولة. فمن خلال نشاطهم اليومي يواجهون بإستمرار تحرشات أعوان الدولة ويجبرون على الرشوة من أجل البقاء.
من ضمن الفئات الاجتماعية الأخرى التي برزت في الثمانيات ما أطلق على تسميتهم بفئة ( تشي-تشي). وهم ذرية الموظفين السامين، تجار أغنياء وصناعيين خواص يعيشون في ظل الدولة.
فهم بنمط حياتهم الظاهر والتفاخري، شحذوا من إحساس الفئات الدنيا باللامساواة.
ففي خظم التعبيرات الاجتماعية العميقة التي أفرزت فاعلين اجتماعيين جدد، وطرق جديدة للوجود الاجتماعي وكذلك طلبات اجتماعية غير ملبات، فلا الدولة ولا المجتمع المدني استطاعا تأطير الجماعات الاجتماعية الجديدة أو توجيه طلباتهم عبر عملية سليمة ..
أصبحت المؤسسات التقليدية بما فيها الحي عاجزة عن تلبية تطلعات وطموح الشباب أو التقليل من حدة إحباطاتهم.
لقد نجحت الحركات الإسلامية حيث فشلت المؤسسات التقليدية في تأطير الجماعات الاجتماعية الشبانية. فبعد عملها داخل الأوساط الطلابية في الجامعة، ركزت الحركات الإسلامية جهودها على سكان الأحياء الشعبية والمحيطة. بهذا أنتقل مركز ومجال التفاعل الاجتماعي من الشارع إلى المسجد[11]، حيث أصبحت تناقش داخله وإلى جانب الأمور الدينية، قضايا تمس المسائل المهنية، العائلية وحتى العاطفية.
أصبح الإمام الشخصية الأساسية الذي يمنح نموذجا للسلوك يقتدي به الشباب، يعين لهم أهدافا وسبلا يتبعونها وخيالا وأساطير يسمون بـها.
إن تنامي الحركات والأحزاب الإسلامية بعد الترخيص القانوني لناشطها عظم من الهوية الاجتماعية للشباب المنخرطين داخل هذه الجماعات ومنحهم شعورا بالاستحقاق والقيمة. إن التجنيد الواسع للأحزاب الإسلامية، خصوصا بين فترة 1989-1991، عزز من شعور الانتماء إلى "جماعة المؤمنين"، هذا الشعور الذي غطى وأحل محل التضامن التقليدي للجماعات الاجتماعية كالأسرة، القرابة، الحي وغيرها. إن قوة التنظيم الجديد برهنت على نفسها في عدة مناسبات ، وخاصة خلال الإنتخابات المحلية والتشريعية (1990-1991)، حيث أن مرشحي الأحزاب الإسلامية تفوقوا على الآخرين بالرغم من أن هؤلاء كانوا أكثر تجدرا في أحيائهم ومدنهم .
إن بعض المحللين[12] يعزون جزئيا، قوة الحركات الإسلامية في تلك الفترة على إرادة الأفراد في التخلص والهروب من الضوابط التقليدية التي لا تترك مجالا للحياة الشخصية. فإن تبني الرموز والسلوكات الإسلاموية من طرف العديد من الشباب فسر على أنه محاولة منهم للإفلات من هيمنة النمط الأبوي : ففجأة اكتسب الشباب مكانة اجتماعية جديدة وأصبحوا ينافسون سلطة الكبار. فالفتيات، بعضهن ارتدين الحجاب لتلافي النمط الذكروي المهيمن. فالشباب وجدوا إجابات لتطلعاتهم التي تمنح قيمة للأفراد المهمشين. فمن خلال انتماء بعضهم للحركات الإسلامية أصبحوا مرئيين (Visibles)ومميزين (اللحية والقميص) ، ونافعين ( مساعدة العجزة ، توزيع المعونات...).
مع ذلك فإن الهوية الجديدة المكتسبة تطرح مفارقة: فعندما يتخلص من روابطه القديمة يصبح عضوا في جماعة جديدة حيث لا مجال فيها للفروق والتعبير الفرديين. كانت هذه هي الوضعية السائدة حتى نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، إلا أنه مع تفاقم الأزمة السياسية منذ 1992، كان موقف الشباب متباينا : العديد التحق بالجماعات الإسلامية المسلحة واختار الإرهاب كوسيلة للانتقام من الدولة والمجتمع. أما الأغلبية فرجعوا إلى بيئتهم الأصلية بحثا عن وسائل للعيش والأمن. فمع استمرار تدهور المستوى المعيشي للفئات الشعبية لم تساعد هذه الوضعية الشباب العائدين،من هنا تعاظم الشعور بالوحدة والضياع ، أدى إلى تزايد في نسب الانتحار وارتفاع في نسب المتـرددين على أقسام العلاج النفسي وزيادة في نسـب المتعاطين للمخدرات[13] .
2- الثقافة السياسية الشبانية
قليل من الدراسات تناولت موضوع الثقافة السياسية في الجزائر، وهذا القليل المتوفر[14] لا يقوم على معطيات أمبريقية، وإنما على تأويلات تأميلية، لهذا يصعب تتبع تطور التغيرات على مستوى الثقافة السياسية مع غياب بنك أو مخزون للمعطيات يمكن الرجوع إليه للتحليل والمقارنة.
مع هذا فإن الذين كتبوا حول هذا الموضوع يؤكدون على مجموعة من الخصائص تمتاز بها الثقافة السياسية لدى الجزائريين: الجزائريين: أ- عدم الاهتمام، ب- الإغتراب، ج- الصراع الشديد في الثقافة السياسية عند النخبة.
مع هذا ورغم غياب معطيات تراكمية، فإن المتتبع للتاريخ الحديث للجزائر يمكنه تبيان نمط في الأراء والموافق السياسية في أربع مراحل:
أ- إن السنوات التي تلت الإستقلال تميزت بتماهي (Identification)مع النظام السياسي. فبعد حرب ثورية طويلة، جنّد السّكان لمهام نادى بها النظام السياسي.
ب- بعد الإنقلاب العسكري سنة 1965، ظهرت أولى بذور المعارضة والنقد للنظام داخل النخبة الحاكمة وامتد ذلك لأوساط طلابية يسارية. فبعد عمليات القمع الأولى نجحت السلطة في إمتصاص معارضيها في بداية السبعينات ومنهجهم مهام أيديولوجية/ ثقافية.
ج- إن أولى معالم المعارضة الشعبية للنظام السياسي ظهرت في أواخر السبعينات وبلغت ذروتها في أحداث أفريل 1980 ( الربيع البربري) .
د- كانت هذه الأحداث بداية لسلسلة من المظاهرات ميزت حقبة الثمانينات ، حركتها في الغالب الفئات الشبانية الأكثر إغترابا.
- إن التغيرات السياسية التي جرت بين 1989-1991، حفزت على المشاركة السياسية والمتمثلة في التظاهرات السياسية الكثيرة خلال هذه الفترة، تزايد الجمعيات المدنية ، الأحزاب السياسية، والمشاركة في الانتخابات .
- إن المسح الميداني الذي أنجز خلال المدة القريبة المنصرمة، في ظرف جو سياسي مشحون وأعمال عنف رهيبة، يبين مستوى متدني للمشاركة السياسية عموما وفي الحياة العامة. إن 6% فقط من المستوجبين خلال المسح ذكروا أنهم ينتمون إلى جمعية مـا وأن 13% يشاركون في أنشطة ذات مصلحة عمومية. فبالرغم من تكاثر الجمعيات والأحزاب منذ 1989 يبدو أن النساء والرجال الجزائريين عادوا إلى اللامبالاة والسلبية السياسية ويمكن رد هذه الوضعية إلى حالة اللاّ أمن و إلى الضوابط الجديدة المفروضة على الحياة السياسية ( فرض حالة الطوارئ، منع المظاهرات والتجمعات...) إن ما يعزّز موقف الشباب من العزوف عن السياسة، هو اعتقادهم أن هذه الأخيرة أمر معقد لا يمكن للمواطنين العاديين فهمه، فأكثر من 64% من المستجوبين يتبنون هذا الموقف.
أما فيما يتعلق بمواقف الشباب تجاه النظام السياسي فـ 38% يحملون تقييما إيجابيا تجاهه، في حين 51 % يعتقدون أنه نادرا ما يستجيب أو يهتم بطلبات وحاجيات المواطنين. فأغلب المستجوبين معنيين بالدرجة الأولى بإعادة إستتاب السلم أكثر من أي شئ آخر. فهم يضعون هذا الطلب على رأس الأولويات التي يجب على النظام السياسي أن يحققها وذلك حين سئـلوا أن يرتبوا حسب الأولوية من ضمن مجموعة من الحاجيات التي على السلطات تلبيتها[15].
لقد تأكد هذا الموقف خلال الإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 1995، حيث سجلت المشاركة نسبة غير متوقعة (75%). أغلب الملاحظين فسروا نسبة المشاركة العالية على أنها نذاء للسلم ورفض للعنف... ما يمكن ملاحظته في هذا المجال هو أنه ليس هناك فرق كبير بين فئة الشباب وغيرهم.
فيما يتعلق بجانب آخرمن الثقافة السياسية حاولنا التعرف على موقف الشباب من الممارسات والمؤسسات الديمقراطية ، فيظهر من خلال الأجوبة أنه ليس هناك طلب ملح على إقامة مثل هذه الممارسات والمؤسسات ، فإن نسبة 18% فقط من المستوجبين أجابوا بنعم على "هل يعتقدون أنه من المهام المستعجلة أن يراعيها النظام السياسي هي إقامة وتطوير المؤسسات الديمقراطية".
أكد المستجبون على هذا الاتجاه وذلك بالإجابة على سؤال آخر يرتبط بالصفات التي يجب أن يتحلى بها رجال السياسة، ومن بين الصفات المقترحة في السؤال هي: التجربة، الأخلاق، العدالة، الالتزام، الانفتاح على الأفكار السياسية، فلم يقع الاختيار على هذه الأخيرة إلا من طرف 17% من الشباب.
لا يمكن الجزم من هذا وحده والاستنتاج أن هناك غياب لثقافة ديمقراطية وكذلك أن هذه الأخيرة محصورة في نخبة صغيرة.
مع هذا وبتحفيظ، يمكن أن نقر أن هناك مؤشرات تبين أن الثقافة الديمقراطية ليست منتشرة بالشكل الكافي، وفي أحد المؤشرات، بالإضافة إلى ما سبق هو حصول الأحزاب الديمقراطية في الانتخابات التشريعية في جوان 1997 على نسبة منخفضة (12 %) من مجموع أصوات الناخبين .
إذا كان إرساء قواعد الديمقراطية لا يشغل الجزائريين كثيرا في الظروف التي أنجز فيها البحث، فذلك ربما مرده إلى أن الديمقراطية لدى الكثيرين منهم اقترنت بالفوضى وكثيرا ما تلام على كل ما وقع في البلاد منذ أحداث أكتوبر 1988. فالانفتاح السياسي بعد هذه الأحداث، والذي عرف ميلاد أحزاب عديدة ، ميزه كذلك نوع من الفوضى وغياب معايير العمل السياسي وكذا تخلى الدولة عن جزء من مهامها التنظيمية مما أدى إلى أحداث خطيرة: كالعصيان المدني وأحداث شغب أخرى، انتهت بإيقاف المسار الانتخابي وبعده دخول البلد في موجة عنف وأعمال إرهابية خطيرة.
إن هذا الظرف دفع كثير من المواطنين إلى الاعتقاد أن الديمقراطية غير صالحة للمجتمع وما هي إلا حلية استخدمت من طرف النظام السياسي ليستمر في الحكم...
فأكثر من 50% رفضوا التعددية الحزبية، ويحملونها جزءا من الأزمة التي هزت البلاد. فإذا ظهر أن رفض القيم والمؤسسات الديمقراطية وآلياتها مرتبط إلى حد ما بالظروف السياسية والاقتصادية للبلاد. فهذا الرفض لا يظهر أنه موقف مبدئي من الثقافة والمؤسسات الديمقراطية، فعندما سئل أفراد العينة عن النظام السياسي الذي يخدم أفضل مصالح مواطنيه، فإن أكثر من 65 % عينوا أنظمة سياسية ديمقراطية غربية، تحتل فرنسا الصدارة بـ 39% والولايات المتحدة الأمريكية بـ 14% . إن عامل السن يفسر بعض الفروقات في الإجابة عن هذا السؤال : فالبنسبة للفئة التي تزيد أعمار أفرادها عن الثلاثين سنة وضعوا فرنسا في الصدارة بنسبة 41% والولايات المتحدة ب 11%، أما الفئة التي تقل أعمار أفرادها عن 30 سنة فأجابوا ب 36% و 21% على التوالي. هذا يعني أن هناك اهتماما متـزايدا لدى الشباب بالانفتاح على أمريكا!
فالنظام السياسي الوحيد غير الغربي والذي أتى ضمن إختيارات المستجوبين هو العربية السعودية بـ (12% ).
فهل هذه الاختيارات تعكس ميولا للأنظمة الديمقراطية أو هل تدل على انجذاب الشباب إلى حالة الرخاء الاقتصادي التي يفترض أنها تسود في هذه البلدان؟ فالمعطيات التي بحوزتنا لا تسمح بالإجابة الدقيقة عن هذا السؤال. إلا أن بعض الملاحظات الميدانية والاستجوابات المطولة مع بعض الشباب تفيد أنهم يثمنون في الأنظمة الغربية التقدم الاقتصادي، القوة وكذلك العدالة الاجتماعية ودولة الرخاء التي تمنح كل أنواع الكفالات الاجتماعية كالضمان الاجتماعي وعلاوات البطالة وغيرها. كذلك من بين القيم السائدة في الأنظمة الغربية والتي تلقي تقديرا لدى الشباب بهذه القيم السالفة الذكر أكثر من أنها آليات لترتيب واشتغال المؤسسات السياسية.
فإذا كانت نظرة الشباب مواقفهم وقيمهم لا توافق مواقف وقيم الثقافة السياسية الرسمية ولا تنطبق مع ما أصطلح على تسميتها في الأدبيات السياسة الغربية " بالثقافة السياسة المشاركة"[16] بمعـنى الثقافة السياسية الحديثة، فهذا لا يعني البتة أنهم لا يملكون قيما وتصورات حول السياسة والنظام السياسي الذي يعيشون تحت ظله.
ففي الظروف التي تمر بها الجزائر،يؤكد الشباب على تصورات وقيم سياسية أخرى : العدل، النـزاهة، المساواة ، قيادة سياسيـة قويـة... الخ.
فاتساع انتشار الرشوة والظلم الاجتماعي أتى على هذه القيم. فما يبتغيه ويثمنه الشباب اليوم كانت في نظر كثير من المواطنين وقتا للضياع حيث أن السياسة كانت تخدم المصالح الخاصة، وأن تناحر الفرق والعصبيات داخل السلطة أضعف من الدولة ومن هيبتها.
فالحاجة الملحة لقيادة سياسية قوية، تبرز في إجابة المستجوبين الشباب عن سؤال " أذكر شخصيتين أثرتا في تاريخ الجزائر المعاصر" فإن أكثر الأسماء ترددا هي الأمير عبد القادر وهواري بومدين، فالأول نظرا لمقاومته الطويلة ضد الاستعمار والثاني لجهوده في بناء دولة الجزائر الحديثة . فعلى الرغم من أن فترة الثمانينات سادها جو ألين بالنسبة للحصول على المواد الاستهلاكية وحرية أكبر في التنقل، إلا أن لا أحد يذكر الشاذلي بن جديد الذي حكم البلاد في تلك الفترة.
فإن إبراز اسم هواري بومدين، يدل على ارتباط وتثمين الشباب لقيم العدالة الاجتماعية، القوة والكبرياء الوطني، والتي ينسبونها إلى فترة حكم هواري بومدين .
إن ما يظفوا من خلال البحث في الثقافة السياسية عند الشباب الحضري، هو استمرار لبعض الملامح والقيم الثقافيـة الأساسية . فالمسـاواتي (Egalitarisme) هي إحدى هذه العناصر التي تؤكدها نتائج البحث الميداني وهي متجذرة في المقاومة الطويلة ضد الاستعمار والمضخمة بواسطة الأيديولوجية الشعبوية منذ الاستقلال. فقيمة المسـاواتية تعمل كآلية لنـزع الشرعية عن السلطة والثروة.
فأحداث أكتوبر 1988 مثلا لم تكن "مظاهرات الجوع" بقدر ما كانت تعبيرا عن مطالب للعدالة الاجتماعية وسخط ضد الفروقات الاجتماعية المتنامية، فـ 82% من المستجوبين يرون أن الهوة بين الفقراء والأغنياء قد تعاظمت.
فشعور الشباب من أنهم حرموا من الاستفادة من حقهم في الثروة الوطنية كان حافزا للرفض العنيف للنظام السياسي والنخبة الحاكمة، يسود شعور حاد بين المواطنين الجزائريين أن بلدهم غني جدا، ولكن نظرا لتفشي الفساد، الرشوة وعدم الكفاءة بين المسييرين، قد أفقر البلـد...
فمرجعية السبعينات السياسية بالنسبة للشباب، رغم عدم معايشة أغلبيتهم لهذه الحقبة، تبرز الحنين إلى دولة الرخاء « L’Etat providence» والقيم الوطنية، فقد يظهر إلى حد ما فيما سجلته بعض الأحزاب الوطنية الشعبوية في الإنتخابات التشريعية لجوان 1997، والمتمثلة خاصة في عودة حزب جبهة التحرير الوطني .
الخلاصة
عرفت الجزائر تحولات عميقة وسريعة خلال الثلاث حقب الماضية. كانت هذه التحولات نتيجة لسياسة تنموية شاملة يرجع الدور الريادي فيها للدولة. فركائز هذه السياسة التعليم الجماهري، التمدن، والتصنيع.
تحققت خلال الحقبتين الأولويتين إنجازات استفادت منها كل الشرائح الاجتماعية وخاصة فئة الشباب بحيث تم إدماجها في المجتمع عن طريق توفير مناصب شغل ومنحها دور سياسي. فكانت مرحلة لحراك إجتماعي سريع وتجنيد سياسي كثيف.
إن بروز الصعوبات الاقتصادية، واستمرار الزيادة في نسب النمو الديمغرافي ( على الأقل حتى منتصف الثمانينات) ، انتكاس في الحراك الاجتماعي والمهني، غياب إصلاح سياسي، وتعميق في التفاوت الاجتماعي، أدى إلى تهميش عدد كبير من الشباب عبر هؤلاء عن اغترابهم وغضبهم بالنـزول دوريا إلى الشارع، والأخذ ممن ينرون إليهم كمصدر لتهميشهم.
فالتظاهر ليست الوسيلة الوحيدة التي يعتمدها الشبـاب للبحث عن مكانة لهم داخل المجتمع. فاندماجهم الاقتصادي يسلك طرقا صعبة فهم يستخدمون كل المصادر المتاحة لهم: العائلة، الدولة، والاقتصـاد المـوازي.
يتبنى الشباب مواقفا واستراتيجيات توفيقية بين نماذج وقيم ثقافية لكي يحققوا اندماجهم الثقافي... فهذه الإستراتيجيات التـي يحاول بهـا الشباب التوفيق بين نظام معياري ومتطلبات براجمتية خلقت توتـرات خصوصا عندما أبعدوا عن المساهمة في المجتمع الاستهلاكي. إن أكبر الصعوبـات التي تواجه الشباب ترتبط بالاندماج السياسي، وهـذا ما تجـلى من خلال التمثلات والمولقف التي عبر عنها في سبر الأراء والتي تعكس في جـانب آخـر مواقف واتجاهـات شعبوية رافضة للنظام السياسي.
إن المعظلة التي تواجه النظام السياسي الجزائـري هو تزامن طلبـات ذات طبيعة مختلفة، فمن جهة تجاهه تظلمات اقتصادية، اجتماعية، ومن جهة أخرى تطرح عليه طلبات ملحة للمشاركة والـمحاسبةالسياسية.
إن تطبيق الإصلاح الاقتصادي لم ترافقه سياسة اجتماعية ملائمة وفعالة، مما زاد في تفاقم أوضاع الفئات الدنيـا.
أما الإصلاحات السياسية فلم تنجح أو تعمل على إدماج الشباب في المجتمع. إن ما يبعث على القلق هو أن أسباب الغضب والعنف جزء كبـير منها مازال قائما، وإذا لم يبذل جهدا حقيقيـا لاسـتيعابها فقد يكون التظـاهر والعنف هو وسيلة التعبير الوحيد المتبقيـة للشبـاب.
المراجع
CHAREF, Abed: L’Algérie, le grand dérapage.- Paris, Ed de l’aube, 1994.
BOUKHOUBZA, M’hamed: Octobre 88, évolution ou rupture?.- Alger, Ed Bouhcène, 1991.
JADJ-ALI, Slail.- L’islamisme dans la ville.- Mode Arabe-Maghreb/ Machrek, 1er trimestre, 1994.- p.p.69-74.
DIAMOND, Larry.- Political culture and democracy in developping countries.- London, Ed Boulder, 1994.p.7.
BENATIA, Farouk.- Alger: Agrégat ou cité.- Alger, SNED, 1980
VERGES, Merième.- La Casbah d’Alger: chronique de survie dans un quartier en surcis.- in NAQD, N° 6
BOUMAZA, Zoulikha.6 Al rue dans le vieux Constantine: Espace public, marchand ou lieu de sociabilité? In Isaniyat n°2, Automne 1997.- p.p. 27-46.
ALAIDI, Abdelkrim.- Jeunesse en Algérie: représentations et enjeux inédit, 1995.- p.9
ROUDJIA, Ahmed.- Les frères et la mosquée.- Paris, Ed, Karthala, 1990.
MOUSSAOUI, Abderrahmane.- La mosquée au péril de la commune.- Document URSAC, 1991.
LEVEAU, Remy (sous la direction de).- L’Algérie dans la guerre.- Paris, Ed. Complexe, 1995.
QUANDT, William B.- Revolution and political learsuship: Algeria, 1954-1968.- Ed. M.I.T. press, 1969.
ENTELIS, John P.- Algeria: The revolution instutionalized- Colorado, Ed. Westwiew press, 1986.
ALMONS, Gabriel & VERBA Sidney. - the civic culture: political attitudes and democracy in five nations.- Princeton , 1993.
BENNANI – CHARIBI, Mounia.- Les représentations du monde des jeunes Mrocains.- Paris, I.E.P, Thèse de doctorat, 1993.
TESSLER, Mark.- The origins of popular support for Islamic movements, center for international studies of Milwaukee, 1994.
الهوامش
[1] مظاهرات أخرى كان حضور ودور الشباب فيها كبيرا، سبقت أحداث أكتوبر 1988 وقعت في سنوات 1982 بوهران ، 1986 ، في قسنطينة وسطيف .. ألخو المحاولة تنظيرية لهذه الأحداث راجع: COLONNA, Fanny.-Sur le passage de l’émeute è l’attenta collectif (1978-1996).- in Monde arabe Maghreb- Machrek, N° 153-, 1996,- p.p. 40-47.
لأكثر تفاصيل حول أحداث أكتوبر انظر:
Charef Abed? – L’Algérie, le grand dérapage,- Paris, Ed de l’Aube, 1994.
BOUKHOUBZA, M’hamed,- Octobre 1988, évolution ou rupture,- Alger, 1991.
[2] حول الطابع المدني للحركة الإسلامية انظر :
HADJ, ALI, Smail,- L’islamisation dans la ville,- Monde Arabe Maghreb/ Machrek, 1er trimestre, 1994,- p.p, 69-74.
[3] إن مسألة التهميش هي ليست عملية مطلقة بل تقع وفق صيرورة جدلية : أي كلما حدث تهميش لفئة معينة تقابله محاولات للإندماج حسب طرق مختلفة.
[4] DIAMOND, Larry.- Pomitical culture and democracy in devemoping countries.- London, Boulder, 1994, p.7.
[5] أنجز هذا البحث في إطار شراكة علمية بين كل من جامعة وهران ، وجامعة الرباط ( المغرب ) والمعهد الأمريكي للدراسات المغاربية (AIMS)
[6] لأكثر تفاصيل حول هذه النقطة انظر :
BENATIA, Farouk.- Alger, Agrégat ou cité?.- Alger, SNED, 1980.
[7] VERGES, Merième., La Casbah d’Alger: chronique de survie dans un quartier en survie, in NAQDn n° 6 , Alger.
[8] BOUMAZA, Zoulihka ,- La rue dans le vieux Constantine: espace public, marchand ou lieu de sociabilité.- Oran, in Insaniat n°2 – Automne 1997.- p.p. 27-46.
[9] Ibid,- p.32.
[10] ذكر في :
EL- AIDI Abdelkrim, jeunesse en Algérie, représentation et enjeux.- Inédit, 1995, p.9.
[11] حول أدوار مؤسسة المجسد وعلاقتها مع الحركة الإسلامية، انظر:
ROUADJA, AHMED, 6 Les frères et la mosquée.- Paris, Karthala, 1990.
[12] مثال على هذه الدراسات مجموعة المقالات المنشورة في كتاب:
LEVEAU, Remy ( sous la direction de).- L’Algérie dans la guerre.- Paris, Ed, Complexe, 1995.
[13]. Ibid
[14] حول المصادر النجلوساكسونية التي لاعالجت موضوع الثقافة السياسية من بين مواضيع أخرى على سبيل المثال:
QUANDT WILLIAM, B, -Revolution and political leadership: Algeria, 1954- 1968. - Mit press, 1969,
ENTELIS, John P.- Algeria the revolution institutionalizes,-westwiew press, 1986.
[15] في سبر للأراء أنجزته الجريدة اليومية "الوطن" في ديسمبر 1992 كانت الأولويات آنذاك لمشكلة التشغيل والسكن ب 26 الأمن فجاء في المرتبة ا؟لأخيرة ب %12
[16] هذه المصطلحات مستخدمة من طرف إقتراب نظري للعلوم الساسية المقارنة في أمريكا بالخصوص أهم ممثليه :
ALMOND, Gabriel& SIDNEY, Verba,- The civic culture ; political attitudes and democracy in Five nations,- Princeton, 1963.