Sélectionnez votre langue

تقديم

إنسانيات عدد 60-61 | 2013 | المدرسة : رهانات مؤسساتية و اجتماعية | ص 07-10 | النص الكامل 


Aicha BENAMAR : Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, Oran, 31 000, Algérie.
Nouria BENGHABRIT-REMAOUN : Centre de Recherche en Anthropologie Sociale et Culturelle, Oran, 31 000, Algérie.


 

تشكل المدرسة، بوصفها رهانا أساسيا في التنمية البشرية، موضوعا للعديد من الخطابات الرسمية، البرامج الوطنية، النصوص التشريعية و الدراسات و الأبحاث، و يعدّ الترابط بين قطاعات التربية والثقافة، التعليم والتعلُّم، في هذا المجال، ترابطا بديهيا و معقدا في الوقت ذاته، و هو الأمر الذي دفعنا في هذا العدد من مجلة إنسانيات للتطرق إلى إشكاليات المدرسة و التكوين، و كذا رهاناتها المؤسساتية و الاجتماعية.

عكس تفعيل مختلف مبادرات الإصلاحات خلال السنوات الأخيرة في الجزائر الجهود المبذولة في سبيل الرفع من نسبة عروض التعليم و التكوين، فمنذ 2003 عرفت التربية الأساسية و التعليم ما بعد- الإجباري، على سبيل المثال، إعادة صياغة نماذجها البيداغوجية من خلال تبنّي المقاربة بالكفاءات، كما أحدث التعليم العالي شهادات ليسانس و شهادات ماستير مهنية اعتبرت عناصر هامة للربط بين سوق العمل والإدماج المهني للطلبة الذين تمّ تكوينهم. شملت الإصلاحات أيضا قطاع التكوين و التعليم المهنيين بغية تحقيق غايتين هامتين تمثلتا في تحقيق التكافؤ بين العرض و الطلب فيما يخص التكوين، و تدريس مهن تسمح للشباب بالدخول بشكل سريع في الحياة العملية.

يقترح المقال الأول في هذا العدد تحليلا للأنظمة المغاربية للتكوين (في الجزائر، المغرب و تونس)، بحيث تتساءل كل من عائشة بن عمار، نورية بنغبريط-رمعون وزبيدة سنوسي حول كيفية التوفيق بين الطلب "الاجتماعي" على التكوين و"الفعل العمومي" المرتبط بمختلف السياسات العمومية. يهدف هذا الإسهام إلى دراسة المحاور الكبرى للإصلاحات المتخذة في هذه البلدان منذ سنة 2006 من أجل تقييم اسهاماتها وتقويم تأثيرات هذه الأنظمة التي جاءت بها مختلف السياسات العمومية فيما يخص التكوين و المساعدة على الإدماج المهني للشباب.

واجهت التنمية النوعية للتربية في الجزائر، ضمن إطار يطبعه تضخّم عدد المتمدرسين، العديد من المشاكل المرتبطة بالنقائص والاختلالات الوظيفية أثّرت في جودة الدروس المقترحة و المقدمة، و كذلك في مردودية النظام بأكمله، لذا أصبح إصلاح المنظومة التربوية ضرورة ملحة، سواء بسبب الوضعية الموضوعية للمدرسة أو بسبب التحوّلات الحاصلة في مختلف الميادين على المستوى الوطني. بالإضافة إلى هذا، فقد سجّلت مختلف أطوار التعليم المدرسي بعض التغيّرات على المستوى البيداغوجي. هذه الأخيرة، هي موضوع إسهام زهرة حساني التي تحلل سيرورة إعادة الصياغة البيداغوجية للمحتويات و المناهج من التعليم التحضيري إلى نهائي الثانوي، انطلاقا من تحقيق ميداني تم فيه الاستعانة بالاستمارات و المقابلات مع أساتذة يدرسون بالثانوي بغية تحديد و كشف التغيرات التي نتجت عن هذه المقاربة على مستوى الممارسات البيداغوجية.

يهدف إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر، و الذي تعزز بقانون التوجيه المؤرخ في 23 جانفي 2008، من بين ما يهدف إليه، إلى التحسين الملموس و المستدام لمكتسبات التلميذ، في كل مستويات التمدرس، جاعلا بذلك الدعم المدرسي شرطا أساسيا و من أولويات برنامج الإصلاح. لكن تؤكّد، في هذا السياق، عائشة بن عمار أن إجراءات الدعم تحظى اليوم باهتمام كبير بالتوازي أو على هامش النظام التربوي. تحاول الباحثة من خلال هذا المقال الإجابة عن تساؤليين رئيسيين هما: لماذا تحظى الدروس الخصوصية بشهرة واسعة من الطور الابتدائي إلى الطور النهائي و أحيانا أبعد من ذلك؟ و لماذا تلجأ إليها المؤسسات التربوية في حدّ ذاتها في شكل دعم مدرسي؟ السؤلان المطروحان في هذا النص يعكسان التناقض مع غايات المناهج  (Curricula) الجديدة التي جاءت للتقليص من الخلل الوظيفي للمنظومة و في التقليص من حجم دروس الدعم.

من زاوية مغايرة، تلقي فاطمة نكال نظرة أخرى على تطبيق الإصلاح على مستوى أربع مؤسسات للتعليم الثانوي في ولاية وهران، و تحاول الباحثة من خلال اهتمامها خصوصا بشعبة "تسيير و اقتصاد" الوصول إلى واقع المنظومة، من خلال حوصلة مقتضبة، و تخلص في الأخير إلى مشكل نقص التواصل في المحيط المدرسي، مع ربطه بمسألة عدم التحكم في اللغات سواء كانت وطنية أو أجنبية، أما الباحث وجيه قهرية فيتطرق إلى موضوع الانتقال من اللغات في الوسط المدرسي إلى اللّغات في الوسط الطلابي انطلاقا من حالة أربع طالبات جزائريات هاجرن إلى فرنسا، في فترة قريبة، كما تشكّل أيضا تمثّلات اللغات في الوسط المهني موضوع إسهام نزيهة بن بشير التي تتساءل حول نظرة إطارات سوناطراك إلى العلاقة الموجودة بين اللغات وثقافات.

ضمن سياق الإشكاليات اللغوية يركز عبد الناصر قجيبة إسهامه حول الروابط الموجودة بين التحوّلات المجالية و ممارسات المتحدثين، و يهتم خصوصا بعلاقات بين التغيرات اللغوية و المجالات عند سكان منطقة الأوراس، و من جهة أخرى يسائل عبد النور بن عزوز ظاهرة "أشكال التعبير عند الشباب" من خلال تحليل بعض المنتوجات الشفهية للشباب الجامعيين مع التركيز على الاستخدام المتناوب لشفرتين لسانيتين عند الحديث.

يدور إسهام فاطمة الزهراء بولفضاوي حول سيرورة تعليم و تدريس الإحصائيات في مدارس التعليم المتوسط. و من خلال التركيز على الصعوبات التي تعترى هذا المجال المرتبط بالرياضيات، فإنها تدعو إلى التكوين المتواصل للأساتذة.

تقع الكتب المدرسية في قلب اهتمامات و مساهمات كل من حسن رمعون، يوسف بوغنمي، فاضل حرزلّي و عبد الوهاب بلغراس. يتطرق مقال حسن رمعون إلى تعليم المواطنة في الجزائر، انطلاقا من مضمون خطاب الكتب المدرسية للتربية المدنية، حيث يقوم بتحليل مقارن لمحتويات ثلاثة و عشرين كتابا موجّها للطور الثانوي في البلدان المغاربية الثلاثة (الجزائر، تونس و المغرب)، و تدور الإشكالية هذا النص حول مسألة تحصيل ثقافة المواطنة في هذه الكتب التعليمية. أما مقال بوغنمي فيحاول، انطلاقا من تحليل كتابيين مدرسيين تونسيين في الجيولوجيا، الإجابة عن السؤال الذي يدور حول معرفة ما إذا كان محتواهما يسهّل تحصيل ثقافة مشاركة في المدرسة، و من ثمّة، في المجتمع، في حين ينصب اهتمام حرزلّي على تأثير كتب الجغرافيا في التربية على تسيير المخاطر التي تقوم في الوقت ذاته على معارف، و لكن أيضا على كفاءات بسيكو- سوسيولوجية، أما بلغراس فيعالج في مساهمته مسألة الكفاءة الثقافية من خلال تحليل كتاب الفلسفة الذي يستخدمه طلبة السنة الثانية ثانوي من أجل فهم أسس المقاربة المناسبة لعدد من المفاهيم و القيم.

انطلاقا من تحليل مقارن لأنظمة التكوين في التربية البدنية و الرياضية بالجزائر و فالونيا، يقترح كل من نبيل كرفس، أحمد حمزة غضبان و بن جدو بوطالبي، بعض الأفكار القادرة على تحسين جودة السيرورات المجندة. و حسب المؤلفين، هناك عنصران لا بدّ أن يشكلا محورًا تدور حوله العملية التربوية و المهنية.

يتطرق هذا العدد أيضا إلى ممارسة التربية البدنية و الرياضية في المدرسة، و في هذا المقام يقترح بوبكر يحياوي إسهاما يعالج فيه ظروف ممارستها على مستوى الهياكل، المستوى المادي و البشري مشيرا بالخصوص ضعف المشاركة النسوية.

أما عبد الجليل عقاري، كولين.لوميس و تيبو.لووير فيعاينون منظومة التعليم التحضيري في إفريقيا و تقييم تأثيرها على الأطفال عبر قراءة في مضامين مجلات علمية دولية. يكمن السؤال الأساسي المطروق في معرفة العوامل البيداغوجية القادرة على الرفع من تأثير التعليم التحضيري، كما يشير الباحثون إلى الظروف القاسية لترسيخ هذا النظام في إفريقيا، مع التأكيد على ضرورة التعاون بين هذه المؤسسة والأسر و الجماعات المحلية.

يمكن للمدرسة بوصفها إطارا مؤسساتيا ملموسا، مبني تاريخيا و متجذّر في المجتمع، أن تأخذ أشكالا متعددة ، متمخضة عن مفارقات عديدة موجودة على المستوى المحلي و الوطني، و هذا التباين المؤسساتي يعدّ من أسباب تعدد أشكال الفعل والسيرورات الاجتماعية التي تُصعّب من بناء معنى لمفاهيم النجاح المدرسي، الاجتماعي و الادماج المهني للشباب.

 

بقلم عائشة بن عمار و نورية بنغبريط-رمعون  

ترجمة: صورية مولوجي-ﭬروجي

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche