Sélectionnez votre langue

عزو إسماعيل عفانة و يوسف إبراهيم الجيش: التدريس والتعلم بالدماغ ذي الجانبين، عمان، دار الثقافة للنشر والتوزيع، 2009، 352 ص

يستعرض هذا الكتاب بين دفتيه أحدث التقنيات السيكولوجية في التعليم والتدريس من خلال تفعيل الدماغ ذي الجانبين الأيمن والأيسر والكشف عن مختلف آليات اشتغال هذا الأخير. فبعد تعيين الفوارق الموجودة بين العمليتين (التعلم والتدريس في الفصل الأول المعنون بـ"أساسيات التدريس والتعلم بالدماغ ذي الجانبين" يشرح هذا المؤلف طريقة معالجة نصفي كرة الدماغ للمعلومات التي يتلقاها ويربط بين هذه المعالجة وبين عوامل شتى تتدخل في تحديد نسبة الفهم والإدراك كالسعة العقلية، النضج الفسيولوجي، الذكاوات المتعددة وغيرها من العوامل الأخرى. كما يكشف هذا الكتاب من خلال التّطرق إلى العلاقة بين "الجهاز العصبي وعملية التعلم" عن مكونات كل من الدماغ والجهاز العصبي بما في ذلك مراكز حيوية وخلايا عصبية وذلك مع تفصيل ميكانيزمات اشتغالها والتركيز على مدى ضرورة تهوية الحصص التعليمية بغية تنشيط أدمغة المتعلمين وتزويدهم بالكمية الضرورية من الأكسجين. أما عن موصلات الدماغ، فيبلغ عددها اثنا عشرة بالإضافة إلى تلك المرتبطة بالحواس، كحاسة الشم مثلا والتي أكدت الدراسات على ارتباطها الوثيق بالذاكرة ودورها الكبير في التعلم المبكر عند الطفل.

فيما يتعلق بـ "نظرية التعلم القائم على الدماغ ذي الجانبين"، فإن هذه الأخيرة تعتبر الدماغ نظاما ديناميكيا معقدا ذو طبيعة اجتماعية، وهو يبحث عن المعنى بشكل فطري ومن خلال النمذجة، أي نمذجة الخبرات على شكل قوائم وخرائط عقلية، ويعد أسلوب التعلم هذا، في حدّ ذاته طريقة داعمة لتحسين قدرات التعليم والتعلم، دون إغفال العناصر البيولوجية- الوراثية، الانفعالية وحتى البيئية والحسية الحركية المؤثرة في هذه النظرية. إضافة إلى ذلك يتطرق هذا الكتاب أيضا إلى خطوات التعليم ومناهجه، كما أنه يشيد في الفصل الخامس منه بـ "فعاليات التدريس والتعلم المسيطرة على جانبي الدماغ "بمختلف تحركاتها، خصائصها وأنماطها و يعطي إرشادات وجيهة لتنشيط الجانب الخامل من الدماغ بعد إجراء اختبار لتحديد الجانب المسيطر منه. من جهة أخرى، حظيت "الإستراتيجيات التدريسية لتنشيط الجانب الأيسر أو/ الجانب الأيمن غير المسيطر من الدماغ" بالقسط الوفير من صفحات هذا المؤلف واستحوذت على فصلين منه، ليقوم المؤلِفَيْن في الفصل اللاحق بجرد لمختلف "الإستراتيجيات التدريسية لتنشيط الجانبين معا" كإستراتيجية التشريع المعرفي القائمة على تسريع نمو البنية الدماغية للمتعلمين وإستراتيجية التعلم التوالدي التي تركز على العمليات التفكيرية الناجمة عن عمل الدماغ ومواقف تعليمية ذات معنى، بالإضافة إلى إستراتيجية جنجسو او بوسنر للتغيير المفهومي وغيرها من الإستراتيجيات الهادفة.

أما الفصل التاسع والأخير، فهو يتطرق لـ "اتجاهات تربوية حديثة في تنمية ذكاوات الدماغ" ويقترح نموذجا للمدرسة الذكية والأساليب التعليمية المتناغمة، كما يشيد بدور التكنولوجيا وإسهاماتها في القيام بعملية التدريس والرفع من المردودية التعليمية سواء تعلق الأمر بالوسائل البصرية التي تساعد على الفهم الأعمق للموضوعات أو من خلال المواقع الإلكترونية التي تسمح للمتعلمين، على سبيل المثال، بالقيام بعملية تشريح ضفدعة بشكل افتراضي، بدلا من القيام بالتشريح فعليا.

وتجدر الإشارة إلى أن كل فصل من هذا الكتاب يختتم بأسئلة للتقويم الذاتي وأنه يعتمد في مراجعه على أحدث الدراسات والأعمال المنجزة في هذا الحقل، وهو يفتح مجالا لدراسات مستقبلية في المجالات التعليمية والتربوية على حد سواء، كما أن الانتهال من مادته سيسسلم لا محالة، في إثراء وتقويم البرامج المدرسية من خلال التركيز على تنمية القدرات الدماغية وتحفيز المهارات الفكرية.

صورية مولوجي-ﭬروجي

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche