Sélectionnez votre langue

تظاهرات علمية  : ملتقى "الجندر و الرياضة" من تنظيم المجلس الإفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية CODESRIA و مركز الدراسات العربية الإفريقيَة AARC، القاهرة أيام 23، 24 و 25 نوفمبر2009

شهدت الفترة الممتدة ما بين 23 و 25 نوفمبر 2009 انعقاد اللقاء السادس حول الجندر في تنظيم مشترك بين CODESRIA و مركز الدراسات العربية و الإفريقية في القاهرة خصص موضوع هذا اللقاء السنوي حول علاقة الجندر بالرياضة إن اختيار "الرياضة" كموضوع للمقاربة الجندرية لم يكن شيئا اعتباطيا رغم أنه يخرج عن نطاق المواضيع التي دأبت CODESRIA على تنظيمها. فمقارنة بمواضيع تدرس علاقة الجندر بالتنمية المستديمة، المواطنة، الصحة، التربية أو الفقر، تأتي الرياضة في مراتب متأخرة من حيث اهتمامات البحث الاجتماعي في إفريقيا، على اعتبار أن الموضوعات ذات الأولوية البديهية الخاصة بإفريقيا تكاد تفرض منطق ترتيبها في أجندة البحوث و الاهتمامات.

ينبغي الإشارة هنا إلى أن مركز البحوث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية خصّص العدد 34 (أكتوبر/ ديسمبر 2006) من مجلة إنسانيات لموضوع "الرياضة، ظاهرة و ممارسات" و هذا بهدف جعل هذا الموضوع ضمن نطاق الموضوعات التي يجب إعارتها الاهتمام اللازم في ميدان البحوث الاجتماعية .

قد تكون الأحداث الرياضية الكبرى المتعلقة أساسا برياضة كرة القدم الدافع وراء مثل هذا اختيار لموضوع الملتقى، فخلال سنة 2009 استفادت إفريقيا من تنظيم كأس العالم الـ 17 للشباب أقل من 20 سنة في مصر في الفترة الممتدة ما بين 25 سبتمبر و 16 أكتوبر 2009، كما استفادت أيضا من تنظيم كأس العالم الـ 13 للناشئين أقل من 17 سنة في نيجيريا في الفترة ما بين 24 أكتوبر و 15 نوفمبر 2009 في إطار الرياضة نفسها، إضافة إلى برمجة تنظيم كأس العالم للكبار ابتداء من 10 جوان 2010 المقبل في جنوب إفريقيا. يمكن القول في هذا الإطار، انطلاقا من الأحداث العالمية الكروية التي جرت أو برمجت للسنة القادمة في إفريقيا، إن الاهتمام بالإشكاليات المرتبطة بالرياضة تكاد تكون محاولة لاستدراك تأخر معتبر في دراسة مثل هذه الموضوعات.

جرت أعمال الملتقى على مدار ثلاثة أيام، حيث تمكن المتدخلون (23 متدخلا من 13 دولة إفريقية : تونس، المغرب، مصر، السنغال، جنوب إفريقيا، كامرون، كينيا، ملاوي،نيجيريا، زامبيا، زمبابوي و جزر موريس) في  سبع جلسات مناقشة سبعة محاور هي : الجلسة الأولى "الجندر، الرياضة والسلطة"، الثانية "الرياضة و التنمية من منظور جندري"، الثالثة "الجندر و كرة القدم"، الرابعة "كرة القدم النسوية"، الخامسة "الجندر، الرياضة و وسائل الإعلام"، السادسة "الجندر،  الرياضة و العنف" و الجلسة الأخيرة "الجندر، الرياضة و المشاركة". تنوعت تخصصات المتدخلين الذين عالجوا موضوع الملتقى بين علم اجتماع، علم الاقتصاد،  الأنثروبولوجيا و العلوم السياسية.

أشار حلمي الشعراوي في مستهل تقديمه للملتقى إلى الأهمية التي تكتسيها تخصصات مثل سوسيولوجيا الجمهور الرياضي، سوسيولوجيا العنف الناتج عن الرياضة و سوسيولوجيا تسليع الرياضة في مقاربات الجندر. كما بين أن الاهتمام بالرياضة في العلوم الاجتماعية في أفريقيا يكاد يكون ظرفيا نظرا لقلة المنتوج حولها، و سعى لاعتبار أعمال الملتقى التفاتة ذات أهمية من المجلس الإفريقي لتنمية البحوث الاجتماعية (داكار) و مركز الدراسات العربية و الإفريقية (القاهرة).

ثاني تدخل في الجلسة الافتتاحية كان لشهيدة الباز (المنسقة العلمية للملتقى). هذه الأخيرة، بدأت مداخلتها بسؤال هو: هل الرياضة هي أولوية للمرأة الإفريقية ؟ حاولت من خلال هذا السؤال أن تستعرض مسار تطور الرفض لإدراج ملف الرياضة في المقاربات الجندرية في إفريقيا على اعتبار أنه لا يأتي ضمن أولويات الإشكاليات التي ينبغي للعلوم الاجتماعية في أفريقيا أن تعالجها،  لتخلص في الأخير أن أشكال التمييز التي تعاني منها النساء في أفريقيا لا يتوقف فقط في جوانبه السياسية والاقتصادية بل يتعدى أيضا إلى الرياضة. فحسب المتحدثة، كثير من النساء في إفريقيا مقصيات من الممارسة الرياضية سواء بسبب مادي أو سبب اقتصادي أو بسبب ثقافي، وهذا الإقصاء هو إقصاء من "مجال البناء الفعلي الجسماني و التنافسي و التمثيلي للرياضة" الذي تستحوذ عليه الذكورية في إفريقيا بامتياز.

التدخل الثالث كان لعلاء الدين هلال الدسوقي الذي بين في محاضرته أن الممارسات الرياضية هي أفضل مجال لإرساء المساواة بين المتنافسين على اختلاف لغاتهم، أديانهم، جنسياتهم ومستوياتهم الاقتصادية، كما أن تمكين النساء الإفريقيات من ممارسة الرياضة هو تمكين لبناء الإحساس بالأهمية. كما أشار في الأخير إلى أهمية الرياضة في بناء الوطنية و المواطنة.

ما يمكن أن نستخلصه من خلال أعمال هذا الملتقى، أن مجال دراسة الرياضة في أفريقيا يبقى ضعيفا خصوصا مع قلة المعطيات الإحصائية حول المنتسبين من الجنسين (المنخرطين) في مختلف النشاطات الرياضية الرسمية (الرياضيون المنخرطون من مختلف الأعمار و من الجنسين في الاتحادات الرياضية) والنخبوية (رياضيو المستوى العالي) في إفريقيا، فعدم توفر هذه المعطيات الكمية أثر بشكل كبير على إمكانيات تقييم الممارسة الرياضية المنتمية إلى مختلف الاتحادات الرياضية خصوصا النسوية منها، وأمام هذه الصعوبة يصبح البحث عن أرقام إحصائية حول المشاركة الجماهيرية في الرياضة و مكانة الممارسة النسوية فيها ضربا من المستحيل. أحسن مثال على هذا القول يتمثل في أن كل المداخلات لم تقدم أيّة حوصلة بالأرقام حول ممارسة نوع معين من الرياضة أ و نسبة الممارسة النسوية فيها. لقد تجلت للعديد من الباحثين - في فترات النقاش - أهمية الفصل في التحليل و القراءة بين الممارسة التنافسية و/أو المحترفة و الممارسة الجماهيرية للرياضة و مكانة المرأة ضمن كليهما.إضافة للإشكالية الإحصائية المتعلقة بالممارسة الرياضية وعلاقتها بالجندر، طرحت في مداخلتين إشكالية الرياضة، الجندر وتقييم السياسات العمومية. وهنا تطرح الملاحظة نفسها، كون المتدخلين لم يقدموا أرقاما إحصائية ذات طابع اقتصادي تدعم ما ذهبوا إليه في تحاليلهم. كما مثلت إشكاليات التمثيل النسائي في التنظيمات الرياضية و دور الرياضة النسوية في التنمية الاقتصادية و علاقة الرياضة بوسائل الاتصال وقضايا العنف محاور نقاشات ثرية بين المشاركين، لكن ما يعاب على الكثير من المداخلات قلة الدراسات المـيدانية في الأبحاث المقدمة، فكثيرا ما يكتفي المتدخلون بتقديم منظورات إشكالية مدعمة بملاحظات حول الواقع المحلي دون الغوص في تقديم نتائج دراسة إحصائية أو تحقيق ميداني.

ما يلاحظ في ختام هذا الملتقى غياب بعدين اثنين من الطرح و التحليل.أول هذه الأبعاد غياب النظرة التاريخية النقدية في تحليل علاقة الرياضة بالجندر في إفريقيا سمح في أحيان معينة بتحميل النوع الذكوري مسؤولية إقصاء و تهميش النساء الإفريقيات من فضاء ممارسة و تسيير الرياضة، في حين أن تاريخ توطن الممارسات الرياضية مرتبط في كثير من دول إفريقيا بالظرف الكولونيالي، و قد تكون أشكال إقصاء النساء من هذا النشاط معطى تاريخيا موضوعيا يمكن إرجاعه لتكوين الحركات الوطنية ذات التكوين الذكوري في إفريقيا. ثاني الأبعاد الغائبة في المداخلات و الحاضرة في النقاشات هي قضية الرياضة المدرسية (هل هي إجبارية، اختيارية، تدخل ضمن حساب معدلات الانتقال من سنة إلى أخرى، عدد ساعات ممارستها،...) ومكانتها ضمن المنظومات التربوية في إفريقيا.

فؤاد نوار

 

Appels à contribution

logo du crasc
insaniyat@ crasc.dz
C.R.A.S.C. B.P. 1955 El-M'Naouer Technopôle de l'USTO Bir El Djir 31000 Oran
+ 213 41 62 06 95
+ 213 41 62 07 03
+ 213 41 62 07 05
+ 213 41 62 07 11
+ 213 41 62 06 98
+ 213 41 62 07 04

Recherche